الا بد أن يصير استغراب أي معلمة جديدة في المدارس الثانوية للبنات مستمرا خاصة بعد أن تستمع إلى بعض الأسماء التي تتهادى بين الفتيات، فقد تُنادى "روان" بـ" مروان"، و"فاطمة" بـ"فهد"، ناهيك عن قصات الشعر الرجالية، والملابس المدرسية التي تُفصَّل كما لو أنها "دشاديش" رجالي، وغالبا ما يزداد الأمر سوءا حين ينقلب إلى عناق حميمي والتصاق مريب!
هذا ما جاء في برنامج "خطوة" ،الطرح الأول من نوعه في دولة الإمارات، والذي يذاع على قناة أبو ظبي المحلية، والذي استضاف د. طارق الحبيب ،المستشار النفسي ومدير مركز مطمئنة للصحة النفسية بالسعودية، بالإضافة إلى طالبتين جامعيتين، الأولى تدرس في إحدى جامعات الدولة، والأخرى في إحدى جامعات كندا، والفتاتان مصابتان بما أصرّ على تسميته د. الحبيب "انحرافا فطريا"، مبتعدا عن تسميته مرضا نفسيا، كما كانت تعدّه الدول الغربية في التسعينات، في محاولة إقامة مقارنة بين معالجة المجتمعين العربي والغربي لذات المشكل.
وقبل الدخول في وقفات هذا البرنامج، دعونا ننظر إلى المجتمع الإماراتي كنموذج للمجتمعات الخليجية عموما، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلافات توصف بكونها بسيطة، إذ تمتاز العائلات الإماراتية بنظام تقليدي كبير يحرم على الفتاة الاختلاط بغير بيئتها، وإن نظرنا إلى هذه البيئة التي تعيشها أغلبية الإماراتيات، فقد منح نظام البيت فرصة للتسكع في عالم يعتبر غريبا عنها، فالغرفة التي لن تستطيع وصفها إلا بجناح كامل، تحتوي على كل مقومات الراحة الممكنة، الأمر الذي سيؤدي إلى أن تنأى بعالمها الذي لا ينقصه انترنت ولا تلفاز، مع الانتباه لغياب الأب في العمل وربما بزواج آخر، وانغماس الزوجة بصديقاتها والسوق وتلبية احتياجات الموضة، وربما تنشغل فيما هو مفيد كمراكز تطوير الذات أو حتى تحفيظ القرآن الكريم.
ولابد أن طرق الزواج التقليدية من جهة أخرى تكبل الفتاة برجل يكتفي بصورتها، بل ويحرم عليهما رؤية بعضهما وجها لوجه إلى ليلة الزفاف في كثير من العائلات، الأمر الذي يجعلها في هوة من التناقضات بين ما يثيره عالم التلفاز، وبين ما يمنعه عنها كل ما هو حقيقي حولها.
والنتيجة التي نحصل عليها طالما أن العلاقات ما بين الجنسين تكاد تكون محالة، إذا ما استثنينا علاقات الشات والهاتف العشوائية، وضمن ظروف اجتماعية كهذه سنجد أن الكثيرات يعوضن هذا الغياب بعلاقة مثلية، أو "سُحاق"، والذي لن تطالبها أي جهة بإنهائها، كما لن يشك أي شخص بوجودها، أصلا!!.
تتحدث "بدرية بندر" عن ذاتها، فتخبرنا أنها ترى في علاقتها بفتاة مثلها حرية شخصية مثلها مثل أسلوب اللبس والدخان وأسلوب المعيشة.. إنها في نظرها اختيار، وعن حبيبتها تقول إنها تعبر عن حبها بالدفاع عنها وتأمين الطمأنينة وكل ما تحتاجه، وبالمقابل تقوم الأخرى بمنحها جسدها هبة، كي تستظل بذلك العطاء "النادر". أما مستقبلا فهي تنوي السفر للخارج طمعا في العيش حرة في إطار علاقة حقيقية ومعلنة، وقد ذكرت أنها ستعالج أمر الأولاد والإنجاب بزراعة حيوان منوي من بنك الحيوانات المنوية، الأمر الذي سيغني الحبيبة تماما عن الرجولة!
عند هذه النقطة، أطلق مقدم البرنامج د. خليفة السويدي نكتته: لكن، قولي لي، دون أن نختلف على أن أي حيوان منوي يؤخذ دون ارتباط شرعي يعتبر طفلاً غير شرعيا وغير معروف النسب، طفلك.. لِمن سيقول ماما، ومن سيعده بابا؟!
أما "أم حمدان" الحالة الثانية، فقد حاولت الهرب من هذا الميل وممارسته بالزواج، إلا أن الزوج الذي لم تحبه، ساعدها على مزيد من الانحراف، ومن ثم، فقد بدت مصرّة على فكرة افتقاد الحنان كمبرر للممارسة المثلية، وعلى الرغم من ذلك فقد جاء جوابها مناقضا لما نتوقعه بعد سؤال د. الحبيب لها، ما إذا شاءت الأقدار وتزوجت رجلا تحبه، ومنحها الحنان الذي تحتاج، هل كانت ستترك ميلها ذاك؟ ليأتي الجواب بـ "لا"!.
نحن إذن أمام مشكلة تزداد وتظهر، كما ذكر الطبيب، حسب ثقافة المجتمع وظروفه ومدى انفتاحه، وعليه فإن تربة الخليج صالحة لمثل هذه الظاهرة، والتي تزداد أضعافا مضاعفة عند الفتاة، الأمر الذي يشكل مشكلة هائلة إذا ما لم يتم معالجتها بصورة عميقة وجذرية.
ويذكر د. الحبيب أن أساس هذه العلاقات الخاطئة يبدأ في التربية، واستكشاف توجه أبائنا، وفي الطرح الإسلامي، يقول صلى الله عليه وسلم: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرّقوا بينهم في المضاجع"، وفي قراءته النفسية للحديث الشريف يقول: إن التفريق في المضاجع لا يشمل البنات والأولاد فحسب، بل يشمل البنات والنبات، والأولاد والأولاد.
والمشكلة عند بعض العائلات الخليجية أنهم يفرقون عادة بين الذكر والذكر، ولا يفرقون بين الأنثى والأنثى، وهناك توجه غريزي طبيعي أن الذكر يتجه للذكر، والأنثى لمثلها، ما بين العاشرة والثانية عشر، وإذا ما عزز هذا بمشاهد إباحية، وكان لديها استعداد فطري مسبق، وكذلك إذا تربت فتاة بين ذكور كما قالت "جُمانة" التي بقيت تعامل على أنها رجل طول الوقت.. فإن النتيجة مع الظروف الضاغطة علاقات فاسدة.
ويؤكد البروفسور طارق الحبيب أن الخليج يهدده أمران حقيقيان: الأول، الإرهاب، والثاني: تحديد الهوية الذاتية بمعنى المواطنة، ومنها الميول الجنسية، وتشير الأبحاث العلمية أن غياب الأب يؤهل الأبناء للميل المثلي، ويعود ذلك لأن الأب بالنسبة للفتاة يشكل الحبيب المستقبلي، ويمثل عند الشاب الطبيعة التي يتشكل عليها ويقتدي بها غالبا.
والقول بأن هذه أنثى وهذا ذكر يعتمد على أساس أربعة محاور، وعليه يحدد كل منا ميوله أيضا، وهي كالتالي:
1. المحور الجيني: الأنثى تحمل الجينات XX والذكر جينات .XY
2. المحور الشكلي: ما يحوي جسدي الجنسين من أعضاء تناسلية وحسية.
3. المحور الهرموني: بحيث يفرز جسم المرأة هرموني الأنوثة، البوجستيرون والإستروجين بينما يفرز التستسيرون للذكر.
4. المحور الأخير: وهو الفرق الحقيقي بين الذكر والأنثى في نظر د.الحبيب ألا وهو الشعور الداخلي للإنسان بأنه ذكر أو أنثى، ويؤكد على أنه الشعور الفاصل، وليس ما يتمنى أن يكونه، كما في حال "البويات/ المسترجلات" بأن يشعرن بأنوثتهن بينما يرغبن، ويتمنين أن يكنّ الآخر، وهو وضع فطري، يجد تربة في التربية وما يكسبه أينا من التجارب والمشاهدات.
