مسقط – زينب الأنصارية
في كل مرة تثبت لنا جمعية دار العطاء ومن خلال أنشطتها وأسلوب عملها الذي تعتمده أنها فعلا اسم على مسمى فقد ترجمت وجسدت الجمعية رسالة العطاء وكيف أنها تشجع على العطاء ليس فقط للمحتاجين بل حتى للمتطوعين الذين يعملون بجد وجهد من أجل رسالة العطاء دون انتظار أي مقابل لكن الجمعية وجدت أن من الواجب عليها ولكي تكون أهلا لحمل اسم العطاء أن تكون معطاءة في كل المجالات وأن تكرم من أعطى من جهده ووقته للعطاء حتى وإن كان لا ينتظر مقابلا على ما قدمه، مؤمنة بأن التكريم أمر محفز وله وقع وتأثير كبير في النفس .
فقد أقامت الجمعية مساء امس بمطعم كارجين حفل تكريم للمتطوعين الذين عملوا على قدم وساق وبتكافل الأيدي مع أعضاء الجمعية ليحققوا معا ومن خلال هذه الجهود نجاحا كبيرا في تقديم المساعدات للمتضررين من جراء الإعصار الأخير "فيت" .
وقد قدمت رئيسة الجمعية مريم بنت عيسى الزدجالية كلمة شكرت من خلالها الشباب المتطوعين وأشادت بجهودهم الكبيرة معبرة أن لولاها لما استطاعت الجمعية أن تحقق هذا النجاح الكبير ومن ثم تقدمن من بعدها جميع عضوات مجلس الإدارة بكلمة شكر للمتطوعين وتم توزيع الجوائز على الأشخاص الذين تميزوا بعملهم ولم يبرحوا الجمعية في وقت حاجتها إليهم وتم تعريفهم على الحضور وسط تصفيق الجميع لهم وإشادتهم بجهودهم . بعدها بدأ برنامج المسابقات الذي أُعد لهم والذي تفاعل معه الجميع وأفضى جوا من المرح والبهجة على المكان وأعطى الأمسية شكلا مميزا وخرج منها الجميع بروحية عالية وثقة كبيرة متحمسين لأي مهمة تطوعية متعهدين بأن يكونوا مع الجمعية دائما .
في لقاء لنا مع رئيسة الجمعية مريم الزدجالية حول هذا الحفل قالت : لقد وجدنا أن من المهم جدا تكريم الشباب الرائع الذي كان معنا وإلى جنبنا في كل أنشطتنا، فما قدموه لنا من عمل لايوصف، لقد وضعوا وقتهم وجهدهم وحتى مركباتهم تحت تصرف الجمعية وخرجوا مع قوافل الإغاثة وقدموا المساعدات للناس المتضررين في مسقط وخارجها، لقد كنا يدا واحدة، فنحن نوجه وهم يعملون وكلنا قلب ونبض واحد نعمل من أجل العطاء والخير ومن أجل هذا الوطن العزيز .
كما أضافت الزدجالية: لقد وصل عدد المتطوعين الى 150 متطوعا واليوم حضر منهم 60 فقط والباقي اعتذروا إما بسبب السفر أو لظروف أخرى خاصة، لكن مع هذا كنا مصرين على إقامة هذا الحفل لتكريمهم والتعبير عن شكرنا الكبير والعظيم لهم فهم نعم الشباب الرائع النشيط والذي يعشق رسالة العطاء كما أغتنم فرصة حديثي هذا لأقدم الشكر الجزيل لكل الشركات التي ساهمت معنا في رعاية هذا الحفل وتقديم الجوائز للمتطوعين وأكرر إنه لولا الله ثم تظافر الجهود، جهودنا وجهود المتطوعين والمؤسسات الداعمة لما استطعنا أن نحقق هذا النجاح الكبير، فألف شكر للجميع ونحن دائما بحاجة لمساندتهم لنا .
وعن الأنشطة المقبلة قالت مشرفة الجمعية حنان بنت قاسم المسقطية: لدينا أفكار كثيرة بمناسبة العيد الوطني الأربعين وقد بدأنا بأولها وهي ابتعاث 40 طفلا من الأسر المعسرة والتي تقوم الجمعية بتقديم المعونة لهم إلى ديزني لاند في هونج كونج وقد تم التنسيق مع مدارسهم كي يتم اختيارهم وقد قمنا باختيار طفلين من كل مدرسة كي نضمن مشاركة أكبر عدد من المدارس وهذه المبادرة ترعاها شركة "OHI" بالكامل من خلال تقديم التذاكر لهم والسكن وحتى بطاقات الدخول الى ديزني لاند مع وجبات الطعام وسيكون معهم مشرفون من المدارس للإشراف عليهم وقد كان لدينا اجتماع مع الطلبة الأولاد، ولمسنا مدى سعادتهم بهذه المبادرة وسيكون لدينا في الأسبوع المقبل اجتماع مع الطالبات وهذه الاجتماعات تأتي من أجل التعرف عليهم وإعطائهم نبذة عن الرحلة وتعليمهم القوانين التي يجب عليهم اتباعها، ونتمنى أن نكون بذلك قد ساهمنا في إدخال السعادة والفرح في قلوب هؤلاء الأطفال الأبرياء .
أخيرا تقدم نحونا بدر السيابي وهو من الشباب العاملين في الجمعية منذ بداية تأسيسها حاملا على عاتقه كل المسؤوليات الخارجية من تخليص معاملات المحتاجين في المحاكم وغيرها، يعمل دون كلل أو ملل ودائما ما نراه مبتسما وسعيدا بما يقدمه من أجل العطاء وقد كان أول المكرمين وعن هذا التكريم قال : أنا سعيد جدا اليوم بهذا التكريم صحيح إنني لم أكن أنتظر مقابلا لما أقدمه لكن يبقى لهذه الأشياء وللتقدير ميزة خاصة تسعد القلب والنفس وتجعل الإنسان يقبل على العمل بقلب كبير ونفس منفتحة وأنا أشكر إدارة جمعية دار العطاء على هذه اللفتة الجميلة، وهذا ليس بغريب عليها فدائما هي من السباقين لأي عمل فيه عطاء ويحمل هذه الرسالة السامية، وأنا بدوري أقدم كلمة شكر عني وعن كل المتطوعين لجمعية دار العطاء وأتمنى لها المزيد من التوفيق في أداء رسالتها الخيّرة .