في ظلّ «فشلها الإعلامي» مازالت الأحداث تتوالى

    • في ظلّ «فشلها الإعلامي» مازالت الأحداث تتوالى


      «قطع» العلاقات مع إسرائيل و«خسارتها» حليفها الأكبر



      في تداعيات الهجوم الوحشي الذي قامت به الدولة الصهيونية تتصاعد الأحداث وتتبلور المواقف وكأنّها صفعة تلو الأخرى للدولة التي ظهرت أمام العالم في صورة المارق الخارج عن القوانين والأعراف الدولية.

      ففي موقف مفاجىء قطعت نيكاراجوا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل رداً على الهجوم السافر على الأسطول الدولي الذي كان متجهاً إلى غزة، حسب ما جاء في بيان للرئاسة الثلاثاء.

      وأوضح البيان الذي تلاه الرئيس دانييل أورتيجا عبر الإذاعة أنَّ "نيكاراجوا تقطع فوراً علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة إسرائيل"

      وأضاف أنَّ حكومة نيكاراجوا ، القريبة من اليسار الراديكالي، "تشدد على عدم التكافوء في الهجوم على البعثة الإنسانية وذلك في انتهاك فاضح للقانون الدولي وحقوق الإنسان".

      وأعادت نيكاراجوا أيضا التأكيد على دعمهما "غير المشروط للكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني" وطالبت برفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

      هذا وفي يناير/ كانون الثاني 2009 قطعت فنزويلا وبوليفيا علاقاتهما الدبلوماسية بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ، وكانت كوبا قد قطعت علاقاتها مع إسرائيل عام 1973.

      وفي شأن آخر فإنَّ تركيا ـ التي تربطها علاقات استثنائية مع إسرائيل تعود إلى عام 1949 عندما اعترفت أنقرة بدولة إسرائيل ، والتي تُعدُ أيضاً البلد المسلم الوحيد في المنطقة الذي تربطه بإسرائيل علاقات تجارية متينة ، تتضمن شراء أسلحة من إسرائيل، كما تدرب قواتها في مناورات مشتركة معها، ـ قد حدث خلل وصدع كبير في علاقتها مع إسرائيل نتيجة عدوانها الأخير على قافلة الحرية وقتلها عدداً من النشطاء الأتراك واستهدافها السفن التركية خاصة حسب ما تناقلته وكالات الأنباء.

      فاليوم جُمد التعاون العسكري، وبدأ السياح الإسرائيليون يلغون رحلاتهم إلى تركيا في حين طوّق آلاف الأتراك القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، وهم يرددون نداء "الله أكبر"، ويرفعون شعارات تضمنت خطابا حاقداً على إسرائيل ، أضف إلى ذلك التصريحات ذات اللهجة الحادة التي أطلقها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في خطابه الذي ألقاه أمام البرلمان التركي والذي تناقلته وسائل الإعلام بما لا يدع مجالاً للشك بحصول صدع كبير قد لا يلتئم في العلاقات التركية الإسرائيلية.

      وكانت قد أثارت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة أواخر عام 2008 غضب العالم بأسره، لكن رد فعل تركيا كان الأقوى على الإطلاق.
      ففي منتدى دافوس انسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان من جلسة كانت تجمعه مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، غاضبا وهو يتهمه بـ"إتقان أساليب التقتيل".

      إنه تصعيد درامي لتدهور في العلاقات مع إسرائيل، علما بأن تركيا تسعى إلى علاقات أكثر دفئا مع جيران كانوا بالأمس القريب من المبعدين: العراق وسوريا وإيران.

      وفي تطور آخر أجمعت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم على انتقاد ما اعتبرته فشلا ذريعاً في التعامل مع أسطول الحرية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وطالبت وزير الدفاع إيهود باراك بالاستقالة فورا، ودعا بعضها إلى إنهاء حصار غزة تفاديا لتكرار الفشل.

      وتنوعت عناوين الصحف الإسرائيلية المعبرة عن حالة الفشل تلك بين الورطة، والكمين، والنحس ، ووصمة العار، وأين العقل? والأغبياء. واعتبرت يوم أمس أحد الأيام الأقسى لحكومة بنيامين نتنياهو منذ أن تشكلت.

      وقالت صحيفة "معاريف" إن العملية البحرية، فجر يوم الاثنين، أمام شواطئ غزة، كانت سخافة مطلقة، وخليطا من الإخفاقات التي ولدت حفلة مخجلة.

      وأضافت صحيفة معاريف إلى ذلك أن الردع الإسرائيلي تلقى ضربة شديدة. الصورة الإسرائيلية تلقت ضربة قاضية. وكل هذا حصل في عمق المياه الدولية وجعل إسرائيل دولة قراصنة.

      وذكرت هآرتس أن بيان استقالة سريعا لباراك سيسمح بتخفيض مستوى لهيب الغضب ضد إسرائيل، وقالت والتفسير الأكثر إقناعا سيكون اعتراف وزير الدفاع بأن هذه العملية فشلت. فشل الوزير وفشل رئيس جهاز الأمن، ولم يعد هناك حاجة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية لتحديد المسؤولية.

      وختاماً فإنَّه في محاولة حصر عناصر الفشل وتحديد الفائز والمنتصر قالت هآرتس وصحيفة يديعوت أحرونوت إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حققت نصراً هائلا من دون أن تطلق صاروخا واحدا.

      في المقابل فشلت حكومة نتنياهو فشلا مطلقا، والمسألة ليست "من ينتصر في هذه المواجهة، بل من سيحظى بالنقاط أمام الرأي العام، بالشرعية وبالتفهم".
      المصدر



      مقاطع فيديو

      لحظة الهجوم
      youtube. com/watch? v=X1jifMEAgNk
      المساعدات المنقوله
      youtube. com/watch? v=fEBKu2TvVaE
      كلمة أردوغان بخصوص هجوم اسرائيل على سفن قافلة الحرية
      youtube. com/watch? v=y5bkZAFdc2I

      تتعب لو معاي تلعب
      $$g