[TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
((تريدون أن تستعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ))
(عمر بن الخطاب)
محاورة بين ذئب وكلب عن الحرية والعبودية
[COLOR='4B0082']ا
(عمر بن الخطاب)
محاورة بين ذئب وكلب عن الحرية والعبودية
[COLOR='4B0082']ا
[COLOR='19552B']ل[/COLOR][COLOR='557618']ذ[/COLOR][COLOR='FF6347']ئ[/COLOR][COLOR='B22118']ب[/COLOR][COLOR='76002B'] [/COLOR][COLOR='4B0082']:[/COLOR]أسعد الله مساك يا ابن العم لقد أتيت أهلا ونزلت سهلا وإنها لصدفة من أحسن الصدف حيث قابلتك في الغابة بعد غياب طويل ، وكم أكون سعيد الحظ لو نزعنا من صدورنا الحقد والضغينة واستبدلناهما بالألفة والمحبة وإن كان أحدنا أخطأ فليعتذر وعفا الله عما سلف......
[COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]:إني أشكرك من سويداء قلبي شكرا جزيلا واعلم أن سبب مجيئي إلى هذه الغابة أني خرجت مع سيدي للرياضة فضللت فبحثت عنه طويلا فلم أجده فانتهى بي السير إلى هنا فحظيت بالمقابلة فهل لك أيها الأخ أن تذهب معي إلى المدينة فالخيرات هناك كثيرة .....
[COLOR='4B0082']ا[/COLOR][COLOR='0F661A']ل[/COLOR][COLOR='996F2B']ذ[/COLOR][COLOR='D13B2B']ئ[/COLOR][COLOR='7E001A']ب[/COLOR][COLOR='4B0082'] [/COLOR]: هذا جل مرادي وغاية ما تصبو إليه نفسي وأني أتعشم بأن يكون حظي مثل حظك فإني أراك ممتلىء البدن ولكن قل لي ماذا يكون عملي هناك ؟
[COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]: العمل بسيط فأنا أمضي معظم اليوم نائما على عتبة البيت لأمنع السارق من الدخول وأعوي أحيانا على المارين وقد تعلمت المداعبة الممازحة والملاطفة والمداهنة حتى أني صرت ألحس اليد التي تضربني وعند سيدي (قط) يعزه كثيرا ينام طوال النهار على الفراش ووظيفته صيد الفأر وإني أراه في كل شهر قابض على واحد ويطوف به وهو في فيه فسألته مرة لما لا تقتل الفأر وتأكله في الخفاء ؟ فأجابني أريد أن أفترسه جهرة –عيانا- كي يراني من في المنزل فلا ينكرون جليل خدمتي ، فقلت له أن البيت ملآن من الفئران ولم اراك تمسك ولا واحد منها بين كل حين وآخر فأجابني ضاحكا .... (( إذا قتلت الفئران جميعها وصار لا أثر لها في المنزل يطردونني إذ لا لزوم لي ))
[COLOR='4B0082']ا[/COLOR][COLOR='0F661A']ل[/COLOR][COLOR='996F2B']ذ[/COLOR][COLOR='D13B2B']ئ[/COLOR][COLOR='7E001A']ب[/COLOR][COLOR='4B0082'] [/COLOR]: وما يعطونك أنت والقط في نظير هذه الخدم ؟
[COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]: كسرة خبز وفضلات الطعام والعظام ونحو ذلك ..
[COLOR='4B0082']ا[/COLOR][COLOR='0F661A']ل[/COLOR][COLOR='996F2B']ذ[/COLOR][COLOR='D13B2B']ئ[/COLOR][COLOR='7E001A']ب[/COLOR][COLOR='4B0082'] [/COLOR]: قل لي لماذا شعر رقبتك منتوف لا اثر له والبشرة ( الجلد) ظاهر فما سببه؟
[COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]: هذا ليس مهما وسببه (الطوق) وهو قطعة من الجلد تحيط بالعنق يجذبونني ويربطونني منه ..
[COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]: نعم ولكن ماذا يهمني ما دمت آكلا شاربا ؟
[COLOR='4B0082']ا[/COLOR][COLOR='0F661A']ل[/COLOR][COLOR='996F2B']ذ[/COLOR][COLOR='D13B2B']ئ[/COLOR][COLOR='7E001A']ب[/COLOR][COLOR='4B0082'] [/COLOR]: أنت لا يهمك لأنك ربيت على الاستعباد راسفا في قيد الذل فألفت نفسك الخضوع والخنوع والذل والنفاق والرياء ....
أما أنا ابن (( الاستقلال )) فلا شيء أثمن لا أشهى إلي من (( الحرية )) فخشونة عيشي في الغابة وأعيش حرا مطلقا لا مسيطرا علي ولا سيد له الأمر والنهي ولي الطاعة والصبر ... أحب إلي من أن أعيش عبدا رقيقا مضطرا على قهر أميالي في مطاوعة ( سيدي) لرضائه وتجنبا لأذاه ولو أطعمني أحسن الطعام ....
إني أرضى بشظف العيش لأجل نعمة الحرية ...
إني أتحمل مرارة العيش لأجل حلاوة الحرية! ولا يحوجني إلى تجرع المر إلا ما هو أمر منه ( الحرية فوق كل شيء ) فلا سعادة إلا ( بالحرية ) ولا معنى لحياة العبودية ....
( فالموت خير من مقام على الذل )
قال الذئب هذا وانصرف ولسان حاله يردد قول المتنبي :
( ذل يغبط الذليل بعـــيش رب عيش أخف منه الحمام )
( الذليل لا يصلح للحرية والامتهانة وصغر النفس من سمات العبودية)
[/COLOR][/CELL][/TABLE][COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]:إني أشكرك من سويداء قلبي شكرا جزيلا واعلم أن سبب مجيئي إلى هذه الغابة أني خرجت مع سيدي للرياضة فضللت فبحثت عنه طويلا فلم أجده فانتهى بي السير إلى هنا فحظيت بالمقابلة فهل لك أيها الأخ أن تذهب معي إلى المدينة فالخيرات هناك كثيرة .....
[COLOR='4B0082']ا[/COLOR][COLOR='0F661A']ل[/COLOR][COLOR='996F2B']ذ[/COLOR][COLOR='D13B2B']ئ[/COLOR][COLOR='7E001A']ب[/COLOR][COLOR='4B0082'] [/COLOR]: هذا جل مرادي وغاية ما تصبو إليه نفسي وأني أتعشم بأن يكون حظي مثل حظك فإني أراك ممتلىء البدن ولكن قل لي ماذا يكون عملي هناك ؟
[COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]: العمل بسيط فأنا أمضي معظم اليوم نائما على عتبة البيت لأمنع السارق من الدخول وأعوي أحيانا على المارين وقد تعلمت المداعبة الممازحة والملاطفة والمداهنة حتى أني صرت ألحس اليد التي تضربني وعند سيدي (قط) يعزه كثيرا ينام طوال النهار على الفراش ووظيفته صيد الفأر وإني أراه في كل شهر قابض على واحد ويطوف به وهو في فيه فسألته مرة لما لا تقتل الفأر وتأكله في الخفاء ؟ فأجابني أريد أن أفترسه جهرة –عيانا- كي يراني من في المنزل فلا ينكرون جليل خدمتي ، فقلت له أن البيت ملآن من الفئران ولم اراك تمسك ولا واحد منها بين كل حين وآخر فأجابني ضاحكا .... (( إذا قتلت الفئران جميعها وصار لا أثر لها في المنزل يطردونني إذ لا لزوم لي ))
[COLOR='4B0082']ا[/COLOR][COLOR='0F661A']ل[/COLOR][COLOR='996F2B']ذ[/COLOR][COLOR='D13B2B']ئ[/COLOR][COLOR='7E001A']ب[/COLOR][COLOR='4B0082'] [/COLOR]: وما يعطونك أنت والقط في نظير هذه الخدم ؟
[COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]: كسرة خبز وفضلات الطعام والعظام ونحو ذلك ..
[COLOR='4B0082']ا[/COLOR][COLOR='0F661A']ل[/COLOR][COLOR='996F2B']ذ[/COLOR][COLOR='D13B2B']ئ[/COLOR][COLOR='7E001A']ب[/COLOR][COLOR='4B0082'] [/COLOR]: قل لي لماذا شعر رقبتك منتوف لا اثر له والبشرة ( الجلد) ظاهر فما سببه؟
[COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]: هذا ليس مهما وسببه (الطوق) وهو قطعة من الجلد تحيط بالعنق يجذبونني ويربطونني منه ..
[COLOR='00BFFF']ا[/COLOR][COLOR='1A9DF3']ل[/COLOR][COLOR='347AE7']ك[/COLOR][COLOR='3454E7']ل[/COLOR][COLOR='1A2AF3']ب[/COLOR][COLOR='0000FF'] [/COLOR]: نعم ولكن ماذا يهمني ما دمت آكلا شاربا ؟
[COLOR='4B0082']ا[/COLOR][COLOR='0F661A']ل[/COLOR][COLOR='996F2B']ذ[/COLOR][COLOR='D13B2B']ئ[/COLOR][COLOR='7E001A']ب[/COLOR][COLOR='4B0082'] [/COLOR]: أنت لا يهمك لأنك ربيت على الاستعباد راسفا في قيد الذل فألفت نفسك الخضوع والخنوع والذل والنفاق والرياء ....
أما أنا ابن (( الاستقلال )) فلا شيء أثمن لا أشهى إلي من (( الحرية )) فخشونة عيشي في الغابة وأعيش حرا مطلقا لا مسيطرا علي ولا سيد له الأمر والنهي ولي الطاعة والصبر ... أحب إلي من أن أعيش عبدا رقيقا مضطرا على قهر أميالي في مطاوعة ( سيدي) لرضائه وتجنبا لأذاه ولو أطعمني أحسن الطعام ....
إني أرضى بشظف العيش لأجل نعمة الحرية ...
إني أتحمل مرارة العيش لأجل حلاوة الحرية! ولا يحوجني إلى تجرع المر إلا ما هو أمر منه ( الحرية فوق كل شيء ) فلا سعادة إلا ( بالحرية ) ولا معنى لحياة العبودية ....
( فالموت خير من مقام على الذل )
قال الذئب هذا وانصرف ولسان حاله يردد قول المتنبي :
( ذل يغبط الذليل بعـــيش رب عيش أخف منه الحمام )
( الذليل لا يصلح للحرية والامتهانة وصغر النفس من سمات العبودية)

