* للأسف أتوقع استمرار ظاهرة السماسرة في ملاعبنا.

مسقط ـ وليد جحزر

تعد مهمة ضبط سوق جلب اللاعبين المحترفين إلى ملاعبنا الكروية مسألة في غاية الأهمية، وهي حتى الآن لا تقام وفق أعراف وتقاليد وأنظمة محددة، ويبذل الاتحاد العماني لكرة القدم جهوده الكبيرة في هذا المجال لتحقيق المصلحة المشتركة بين الأندية واللاعبين على السواء، وهو الأمر الذي لن يتم دون اعتماد وكلاء رسميين للاعبين مسجلين ويمكن الحصول عليهم، وعلى ضمانات بشأنهم متى ما حدث أي خلاف بين النادي واللاعب بشأن المستحقات أو أي ظروف أخرى.

مؤخراً قرر الاتحاد العماني لكرة القدم تحقيق هذه الجزئية المهمة وذلك من خلال اعتماد وكلاء رسميين للاعبين المحترفين عبر تراخيص رسمية تمنح من قبل "الفيفا"، وهي التراخيص التي لا يمكن الحصول عليها إلا باختبارات ذات قواعد وشروط معينة، وفي هذا السياق فتح الباب أمام الراغبين في التقدم للحصول على هذه الميزة أو العمل في هذا الجانب وفق الاشتراطات الدولية المحددة، وقد تقدم ثمانية أشخاص للحصول على ترخيص وكلاء لاعبين محترفين في ملاعبنا ولم يحصل على الترخيص سوى 6 أشخاص لم يعلن اتحاد الكرة عن أسمائهم بعد.

وقد كان لنا في هذا الجانب المهم والمؤثر على واقع تطوير الكرة في السلطنة حديث مع عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم أحمد الحبسي الذي يشغل أيضا موقع رئيس لجنة أوضاع اللاعبين باتحاد الكرة فخرجنا منه بهذا الحصيلة:

* في البداية ما أخبار وكلاء اللاعبين الذين تقدموا للحصول على تراخيص؟

الأخبار جيدة، وقد أجريت الاختبارات وتقدم لها ثمانية أشخاص ونجح ستة أشخاص لم نعلن عنهم بعد حتى اللحظة.

* ما أبرز الشروط الموضوعة في هذا المجال؟

أن يكون الشخص المتقدم متابعا وملما بجوانب كرة القدم، ولديه خلفية رياضية جيدة، كما لا ينبغي له أن يكون عضوا في نادٍ أو يشغل مسؤولية في أي مجال كروي آخر سواء في سلك التدريب أو اللعب أو الإدارة، كما لا ينبغي للمتقدم للحصول على وكالة لاعبين أن يكون عضو مجلس إدارة لاعبين أيضا، إلى جانب الالتزام بحسن السيرة والسلوك وأن يكون المتقدم يجيد القراءة والكتابة ومطلعا على لوائح وأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم.

* ما أبرزالانعكاسات لوجود وكلاء رسميين في ملاعبنا الكروية؟

هذا يحدث بصورة سنوية عن طريق تواصل الاتحاد الدولي لكرة القدم معنا، بحيث يفتح المجال للمتقدمين للحصول على ترخيص وكلاء لاعبين، هذا العام كان التفاعل إيجابيا، وهناك تطور في مسألة وجود وكلاء لاعبين عمانيين وهذا بالطبع سيتواكب مع مسألة التحول نحو الاحتراف بحيث إنه سيكون من المهم وجود وكلاء لاعبين عمانيين يقومون بهذا الدور ويعملون على إيقاف ما يحدث في الساحة الكروية من لاعبين يتم استقدامهم إلى الدوري دون أن يمتلكوا المؤهلات المناسبة، والمشكلة أن غالبية ما يحدث يتم عن طريق سماسرة بحيث أصبح واضحا جدا أن الكثير من اللاعبين المحترفين يأتون إلى السلطنة وهم دون المستوى، ويكونون بعكس التوقع، وبالتالي فإننا نتوقع أن يكون اللاعبون القادمون إلى الدوري في المستقبل ينتمون لوكلاء لاعبين يقوم عملهم على مصداقية التعامل، وهي ضمان لكل الأطراف: اللاعب والنادي، وقد زادت في الآونة الأخيرة مسألة السماسرة وهم موجودون بشكل علني وبدأت تترتب على موضوع السماسرة غير المسجلين المزيد من الإشكاليات وهم يحاولون الكسب من الأندية واللاعبين بطريقة غير شرعية.

* هل لديكم تصور مبدئي عن السماسرة غير المرخصين في ساحتنا الكروية؟

أصبح الأمر عرفا لدى الأندية في التعامل مع هؤلاء ويصعب حسم هذا الموضوع على وجه الدقة أو تحديده لكنهم موجودون، وهناك أسماء معروفة أصبحت الأندية تتعامل معهم دون أن تملك الترخيص الشرعي لذلك، وهذا يسبب العديد من المشاكل، ونريد أن يكون هناك وضوح في مسألة التعامل مع اللاعب الأجنبي ووجود السماسرة عموما يوجد إشكاليات عديدة.

* هل كانت هناك شروط على مسألة الوكالة تتعلق بإجادة اللغة الإنجليزية؟

لا، الشرط واضح في هذا الجانب، أنت مخير إذا أردت الاختبار باللغة الأم أو أن تختبر باللغة الإنجليزية لديك الخيار في هذا المجال، وهناك أيضا اشتراطات تتعلق بتقديم الضمانات المالية والبنكية الكافية لأنه وكما تعلمون بأن وكيل اللاعبين مطالب بالإيفاء بالتزاماته تجاه اللاعبين ولابد أن يكون الوكيل شخص مقتدر وقادر على الإيفاء بالالتزامات.

* هل هناك مشاكل تتعلق باللاعبين المحترفين هذا الموسم؟

كرة القدم لا تخلو من الإشكاليات بالنسبة للاعبين الأجانب، والاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" هو الفيصل في مثل هذه الخلافات ونحن قدر الإمكان في لجنة أوضاع اللاعبين نعمل على حل المشكلات إذا وجدت بين أي لاعب وناديه، وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نرفع الأمر إلى الفيفا التي تبت في هذه الأمور، وهناك حالات قليلة تم التعامل معها في هذا الموسم في سياق الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكما قلت سابقا إن وجود وكلاء اللاعبين العمانيين سوف يساهم ويساعد بالتأكيد في مواجهة التحديات التي نتحدث هنا بشأنها، فالوكيل لابد أن يكون مسجلا بحيث يحمي مستحقات اللاعب وأيضا النادي.

* هل تتوقع استمرار ظاهرة السماسرة بعد إعلان الوكلاء المرخصين؟

أتوقع ذلك للأسف الشديد، حيث إن ظاهرة السماسرة غير المرخصين سوف تستمر ولن تنتهي بصورة نهائية حتى مع وجود الوكلاء المعتمدين، ونتمنى من الأندية أن تطلب من أي وكيل خاص باللاعبين الرخصة الرسمية حتى إذا لم يكن هذا الوكيل عمانياً لأن الشخص المرخص يخضع لضوابط وقيود ويحتكم لشروط محددة وهو في محل ثقة، وهذه فرصة من خلال منبركم أتوجه بالدعوة للأندية للتأكد من وضع الوكلاء وشرعيتهم عند استقدام أي لاعب من خارج السلطنة عن طريقهم.