ويضيف د. الحبيب، أن المشكلة ليست في "المسترجلات" فقط، بل إن الأمر يبدو أكبر من ذلك عند "الخنثى المشكل"، وهي التي تطالب بأن لا تكون أعضائها الجسدية دليلاً على الأنوثة، بل أن تُسأل بمَ تشعر من داخلها، لأن العلم النفسي أضاف لنا بابا لابدّ وأن نعترف به بل ونطبقه.
ويشد انتباهنا البروفسور الحبيب، إلى فكرة دينية أساسية، ألا وهي أن الله لا يعاقب على الميل ذاته، وإن كان للشخص الخطأ ولا يعاقب عليه، لكن العقاب يأتي على الممارسة، ويؤكد على ذلك بأن العقاب الذي أنزله الله على قوم لوط لم يكن ليكون لولا أنهم بدءوا بالممارسة المثلية.
لابد من الانتباه دوما إلى أن الرغبة في التغيير هي التي تقود للتغيير فعلا، ودون ذلك لن يتم أي تطور، فالخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود مشكلة، ثم الإحساس العميق بضرورة العلاج.
ويقول د. الحبيب أن الصنف الذي يرغب في التغيير هو وحده بالإمكان علاجه، وهي تمثل في حلقتنا "أم حمدان"، والعلاج هنا يحتاج نية مخلصة في التغيير وإرادة حقيقية، ويتم ذلك على خطوات:
1. أن تكبت شهوتها تماما عن نفس الجنس.
2. تفريغ شهوتها التي كبتتها طويلا إلى الجنس الآخر في أطروحة الحلال، مع الأخذ في الاعتبار أنها لن تستمتع في علاقتها مع الرجل، لكن ممارستها بعد الكبت سيدربها على الاستمتاع لاحقا.
3. قطع الخيال المثلي، والعادة السرية المثلية.
4. ينتهي الأمر بالعلاج التطهيري أو التعقيمي بمعنى أن تربط ممارساتها الجنسية المثلية مع عبادة ما. وللعبادة هذه بعض المواصفات التي يجب أن تتوافر فيها، وهي تختلف حسب الأشخاص.
وهذه العبادة يجب أن تكون من معشوقات "أم حمدان" حتى تستبدل المعشوق بالمرفوض الذي تحاول التخلص منه، ثم أن تكون عبادة ذات مشقة ليست بالكبيرة ولا السهلة كأن تحب زيارة الفقراء ولكنها تضاعفها إلى خمسة فقراء، على أن تبقى ممارستها الإيجابية مستمرة وهي بذلك تستمر في ممارسة الأطروحات الراقية، بارتباط هذا الشيء بممارسة خاطئة سابقة.
تقول "أم حمدان" أنها ذهبت لطبيبين نفسيين، الأول جاء بأدلة تؤكد الحلال والحرام، وهو طرح لا يأتي في وقته هنا، خاصة وأن أغلبنا على اطلاع بحرمته، أما الثاني فقد أخذ المنحى الغربي في محاولة إزالة الشعور بالذنب، بل ودفعها على متابعة علاقتها بمعشوقتها!.. وهو أمر يعني أنه لا فائدة من زيارة طبيب نفسي في الأساس، وهي أطروحة لا تتوافق مع السماء أيضا.
إذن نحن بحاجة إلى طبيب نفسي مبتكر يبتعد عن الأمر بالحلال والحرام، وعن النظريات الغربية التي لا تناسب المجتمع العربي ولا تقدم له أي خطوة نحو التخلص من الداء.. إننا نحتاج لطبيب نفسي فاهم لديننا الحنيف، متبصر وصبور، وواعٍ بالنفس البشرية وبمقومات ضعفها وقوتها، إضافة إلى قدرته على التحكم من عدمه.
