مصيرة - عزان بن سعيد الراشدي:
احتفلت نساء ولاية مصيرة مؤخراً بافتتاح أول مشغل لخياطة الملابس النسائية تم تأسيس (مشغل الجزيرة لخياطة الملابس النسائية) بولاية مصيرة بتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، في إطار جهود المديرية العامة للقوى العاملة بالمنطقة الشرقية لتشجيع المواطنات على طرق أبواب العمل الحر والاستفادة من الفرص المتاحة، وقد رعى حفل الافتتاح والي مصيرة رئيس لجنة سند بالولاية سعادة الشيخ مسلم بن سعيد المحروقي، ويأتي تأسيس هذا المشغل ضمن سلسلة من المشاريع التي تقوم بها المديرية العامة للقوى العاملة بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع منشآت القطاع الخاص بالمنطقة سواء هذا التعاون من خلال التمويل المادي لتأسيس هذه المشاريع أو بتدريب وتشغيل القوى العاملة الوطنية.حضر حفل افتتاح المشغل مدير عام القوى العاملة بالمنطقة الشرقية د. ناصر بن سيف الشامسي ومدير الشؤون التجارية بالشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال علي بن صالح الحشار.
وقد تجول راعي الحفل والحضور في أرجاء المشغل الذي تضمن معرضا لمنتجات المشغل، وقد أبدى الحضور إعجابهم بمنتجات المشغل والتي تؤكد على مهارة اليد الوطنية وقدرة الفتاة العمانية على امتهان خياطة وتفصيل الملابس النسائية التي كانت ولا تزال حكراً على القوى العاملة الوافدة باستثناء الولايات التي تم تنفيذ التعمين بها ومنها على سبيل المثال بالمنطقة الشرقية ولايات (المضيبي، ودماء والطائيين، ووادي بني خالد) وقد تم تعمين محلات خياطة الملابس النسائية بهذه الولايات مما ساهم في توفير الكثير من فرص العمل للمواطنات.
ويأتي افتتاح مشغل الجزيرة لخياطة الملابس النسائية بولاية مصيرة كمرحلة أولى ضمن المراحل التي تسبق تعمين هذا النشاط، وقد تنوعت منتجات المشغل كفساتين الأعراس وغيرها، وملابس الأطفال التي حرصت المتدربات بالمشغل على الدقة في تفصيلها مثل أفضل العلامات التجارية المسجلة في صناعة ملابس الاطفال.ويعمل المشغل على تدريب المواطنات على خياطة وتطريز الملابس النسائية وملابس الاطفال، وفي ذات الوقت يعرض المشغل منتجات المتدربات للبيع، وبالتالي تكتسب المتدربة دخلاً جيداً من عملها بالإضافة إلى حصولها على دورة تدريبية في هذا المجال من المشغل. وقد التقينا بصاحبة فكرة مشغل الجزيرة لخياطة الملابس النسائية جميلة بنت حمود الراشدية والتي تعمل مشرفة ومدربة بالمشغل، تقول: كان هذا المشغل يوماً ما مجرد فكرة وحلم وها هو الآن يصبح واقعاً نحتفل اليوم بافتتاحه بحمد الله.بداية الفكرة
وحول بداية فكرة المشغل تقول جميلة الراشدية: في السابق كنت أنظم دورات تدريبية في مجال خياطة الملابس النسائية بجمعية المرأة العمانية بمصيرة وتخرجت من الدورات دفعة كبيرة من الفتيات ولكن للأسف لا يعملن في هذا المجال فيما بعد، ومن منطلق ضرورة احتضان المتدربات وتنمية مهاراتهن وإيجاد مصدر دخل لهن طرأت في بالي فكرة المشغل، وعندما قيمت المشروع وما يحتاجه من مستلزمات كالأجهزة ومعدات الخياطة والخامات التي تستخدم في الإنتاج وجدت أن هذا المشروع يحتاج الى مبلغ كبير لذلك طرحت الفكرة على المسؤولين بالمديرية العامة للقوى العاملة بالمنطقة الشرقية وقد أبدوا اعجابهم بفكرة المشغل نظراً لأنها تلمس مباشرة أهداف وزارة القوى العاملة في تدريب وتشغيل الكوادر الوطنية ولذلك وجدت تشجيعا كبيرا من المسؤولين بالمديرية وقاموا بالتنسيق مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال لتمويل المشروع.
