الجرح الذي حفرته بيديك

    • الجرح الذي حفرته بيديك

      كان يتصفح مكتبته وفي آخر كتاب وجد الورقة الأخيرة على هيأة رسالة كتب فيها :

      ( ليتك تعلم مدى النار الضارمة في أعماقي .. ليتك تعلم بأنك أقرب الناس إلي وحبيبي وأنك من يمسك الخنجر بيده ويطعن قلبي .. لتعلم أنك مثلما بنيت إبتسامتي وسعادتي جئت الآن لتحطم قصور الوهم التي أقمتها لي .. جئت لتلغي إبتسامتي وسعادتي .. أتظن أنني سأكون عروساً تنتظر ليلتها وتكون بكامل أناقتها وبحالها النفسي .. أم سأكون أرملة قبل وعدي أرتدي الليل والحزن والدموع .. سأكون عروساً وأرملة في ليلة واحدة .. هكذا كنت أصنع إبتسامتك وسعادتك على حساب بيتي وكرامتي المنتفضة حتى رميت بكل شيء خلفي لأنك كنت ترتسم في روحي بإبتسامتك وهذا ما كنت أريد أن أصل إليه .. أنت ... ماذا فعلت لي ؟! .
      وفوق كل هذا تطالبني أن أظل أحبك وأنت تعلم أنني أصبحت لرجل غيرك أليست معادلة صعبة ؟ .. إني مشتتة الفكر وذاكرتي مبعثرة ولا نور ينبلج في طريقي للمستقبل .. لا شمس ولا فرح .. هكذا يا حبيبي فقد يكون الشعر والكتابة هدية الله إلي كي أترجم من خلاله عن عواطفي الميتة بصورة حية وأعلم أن في هذا تناقض كبير عما هو في داخلي لكنني ربما بذلك أوهم نفسي بأنها لازالت على قيد الحياة .. تعبت .. يا (... ) تعبت أعذرني وسوف أكتفي بمشاعر أخرى داخلي لأنها أقوى من ضرب المطارق عليك .. سامحني .. واغفر لي قسوتي لأنك أنت من اراد ذلك رغم أنني حذرتك بأن كلماتي الحزينة قد تكون قوية الوقع عليك وقاسية وفي الختام أتمنى لك حياة سعيدة من أعماقي سواء في ظلي أو في ظلها " .
      هكذا كان دخوله للمكتبه بداية لهيب كان كامن بين صفحات ذاك الكتاب من تلك الرسالة الأخيرة .. حينها خارت قواه وسقط مغشياً عليه .. وبعد ثلاثة أيام وجدوه داخل مكتبته ميتاً والرسالة فوق صدره وكأنها تضع القبلة الأخيرة على جثمانه المتهالك .

      جزء من مقالي .
    • قد تقول الكلمة المكتوبة ما لا يقوله اللسان، مع أنها ليست سوى ترجمة عملية لمنطوقه! ولكن ما يميز الكلمة انها تاتي معبرة بقوة متناهية عن الفكرة المراد طرحها، بعد أن أخذت حقها من التخمر الفكري، لتنطلق مدوية عبر مداد القلم.
      الشيء الأكثر اثارة في مدلول الكلمة المكتوبة هو الخلود. فبها نستطيع أن نوصل عصارة الفكر الى من نشاء، ولو بعد حين...

      ولو برســـالـــة مخبأة بين ثنايا كتاب قديم....

      دائما متألق أيها الطويـــل..

      عبده|e
    • السلام عليكم

      عبده // نعم تتخمر الكلمة وتبقى حتى إشعار آخر ثم يأتي الزمن ليضعها في إناء على طرف نار هادئة فتعود لتختلط من جديد وتبث كثيراً من الإحتراق . أشكرك عزيزي على التواجد بين أحرفي الأمر الذي أعتز به كثيراً .

      alzaeeem15
      لك مني كل التقدير وكلماتك وسام فخر على صدري . أشكرك .
    • [TABLE='width:70%;background-color:black;background-image:url();'][CELL='filter:;']
      أخي
      محمد الطويل

      مقالاتك هي سحر بعينه تشدني لاقرائتها اينما صادفتها .... لا املك اي تعبير للرد عليها ...
      لك مني اجمل ورد و اتمنى لك التقدم الدائم

      تحياتي لك

      اختك وردة الحب
      [/CELL][/TABLE]
    • مقاله بعثرت بقلم مبدع
      كلمات اسطرت بمشاعر انسانيه
      كم هي جروح الزمان شديده ومهما عاش الانسان حلاوه الدنيا فلا بد ان تاتيه طعنه من الخلف توقظه من خفايا الحياه
      كلمات رائعه حملت بثناياها معانى رائعه وكم هي رائعه هذه المعانى التى كتبت بحبرك مشرفي الفاضل
      لك منى خالص الاحترام والتقدير
      بسمه الايام
    • Re: الجرح الذي حفرته بيديك

      الرسالة الأصلية كتبت بواسطة:محمد الطويل



      ( .. وبعد ثلاثة أيام وجدوه داخل مكتبته ميتاً والرسالة فوق صدره وكأنها تضع القبلة الأخيرة على جثمانه المتهالك .




      وبعد ثلاثة أيام وجدوه داخل مكتبته ميتاً والرسالة فوق صدره وكأنها تضع القنبلة الأخيرة على جثمانه المتهالك

      نعم لم تكن تلك قبلة كما ظن , بل كانت القنبلة التي أودت بحياته ,

      أستاذنا الطويل , مبدع الكلمات ومرصع الدرر , مقال جميل ومزين بإمضاء محمد الطويل .

      تحياتي
    • هكذا هي الحياه..نصدق كل ما يقوله لنا ذاك القلب الذي نظن أننا نعيش فيه مثلما عاش ويعيش فينا...

      مات لانه دفع ثمن تخاذله وجبنه عن تحدي الظروف التي وضعت في سبيل تحقيق حلمه..

      مات لانه يستحق الموت بعدما ماتت أماله وأحلامه فلم يبقى شيء يعيش لاجله..

      مات لان قلبه مات قبل أن يموت جسده.. مات في داخله..مع انه كان يمشي ويعيش بجسده مع الناس.

      مات لانه ............

      محمد الطويل..

      قلم أسرنا بروعة اسلوبه..وقوة مقالاته...

      فقط لو يكتب بفرح أكثر......


      .....مقالك بعنوان أمي..كان الاروع..

      تحياتي
      عاشقه..
    • لتكن هي القبلة والقنبلة

      هكذا نعم كانت تلك قبلة الوداع وقنبلة الموت .. ذاك الموت الذي أتى عن طريقها .. نعم ربما حينها أفاق قلبه من غفوته لكنه الفواق المتأخر ولم ينفعه الندم بل يمهله .. لذلك تآمر قلبه وضميره والرسالة عليه فمات بين كتبه .

      أشكر تواجدكم الرائع معي بين أحرفي .

      وبإذن الله سوف يكون مقال ( أمي ) هو التالي الذي يعقب هذا الموضوع .

      كل الشكر لكم .