وككلمة لا بد منها ختاما، فإن الناظر إلى حيث وصلت المرأة الخليجية اليوم ابتداء من المدارس الإعدادية ووصولا بالجامعات، يجعلنا أكثر خوفا على هذه المجتمعات مما سيلحق، ويجعلنا نطرح السؤال إثر السؤال: إلى متى ستخفي المرأة الخليجية علاقاتها الخاصة، بل وتهرب منها إلى علاقات مثلية؟
هذا ما جاء في برنامج "خطوة" ،الطرح الأول من نوعه في دولة الإمارات، والذي يذاع على قناة أبو ظبي المحلية، والذي استضاف د. طارق الحبيب ،المستشار النفسي ومدير مركز مطمئنة للصحة النفسية بالسعودية، بالإضافة إلى طالبتين جامعيتين، الأولى تدرس في إحدى جامعات الدولة، والأخرى في إحدى جامعات كندا، والفتاتان مصابتان بما أصرّ على تسميته د. الحبيب "انحرافا فطريا"، مبتعدا عن تسميته مرضا نفسيا، كما كانت تعدّه الدول الغربية في التسعينات، في محاولة إقامة مقارنة بين معالجة المجتمعين العربي والغربي لذات المشكل.
تناقضات اجتماعية
وقبل الدخول في وقفات هذا البرنامج، دعونا ننظر إلى المجتمع الإماراتي كنموذج للمجتمعات الخليجية عموما، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلافات توصف بكونها بسيطة، إذ تمتاز العائلات الإماراتية بنظام تقليدي كبير يحرم على الفتاة الاختلاط بغير بيئتها، وإن نظرنا إلى هذه البيئة التي تعيشها أغلبية الإماراتيات، فقد منح نظام البيت فرصة للتسكع في عالم يعتبر غريبا عنها، فالغرفة التي لن تستطيع وصفها إلا بجناح كامل، تحتوي على كل مقومات الراحة الممكنة، الأمر الذي سيؤدي إلى أن تنأى بعالمها الذي لا ينقصه انترنت ولا تلفاز، مع الانتباه لغياب الأب في العمل وربما بزواج آخر، وانغماس الزوجة بصديقاتها والسوق وتلبية احتياجات الموضة، وربما تنشغل فيما هو مفيد كمراكز تطوير الذات أو حتى تحفيظ القرآن الكريم.
ولابد أن طرق الزواج التقليدية من جهة أخرى تكبل الفتاة برجل يكتفي بصورتها، بل ويحرم عليهما رؤية بعضهما وجها لوجه إلى ليلة الزفاف في كثير من العائلات، الأمر الذي يجعلها في هوة من التناقضات بين ما يثيره عالم التلفاز، وبين ما يمنعه عنها كل ما هو حقيقي حولها.
والنتيجة التي نحصل عليها طالما أن العلاقات ما بين الجنسين تكاد تكون محالة، إذا ما استثنينا علاقات الشات والهاتف العشوائية، وضمن ظروف اجتماعية كهذه سنجد أن الكثيرات يعوضن هذا الغياب بعلاقة مثلية، أو "سُحاق"، والذي لن تطالبها أي جهة بإنهائها، كما لن يشك أي شخص بوجودها، أصلا!!.
طموحات نادرة!
تتحدث "بدرية بندر" عن ذاتها، فتخبرنا أنها ترى في علاقتها بفتاة مثلها حرية شخصية مثلها مثل أسلوب اللبس والدخان وأسلوب المعيشة.. إنها في نظرها اختيار، وعن حبيبتها تقول إنها تعبر عن حبها بالدفاع عنها وتأمين الطمأنينة وكل ما تحتاجه، وبالمقابل تقوم الأخرى بمنحها جسدها هبة، كي تستظل بذلك العطاء "النادر". أما مستقبلا فهي تنوي السفر للخارج طمعا في العيش حرة في إطار علاقة حقيقية ومعلنة، وقد ذكرت أنها ستعالج أمر الأولاد والإنجاب بزراعة حيوان منوي من بنك الحيوانات المنوية، الأمر الذي سيغني الحبيبة تماما عن الرجولة!
عند هذه النقطة، أطلق مقدم البرنامج د. خليفة السويدي نكتته: لكن، قولي لي، دون أن نختلف على أن أي حيوان منوي يؤخذ دون ارتباط شرعي يعتبر طفلاً غير شرعيا وغير معروف النسب، طفلك.. لِمن سيقول ماما، ومن سيعده بابا؟!
