[INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT][/INDENT]
الـكلمة إيد، الـكلمة رجـل، الـكلمة باب،
الـكلمة نجمـة كهربيــة في الضبـــاب
الـكلمة كوبـري صـلب فـوق بحر العباب،
الجـن يا أحبــاب، ما يقــدر يهدمــه...
فاتكلموا...
وجدتني أتغنى برائعة صلاح جاهين ومحمد منير "اتكلموا"، معشوقان في عالم الإبداع الجميل.
وشعرت مع ترنيمي هذا بالسعادة. وقد مر وقت طويل لم أشعر بانتشاء روحي. في حمد وشكر لله تعالى على منحة إلهية وعطية عظيمة، أن أكتب..
أن أحكي.. أن أخرج ما بصدري.. أن أصل لغيري بكلماتي.. أن أتواصل معهم..
وأن تمتد جسور من الألفة بيننا، فشعرت بنعمة غالية وفضل كبير من الله أن أصبحت الكتابة جزءا من تكويني، حتى لو كانت هواية وليست احترافا.
ومع الحالة العزيزة التي خالجتني -السعادة- بدأت أسأل نفسي: ما السعادة؟ ما الطريق إليها؟
قُذف في قلبي مباشرة أن السعادة حلم كل البشر وغاية كل إنسان، هي أن تكتشف قدرتك على الحياة برغم كل شيء ورغمًا عن كل أحد.
أن ترتقي لعالم روحاني متجرد من كل القيود السخيفة والمعوقات الكريهة، أن تصل بروحك إلى صفاء وشفافية وصدق وإيمان بالخالق الأعظم وبالحياة وبكل الموجودات والأشياء.
عبقرية البساطة
السعادة أن تتأمل روعة التفاصيل الدقيقة والبسيطة، المعقدة الخفية الغامضة، والواضحة الجلية.
أن تشعر بقيمة الشمس والقمر، البرد والحر، الخضرة والصحراء، أن تستعيد إنسانيتك المفقودة في عالم أحمق قبيح وأرض جافة ومشاعر باردة ومعلبة.
السعادة أن تلتقط قيمة الأشياء البسيطة الصغيرة: ابتسامة طفل، كلمة شكرًا، كلمة أحترمك، وكل المعاني النبيلة الرفيعة، وأن تؤمن أنها تحمل لك السعادة.
السعادة أنك لا تزال هنا، تعمل وتنجز، تضحك وتبكي، تهمس وتصرخ، تجري وتلعب، تعطي وتأخذ، أنت هنا بكل ما فيك من فكر وعقل وروح، "أنت أعظم مخلوق في هذا الكون الفسيح الذي لا تصدق أبعاده، أنت أروع ما فيه، أنت الكائن الوحيد القادر أن يكون إنساناً- يوسف إدريس".
أنت هنا بكل قدرتك على الفعل، وكل طاقتك المتدفقة.
السعادة أبسط مما نتخيل، وتفوق كل ما نتخيل، وتضم أشياء وتفاصيل متناهية الصغر، فهي ليست قاصرة على المال أو العمل المرموق أو المكانة الاجتماعية الرفيعة، أو حتى النجاح والتميز، إنما هي كل هذا، إنها الطريق نفسه إلى النجاح والتميز وليست السعادة الوصول إلى النجاح بل هي الطريق إليه، السعادة في الرحلة، رحلة الحياة، الممتعة.
أن تعيش إنساناً بحق، محبًّا بحق معطاءً بحق، صادقًا مع الله ونفسك وكل الموجودات، مؤمنًا بربك ونفسك والحياة، هذه هي السعادة.
أن ترتاح وترضى بكل "المنمنمات" التي تشكل حياتنا، أن تقدر قيمة الحياة وروعتها، أن تتأمل الخطوط والألوان التي ترسم ملامح حياتنا.. هذه هي السعادة، وهي أن تبيت وتصبح قنوعا ساعيًا دائمًا للأفضل، وللأرقى والأجود.
أن تحارب القبح والرداءة والشر، فيصبح لحياتك معنى وقيمة، وأن تكون وردة متفتحة وسط الأشواك، هذه هي السعادة الحقيقية.
أن تبتسم وتهزم أحزانك، وتحول طاقتها السلبية إلى وقود يحركك للأمام، وإلى ثمار تتذوقها بلذة لا تعادلها لذة، فالنهر المتدفق أروع وأكثر عطاءً من البحيرة الراكدة، هذا هو معنى السعادة.
أن تستمع شاحذا حواسك كلها لاستقبال رسائل الله والحياة والقدر، ولهمس الطبيعة، وأن تقرأ العلامات بحرص، وأن تتأمل معناها وحقيقتها، وحقيقة الميلاد والكون والبشر، وأن تسير على درب الحياة متفائلا قويًّا، وأن تكون شجرة راسخة تموت واقفة، وأن تستمر سيرتك الطيبة بعد وفاتك، وأن تمتد وتستمر بعد رحيلك عن العالم المادي المحدود، هذه هي السعادة بعينها.
وهي أن تكون مسكونًا بعدد من الأحلام، وأن تتوالد أحلامك باستمرار، وألا تتوقف عند تحقيق حلم واحد، فللحياة أبواب عديدة يمكنك أن تدلف منها جميعًا لو أردت، فـ"ليس سوى أن تريد –أمل دنقل".
كلمة أخيرة
عش بقلب مفتوح على العالم
وتقبل كل ما هو آتٍ بحلوه ومره
وحلق في سماء الحقيقة
واستغرق في كل لحظة من حياتك
وعشها بكل كيانك
عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ
وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ
وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ
