سأحدثكم عن موضوع آلمني كثيرا و أجج في نفسي مشاعر الأسى و خيبة الأمل من أبناء عقوا
بآبائهم إلى نهاية لا رحمة فيها و لا شفقةفالمستشفيات باتت تعج بآباء و أمهات رماهم أبنائهم على
باب المشفىمنة و تكرما بدلا من رميهم في الشارع!!!!!!!
أي قلب هذا الذي تحمله صدور أولئك الأبناء؟؟؟؟
أي قوة هي التي تستطيع أن تبعد إبن عن أبوه و أمه؟؟؟؟
أي عقل هذا الذي محى من ذاكرته تعب السنين و الليالي لأم و أب
باتا اليوم عاجزين لا يد لهما و لا حيلة؟؟؟؟؟
حتى الحيوانات ترأف بأمهاتها و إن رفضتها و فردتها..
خيبة أمل و صدمة كبيرة اجتاحتني عندما شاهدت بأم عيني
امرأة في المستشفى تعاني من جلطة فالدماغ أسكتتها عن الكلام و أوقفتها عن الحراك
تركها زوجها و رماها أبنائها في المستشفى لسنتين و نصفلم يزرها احد و لم يكلمها احد و لم يكن
لها سوى خادمة هنديةمسيحية تعتني بها و ترأف لحالها المؤسف من أبناء مسلمين!!!
ما علمته أن الجيران أشفقوا على حال تلك المرأة و كلموا الزوج في أمر زيارتها فرفض الحديث
عنها ثم كلموا الأبناء و البنات فثاروا و هاجوا وماجوا قائلين "لا تتدخلوا فيما لا يعينكم"
الناس في البلدة رفضتهم ونبذتهم لأنهم عاقين قساة لم اعرف أن هناك بشرا بتلك القسوة و الجبروت و الطغيان
ثم في مكان أخر وقصة أكثر مرارة ..علمت عن امرأة عجوز ضريرة تعيش لوحدها
في بيت لا كهرباء فيه و لا مؤونة ..يطعمها جيرانها و يعاملونها بلطف و سعة صدر و رأفة
حتى ذات يوم أخذها فاعل خير للمركز الصحي لان بها ألم في قدمها لا تعلم ما هو
و لكنه أسهرها ليالي طوال .. اكتشف الأطباء أنها لدغة ثعبانو قد تورمت قدمها لحد مخيف
و مؤلم للغاية.. عندما سألوا الرجل الذي أتى بها من يكون قال انه لا يعرفها و انه مجرد فاعل خير لا أكثر
ثم كانت الصاعقة عندما تبينت الحقيقة بعد ذلك انه "حفيدها "
يا سبحان الله ..
قصتان هما غيض من فيض من الألم الذي يعانيه الآباء كبار السن من جحود الأبناء
و عقوقهم و دناءة ما اقترفته يداهم....
أهذا جزاء من حملت بك تسعة أشهر و ربتك عمرها كله ؟؟ سهرت هي لتنام أنت
و تعبت هي لترتاح أنت .. جاعت هي لتشبع أنت ؟؟؟
و أبوك الذي أفنى حياته يعمل و يكد و يعرق يومه كله ليؤمن لك لقمة العيش الهنيئة و رغد عمرك
الباقي ..انفق عليك سنوات دراستك حتى كبرت وتخرجت و عملت و صرت شيئا من لا شئ؟؟؟
و ها أنت ذا تكافئهما بنكرانك لكل عمرهما الذي ضاع... ومن اجل ماذا تفعل ذلك؟؟؟
أمن اجل زوجتك أو من اجل زوجك؟؟؟
التي لا ترضى أو يرضى بوجود عجوزان متعبان في المنزل
هذه رسالة أوجهها إلى كل من رمى بوالديه.. سيحاكمك رب العباد في (الدنيا) بأن يرميك أبناءك
مثلهما تماما لتذوق طعم الألم و حرقة الجحود و بؤس العيش لما فعلته بوالديك
و سيحاسبك في (الآخرة) لما فعلته من كبائر الذنوب "عقوق الوالدين"
وسأترك المجال للجميع للمشاركة و النقاش
في الموضوع و اتمنى طرح حلول واقتراحات
لمعالجة القضية..