أما "أم حمدان" الحالة الثانية، فقد حاولت الهرب من هذا الميل وممارسته بالزواج، إلا أن الزوج الذي لم تحبه، ساعدها على مزيد من الانحراف، ومن ثم، فقد بدت مصرّة على فكرة افتقاد الحنان كمبرر للممارسة المثلية، وعلى الرغم من ذلك فقد جاء جوابها مناقضا لما نتوقعه بعد سؤال د. الحبيب لها، ما إذا شاءت الأقدار وتزوجت رجلا تحبه، ومنحها الحنان الذي تحتاج، هل كانت ستترك ميلها ذاك؟ ليأتي الجواب بـ "لا"!.
ذكر.. أنثى.. أو ما بينهما
نحن إذن أمام مشكلة تزداد وتظهر، كما ذكر الطبيب، حسب ثقافة المجتمع وظروفه ومدى انفتاحه، وعليه فإن تربة الخليج صالحة لمثل هذه الظاهرة، والتي تزداد أضعافا مضاعفة عند الفتاة، الأمر الذي يشكل مشكلة هائلة إذا ما لم يتم معالجتها بصورة عميقة وجذرية.
ويذكر د. الحبيب أن أساس هذه العلاقات الخاطئة يبدأ في التربية، واستكشاف توجه أبائنا، وفي الطرح الإسلامي، يقول صلى الله عليه وسلم: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرّقوا بينهم في المضاجع"، وفي قراءته النفسية للحديث الشريف يقول: إن التفريق في المضاجع لا يشمل البنات والأولاد فحسب، بل يشمل البنات والنبات، والأولاد والأولاد.
والمشكلة عند بعض العائلات الخليجية أنهم يفرقون عادة بين الذكر والذكر، ولا يفرقون بين الأنثى والأنثى، وهناك توجه غريزي طبيعي أن الذكر يتجه للذكر، والأنثى لمثلها، ما بين العاشرة والثانية عشر، وإذا ما عزز هذا بمشاهد إباحية، وكان لديها استعداد فطري مسبق، وكذلك إذا تربت فتاة بين ذكور كما قالت "جُمانة" التي بقيت تعامل على أنها رجل طول الوقت.. فإن النتيجة مع الظروف الضاغطة علاقات فاسدة.
ويؤكد البروفسور طارق الحبيب أن الخليج يهدده أمران حقيقيان: الأول، الإرهاب، والثاني: تحديد الهوية الذاتية بمعنى المواطنة، ومنها الميول الجنسية، وتشير الأبحاث العلمية أن غياب الأب يؤهل الأبناء للميل المثلي، ويعود ذلك لأن الأب بالنسبة للفتاة يشكل الحبيب المستقبلي، ويمثل عند الشاب الطبيعة التي يتشكل عليها ويقتدي بها غالبا.
والقول بأن هذه أنثى وهذا ذكر يعتمد على أساس أربعة محاور، وعليه يحدد كل منا ميوله أيضا، وهي كالتالي:
1. المحور الجيني: الأنثى تحمل الجينات XX والذكر جينات .XY
2. المحور الشكلي: ما يحوي جسدي الجنسين من أعضاء تناسلية وحسية.
3. المحور الهرموني: بحيث يفرز جسم المرأة هرموني الأنوثة، البوجستيرون والإستروجين بينما يفرز التستسيرون للذكر.
4. المحور الأخير: وهو الفرق الحقيقي بين الذكر والأنثى في نظر د.الحبيب ألا وهو الشعور الداخلي للإنسان بأنه ذكر أو أنثى، ويؤكد على أنه الشعور الفاصل، وليس ما يتمنى أن يكونه، كما في حال "البويات/ المسترجلات" بأن يشعرن بأنوثتهن بينما يرغبن، ويتمنين أن يكنّ الآخر، وهو وضع فطري، يجد تربة في التربية وما يكسبه أينا من التجارب والمشاهدات.
ويضيف د. الحبيب، أن المشكلة ليست في "المسترجلات" فقط، بل إن الأمر يبدو أكبر من ذلك عند "الخنثى المشكل"، وهي التي تطالب بأن لا تكون أعضائها الجسدية دليلاً على الأنوثة، بل أن تُسأل بمَ تشعر من داخلها، لأن العلم النفسي أضاف لنا بابا لابدّ وأن نعترف به بل ونطبقه.
ويشد انتباهنا البروفسور الحبيب، إلى فكرة دينية أساسية، ألا وهي أن الله لا يعاقب على الميل ذاته، وإن كان للشخص الخطأ ولا يعاقب عليه، لكن العقاب يأتي على الممارسة، ويؤكد على ذلك بأن العقاب الذي أنزله الله على قوم لوط لم يكن ليكون لولا أنهم بدءوا بالممارسة المثلية.
علاج لطارقي الأبواب
لابد من الانتباه دوما إلى أن الرغبة في التغيير هي التي تقود للتغيير فعلا، ودون ذلك لن يتم أي تطور، فالخطوة الأولى هي الاعتراف بوجود مشكلة، ثم الإحساس العميق بضرورة العلاج.
ويقول د. الحبيب أن الصنف الذي يرغب في التغيير هو وحده بالإمكان علاجه، وهي تمثل في حلقتنا "أم حمدان"، والعلاج هنا يحتاج نية مخلصة في التغيير وإرادة حقيقية، ويتم ذلك على خطوات:
1. أن تكبت شهوتها تماما عن نفس الجنس.
2. تفريغ شهوتها التي كبتتها طويلا إلى الجنس الآخر في أطروحة الحلال، مع الأخذ في الاعتبار أنها لن تستمتع في علاقتها مع الرجل، لكن ممارستها بعد الكبت سيدربها على الاستمتاع لاحقا.
3. قطع الخيال المثلي، والعادة السرية المثلية.
4. ينتهي الأمر بالعلاج التطهيري أو التعقيمي بمعنى أن تربط ممارساتها الجنسية المثلية مع عبادة ما. وللعبادة هذه بعض المواصفات التي يجب أن تتوافر فيها، وهي تختلف حسب الأشخاص.
وهذه العبادة يجب أن تكون من معشوقات "أم حمدان" حتى تستبدل المعشوق بالمرفوض الذي تحاول التخلص منه، ثم أن تكون عبادة ذات مشقة ليست بالكبيرة ولا السهلة كأن تحب زيارة الفقراء ولكنها تضاعفها إلى خمسة فقراء، على أن تبقى ممارستها الإيجابية مستمرة وهي بذلك تستمر في ممارسة الأطروحات الراقية، بارتباط هذا الشيء بممارسة خاطئة سابقة.
تقول "أم حمدان" أنها ذهبت لطبيبين نفسيين، الأول جاء بأدلة تؤكد الحلال والحرام، وهو طرح لا يأتي في وقته هنا، خاصة وأن أغلبنا على اطلاع بحرمته، أما الثاني فقد أخذ المنحى الغربي في محاولة إزالة الشعور بالذنب، بل ودفعها على متابعة علاقتها بمعشوقتها!.. وهو أمر يعني أنه لا فائدة من زيارة طبيب نفسي في الأساس، وهي أطروحة لا تتوافق مع السماء أيضا.
إذن نحن بحاجة إلى طبيب نفسي مبتكر يبتعد عن الأمر بالحلال والحرام، وعن النظريات الغربية التي لا تناسب المجتمع العربي ولا تقدم له أي خطوة نحو التخلص من الداء.. إننا نحتاج لطبيب نفسي فاهم لديننا الحنيف، متبصر وصبور، وواعٍ بالنفس البشرية وبمقومات ضعفها وقوتها، إضافة إلى قدرته على التحكم من عدمه.
وككلمة لا بد منها ختاما، فإن الناظر إلى حيث وصلت المرأة الخليجية اليوم ابتداء من المدارس الإعدادية ووصولا بالجامعات، يجعلنا أكثر خوفا على هذه المجتمعات مما سيلحق، ويجعلنا نطرح السؤال إثر السؤال: إلى متى ستخفي المرأة الخليجية علاقاتها الخاصة، بل وتهرب منها إلى علاقات مثلية؟
عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ
وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ
وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
قال تعالى {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22)سورة النور