فتحية العميرية: التراث العماني ملهمي الأ

    • فتحية العميرية: التراث العماني ملهمي الأ

      مسقط: حمدي عيسى عبد الله

      استطاع الشاب العماني أن يفرض وجوده من خلال إمكانياته وأن يسجل وجوده بلغة العمل والكفاءة في مختلف المجالات مؤكدا أنه يدرك جيدا المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن حب الوطن الذي يسري في شرايينه يجعله يرفع شعار التحدي ويقتحم كل مجالات الحياة متسلحا بالإرادة التي لا تلين فيبدع ويخطف الأضواء ويؤدي مهمته بكل كفاءة واقتدار بل ويبدع في ذلك بشكل يلفت الانتباه فحيثما وليت وجهك تجد شبابا يفتخر بالانتماء لهذا الوطن يعمل بجد وإبداع..

      فتحية العميرية شابة عمانية تتدفق حيوية ونشاطا تتحدث بلغة كلها ثقة في النفس يشع من عينيها بريق طموح مسافر في الأفق تملك ذوقا رفيعا وحسا راقيا يتذوق الجمال ويغوص في أدق تفاصيله وكل زواياه، أحبت عالم الأزياء بل عشقته بكل حواسها وبما أن المستحيل كلمة لا وجود لها في قاموس فتحية فقد اقتحمت المجال وأبدعت إلى حد الإبهار شاركت في عروض عدة وقدمت تصميمات انتزعت الإعجاب بروعتها وأجبرت كل من رآها على الاعتراف بتميزها وجمالها وببصمة الإبداع الواضحة فيها مما منح فتحية المزيد من الثقة وحلقت بطموحاتها بعيدا.. فتحية زارت "الشبيبة" فأنارت المكان بطلتها البهية وكان لنا معها حوار عطرته بروحها المرحة وفتحت خلالها قلبها النابض أملا وأجابت بصراحة عن كل أسئلتنا.

      فخر الانتماء*من أين نبدأ الحكاية يا فتحية لتكن انطلاقتنا بالصعب فرغم أنهم يقولون إنه من الصعب أن يعرف الإنسان نفسه لكن نطلب منك ذلك الصعب فمن هي فتحية؟

      * اسمي فتحية العميرية شابة عمانية من مواليد العام 1980 بالبريمي وأفتخر كثيرا بالانتماء لهذا البلد الذي يحترمه العالم لمواقفه العادلة وسياسته المتوازنة والذي حقق نهضة شاملة وقف العالم لها احتراما وانبهارا ومازال يحقق المكاسب تحت قيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بدأت دراستي في روي وأكملت دراستي الثانوية بالحيل ثم التحقت بكلية الزهراء التي تخرجت منها بشهادة في إدارة الأعمال،عملت في بعض الوظائف لكن القلب دائما يحن لتصميم الأزياء الذي أعده هواء أتنفسه لذلك استقلت من العمل وتفرغت لعملي وبدأت في تقديم تصاميمي وأنا أطمح إلى التحليق عاليا وبعيدا في عالم الموضة لأنني أدرك إمكانياتي.

      * الموضة تسري في دمي

      *دعينا نعود بذاكرتك إلى الوراء ونعيش معك تفاصيل القصة خطوة بخطوة كيف كانت بدايتك مع الموضة؟

      * أستطيع أن أقول إن الموضة تسري في دمي وحبي للتصميم والإبداع تجلى منذ نعومة أظافري فمنذ صغري أبرزت حسا عاليا وذوقا رفيعا تجلى في اختياري لملابسي وفي ميولي الفنية العالية ومنذ أن وعيت ما حولي كان اهتمامي بالأزياء جليا وتابعت كل جديد فيه بدقة وحس وقد بدأت التصميم مبكرا وهذا في البيت حيث كنت أجرب الأشكال والأنواع وأمزج هذا بذاك وكم من مرة صممت فساتين انتزعت الإعجاب رغم أنها كانت مجرد محاولات لي ومع إمكانياتي الكبيرة وموهبتي الواضحة والتشجيع الذي وجدته من كل من حولي بخاصة عائلتي اتسعت مساحة الثقة داخلي وانطلقتُ أبدع وقد قررتُ أن يكون هذا مسار مستقبلي لأنني أدركت أنه الطريق الذي سأبدع فيه وتفرغت للتصميم وجاءت فرصة مشاركتي في عرض للأزياء حققت فيه نجاحا باهرا وتلقيت إشادة واسعة مما دفعني للمزيد من العمل فأنا ما زلت في بداية الطريق لكنني متأكدة أنني سأحقق الكثير لأنني أثق في إمكانياتي.

