صيحة القدس

    • صيحة القدس

      انها اول مشاركة لي في الساحة الادبية وبدأت بمشاركتي هي بقصة من تأليفي محولة ايقاظ المشاعر الساكنه عند العرب والمسلمين فأرجوا منكم ان تبدوا نقدكم في قصتي هذه .
      تحياتي صيف حار |e


      *مقدمة :
      إن القدس مدينة مقدسة حاول العدو سلبها من المسلمين كما هو الحال لآن ، لكن أبناء ألأمه الفلسطينية جعلوا العدو يعيش في كابوس و رعب ، فقد عمل ابنا الانتفاضة على محاربة عدو الدين وهو اليهودي ، الذي هو الآن في الأرض المقدسة وفي المسجد الأقصى الطاهر .
      فيا أمة العرب، يا أمة المسلمين دافعوا عن حقوقكم بكل ما عندكم من قوة ، ولا تكونوا ضعفاء أمام هؤلاء الأنذال ، فاتحاد قوة .
      فها أنا الآن احكي لكم كم عانيت أنا و اخوتي الفلسطينيون من هذه الحرب المستمرة، وكم حاربت ودافعت عن وطني فأنا أحد أبناء هذه الانتفاضة.
      *صيحة القدس :

      تعودت الاستيقاظ مع والدي في وقت الفجر للصلاة، وفي يوم ٍ صحو استيقظت مع والدي كعادتي للصلاة في المسجد، مع أغاريد العصافير والنسيم الصافي الذي يشبه في هبوبه ريح الصبا، والهدوء والسكون الذي ميز ذلك اليوم الجميل من أحد أيام القدس، فعند انتهائي ووالدي من الصلاة سبقني والدي إلى المنزل، أما أنا فقد قمت لقراءة بعض آيات كتاب الله الجليل.
      وكما في كل مره سمعت صوت الصواريخ والمدافع التي تشق هدوء كل يوم مهما كان بديع ، فنحن لسنا كمثل باقي الشعوب عصافيرنا طائرات محاربة وتغريدها هو أعجب وأرهب تغريد يمكن لأي شخص أن يتحمله، أما السيارات التي تسير ليل نهار في شوارعنا فلا تشبه تلك التي نراها على التلفاز، هي كبيره لدرجه يصعب وصفها، تحمل بداخلها وحوش بشرية هذا إن كانوا حقا بشر،ومع كل هذا يختلط صراخ النساء الثكلى وبكاء الطفل الذي أصبحت هذه المظاهر مألوفة لديه، ومع كل هذا أسمع مجاهدي الأقصى يرددون أعذب عبارة " الله وأكبر .. الله وأكبر .. الله وأكبر " ، وبهذه العبارة أيقنت أن مجزرة كل يوم في طريقيها إلينا، وأن الأنجاس عادوا لسلب ما تبقى لنا من أرض نستميت في الدفاع عنها، فهرولت إلى منزلي وكنت أصرخ بأعلى صوتي مذعورا : أماه ...أماه .. أختاه ..أبتاه لقد عاد الأنذال، فوجئت وأنا أرى العدو عند عتبت منزلنا مسلحين فصرخت لوالدي : من يكونون ؟؟؟ لمَ هم هنا ؟؟ أأصبحنا نستقبل أنجاس في دارنا ؟؟! بعد أن نجسوا أرضنا !!
      فنظر إلي نظرة إشفاق، نعم هي هذه أسطورة كل بلدة يحلون بها، لم أشاء له أن ينطقها، عرفت ما هي العبارة ، وقد أدرك ما بداخلي فنكس رأسه، كحال العرب كلهم ، ثم نظرت إلى أمي التي سبقت كلماتي دموعها وقالت : إليك يا ولدي صرتك ، قد جهزت بها حاجياتك الضرورية. فقطعت حديثها: لا.... لالالا ... أماه أي حديث هذا الذي ترددينه.. أأترك روحي وعزتي ؟! أم تراكم نسيتم عهدنا إما القدس وإما الشهادة ؟!
      فردت أختي وهي تبكي : أخي ماذا دهاك .. لسنا مثلهم نملك ما يملكون، نعم أعرف نحن أمة خنوعه ، ولكن ما باليد حيله ... سيأتي يوم نرد لهم كيدهم إلى نحرهم .. فادخر هذا إلى يوم وعدنا الله به. وأمام كل هذا عرفت أني مجبور لفعل ما لا أردت يوما أن أفعله ، فماذا بيد صبي مثلي لا يزال في الثاني عشر من عمره فأخذت متاعي وشققنا طريقنا إلى مخيمات اللاجئين عند الحدود .
      و عند مغادرتنا البلاد بحيث لم يظهر اثر لها،وفي منطقة نائية جلسنا لنستريح من عناء السفر، شرد ذهني وأنا أفكر و ابحث الإجابات ، ما هو الحال مع اخوتي في وطني ؟...كيف هم الآن؟ سعداء أم حزنا؟.... هل هم على حالهم مصممين على الجهاد. أما والدي فذهب ليتفقد المكان ليرى إن هو أمن أم لا، وبينما أنا مستغرق في التفكير سمعت وقع أقدام خلفي ، فناديت : أهذا أنت يا أبي ؟ وكنت قد استشعرت الخطر إذ أن السكون الرهيب الذي غلف تلك الليلة كان مخيفا مسكت بيدي أمي وأختي ، نعم كما توقعت إنهم الأنجاس هذا ما أظهره ضوء القمر الجميل أظهر أبشع الوجوه أي تناقض هذا ؟! جمال وقبح !! كنت أقف حائلا بين تلك الوحوش البشرية وبين أمي وأختي ، وهو يصوب سلاحه علينا ، أي جبن ؟!
      وفجأة.. عدة طلقات من بندقية تقليدية ومئات الطلقات من رشاش ... صراخ .. وعراك .. ثم هدوء مفجع لم أشاء أن أفتح عيناي خشية فاجعة. كل ما دفعني إلى فتح عيناي هو مياه دافئة، فتحت عيناي .. ويا ليتني لم أفعل ثلاث جثث ممدة على الأرض واحدة منهم كانت ريحها مسك، إنه الغالي ، والدي حبيبي ، أما أمي وأختي فقد فقدتا وعيهما , لم يكن قد فارق الحياة بعد ، فهرولت إليه ومسكت بيده الطاهر وصحت بصوت مخنوق : أبي لم يبقى الكثير حتى نصل إلى المخيمات. إلا أنه ضغط على يدي وفي عينيه نظرت شوق وفرح وقال لي بصوته الحنون الدافئ : والدي هو اليوم الذي حلمة به وخذ هذا. نظرت إلى ما سلمني إياه كانت بندقيته التقليدية التي برغم بساطتها قتلت جنديان من الأنجاس ، ثم سلم روحه الطاهرة إلى المولى عز وجل.صرخت بأعلى صوتي : أكرهكم ... أكرهكم أيها الأنجاس .. أكرهكم يا من سلبتموني وطني وأهلي وقدسي .. أكرهكم .. أكرهكم.
      كانت أمي قد استعادة وعيها، لم تنهر أو حتى تتبرم ، كانت قد ألفت هذه المناظر, فقدت أباها وجميع أخوتها والآن زوجها، بدأت بحفر مأواه الأخير في تلك البقعة النائية، لم أستطع معاونتها فقد رأيت ما يكفي في تلك الليلة. وبعد أن استيقظت أختي أكملنا مسيرتنا وبيدي بندقية والدي التي قتل بها تلك الوحوش، كنت قد عاهدة نفسي على الثأر بمقتل أبي وكل من قتله الأنجاس، ليس الآن ولكن عندما أصبح قادرا على هذا، ومع مسيرتنا كانت الشمس قد بدأت في توزيع أشعتها الذهبية في جميع الأنحاء وإذا بنا قد وصلنا إلى مخيم اللاجئين بعد تلك الرحلة الشاقة.

      أكملت حياتي في ذلك المخيم، وكنت لا أزال أسر على النهج الذي علمني إياه والدي، كنت أواظب على أداء الصلاة في وقتها ثم قراءة ما تيسر من كتاب الله القويم، عشت في المخيم عشر سنوات وأنا الآن في الثالث والعشرين من العمر، لم أنسى ما حدث ذات ليلة ، لقد ارتسمت تلك الصورة التي مضى لها عشر سنوات في ذاكرتي وكأنها نحتت حتى لا أنسى ثأري ، كنت قد تعودت الحياة في ذلك المخيم الذي يرأسه شيخ قد ترك عليه الزمن بصمته، وكان هو الوالد الحاني لي بعد والدي، وكنت أخبره بكل ما يجول بخاطري.
      وفي يوم من الأيام كنت أبكي وبحرقه، وكعادته جاء الشيخ ليواسيني بكلامه الحاني الرقيق، و بمواساته هذه أيقض فكري وتذكرت العهد الذي قطعته عشر سنين ولت، نعم ثأري لكل دم طاهر سال على أرضنا، لم أعد ذلك الفتى الذي لا يزال في الثانية عشر من العمر بل بلغة سن الرشد،فهرولت إلى والدتي وأمسكت بيدها قائلا: أماه أتذكرين ذلك العهد الذي عاهدة به نفسي.. يوم أن استشهد والدي أتذكرين ؟؟ كانت تنظر إلي نظرت استنكار و كأنها قد استشعرت الخطر وما يحدثني به عقلي ، ثم هتفت بي وهي تهز كتفي وعيناها قد غرقت بالدموع: لا .. لا ..لا يمكن أخسرك أنت أيضا ..أنت من تبقى لي من روح والدك .. وإن كنت مصمما على هذا فاقتلني ثم امضي لمرادك، فلن أستطع تحمل فجيعة أخرى.
      خرجت من المنزل وأنا مهموم فهي أمي الحانية وكيف لي أن أعصي لها أمر، توجهت إلى ذلك الشيخ وحكيت له ما دار بيني و أمي، وقد بدا على وجهه عدم الرضى بما أفكر فيه، فقلت له: عماه أتمنعني أنت أيضا؟! أتمنعني من ثأري على أهلي وأرضي ؟! أم تراكم تناسيتم المجازر التي أرتكبها الوحوش بنا! إنه ثأري وثأر أهلي ووطني وعروبتي وديني .. ثم إنها ليست مجرد فكره يا عم .. بل هو تصميم ولن أتخلى عنه ولكن لا طاقة لي بعصيان من جعلت الجنة كلها تحت قدميها، تركني بعدها الشيخ على حالي التي أتيته بها وذهب ولا أدري إلى أين، وكان وقت الصلاة قد حان فتوجهت إلى المسجد، حيث دعوت ربي أن يبدل رأي أمي، وبعدها عدت إلى المنزل وكان وقت العشاء قد حان، كنت أظن أن أمي حزينة وغاضبة مني، لكن لا لم تكن كذلك بل كانت عادية كعادتها، فبينما كنا نتعشى قالت أمي لأختي: أسمعت بما ينويه أخوكِ ؟ تعجبت بما سمعت من أمي! فقالت أختي: و ما الذي تنويه يا أخي؟ قلت لها كمن لا يصدق: الثأر... الثأر لديني و عروبتي ولكل من سال دمه في تلك الأرض المقدسة. نظرت إلي أختي نظرت فخر وكأنها كانت تنتظر مني هذا منذ زمن. ثم قالت أمي: كان منعي لك لخوفي عليك .. ولكن لا بد من أن يعرف الأنجاس أننا لن نتخلى عن ثأرنا مهما طواه الزمن، أيقنت أن الله تعالى قد أجاب دعائي، ثم هرولت إلى عمي الشيخ الجليل حاملا له هذه البشرى السارة، وكانت نظراته توحي بأنه يعرف الخبر، فعرفت أنه من أقنع الوالدة بالفكرة، وكان قد تجمعت زمرة من الرجال الذين نذروا نفسهم في سبيل الله، ومضت أيام تدربنا خلالها تدريبا مستميتا، نعم نعرف أننا لن يكون باستطاعتنا إخراجهم ولكن سنقتلهم ونثأر لديننا و أرضنا، ونري الذين حسبوا أن نصر بالعدد والعدة، أن الله هو من سينصرنا كما نصر يوما نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
      وبإنهاء المدة المحددة للتدريب تقدمنا يقودنا الشيخ الجليل. وهناك حيث تقدمن وجدنا معسكرا للغزاة ، أغرنا عليه وقتل من الأصحاب والإخوان من قتل، وكم كنت أتوق إلى الشهادة حتى ألحق بوالدي في الفردوس الأعلى، ولكم إرادة الله عز وجل أردتني حيا, لأعود إلى تلك اللؤلؤة التي تركتها في مخيم اللاجئين، عدنا وراية النصر قد حلقت عالية، كانت تلك هي بداية حكاية جهادي وأنا الآن أحد الأعضاء في أحد حركات الجهاد والثورة المنتشرة في أرضي فلسطين، وأنتظر اليوم الذي أكون فيه فدائيا لهذه الأرض وأنا أتوق إليه وأدعو الله أن يعجل هذا اليوم.


      لقد سمعتم مني قصة النضال والحرية، قصة قد تساعد على إيقاظ الشيء القليل من مشاعر العرب المسلمين الذين استهووا الدنيا ومتاعها الزائل, فيا أمة العرب المسلمين لا تدفنوا ذكرى اخوتكم الذين استشهدوا على يد أولئك الأنذال، أن اليهود لم يقتلوا اخوتكم في الإسلام فقط، بل دفنوا كرامتكم، فدافعوا حتى عن الذرة البسيطة فإنكم إن تنازلتم عن أبسط الأمور، فهناك وعيد بالتنازل عن شيء أكبر.


      مع خالص تحياتي :

      مناضل مسلم من زهرة المدائن

    • بصراحه..لو اني لا أملك القدره على النقد..
      بس القصه أعجبتني..وشدتني حتى النهايه..
      فاسلوب صياعتها رائع..
      ثم تحكمك في الاحداث..وأبرازك للمشاعر..جيد..
      ثم أن القصه تتحدث عن جرح عربي..
      وهذا اعطى للقصه بعدا رائعا..

      وعذراً

      صيف حار

      اهلا بحروفك بيننا.....
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:روحانيات

      أخي العزيز صيف حار

      أرحب بك بيننا

      قدرتك على صيغة الافكار ومتابعة تسلسلها رائعة

      كلماتك تدل على ان لديك قلم يعد بالكثير لذلك سوف ننتظر منه الكثير

      تحياتي اليك


      اشكرك اخي روحانيات على المشاركة و اعجابك بالقصة |e
      لكن احب الانتقاد قبل العجاب
      فيا حب لو تبدي بنقدك في القصة لاتمكن من كتابت ما هو اجمل منها
      ملاحظة :( انا اختي وليس اخي )
    • الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:Red Rose

      بصراحه..لو اني لا أملك القدره على النقد..
      بس القصه أعجبتني..وشدتني حتى النهايه..
      فاسلوب صياعتها رائع..
      ثم تحكمك في الاحداث..وأبرازك للمشاعر..جيد..
      ثم أن القصه تتحدث عن جرح عربي..
      وهذا اعطى للقصه بعدا رائعا..

      وعذراً

      صيف حار

      اهلا بحروفك بيننا.....


      اشكرك اخي RAD ROSE

      على اعجابك بالقصة
      حتى وان لا تجيد النقد فانا اشكرك على الاعجاب
    • سيدي صيف حار ....

      جميل ان أرى كتاباتك لأول مرة ....
      و هذا يدل على متانة تعبيرك ....

      سيدي ....

      أمر و قد أسدل الليل ستاره ....
      و غاصت الشمس بأشعتها نحو المغرب ....
      و ليس لي أن أنقد كلامك ....
      لأنني على عجل ....

      سيدي ....

      كن واثقا ....
      أنك رائع ....




      و السلام ....