أعزائي / اليوم أرغب التطرق بالحديث عن داء ليس له علاج كبتر الجزء المصاب ، أو تناول مضادات حيوية فيشفى منها ، إنها داء الحماقة فكما قال المتنبي بأنها (( أعييت من يداويها )) إذا تعمقت ولازمن نفس الإنسان ، وغيرت سلوكه إلى شخص لا يمكن التعايش معه ، وأصبحت تصرفاته لا يحمد عقباه تصدر منه دون دراسة أو تروي أو تفكير ، فتعالوا نعرف ما قالوا في الحماقة
* قال ابن الأعرابي: الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر حرب.
* قال ابن الأعرابي: الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر حرب.
* وقال أبو بكر المكارم: إنما سميت البقلة الحمقاء لأنها تنبت في سبيل الماء وطريق الإبل.
* قال ابن الأعرابي: وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته.
* وعن أبي إسحاق قال: إذا بلغك أن غنياً افتقر فصدق وإذ بلغك أن فقيراً استغنى فصدق وإذا بلغك أن حياً مات فصدق وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلاً فلا تصدق.
* وقال بعض الحكماء: من أخلاق الحمق العجلة والخفة والجفاء والغرور والفجور والسفه والجهل والتواني والخيانة والظلم والضياع والتفريط والغفلة والسرور والخيلاء والفجر والمكر إن استغنى بطر وإن افتقر قنط وإن فرح أشر وإن قال فحش وإن سئل بخل وإن سأل ألح وإن قال لم يحسن وإن قيل له لم يفقه وإن ضحك نهق وإن بكى خار.
* قال المتنبي / لكل داء دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها
* ويحلل لنا كاتبا آخر الحماقة فيقول : ـ هي عله ومرض مزمن تعتبر سرطان الصفات لأنها تنتشر في العمق ليكون الأحمق متطورا في حماقته وصولا للحماقة المركبة , والحمق غشم والعشم جهالة وتصادميه ونعره وتطوس , ولو كان الأحمق أبا أو زوجا أو زميلا أو رئيسا كان لمن يتعاملون معه معاناة كبيره وعميقة, لآن عنوان الحماقة والحمق والتحامق فقدان القدرة على الوزن والتقدير فلا يعلم مناسبة ولا توقيت لقول أو فعل, فيتكلم في وقت السماع, ويسمع في وقت الكلام ثم نجده لا سمع ولا تكلم ولكن أنحرف بالموضوع لمسار أخر ليس له محل , ولا يقبل تصويبا أو تعديلا وهى حماقة الحمقى , وخير مثال للحمق وغشمه وانعدام عقله مثال التيس الذي نظر يوما في المرآة ( المرايا ) فوجد تيسا ( صورته ) تنظر تجاه , فثار التيس وسب ولعن ( صورته ) فظن الصورة تيسا يلعنه ويتحداه , ثار التيس ( الأصل ) ونطح المرأة ( فاختفى التيس ( صورته ) , صرخ التيس وقال فر التيس الرعديد ( صورته ) أمام التيس الصنديد ( هو ) , ولا يهم كسر القرن وشج الرأس وسيل الدم , والأحمق يناطح نفسه ويحاورها ويتحداها عنادا غشوما, فيكون هلاكه أو خراب بيته أو فقدان عمله , وعندما أصادف أحمق أراه كالتيس المذكور وفيه تتيس , ومن حماقة التيس أنك لو وضعت له الماء صافيا يجزع ولا يشرب , يقلق من صورته ولو وضعت له قشا في الماء يشرب سعيدا لأنه لا تيس أخر في مواجهته , هكذا الأحمق لو بصرته بالصواب نفر وجزع وأزبد وأرعد , ولو خادعته ولو سخريه أنتفش وجعلك من المقربين , ولعلنا في الحياة نصادف حمقى ونعانى من حماقات وأنظر لها باعتبارها حالة تتيس وأتذكر التيس والمرايا , أما علامات الحماقة أنه قبل أن يسمع أقول أعلم , ولو ناقشته تجده نافرا مستنفرا متحفزا وعيناه تدور , ولو اتفقت معه بعقد يوقع سريعا ويناقش بعد التوقيع ما وقع عليه , ولو أودعته سرا أو علمه هو لا يبيت بغير أن يفشيه ولو كان يمس شخصه أو بيته , وختاما قالوا عدو عاقل خير من صديق أحمق مأفون , فللعقل طريق واحد وللحماقة فنون .
وعلى ما ذكر أعلاه من تحليل نترككم لتحديد أبعاد الحماقة من خلال الأسئلة التالية :ـ
* هل تقدرون أن تتعاملوا مع الشخص الذي يتصف بالحماقة ؟
* ما هي الآثار السلبية على نفسية الشخص الذي يتصف بالحماقة ؟
* ما تأثير تصرفات الشخص الأحمق على أسرته ؟
* إذا كنت تتعامل مع مسئول مباشر يتصف بالحماقة فما تأثيرها على الإدارة والمتعاملين معه ؟ وهل القرارات التي يتخذها سيكتب لها النجاح أم يغلبها الفشل ؟