إقبال كبير على التدريب
وتضيف جميلة الراشدية: وبعد أن بدأنا العمل بالمشغل انهالت علينا طلبات الالتحاق بالمشغل بشكل كبير من المواطنات ونظراً لأن المشغل لا يستوعب أكثر من 20 متدربة وهو العدد الموجود الآن في التدريب، وهناك عدد كبير في قائمة الانتظار، ويضم المشغل عددا من الآلات الحديثة في الخياطة وآلات التطريز باستخدام الحاسب الآلي، وآلات التنظيف وغيرها من الأجهزة. وبالنسبة لمنتجات المشغل فهي في متناول الجميع بأسعار مناسبة مراعاة لظروف ولاية مصيرة، وتطمح جميلة الراشدية الى توسعة المشروع وانتقاله من مقر جمعية المرأة العمانية بمصيرة ليكون له مقره الخاص، وتتمنى أن يتطور هذا المشغل يوما ما ليصبح مصنعاً صغيراً يلبي احتياجات السوق المحلي.وقد عبرت جميلة الراشدية عن شكرها الجزيل للمديرية العامة للقوى العاملة بالمنطقة الشرقية على تشجيعها المتواصل والوقوف الى جانبهن في تحقيق هذا الحلم، كما وجهت شكرها الى الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال على تمويل المشغل ليحتضن فتيات ولاية مصيرة في مهنة تتمتع بكثير من الذوق والفن وتحقق ربحاً جيداً.المشغل خدمة للمجتمع
تقول رئيسة جمعية المرأة العمانية بولاية مصيرة أميرة بنت سالم الفارسية : الجمعية لها عدة اهداف منها تمكين المرأة العمانية اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، وقد عملت الجمعية على تدريب المواطنات بولاية مصيرة على خياطة وتطريز الملابس النسائية من خلال تنظيم دورات تدريبية في هذا المجال وقد تخرجت من الجمعية أكثر من عشر دفعات من هذه الدورات وتعمل الخريجات في منازلهن والآن أصبح المشغل يحتضن هؤلاء الخريجات لعرض منتجاتهن وتوفير الأجهزة الحديثة في الخياطة والتطريز، وتتشرف الجمعية باحتضان هذا المشغل في مقرها، وفي الختام تشكر أميرة الفارسية المديرية العامة للقوى العاملة بالمنطقة الشرقية، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال على هذا الدعم وهو في النهاية خدمة للمجتمع بشكل عام، وللمرأة العمانية بولاية مصيرة بشكل خاص.إنتاج راق بأنامل وطنية
كما التقينا خلال جولتنا بالمشغل بعلياء البحيرية وهي مُدربة بالمشغل حيث تقول: هذا المشغل كان بالنسبة لنا حلما بعيد المنال، وأصبح بفضل تضافر الجهود إلى واقع والحمدلله، فقد تدربت بالجمعية منذ ثماني سنوات وكنت حينها أعمل في المنزل فقط، أما الآن فقد التحقت بالعمل في المشغل كمدربة وبالتالي سأستفيد وأفيد في نفس الوقت حيث يتوافر بالمشغل الأجهزة والمعدات الحديثة، وسأعمل دائماً على تنمية مهاراتي في الخياطة ونقلها الى المتدربات في المشغل لإنتاج ملابس جميلة من صنع يد وطنية، وتضيف علياء البحيرية: إن مهنة خياطة وتطريز الملابس النسائية مربحة جداً والمشغل سيكون له أثر كبير في توفير احتياجات المواطنات بولاية مصيرة، وأطمح أن تكون للمشغل في المستقبل سمعة طيبة في كل أرجاء السلطنة من خلال منتجاته.