البحر الميت لم يعد ميتا

    • البحر الميت لم يعد ميتا

      لم تقتصر أهمية «البحر الميت» اكثر بقاع الارض انخفاضا عن مستوى سطح البحر والذي يقع على بعد 55 كيلو مترا من العاصمة الأردنية عمان على انه منطقة جذب سياحية وعلاجية لوفرة الأملاح المعدنية الطبيعية الموجودة فيه البالغة أربعة أمثال كثافتها في مياه البحر العادية والتي بسببها يرتاده أعداد كبيرة من السياح من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى تميزه بالطبيعة الخلابة والطقس الدافئ في فصل الشتاء والمشمس على مدار العام، بل تمكن باحثون أردنيون من التأكيد على ان البحر الميت لم يعد ميتا وذلك بعد اكتشافهم كائنات حية تعيش في مياه البحر رغم ملوحته الكبيرة ولكن لا يمكن مشاهدتها إلا عبر المجهر، أي بعدما كان معروفا منذ آلاف السنين وعبر الحقب التاريخية المتعاقبة ان هذا البحر سمي بالبحر الميت لانه لا يمكن ان تعيش فيه أي كائنات حية نظرا لشدة ملوحته تبين ان هناك أحياء ومجموعة من الكائنات الحية استطاعت ان تتأقلم مع ملوحته الشديدة وتعيش فيه. وأوضح الدكتور يوسف العساف عميد كلية الهندسة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية في الأردن في تصريح خاص «للشرق الأوسط» ان مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الكلية قاموا بعمل دراسات عديدة على مياه وطين البحر الميت لمعرفة مدى إمكانية إيجاد الحياة فيه، واكتشفوا ان هناك مجموعة من الكائنات الحية موجودة في البحر استطاعت ان تتأقلم مع طبيعة مياه البحر المالحة، ولكن لا يمكن رؤيتها إلا بواسطة المجهر.
      وأشار الدكتور العساف إلى انهم يقومون حاليا بعمل دراسات كيميائية وبيولوجية على هذه الكائنات الحية المكتشفة في مياه البحر من اجل استخدامها في معالجة الأمراض السرطانية والجلدية، إضافة إلى الاستفادة منها في مجالات صناعية وطبية مختلفة، كذلك قاموا بعمل اتفاقيات مع مؤسسات بحثية عالمية من اجل توسيع هذه الدراسات والعمل على الاستفادة منها في مجالات متعددة.
      وأضاف الدكتور العساف بان هناك أبحاثا علمية أخرى يقومون بها كإعادة تدوير مياه المصانع والاستفادة منها كمصدر جديد لتعويض وسد العجز في شح المياه في الأردن، إضافة إلى بحث حول إمكانية التخلص من الشوائب التي من الممكن ان تكون ملوثات للهواء والمياه والتربة.
      ويذكر ان مياه البحر الميت تتميز بارتفاع نسبة المعادن الطبيعية فيها خاصة الكالسيوم والمغنيسيوم والبرومين وتعتبر من أهم مصادر العلاج من أمراض مختلفة، كذلك تتميز منطقة البحر بمتوسط درجات الحرارة فيها والبالغ 30.4 درجة مئوية وأشعة الشمس التي لا تضر بصحة الإنسان، إضافة إلى الهواء النقي المتشبع بالأكسجين وطين البحر الأسود الغني بالمعادن والأملاح.

      تـــحـــيـــاتـــي |e