      * التراث العماني ملهمي

      * من أين تستلهم فتحية أفكار تصاميمها وما مدى متابعتك لجديد عالم الموضة؟

      * التراث العماني الغني هو ملهمي الأول والدائم فما نملكه من تراث رائع فيه كل الإبداع والجمال يحرك الحس الفني ويجعل كل من يتذوقه يكتشف كنوزه وأسراره، وأزياؤنا العمانية تخطف الأضواء حيثما حلت لقد فتنني تراثنا وجعلني أغوص في أعماقه وبالفعل منحني الإلهام واستفزّ طاقاتي، فأعمالي تنطلق من التراث لتحلق في أفق الإبداع، وأقدم تصاميم فيها الكثير من بصمة الموضة الحديثة لكن جوهرها تراثنا الأصيل.

      أيضا أتابع الموضة وأدق تفاصيلها فالذي يعمل في أي مجال عليه أن يكون ملما بكل خفاياه وخباياه لذلك قرأت الكثير عن الموضة ولا أترك أي جديد عنها يفوتني وأي تصميم جديد أدرسه بدقة وألاحظ كل زوايا الإبداع فيه ليس من أجل التقليد وإنما لأتعلم وأعرف تقنيات العمل وأسراره وبعدها أبدع ببصمتي الخاصة، فأنا لا أجرد الثوب العماني من هويته بل أحافظ على روحه وأصالته وأضيف له فقط بصمة موضة وحداثة.

      * تصاميم لكل المناسبات

      *هل تصممين الفساتين التقليدية فقط ومن هم المصممون الذين تأثرت بهم

      -لا أنا أصمم مختلف الفساتين لمختلف المناسبات، وأصمم التقليدي بلمسة عصرية كما أقدم أيضا نماذج مميزة لفساتين الأعراس وفساتين السهرات وغيرها والعبايات الخاصة بالأعراس فالتي تقصدني تجد عندي ما تريده بصورة أكثر روعة مما تصورته أقول هذا لثقتي في نفسي وإدراكي لروعة ما أقدمه بالنسبة للمصممين أنا أتابع الجميع وأستفيد من تجاربهم ليس للتقليد وإنما للاطلاع والاستفادة لأنني أؤمن بالإبداع وتعجبني كثيرا تصاميم ايلي صعب وزهير مراد اللذين قدما الكثير ودخلا العالمية بتصاميمهما الراقية وفرضا وجودهما على الساحة.

      * المزج بين الموضة والأصالة

      *البعض يتابع الموضة بانبهار ويحاول التقليد بعيدا عن تراثنا الأصيل ما رأيك في ذلك؟ وأين موقع فتحية في الاستفادة من الموضة الحديثة؟

      * يجب أن ندرك جيدا أن الموضة ليست تقليدا للآخرين لأننا نصمم لمجتمع له ثقافته الخاصة وتقاليده الراسخة لذلك علينا أن نقدم له ما يتلاءم مع واقعه وهنا يأتي ذوق المصمم وبراعته في المزج بين لمسة الموضة الجديدة وعبق الأصالة فالفستان الذي نصممه سوف ترتديه الفتاة في مجتمعنا إذن لابد أن نراعي فيه روح المجتمع وتقاليده وحتى إن أردنا أن نقدمه للآخرين علينا أن نقدمه ببصمتنا الخاصة ولمسة أصالتنا التي تراعي قيمنا وهذا ما سيجبرهم على احترامنا وتقديرنا لأنهم يدركون أننا نملك رسالة وحضارة ولسنا مجرد مقلدين ولو تصفحنا عالم الموضة لرأينا أن الكثير من المصممين العالميين يتخذون من أزيائنا مصدرا لأفكارهم فنحن نملك حقا كنزا رائعا وأزياء في قمة الإبداع.

      * طقوس عمل خاصة

      *من لحظة بداية الفكرة مرورا بمراحل تشكلها نهاية بتجسيدها سلسلة متواصلة من الأفكار كيف تعيش فتحية طقوسها؟

      -لحظات العمل عندي مقدسة وبما أن عملي يتطلب الكثير من الهدوء فإنني حينما أعمل أكون في جو هادئ مع موسيقى رومانسية تجعل الحواس تتجاوب فأغوص في الفكرة لحظتها أنفصل عن العالم كله لا أشعر بالزمان ولا بالمكان فقط أنا والفكرة أقلبها من كل الجوانب وأستعرض أدق تفاصيلها وكل الزوايا فأرسم ذلك على الورق لأراجعه مرات أخرى حتى تكتمل الفكرة وتصبح مجسدة على الورق،أبدأ جولة ثانية مع القماش وهذا يتطلب تركيزا شديدا أتصور الشكل النهائي أمامي وأجسده على أرض الواقع وحينما يكتمل الفستان ويصبح جاهزا أشعر براحة لا توصف.

      * إعجاب وانبهار

      *رغم صغر سنك وكونك في بداية المشوار إلا أنك تقدمين تصاميم في قمة الجمال شاركت بها في عروض للأزياء فكيف تقيمين هذه المشاركة وكيف كان صداها؟

      * آخر عرض للأزياء كان منذ أسبوعين وذلك في عرض العراقة للأزياء ولا أخفيك أن تصاميمي حققت نجاحا لم أتوقعه وقد حصدت إعجاب الحاضرين فقد كان التصفيق حارا عليها وعبر الكل عن شديد إعجابهم بها وانبهارهم بالدقة والإبداع وقد تلقيت عبارات إشادة وإعجاب أثلجت صدري، وحفزتني كثيرا وطبعا هذه يسعدني لأن الجمهور هو الحكم وهذا النجاح يزيدني إرادة وتصميم ويغرس في نفسي المزيد من الثقة وأنا أدرك أنني أسير في الطريق الصحيح وبإذن الله سأحقق الأكثر في المستقبل.

      * المرأة العمانية أبدعت

      * من خلال عملك تحتكين كثيرا بالمرأة العمانية في مختلف المجالات فكيف تنظرين إلى واقع المرأة وما حققته حواء العمانية؟

      المرأة العمانية أبدعت في كل مكان حضرت فيه وما وصلت إليه لم يكن مجرد صدفة بل جاء بالعمل الجاد والمثابرة وحيثما ولينا وجهتنا في ربوع الوطن العزيز وفي مختلف المجالات نجد حواء العمانية تفرض وجودها بلغة العمل وتؤدي واجبها بحماس وعلى أكمل وجه إلى جانب أخيها الرجل لقد وهبها مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ثقته الغالية وانطلقت تؤكد أنها في مستوى هذه الثقة وأنها تدرك مسؤوليتها وواجبها نحو هذا الوطن وما وصلت إليه المرأة العمانية لم تحققه النساء في عدة دول أخرى وكل امرأة عمانية تعتز، وكل الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الغالي وتدرك ما تتحمله من مسؤولية وما عليها من واجب نحو عمان.

      * دار طوق الياسمين

      *بعد أن جبنا الماضي والحاضر وعرفنا الكثير عن فتحية هل لنا أن نحلق معك في الأفق الرحب لنكتشف أهم طموحات فتحية وماذا تخطط للمستقبل؟

      أضع اللمسات الأخيرة لافتتاح دار الأزياء الخاصة بي بمنطقة الخوير وستحمل اسم"دار طوق الياسمين للأزياء" وهو مشروع حياتي، أعلق عليه آمالا كبيرة وعريضة سوف استقبل فيه زبوناتي وأصمم لهن الفساتين حسب الطلب وسوف يكون الفضاء الذي أمارس فيه إبداعي وأفجر فيه طاقاتي.

      * حلم العالمية

      * ماذا في أفق طموحك غير افتتاح دار طوق الياسمين؟

      * لا أكون مبالغة إذا قلت لك أن طموحي أن أدخل العالمية وأكون صوت عمان في محافل الأزياء العالمية وصورته الناطقة بالتميز بأزياء تبهر بإبداعها ولكن بعبق التراث الأصيل والحضارة العمانية الضاربة في عمق التاريخ لأنني أدرك جيدا النوعية الراقية للتصاميم التي أقدمها، سوف أشارك في كل العروض المقبلة لأسجل حضوري المحلي وبعدها الحضور في عروض بعض الدول الخليجية ومن ثم ستكون الخطوات المقبلة، أنا لست مستعجلة لأنني أريد صعود السلم بخطوات مدروسة وهادئة كما أنني واثقة من نفسي وأعرف جيدا نوعية التصاميم التي أقدمها وبإذن الله سأحلق عاليا وأسافر بعيدا وأكون اسما له بصمته وحضوره في عالم الأزياء عالميا.

      * شاعرة أيضا* من هي فتحية بعيدا عن عالم القماش والتصميم والفساتين؟

      أنا إنسانة بسيطة أعيش الحياة بكل تفاصيلها أحب القراءة كثيرا أبدع أيضا بقلمي من خلال كتاباتي الشعرية وأحب أن أكون دائما الشمعة التي تحترق لتضيء الطريق للآخرين من خلال المساهمة في الأعمال الإنسانية وأشعر براحة نفسية لا توصف حينما أرسم البسمة في وجه أي إنسان، طموحة إلى أبعد الحدود، وأعشق عملي وأحرص على أداء واجباتي على أكمل وجه.

      * اعتراف بالجميل

      * بعد هذا الحوار والجولة في محاور عديدة هل من كلمة أخيرة تكون مسك ختام هذا اللقاء؟

      كلمة شكر أقولها بكل الحواس وكل اللغات وكل الأبجديات لكل من ساعدني في مشواري بخاصة والدي الذي كان ومازال وسيظل السند وأتمنى أن أحقق طموحاتي وأجسدها على أرض الواقع.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions