لحظات من التأمل


في ليلة أضاءها البدر بنوره ،، ونشر أشعته البيضاء في تلك السماء الواسعة ،، ذلك الفضاء الشاسع الرحب ،، الذي ملأته الكواكب والنجوم اللامعة ،، وكأنها عقود من اللؤلؤ المنثور ،، وقفت للحظات متأملة ذاك الإبداع الإلهي ،،موقنة في قرارة نفسي بأن ثمة قدرة تكمن وراء هذا الصنيع ،، تلك القدرة التي أبدعت وأتقنت صنيعها في أحسن صورة ،،إنها قدرة الخالق جل في علاه ،، وتمجد في خلقه ،، وتبارك في أسماءه،، سبحانه خلق لنا من الإبداع ما يذهب بأرواحنا بعيداً عن كدر الزمان ،، فكلما انتابتنا ساعات من الحزن واليأس من الحياة ،،تجلت لنا- في المقابل- قدرة وإبداع لم نكن لنلقي لها بالاً في يوم من الأيام ،،لتخبرنا بأن ثمة ربٌ كريم ،،و إلهٌ عادل ،، وخالقٌ رءوفٌ رحيم ،،يدعونا لنتأمل أكثر فأكثر في عجيب صنعه ،، ومن ثم نسبحه وننزهه لا شعورياً ،، وكأن هذه الإبداعات الإلهية توحي إلى متأمليها بالتسبيح و الحمد و التبجيل بطريقة غير مباشرة ،، وكأنها تقول : ( فقط انظروا إلينا ثم سبحوا الخالق الذي أبدعنا بقدرته العظيمة ).

سبحانك ربنا ،، ما أعظمك ،، وما أروع صنيعك وما أجمله ،، خلقتنا من قبل ولم نكُ شيئاً فجحدناك ،، ثم أطعمتنا من الجوع فلم نشكرك ،، و آمنتنا من الخوف فلم نثني عليك ،، و هانحن الآن نعصيك فلم تأخذنا بذنوبنا ،، وأنت القادر على ذلك ،، غير أن رحمتك واسعة ،، وسعت كل شيء ،، وسبقت غضبك ،، أمهلتنا لنتوب ونعود إليك ،، فوعدتنا بالمغفرة وحسن الجزاء - ومن أوفى بعهده من الله ؟؟! – فمدننا إليك أيدينا طائعين ،، ذليلين ،، راجين رحمتك ،، وخائفين من عذابك ،،فقلت لنا : (عبادي ، قد غفرت لكم) ،،

يا الله ما أحلمك ،، وما أوسع رحمتك ،، نسألك أن ترزقنا فتعطينا ،، ثم نأتي ونعصيك بما رزقتنا ،، ثم نأتي بعد كل هذه الأوزار فنستغفرك فتغفر لنا ،،وها نحن الآن ربنا نقر بذنوبنا وقبيح فعلنا ،، نسألك إلهنا أن ترحم ضعفنا ،،و تستر عيوبنا ،، وتتجاوز عن زلاتنا ،، يا رب العالمين ،، ويا أكرم الأكرمين ،، و يا أرحم الراحمين وأجود الأجودين ،، جد علينا بفضلك ورحمتك وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ..