سوف نبقى ابد الدهر بين الحفر

    • سوف نبقى ابد الدهر بين الحفر

      لا أدري من أين أبدأ هذا الموضوع، ولعل بعضكم قد استنتج فكرة الموضوع من خلال العنوان " فالجواب باين من عنوانه...
      لقد أوشك عام 2003 على الانقضاء ونحن لا نزال نعيش في الحفر ولكننا نرى الجبال الشاهقة أمامنا لكننا لا نستطيع الصعود وذلك خوفاً من السقوط مع أن التجربة ضرورية....

      لم نتطور تعليماً ولا صحياً ولا ثقافياً ولا في أي مجال آخر إلا أن الحقد قد زاد بين أبناء الشعب وزاد عدد العاطلين عن العمل وزاد عدد الفقراء وزاد عدد المرضى وسبب ذلك يرجع لبعض العقول المتحجرة وبعض الأيادي القذرة والتي تعيث فساداً في البلد ، فالثروات والإمكانيات موجودة لكن إدارتها سيئة واستغلالها الاستغلال الأمثل وتسخير هذه الخدمات من أجل المواطن وراحته منعدم نهائياً.....

      وسبب طرح هذا الموضوع هو أن صديق لي أفاض بقريحته بعد أن جاش بالبكاء أمامي وهو يحكي قصته مع التوظيف.......

      فقد أنهى دراسته الثانوية بتفوق لكن ليس التفوق الذي تطلبه الحكومة والذي يصل لدرجة الكمال 99.9% عموماً توجه لتكملة دراسته في الخارج وطبعاً على نفقته الشخصية ليس لأنهم أغنياء بل لأن والده – الذي يعمل في دولة الإمارات ويسعى جاهداً للحصول على الجنسية الإماراتية – كان يريد لابنه أن يكمل دراسته الجامعية وقد انفق عليه كل ما يدخر ، عموماً درس صديقي تخصص يحتاجه البلاد وأنهى دراسته في الوقت المحدد ونسى هم تلك السنين عند نشوة الحصول على الشهادة......

      والمعاناة لم تبدأ بعد فقد تقدم صديقي بأوراقه للجهات المختصة بالتوظيف وأنتظر إلى أن رأى إعلان لنفس تخصصه وتقدم بأوراقه وقام بإجراء الاختبار التحريري والمقابلة الشخصية وذلك برفقة مجموعة أخرى تقدمت لنفس الوظيفة ، وعند الانتهاء طلب منه أن ينتظر النتيجة في الصحف المحلية......

      وكانت المفاجأة فقد نزلت الأسماء واسمه غير مدرج ، بل اسم أخر ، فسعى جاهداً كي يعرف السبب و مؤهل الشخص الذي وقع عليه الاختيار وكانت المفاجأة الأخرى بانتظاره ، الشخص كان يحمل مؤهل جامعي لكن التخصص يختلف تماماً عن الوظيفة المعلن عنها ، لكن أسم ذلك الشخص الرنان كان السبب في حصوله على هذه الوظيفة.......

      واستمرت المعاناة إلى أن ضاقت به الدنيا وأشتد به الحال للوظيفة وراتبها السبب الذي جعله يلتحق بوظيفة بعيدة كل البعد عن مجال تخصصه والعلم الذي تعب من أجل أن يفيد به بلده ووطنه......

      وأعتقد صديقي بان المعاناة قد انتهت لكنه كان مخطأ فقد أصطدم بمسؤول ارعن (علج على حد تعبيره) لا يعرف للشهادة قيمة ولا للعلم وكانت شهادة صديقي مصدر قلق للمسؤول وكرسيه الدوار وكان كابوسا يؤرق مضجعه ، وكان كثيراً ما يتعرض له ويحاول تطفيشه بكل الطرق والوسائل حتى وصل الأمر بصديقي أن يتقدم برسالة إلى رئيس الوحدة التي يعمل بها لكن الرد كان أقسى من معاملة مسؤولة له ، حيث تم نقله إلى آخر الدنيا.........

      وهو الآن لا يزال هناك بانتظار حصول والده على الجنسية ومن ثم سيقلع الخنجر العماني من خصره كي يتعلق بالنسر الإماراتي ويطير بعيداً من أرضه ووطنه وأهله وبعيداً عن عمله ومسؤولة وبعيداً عن ذكرى السنين التي قضاها في الدراسة في الخارج.......


      $$6$$6