أجساد بشرية آيلة للسقوط

    • أجساد بشرية آيلة للسقوط

      خلق الله تعالى بني أدم وصوره في أحسن صورة ، ورزقه من الطيبات ، وفضله على الكثير من خلقه ، وأنعم عليه بعقل لكي يحكم به كافة أموره في هذه الحياة ، وليمز به الخبيث من الطيب ، والخير من الشر ، لكن طبيعة نفس بني أدم أمارة بالسوء ، فشرع في أمور كثيرة نهى عنها الشرع الحنيف وأمر باجتنابها وذلك لحكمة تحريمها ، لما سيلحق بنفس الإنسان من ضرر عظيم إذا شرع فيها ، فبحكم ما نشاهده ونسمع عنه ، فإن في مجتمعنا توجد أجساد بشرية آيلة للسقوط بسبب ما اقترفته أيديهم من أمور غير طيبة ، لا تخدم مصلحتهم ولا تحقق لهم أية فائدة تذكر ، زجوا بأنفسهم فيها فكتبوا عليها الشقاء في هذه الحياة ، والبعد عن حياة الاستقرار والرخاء ، ودمروا بأيديهم نعمة العقل التي ميزهم الخالق عز وجل بها عن بقية مخلوقات في هذا الكون ، فماذا كانت النهاية دعونا نتعرف على حكاية هذه الأجساد الآيلة للسقوط .


      الجسد الأول /


      شاب في مقتبل العمر عاق بوالديه همه الحرية في هذه الحياة ، عاصي لأوامرهم لا يستجيب لدعواتهم ، ولا يعبأ بأية نصيحة تقدم له من قبلهم ، يقضي جل وقت ليله في السهر وتتبع الأمور الشيطانية ، أصبح مدمن الخمر ينفق من أجلها كل ما يملك من مال في مختلف قاعات البارات والمقاهي الليلية والسهرات الحمراء الماجنة ، فماذا سيكون أحوال هذا الجسد بعد هذا الوضع إذا تمادى في غيه ولم يتب ويراجع نفسه .


      الجسد الثاني /


      شاب في ربيع العمر لم يكتفي بما يعطيه له والده من مال أحب الحياة الدنيا ، يتمنى أن تطال يديه كل ما يتمناه ولو على حساب تدمير نفسه بالسير في طرق ملتوية ، رافق أصدقاء السوء ضعاف الأنفس فكانت هنا الكارثة رموا به في براثن المخدرات وأصبح مدمن عليها ، بل قام بترويجها وبيعها لأمثاله في أي مكان يلتقي بهم ، حتى أصبح جسدا آيلا للسقوط ، يا في قبضة رجال الأمن ، أو قضى نحبه بجرعة مخدر زائدة ، فماذا سيكون حال هذا الجسد بعد هذا الوضع .




      الجسد الثالث /


      شاب سخر كافة إمكانياته في السفر والترحال ، ينتظر بفارغ الصبر إجازته الصيفية ، فكلما يأتي الصيف يكون مستعدا للسفر لدولة يهواها أصحاب المتعة والنزوات الشيطانية ، كل سنة يسافر إليها يقصدها ويقضي أيام عدة فيها ـ قد تكون أسبوعين أو أكثر حسب إمكانيات وقدراته المالية ، سنوات وبدأ هذا الجسد بالضعف ، فكثرت أناته وزادت نحافته ، نعم أصيب الجسد بمرض فتاك مدمر نقص المناعة المكتسبة ، مرت سنوات وأصبح هذا الجسد طريح الفراش متهالك لا يقوى على الحركة ، فماذا سيكون حال هذا الجسد بعد هذا الوضع .




      الجسد الرابع /




      شابة في مقتبل العمر رزقها الله جمال وحسن صورة ، إنغرت بذلك الجمال ، وغرر بها الهوى بدعوى الحب الشريف وأين الشرف في ذلك في أن تخرج متبرجة متكشخة كأنها تستعد لليلة دخلتها ، بأن تلتقي بالحبيب المزعوم بأن سيحقق لها الأمنيات ، وفي النهاية لا شيء مما ذكر، حتى قضى منها وطره فرمى بها كما ترمى بالجيفة كرمكم الله ، بقى جسدا لا قيمة ولا كرامة ولا شرف يذكر ، ضاع في لحظة دقائق شيطانية في سهرة حمراء بين أحضان ذئب بشري همه نهش لحمها والفتك بشرفها وإذلال كرامتها ، فماذا سيكون حال هذا الجسد بعد أن سقطت قطرة الحياء منه وفقد كرامته وشرفه ، ومن سينظر إليه بعد ذلك .


      لحظة دقيقة تكفي ( فقط 60 ثانية )


      وفي مجتمعنا الكثير من هذه الأجساد ، فهل فكرت وراجعت نفسها ولو لدقيقة واحدة ، إذا أتاها ملك المنون فماذا ستكون الخاتمة ، وكيف ستقابل خالقها يوم الحشر ـ هنا يجب الإنسان مهما وصل إلى درجة من الطغاة والبغي والفساد أن يقف دقيقة واحدة للتفكير لعل ضميره يصحوا ويؤنبه ، ويحكم عقله ليزن تلك التصرفات ، هل هو على حق أم على باطل وضلال من أمره . فربما تحن لحظة التوبة وتعود النفس إلى رشدها وتسلك مسار مغايرا لما كانت عليه ، فيهديها الخالق إلى طريق الرشاد والاستقامة .


      هل فعلا نقف تلك الدقيقة كل يوم نراجع أنفسنا ، أم أن الدنيا شغلتنا بملذاتها ؟
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      موضوع جميل مثل ما عودتنا دائما تتميز بالواقعيه

      اللهم نسألك الهدايه للجميع .. فمن مثل هاؤلاء
      تنتقص قلوبهم للايمان وقد اعمتهم الدنيا عن الحق

      متناسين ان الدنيا ليست دار مسكن
      وان هناك يوماً آخر
      يُحاسب فيهِ المرء عن ما قدمت يداه

      نسأل الله حُسن الخاتمه وبارك الله فيك أخي

      لك إحترامي وتقديري
      “وحين افترقنَا ..
      تمنّيتُ سوقاً .. ( يبيعُ السّنين ) ! يعيدُ القلوبَ .. ويحيي الحَنين .. ” ― فاروق جويدة
    • شوكولاه كتب:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      موضوع جميل مثل ما عودتنا دائما تتميز بالواقعيه

      اللهم نسألك الهدايه للجميع .. فمن مثل هاؤلاء
      تنتقص قلوبهم للايمان وقد اعمتهم الدنيا عن الحق

      متناسين ان الدنيا ليست دار مسكن
      وان هناك يوماً آخر
      يُحاسب فيهِ المرء عن ما قدمت يداه

      نسأل الله حُسن الخاتمه وبارك الله فيك أخي

      لك إحترامي وتقديري


      شكرا على التعقيب الطيب بارك الله فيك
    • بلسم الحياة كتب:

      موضوع حلووو


      اللهم يا مقلوب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك


      كما تفضلت نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه وطاعته لأن قلوب البشر كثيرا ما تتقلب في عصرنا الحاضر .بارك الله فيك
    • ..أجساد بشرية آيلة للسقوط كثيرة هي هذه الأجساد..

      ..طرح رائع وهذا ليس بالجديد عليك أخي الرائع..
      """
      هكذا هم بعض البشر يتناسون مسؤولياتهم اتجاه أهاليهم واتجاه أنفسهم في المقام الأول..
      ""
      وكل هذا بسبب قلة الوازع الديني وتجاهل يوم الحساب وعقاب الله
      ""
      ..نطلب الهداية من الله لهم ولنا وبارك الله فيك أخي..
      دٱئمٱً ۆ ٱبدٱً ~o) : ( ا̄ﻟبسٱطہ - ٺضيف علئ شخصڳ رونققٱً مميزٱً .. ﻳ̉جعلڳ مختلف ڳن بسيطٱً ٺڳن ٱجمل ..
    • وليفة الغربة كتب:

      ..أجساد بشرية آيلة للسقوط كثيرة هي هذه الأجساد..

      ..طرح رائع وهذا ليس بالجديد عليك أخي الرائع..
      """
      هكذا هم بعض البشر يتناسون مسؤولياتهم اتجاه أهاليهم واتجاه أنفسهم في المقام الأول..
      ""
      وكل هذا بسبب قلة الوازع الديني وتجاهل يوم الحساب وعقاب الله
      ""
      ..نطلب الهداية من الله لهم ولنا وبارك الله فيك أخي..


      تسليم يمينك على ما خطت من كلمات طيبة بارك الله فيك ولا يحرمنا من طلات قلمك المبدع .
    • كَلمَات كَسهَام لا تستقرُّ إلا فِي القُلوب ..

      واقِع مُوحِش وكأنّه إرهَاب يُهدد السّلام ..

      فحين يقع الفأس فِي الرأس تبدأ القلوب بالأنين .. دقائِق أو أيامٌ قلائل تُحطم العمر كله ..

      فكيف يحيا الجَسد بل وكيف يحيا القلب ؟!!

      آهٍ ثُم آه ..

      كُتبت فِي ميزان حسناتك بإذن الله يا مُشرفنا القدير ..

      فائِق احترامِي ..
      ؛؛
      آهٍ على قلبٍ هَوَاهُ مُحَكَّمُ
      صَاغَ الجَوَى مِنْهُ فَـظُلماً يَكتُمُ
      ؛
    • هجـيــر كتب:

      كَلمَات كَسهَام لا تستقرُّ إلا فِي القُلوب ..

      واقِع مُوحِش وكأنّه إرهَاب يُهدد السّلام ..

      فحين يقع الفأس فِي الرأس تبدأ القلوب بالأنين .. دقائِق أو أيامٌ قلائل تُحطم العمر كله ..

      فكيف يحيا الجَسد بل وكيف يحيا القلب ؟!!

      آهٍ ثُم آه ..

      كُتبت فِي ميزان حسناتك بإذن الله يا مُشرفنا القدير ..

      فائِق احترامِي ..


      فعلا أختي الكريمة القلوب ربما تفوق من غفلتها عندما يقع الفأس في الرآس ، بارك الله فيك على التعقيب الطيب .
    • أجساد بطريقها للاندثار ....والمحو

      الجسد كالبناء ...
      تمويله جيداً من لبِنات التأسيس ...
      تربية وأخلاق ودين وقيم و......
      ستحظى بناء مهما تعرض لعوامل التعرية والهزات ستجده واقفاً لا يأبه

      وهنا أحمل المسؤلية الكبيرة للأهل ..أين هم ..
      وهذا الجسد آيل من البداية للانهيار ؟؟!!!
      تقديري ولد الفيحاء
      ود
      مازلت أشعر بفقد وغــربة ...لـروح
    • نبض ~ كتب:

      أجساد بطريقها للاندثار ....والمحو



      الجسد كالبناء ...
      تمويله جيداً من لبِنات التأسيس ...
      تربية وأخلاق ودين وقيم و......
      ستحظى بناء مهما تعرض لعوامل التعرية والهزات ستجده واقفاً لا يأبه


      وهنا أحمل المسؤلية الكبيرة للأهل ..أين هم ..
      وهذا الجسد آيل من البداية للانهيار ؟؟!!!
      تقديري ولد الفيحاء

      ود


      شكرا على مرورك الكريم بارك الله فيك
    • مشرفنا ولد الفيحاء

      كم هي كلمات رائعة ومعبرة جدا

      دقيقة صمت نحاسب بها أنفسنا

      فقليل جدا من البشر يحاسبون أنفسهم

      والمفروض ان يحاسب الأنسان نفسه قبل أن ينام

      يحاسب نفسه قبل أن يحاسب

      يعرف أخطاءه ويصححها في اليوم التالي إذا كان له من العمر بقية

      ولكن أصبح الآن ليس لنا الوقت الكافي لمحاسبة أنفسنا ولدين الوقت الكافي للأستمتاع بهذه الحياة

      اللهم نسألك حسن الخاتمة

      اللهم أجعل خير اعمالنا خواتمها

      اللهم آمين

      تسلم أخي ولد الفيحاء ع هذا الموضوع الرائع
    • albusaidi777 كتب:

      مشرفنا ولد الفيحاء

      كم هي كلمات رائعة ومعبرة جدا

      دقيقة صمت نحاسب بها أنفسنا

      فقليل جدا من البشر يحاسبون أنفسهم

      والمفروض ان يحاسب الأنسان نفسه قبل أن ينام

      يحاسب نفسه قبل أن يحاسب

      يعرف أخطاءه ويصححها في اليوم التالي إذا كان له من العمر بقية

      ولكن أصبح الآن ليس لنا الوقت الكافي لمحاسبة أنفسنا ولدين الوقت الكافي للأستمتاع بهذه الحياة

      اللهم نسألك حسن الخاتمة

      اللهم أجعل خير اعمالنا خواتمها

      اللهم آمين

      تسلم أخي ولد الفيحاء ع هذا الموضوع الرائع


      بارك الله فيك أخي العزيز على هذا التعقيب الطيب لكن ماذا لوجلس كل إنسان يحاسب نفسه دقيقة واحدة بدلا من الوقت الكثير الذي يضيعه هدرا في أمور أخرى لا تفيده في حياته كيف سيكون حالنا هل ستشرع نفس الإنسان في أمور غير طيبة ؟
    • ولد الفيحاء كتب:

      بارك الله فيك أخي العزيز على هذا التعقيب الطيب لكن ماذا لوجلس كل إنسان يحاسب نفسه دقيقة واحدة بدلا من الوقت الكثير الذي يضيعه هدرا في أمور أخرى لا تفيده في حياته كيف سيكون حالنا هل ستشرع نفس الإنسان في أمور غير طيبة ؟


      لو جلس كل أنسان في دقيقة صمت وفكر وحاسب نفسه لما وجدنا شباب تلهيم أشغالهم ع الصلاة

      او شباب لديهم الوقت في الملاهي والرقص واماكن أخرى وشباب لديهم علاقات مع فتيات

      سنجد الناس في الطريق الصواب ولكن كما أخبرتك لا يوجد لدى الناس متسع من الوقت لمحاسبة أنفسهم
    • albusaidi777 كتب:

      لو جلس كل أنسان في دقيقة صمت وفكر وحاسب نفسه لما وجدنا شباب تلهيم أشغالهم ع الصلاة

      او شباب لديهم الوقت في الملاهي والرقص واماكن أخرى وشباب لديهم علاقات مع فتيات

      سنجد الناس في الطريق الصواب ولكن كما أخبرتك لا يوجد لدى الناس متسع من الوقت لمحاسبة أنفسهم

      شكرا أخي العزيز على التعقيب الطيب ، صيحيح والله شغلتني الدنيا بملذاتها وشهواتها وغرتنا الأماني حتى زارنا ملك المنون في لحظة غفلة فماذا نحن مقدمون لآخرتنا نسأل الله حسن الخاتمة .