( أمي )
كلمة عظيمة صادقة وقوية ، تنطق بها ألسن فلذات الأكباد ، وقد تنحرم منها بعض الأمهات بسبب أو بآخر ، ويفقدها بعض الأبناء عندما تغادر إلى مثواها الأخير ، فتتركهم يصارعوا قسوة الحياة . فينطقوا بتلك الكلمة الواردة أعلاه طالبا لماذا ؟ أليس من أجل الحنان والدفء العظيم المتفجر من قلبها الحنون تجاههم ، وقد أوصى الحق تبارك وتعالى بالأم ، كما حثنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام باحترامها فردد كلمة الأم في الحديث الشريف " عندما سُئل : مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك". قيل: ثم من ؟ قال: "أمك". قيل ثم من؟ قال "أمك". قيل ثم من؟ قال: "أبوك". رواه البخاري .
[B]وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس، وشهادة الزور". رواه البخاري .[/B]
[B]وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس، وشهادة الزور". رواه البخاري .[/B]
ولقد وصى القرآن الكريم بالأم وكرر تلك الوصية لما لها من فضل ومكانة ، ففي الآية الكريمة من صورة لقمان " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون " لقمان 14- 15 .
ولما كانت الأم مصدر الحنان ومنبع الإحسان بالنسبة للولد ذكّر هارون أخاه موسى عليهما السلام بأمه حين غضب وأخذ برأسه، قال سبحانه: "ولما رجع موسى إلى قومه غضبانَ أَسِفاً قال: بئسما خَلَفتموني من بعدي أَعَجِلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه قال ابنَ أمَّ إن القوم استضعفوني.." الأعراف: 150
وجادت قرائح الشعراء بوصفها فقال حافظ إبراهيم
الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا
[B]أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا
بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى
شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ
[/B]
[B]أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا
بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى
شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ
[/B]
وأتذكر البيت الشعري التالي درسته في أحد فصول الدراسة الابتدائية فيقول الشاعر :ـ وأخلاق الوليد تقاس حسنا :: بأخلاق النساء الناجبات .
وهذا أخر ينشد بحقها الأبيات التالية
أغرى امرئ يوما صبيا جاهـلا
[B]بنقوده حتى ينال به وطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتـى
ولك الجواهر و الدراهم و الدرر
فمضى فأغمد خنجرا في صدرها
و القلب أخرجه و عاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى
فتعثر القلب المعثر اذ عثر
ناداه قلب الأم و هو معفر
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فدرى فظيع خيانة لم يأتهـا
ولد سواه منذ تاريخ البشر
وارتد نحو القلب يغسله بما
فاضت به عيناه من سيل العبر
و يقول يا قلب انتقم منـي ولا
تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
واستل خنجره ليطعن نفســه
طعنا و يبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأم قف يـدا ولا
تطعن فؤادي مرتين على الأثر[/B]
[B]بنقوده حتى ينال به وطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتـى
ولك الجواهر و الدراهم و الدرر
فمضى فأغمد خنجرا في صدرها
و القلب أخرجه و عاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى
فتعثر القلب المعثر اذ عثر
ناداه قلب الأم و هو معفر
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فدرى فظيع خيانة لم يأتهـا
ولد سواه منذ تاريخ البشر
وارتد نحو القلب يغسله بما
فاضت به عيناه من سيل العبر
و يقول يا قلب انتقم منـي ولا
تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
واستل خنجره ليطعن نفســه
طعنا و يبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأم قف يـدا ولا
تطعن فؤادي مرتين على الأثر[/B]
----------
لكن هل تتصورن أن قلب الأم سنفجر منه الفسق والانحراف يوما ما ، وتصبح تلك النفس أمارة بالسوء والانحلال ، وهذا ما نسمع عنه عن بعض الأمهات للأسف الشديد ـ بسبب ما يقترفنه بأنفسهن من أمور غير أخلاقية في حياتهن ، مما يحكم الشرع عليها بأنها أمرة ليس بكفء وليست أهلا بأن تربي أجيالا ، حتى لا يتأثروا بأوضاعها الغير طيبة ، هنا لا بد للحكم أن يفصل بين الأم وأبنائها حفاظا عليهم من الضياع والانجرار إلى طريق الهاوية بسببها ، أو لكي لا تؤثر أخلاقها السيئة بشخصياتهم وأنفسهم وحياتهم ، وربما يؤثر سلباً على دراستهم واحتكاكهم في المجتمع بعامة الناس ، ويا ما سمعنا عن أمهات اندرجن تحت هذا الوضع المنزلق بأخلاقهن إلى مستوى متدني من القيم ، فلا ذرة إيمان في قلبها تكفها عن فعل الفواحش ، ولا قطرة حياء تردها عن الخوض في المعاصي ، ولا شفقة حنان تخص بها صغارها ، نابعة من قلبها ، طالما غذيت تلك النفس الأمارة بالسوء بأمور غير طيبة ـ فكيف لها أن تربي أبنائها وهي بحاجة إلى تربية ، وكيف لها أن تنقد سلوكا غير طيب قد تشرع فيه أبنتها وهي بهذا الحال ، وكيف لها أن تكون قدوة لهم وأوضاعها متدنية ، وكيف لهم أن يتفاخروا بها ويتشرفوا تحضر معهم محفل تكريم لهم وهي على هذا الوضع ، ولما قال الشرع كلمته الفاصلة كتب للقلوب أن تتباعد ، هنا ارحم للأبناء أن يبتعد عنهم قلب نبع الحنان ، فأي حنان ينبع من هذا القلب ، طالما أنه أصبح قلبا ضالا يمشي في طريق ملتوي طريق الفسق والضلال .
أسئلة نطرحها للمناقشة وإبداء رأيكم السديد بشأنها ؟
*هل هذا الأمر ناجم من تقصير من قبل بعض الأزواج بحق زوجاتهم في بعض الأسر ، إذا أخذنا هذا الأمر من عدة نواحي مادية ومعنوية ؟
*لماذا تشرع بعض الأمهات بالخوض في طريق الانحراف والضياع ، بينما كان الأولى لها تربية أبنائها والمحافظة عليهم ؟
*هل انحراف الزوج وسلوكه بالسير في طرق ملتوية يكون عاملا مساعدا لانحراف الزوجة في بعض الأسر ؟
*ما مدى تأثير انحراف الأم على شخصيات الأبناء وطموحاتهم المستقبلية ،
ألا يوثر ذلك على مستقبلهم من حيث إذا رغبوا بالزواج بحكم معرفة العامة بأحوال أمهم ؟