تـركـيـة البـوسعيدي
هو مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شماسة بن حيان بن مر بن حيان بن أبي بشر بن خطامة بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي وكان من أهل سمائل.
اختلفت الآراء حول سنة إسلامه ونقطة الاختلاف في ذلك هو هل كون مازن أول من أسلم من عمان أم أن هناك من سبقه؟
فبعضهم مال إلى هذا الرأي الأول وأيده وبعضهم أشار إلى كونه من أوائل المسلمين ولكنه ليس بأولهم وهذا واضح من خلال بعض الكتب فكتاب "تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان" لأبي محمد عبدالله السالمي يقـر فيه مؤلفه حقيقة كون مازن أول من أسلم من عمان وشاركه في ذلك الكثير من العلماء والفقهاء مثل سرحان بن سعيد.
ورد ذلك في كتاب تحفة الأعيان للسالمي من (36،37،38) وعمان عبر التاريخ للسيابي طبعة 1402هـ و"تاريخ عمان المقتبس من كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة" لسرحان الازكوي العماني بتحقيق عبدالمجيد القيسي وكذلك مؤلف كتاب "شقائق النعمان على سموط الجمان في سيرة أهل عمان"، بينما عارض ذلك عدة علماء مثل سالم بن حمود السيابي في كتابه "عمان عبر التاريخ" في الجزء الأول والإقرار أو المصادقة من قبل أغلبية العلماء القدامى على كون مازن بن غضوبة هو أول من أسلم لجلي على أن نتبعه ونفضله لعدة أسباب.
السبب الأول: هو كون هذه الكثرة من العلماء أقرب إلى العهد القديم وهذا بدوره له تأثير على تفضيلهم للدولة الناطقة بكون مازن الأول. وقرب الزمان والاطلاع على الحقائق من خلال السؤال والاستبيان من أكثر الأمور إقناعا.
السبب الثاني: إن ظاهرة حديثة وجديرة بالاهتمام مثل ظهور دين مختلف كلية عن أديان الجاهلية لا بد أن يشرق في الأقطار ويشد الناس إلى معرفة خبر جديد وهي هذه العقيدة الداعية إلى ترك عبادة الأوثان والمتجهة إلى تعظيم التوحيد، ولا شك أن أخبار ظهور دين جديد قد سبقت إسلام مازن ولكنها لم تؤثر إلا في شخص واحد له أسبابه الخاصة ولم يكن على علم بهذا الدين.
السبب الثالث: إن ظاهرة التمرد على العادات الدينية هي من أكثر الأمور تشهيرا بالفرد من حيث كونه يكتسب التذمير والهمس واللمز من الأفراد المحيطين ولهذا لا يعقل أن يكون أول من أسلم بعيدا عن الذكر سواء كان فردا أو جماعة ذلك أن الإسلام وقتها قمة الابتعاد عن العقل وهو في نظر القوم ردة وبدعة عظيمة وصاحب البدعة لا يسلم من التشهير به ولهذا فكون مازن أول من أسلم قول أدعى بالأخذ لعدم تقدم غيره في هذا المجال.
مما ورد في الكتب أن مازن كان يتقرب لصنم له في الجاهلية يقال له ناجر قال: مازن فعترنا عنده ذات يوم عتيرة فسمعت صوتا من الصنم يقول:
يا مازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر بعث نبي من مضر بديــن الله الأكــبــــر فدع نحيتا من حجر تسلم من حـر سـقــر قال مازن ففزعت لذلك ثم عترنا بعد أيام عتيرة أخرى فسمعت صوتا من الصنم يقول:
أقبل إلــى أقبــل تسمع ما لا يجـهـــل هـذا نبي مـرسل جاء بحــق مـنــزل آمن به كي تعدل من حر نار تشعل ولعل قول مازن "ففزعت" دليل على كون هذا الخبر جديدا عليه وإصراره على المضي في العتر أدل على كونه يرفض الأخذ بالقول لعدم استقراره في محنة.. وهو دليل على أنه لم تصله حتى أخبار قليلة.. لأنه كان شاعرا متطلعا إلى الأحداث حوله وكان سيدا في قومه.. ولو وصله خبر إسلام بعض من جماعته لفكر في الأمر وعزم على الأخذ بـه عند ظهور أول كلام قال الصنم "انظر المراجع السابقة" كما أن عقلية مازن المثقفة والمطلعة لا شك كانت ستقوده إلـى الإسـلام لـو درى بإسلام من هم قبله وخبر الإسلام حينئذ ظاهر.
مازن ونظرتـه للجاهلية:
وببعض الموضوعية.. نتساءل إذا كان مازن هو أول من أسلم في عمان فـلا جدال أن لهذه الحكم الإلهية أسبابا جلية وواضحة كون أن العدالة الإلهيه ترسل الوحي إلى رجل من بين قومـه.. من بين كل هذا العدد من الرجال والشيوخ والشبان اختير مازن ولا بد أن يلتمس خلق في مازن من جانب الرعاية الربانية الـعـالمة بما يخفى في الصدور، جانب رضى بالاستكانة ولكنه كان يحتاج إلى بعض التشجيع هذا الجانب هو الرفض القاطع لكل قيم ومبادئ الجهل والطيش والإيمان بأن هناك ما هو أفضل وأدعى بالأخذ من مجرد عبادة أحجار بكماء لا تكاد تعي شيئا ويتضح ذلك مـن قـول مازن الـوارد فـي الكتب عندما سمع حديث الصنم "إن هذا العجب وإنه لخير يراد بي فبينما نحن كذلك إذ قدم رجل من أهل الحجاز فقلنا لـه ما وارءك فقال ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله" فقلت هذا نبأ ما سمعته فعدت إلى الصنم فكسرته، وركبت راحلتي فقدمت على الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعند العتبي قـال القادم: ظهر رجل يقال له محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف يـقـول لمن أتاه "أجيبوا داعي الله فلست بمكتبر ولا جبار ولا مختال أدعوكم إلى الله وترك عبادة الأوثان وأبشركم بجنة عرضها السماوات والأرض وأستنقذكم من نار تلظى لا يطفأ لهيبها ولا ينعم من سكنها" قال مازن: فقلت هذا والله نبأ ما سمعته من الصنم فوثبت إليه وكسرته جذاذا.
والملحوظة هذه الاستجابة الفورية من مازن والدالة على فرحة بظهور الجانب اللابث في أعماق تلك الروح النابذة لعادات الجاهلية وعقيدتها. انظر المراجع السابقة .
والتعبير يقول كسرت الصنم جذاذا ناميا عن روح التشفي التي تقطن في حنايا نفسه هذا يظهر في أبيات الشعر التي نطقها مازن بعد أسلامه:
كسرت باجرا أجذاذا وكان لنا رب نظيفُ به ظلا بتظلال بالهاشمي هدانا من ظلالتنا ولم يكن دينه مني على بالي يا راكب بلغني عمرو وأخواتها إني لمن قال ربي باجر قالولنبرئ ساحتنا حيث إن مازنا لم يقصد ما يتبادر إلى الأذهان من قوله لم يكن دينه مني على بال كونه كان قانعا وراضيا بحياته وجاهليته وإنما قصد أنه لم يكن يخطر على باله مثل هذا الدين العظيم بقيمة وأواصره لكونه فوق التحقيق وما إلى المحال في وقت عسفت فيه الجاهلية وطفت على العقول والأبدان.
وفي قوله نطيف به ظلا بتظلال: تتضح بإيجاز نظرته الحازمة في الجاهلية العقيمة التي ركنت جانب العقل وسكنت البدع والخـرافـات والـظـلـم والاستبداد فـالجاهـلية ما هي سوى ضلال وغي كان القوم يزدادون فيه ويسترسلون في عبادتهم للأوثان ولكل ما قبح ونبذ على النفوس السائرة على خطى الأجداد.
وكذلك إن مازنا قد تبرأ من كل الجاهلية وكأنه يرمي عبئا ثقيلا عن الجاهلية، عبئا قد فاض به صدره وعجزت عنه كل مقاومة لديه فقال: إنني لمن قال ربي ناجر قالِ أي تارك ونابذ والمدقق في هذا يدرك بأن مازنا قد اقتنع بالدين الجديد أيما اقتناع وما هو مستعد للتخلي عن أهله وأعزائه إذا ما ظلوا على ضلالتهم وغيهم وهذا والله لهو الإصرار والإسلام والكره لعين الجهل والأصنام.
*كاتبة وشاعرة عمانية
هو مازن بن غضوبة بن سبيعة بن شماسة بن حيان بن مر بن حيان بن أبي بشر بن خطامة بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي وكان من أهل سمائل.
اختلفت الآراء حول سنة إسلامه ونقطة الاختلاف في ذلك هو هل كون مازن أول من أسلم من عمان أم أن هناك من سبقه؟
فبعضهم مال إلى هذا الرأي الأول وأيده وبعضهم أشار إلى كونه من أوائل المسلمين ولكنه ليس بأولهم وهذا واضح من خلال بعض الكتب فكتاب "تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان" لأبي محمد عبدالله السالمي يقـر فيه مؤلفه حقيقة كون مازن أول من أسلم من عمان وشاركه في ذلك الكثير من العلماء والفقهاء مثل سرحان بن سعيد.
ورد ذلك في كتاب تحفة الأعيان للسالمي من (36،37،38) وعمان عبر التاريخ للسيابي طبعة 1402هـ و"تاريخ عمان المقتبس من كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة" لسرحان الازكوي العماني بتحقيق عبدالمجيد القيسي وكذلك مؤلف كتاب "شقائق النعمان على سموط الجمان في سيرة أهل عمان"، بينما عارض ذلك عدة علماء مثل سالم بن حمود السيابي في كتابه "عمان عبر التاريخ" في الجزء الأول والإقرار أو المصادقة من قبل أغلبية العلماء القدامى على كون مازن بن غضوبة هو أول من أسلم لجلي على أن نتبعه ونفضله لعدة أسباب.
السبب الأول: هو كون هذه الكثرة من العلماء أقرب إلى العهد القديم وهذا بدوره له تأثير على تفضيلهم للدولة الناطقة بكون مازن الأول. وقرب الزمان والاطلاع على الحقائق من خلال السؤال والاستبيان من أكثر الأمور إقناعا.
السبب الثاني: إن ظاهرة حديثة وجديرة بالاهتمام مثل ظهور دين مختلف كلية عن أديان الجاهلية لا بد أن يشرق في الأقطار ويشد الناس إلى معرفة خبر جديد وهي هذه العقيدة الداعية إلى ترك عبادة الأوثان والمتجهة إلى تعظيم التوحيد، ولا شك أن أخبار ظهور دين جديد قد سبقت إسلام مازن ولكنها لم تؤثر إلا في شخص واحد له أسبابه الخاصة ولم يكن على علم بهذا الدين.
السبب الثالث: إن ظاهرة التمرد على العادات الدينية هي من أكثر الأمور تشهيرا بالفرد من حيث كونه يكتسب التذمير والهمس واللمز من الأفراد المحيطين ولهذا لا يعقل أن يكون أول من أسلم بعيدا عن الذكر سواء كان فردا أو جماعة ذلك أن الإسلام وقتها قمة الابتعاد عن العقل وهو في نظر القوم ردة وبدعة عظيمة وصاحب البدعة لا يسلم من التشهير به ولهذا فكون مازن أول من أسلم قول أدعى بالأخذ لعدم تقدم غيره في هذا المجال.
مما ورد في الكتب أن مازن كان يتقرب لصنم له في الجاهلية يقال له ناجر قال: مازن فعترنا عنده ذات يوم عتيرة فسمعت صوتا من الصنم يقول:
يا مازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر بعث نبي من مضر بديــن الله الأكــبــــر فدع نحيتا من حجر تسلم من حـر سـقــر قال مازن ففزعت لذلك ثم عترنا بعد أيام عتيرة أخرى فسمعت صوتا من الصنم يقول:
أقبل إلــى أقبــل تسمع ما لا يجـهـــل هـذا نبي مـرسل جاء بحــق مـنــزل آمن به كي تعدل من حر نار تشعل ولعل قول مازن "ففزعت" دليل على كون هذا الخبر جديدا عليه وإصراره على المضي في العتر أدل على كونه يرفض الأخذ بالقول لعدم استقراره في محنة.. وهو دليل على أنه لم تصله حتى أخبار قليلة.. لأنه كان شاعرا متطلعا إلى الأحداث حوله وكان سيدا في قومه.. ولو وصله خبر إسلام بعض من جماعته لفكر في الأمر وعزم على الأخذ بـه عند ظهور أول كلام قال الصنم "انظر المراجع السابقة" كما أن عقلية مازن المثقفة والمطلعة لا شك كانت ستقوده إلـى الإسـلام لـو درى بإسلام من هم قبله وخبر الإسلام حينئذ ظاهر.
مازن ونظرتـه للجاهلية:
وببعض الموضوعية.. نتساءل إذا كان مازن هو أول من أسلم في عمان فـلا جدال أن لهذه الحكم الإلهية أسبابا جلية وواضحة كون أن العدالة الإلهيه ترسل الوحي إلى رجل من بين قومـه.. من بين كل هذا العدد من الرجال والشيوخ والشبان اختير مازن ولا بد أن يلتمس خلق في مازن من جانب الرعاية الربانية الـعـالمة بما يخفى في الصدور، جانب رضى بالاستكانة ولكنه كان يحتاج إلى بعض التشجيع هذا الجانب هو الرفض القاطع لكل قيم ومبادئ الجهل والطيش والإيمان بأن هناك ما هو أفضل وأدعى بالأخذ من مجرد عبادة أحجار بكماء لا تكاد تعي شيئا ويتضح ذلك مـن قـول مازن الـوارد فـي الكتب عندما سمع حديث الصنم "إن هذا العجب وإنه لخير يراد بي فبينما نحن كذلك إذ قدم رجل من أهل الحجاز فقلنا لـه ما وارءك فقال ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله" فقلت هذا نبأ ما سمعته فعدت إلى الصنم فكسرته، وركبت راحلتي فقدمت على الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعند العتبي قـال القادم: ظهر رجل يقال له محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف يـقـول لمن أتاه "أجيبوا داعي الله فلست بمكتبر ولا جبار ولا مختال أدعوكم إلى الله وترك عبادة الأوثان وأبشركم بجنة عرضها السماوات والأرض وأستنقذكم من نار تلظى لا يطفأ لهيبها ولا ينعم من سكنها" قال مازن: فقلت هذا والله نبأ ما سمعته من الصنم فوثبت إليه وكسرته جذاذا.
والملحوظة هذه الاستجابة الفورية من مازن والدالة على فرحة بظهور الجانب اللابث في أعماق تلك الروح النابذة لعادات الجاهلية وعقيدتها. انظر المراجع السابقة .
والتعبير يقول كسرت الصنم جذاذا ناميا عن روح التشفي التي تقطن في حنايا نفسه هذا يظهر في أبيات الشعر التي نطقها مازن بعد أسلامه:
كسرت باجرا أجذاذا وكان لنا رب نظيفُ به ظلا بتظلال بالهاشمي هدانا من ظلالتنا ولم يكن دينه مني على بالي يا راكب بلغني عمرو وأخواتها إني لمن قال ربي باجر قالولنبرئ ساحتنا حيث إن مازنا لم يقصد ما يتبادر إلى الأذهان من قوله لم يكن دينه مني على بال كونه كان قانعا وراضيا بحياته وجاهليته وإنما قصد أنه لم يكن يخطر على باله مثل هذا الدين العظيم بقيمة وأواصره لكونه فوق التحقيق وما إلى المحال في وقت عسفت فيه الجاهلية وطفت على العقول والأبدان.
وفي قوله نطيف به ظلا بتظلال: تتضح بإيجاز نظرته الحازمة في الجاهلية العقيمة التي ركنت جانب العقل وسكنت البدع والخـرافـات والـظـلـم والاستبداد فـالجاهـلية ما هي سوى ضلال وغي كان القوم يزدادون فيه ويسترسلون في عبادتهم للأوثان ولكل ما قبح ونبذ على النفوس السائرة على خطى الأجداد.
وكذلك إن مازنا قد تبرأ من كل الجاهلية وكأنه يرمي عبئا ثقيلا عن الجاهلية، عبئا قد فاض به صدره وعجزت عنه كل مقاومة لديه فقال: إنني لمن قال ربي ناجر قالِ أي تارك ونابذ والمدقق في هذا يدرك بأن مازنا قد اقتنع بالدين الجديد أيما اقتناع وما هو مستعد للتخلي عن أهله وأعزائه إذا ما ظلوا على ضلالتهم وغيهم وهذا والله لهو الإصرار والإسلام والكره لعين الجهل والأصنام.
*كاتبة وشاعرة عمانية
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions