انتحار أمريكا

    • انتحار أمريكا

      لقد وصلت الولايات المتحدة الأمريكية الى مرحلة جنون العظمة بسبب قوتها العسكرية البرية والبحرية والجوية الأسطورية وأجهزة مخابراتها المنتشرة حول العالم والأنفاق العسكري الضخم الذي يزيد علىاجمالي انفاق دول الاتحاد الاوروبي مجتمعة وقواعدها العسكرية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم
      لقد نصبت الولايات المتحدة نفسها شرطي لهذا العالم وقد فقدت شرعيتها في ذلك على الأقل لسببين:
      1- لم يتم تنصيبها من قبل الامم المتحدة مثلا فقد فرضت نفسها وهذا منافي لكل الاعراف والقوانين الدولية
      2- يفترض بالشرطي لو تم تعيينه أن يكون حافظ لمباديء العدالة والقانون الدولي في العالم لاناشر للفتن ومباديء الشر والتفرقة حتى يكون هو المسيطر
      لقد توقفت أمريكا عن سياسة الاستعمار العلني بعد خروجها مهزومة من مستنقع فيتنام وتزايد الانتقادات الداخلية والدولية لسياساتها وأخذت تنتهج المبدأ الأستعماري الحديث من حيث المناداة بالديموقراطية وحقوق الانسان وأعطت لنفسها الحق في فرض عقوبات دبلوماسية وتجارية على العديد من دول العالم التي شقت عصا الطاعة الأمريكية
      لكن بعد أحداث 11 سبتمبر وبداية مايسمى بمحاربة الأرهاب أفصحت أمريكا وبشكل علني عن هدفها من هذه الحملة وهو اعادة رسم خارطة العالم بما يتماشى والمصالح الأمريكية مواكبة مع المصالح الاسرائيلية طبعا وقد أثارت هذه الحملة شعورا معاديا للولايات المتحدة في مختلف دول العالم بعد أن كان العالم قد تضامن معها بعد تفجيرات 11سبتمبر
      لقد أثارت الولايات المتحدة غضب الشارع العربي بمساندتها اللا محدودة المادية والعسكرية والسياسية للكيان الصهيوني المحتل للاراضي العربية في فلسطين وأرض الجولان السورية وأختراقاته المتكررة لجنوب لبنان بعد انسحابه منه عام 2001 وزاد غضب الشارع العربي بعد ادعائات واشنطن المتكررة بوجوب شن عدوان على العراق لانه يمثل خطر على امن الولايات المتحدة وأمن العالم ولحيازته أسلحة دمار شامل يجب تدميرها والعالم كله يعرف أن واشنطن كانت الحليف الرئيسي للعراق والمصدر الرئيسي للسلاح الى العراق وخصوصا الاسلحة البيولوجة والكيماوية ولم تحرك ساكنا عندما استخدمها النظام العراقي ضد الاكراد في الثمانينيات من القرن الماضي ولكن عندما تغيرت المصالح وأصبح نظام العراق المحاصر يشكل عقبة وليس تهديدا للتوسع الصهيوني في المنطقة بدأت الاتهامات تنهال عليه وأستخدمت شتى الذرائع لتبرير شن العدوان عليه
      وبدأت الولايات المتحدة بمحاولات الاستفراد مع حليفتها اسرائيل بالمنطقة وخيراتها وتهميش الدور الاوروبي مما أثار سخط هذه الدول خصوصا عندما منعت اسرائيل مبعوث الاتحاد الاوروبي من مقابلة الرئيس الفلسطيني المحاصر مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة بمقر اقامته وأرجعته خائبا الى بروكسل بينما سمحت للمبعوث الامريكي بذلك وطبعا كل ذلك بايعاز من واشنطن وتمثل هذا السخط الاوروبي في بداية التوجه الى محاولة كبح جماح التوسع الامريكي والاستفراد بالمنطقة وبمعارضة سياساتها وتجلى ذلك في معارظة الدول الاوروبية الرئيسية كفرنسا والمانيا وبلجيكا لمحاولات امريكا وبريطانيا استصدار قرار من مجلس الامن الدولي لشن عدوان على العراق
      لقد أصبحت الولايات المتحدة كاالأفعى السامة التي توزع شرها في العالم فجنودها في أفغانستان يتعرضون وبشكل شبه يومي الى عمليات مقاومة من عدد من الفصائل الافغانية المعارضة وفي العراق بعد احتلاله بدأت عمليات المقاومة هناك تؤرق البنتاجون والبيت الابيض حيث ان الحصيلة المعلنة لايستهان بها في صفوف الجيش الامريكي وكذلك الخسائر في المعدات بالاضافة الى تقويض مخططات امريكا في هذا البلد
      أمريكا الآن تهدد ايران وكانت قد هددت سوريا وكوريا الشمالية ولاندري من ستهدد ايضا من دول العالم فقد تخلت عن سياية العصا والجزرة التي كانت تستخدمها وأصبحت تستخدم العصا بدون أي جزرة
      ترى هل هي سياسة التخبط الذي يسبق الانتحار للوحش الكاسر الذي لايدري ماذا سيلتهم وماذا سيترك,,...
      الايام القادمة ستحمل في طياتها الأجابة
      قال الحق سبحانه وتعالى(ولايفلح الظالم حيث أتى)صدق الله العظيم
    • مثلما لأمريكا من اسباب القوة التي جعلتها اقوى دولة في العالم فأن مظاهر أنحسارها بدت تلوح في الافق فأساطيلها وقواتها المنتشرة حول العالم لاتجلب لها الا مزيدا من الكراهية وفي الآونة الأخيرة أتت الكراهية من أقرب الحلفاء لها وأهم اسباب قوتها في الماضي.