أروع اللحظات.. بحر .. وليل ..و.....! - جديد بدرية العامري

    • أروع اللحظات.. بحر .. وليل ..و.....! - جديد بدرية العامري




      صباحاتُ الفرح..
      السّماءُ صافية زرقاء .. والأشجارُ بخضرتها الجميلة تتمايل .. وثمّة إكسسواراتٌ بيضاء على صدِر السّماءِ تُبرِزُ الزُّرقة ..وأنا في أبهى حُللِ السّعادةِ والجمال..
      استيقظتُ باكِرا .. على الرُّغم من نومي المُتأخِّر .. بعد الثّانية حسب ما أذكُر .. أمسي كان مُمتِعا فوق الـ جدّا ..ما أن اِنتهينا من صلاة المغرِب حتّى خرجنا للبحرِ ..عائِلتنا الجميلة الكبيرة ..وبنات خالتي ..وصاحبتي تونس .. وعبير وأُختها ، وابنتا عمّتِها .. وابنة عمِّها .. وصلتُ وتونس أوّلا.. مشينا على البحرِ .. دردشنا قليلا..وبعدها بدأ الجماعة بالتّوافِد .. زوجات أخواني .. زوجة أبي ..وعبير ومن معها ..استأذنتُ تونس لأكون مع عبير ..فهي المرّة الأولى الّتي نكون فيها معا على البحر .. رغم هوسنا المُشترك بِه.. كما أنّها بعد يومين سـ تُسافِر :( .. وبالطّبع صاحبتي تتفهّم لهذِه الأمور .. تركتها مع أُختي و زوجات أخواني .. ويبدو أنّها استمتعت معهم ..ما أن جاءت عبير .. انتظرتُ الفتيات يعدن لأُعرّفهن على من جاء مع عبير .. لـ ينشغلوا معا .. وبعدها انطلقنا للبحرِ ... جلسنا على رملِه.. مشينا بجانِبه.. نحكي أفكارنا .. أحلامنا .. ذكرياتنا .. ونُقحم محمد عبده بيننا .. وكاظِم بين الفينةِ والأُخرى .. والشّابي .. وإيليا أبوماضي ..وأناشيد البحر والنُّجوم الّتي حفظتها عبير ذات عُمر ..لعبنا بالرّمل ..وتمددتُ عليهِ أرقب السّماء .. وأنصت للبحر.. عبير أعدّت كرات رمليّة .. حاولت معي أن أُشاركها .. لكنّني رُغم هوسي بالبحر إلّا أنّ الرّمل أشعر بِه "شئ غي مرغوب بِهِ أن يلتصق بي" ...وعبير تقول عندما نُحب الشّئ نحبّهُ بكلِّ ما فيه.. أُحبُّ الرّمل .. لكنّهُ أحيانا يُزعجني...تناولنا طعامنا بعيدا عنهم .. البحرُ تراجع كثيرا منذُ وصولِنا إلى أن قفلنا عائِدين منه .. دخلنا للبحر .. أخذتُ " خلّود" لـ يسبح .. ويبدو أنّ ابن أخي جبان جدّا .. ما أن تُلامسهُ الموجة إلّا ويهرُب .. ويحدُث أن يرى من حوله يهربون فيهرُب دون أن يعرف لم يهربون..وشيئا فشيئا اِعتاد .. فـ أخذ يبتعد وينادي البحر " تعااااالي.. تعالي"..تركتُ خالِد مع ابنة أخي .. وذهبتُ وعبير نواصِل مشينا ..اذكُر بعدها غنينا كاظِم " قل لي ولو كذبا كلاما ناعِما ......." ... والمقطع الأجمل دائِما " هو أن نثور لأيِّ أمرٍ تافِهٍ .. هو يأسُنا هُو شكّنا القتّالُ ..هو هذِه اليدُّ الّتي تغتالنا .. ونقبّلُ اليدّ الّتي تغتالُ"...
      عُدنا بعدها لـ نتعشّى ..أخذنا طعامنا على الرّملِ بعيدا عنهم ..قالت عبير أنّني إنسانة نباتيّة .. لأنّني لم أتناول إلّا السّلطة والزّيتون ، وهي إنسانة "لحميّة"... اعترضتُ على لحميّة بل "حيوانيّة"..هههههه .. حكينا عن أوهامِنا.. والمنطِق.. ورسمت عبير خطّا على الرّمل تشرح لي فيه مدى قُربنا من الكُتب .. وابتعدانا عن الواقِع.. وبعض من نعرِف وترتيبنا .. وأخبرتني في الجلسة عندما تأمّلنا السّماء عن نجوم تُدعى " بنات نعش" شكّلت "صح" كما أكتبها أنا باليسار .. سبعُ نجوم على شكل علامة صح باليسار.. ونجمٌ آخر يُدعى "..... الشّمالي"... نسيتُ اسمهُ الأوّل... مُضئ..
      ممتنة لكِ عبير كنتُ أظن بنات نعش شئ من الجِن .. وقالت لي أنّ النَّجم " مدري وش الشّمالي" ..يُستدل بِهِ على الرُّغمِ من أنّ ثمّة نجم آخر أكثر إضاءةً وتجلٍّ ..تفلسفتُ قليلا بنظرتي الحالِمة .. لأتكلّم عن وفاء النّجم...وصفعتني هي كالعادة بالحقيقةِ العلميّة ...فالنّجمُ الشّمال واقِعٌ على المركز لذلِكَ بحُكم موقعه لا يتغيّر .. حكينا في بعضِ الأوهام الّتي تتداخل مع واقِعنا نتيجة القِراءة في سنٍّ مبكِّرة في مواضيع تُربك طفولتنا .. أوهام لأوّلِ مرّة نحكيها .. وقطعت ابنة عمّها وعمّتِها علينا الحديث .. لـ يُشاركننا في الجلسة .. بعدها قمنا لـ نلعب .. كنتُ أُريدُ أن أركُض.. وعبير ليست صديقة للرّكض منذُ طفولتِها .. قرّرت ابنة عمِّها _ الّتي هي في سننا_ أن تُحقِّق لي أُمنيتي.. ركضنا قليلا جدّا.. يبدو أنا المجنونة بالرّكضِ مثل طِفلاتِ عائِلتنا البريئاتِ ..قرّرنا اللّعب .. ألعاب قديمة عن "الأُم والذِّيب" لـ تتحقّق أُمنية الرّكض .. واختار الذِّيب لوني كأوّل الألوان ..الأبيض.. أووووف .. أتعبني جدّا الذِيب _ عهود ابنة عم عبير_مُطاردة حقيقيّة على الشّاطئ .. تعبتُ كدتُ أسقط .. كانت محاولة أخيرة وبعدها سـ أستسلم ... والحمد لله أخيرا احتميتُ بالأُم "عبير" ...وتوالت هزائِمُ الذّئب.. وحينما جاء دور الأُم .. أعتقت نفسها لكي لا تركض .. فسلّمت نفسها ...!

      بعدها لعبنا لُعبة أُخرى .. يُضحكني اسمها .." سيم سام سوه".. نتحلّق وتتوسّط إحدانا الدّائرة.. لـ تنط على أي قدم .. تدوسها لـ تخرُج .. كنتُ أخشى على نفسي كثيرا.. واصرُخ حتّى قبل أن يصلوا لي .. لم أكن أتخيّل أنّ أحد سـ يدوس قدمي .. لاااااا طاقة لي بألم هههههه .. أخرجوني في اللُّعبة الأولى متأخِّر قليلا.. كنتُ وعبير وعهود وخديجة _ ابنة عمها وعمّتها_ .. والجولة الثّانية دعوتُ بعض بناتِ عائِلتنا أُختي تكاسلت .. فجلست هي وخديجة بعيدا .. واشتركت معنا العنود والعهود ابنتا أخي ، وشيماء ابنة خالتي ..ورحمة أُخت عبير ..وأماني ابنة عمّتها .. وأنا " تشرّفت" بـ إخراج عبير من اللُّعبة .. لأنّها في لُعبة سابِقة لم ترحمني بل أصرّت أن أكون على وقفتي المُتعِبة...وسألتني بعتبٍ طفولي " هذي الصّداقة؟" ههههههه .. نست كيف جعلتني أقف بزاوية مقرِفة ...
      بعدما أخرجوني باكِرا في الجولة الأُولى .. انطلقتُ راكِضةً بكلِّ طاقتي نحو البحر ..وبعد الجولة الثّانية ذهبنا أنا وعبير للبحر .. تذكّرت عبير أنّها أتت بـ " كاميرا".. طلبنا من ابنة أخي أن تأتينا بماء للشُّرب .. والكاميرا من حقيبة عبير ..وبعدما اِلتقطت لي عبير صور مع البحر ، والتقطتُ لها .. صرخنا للفتيات .. " حدة ذكيّة تجي بسرعة".. عبير قالت " سـ تأتي بثينة ".. _بثينة انة خالتي_ وبالفعل جاءت بثينة .. صوّرتنا معا على البحر .. وبعدها صوّرنا تجمع فتياتنا ..
      عبير جاءتني بـ 6 كُتب لـ عبد الرّحمن منيف ، وديوان شِعر أقرفني ذات يومٍ لـ مُصطلحٍ "نقطي" .. وأنا أخذتُ لها كُتب جبرا إبراهيم جبرا..وبالطّبعِ نالت كُتبنا نصيبها من الرّمل ..

      عند الثّانية عشر وثُلث .. قرّرنا العودة .. لملم شباب العائِلة الأغراض بعدما انتهوا من شوي اللحم والدّجاج .. ولعبوا كرة قدم على الشّاطئ ..وصل أخو عبير .. فـ ذهبوا .. و عُدنا نحنُ .. تاركين الشّباب يبدأون جلسة "طرب" ..أوصلنا بنات خالتي .. ولـ المنزِل!

      أرسلوا لي شباب العائِلة بعدها " مسجات" يشكرونني على تنظيمِ هذِه "الطّلعة"... فـ حقّا كانت من أروع جلساتنا على البحر .. كيف لا.. ومعا أنا وأقرب الأصحابِ أمام البحر!
      10:14 صباح الماء
      9يوليو2010


      المصدر : مدونة بدرية العامري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions