الأحد 29 رجب 1431هـ - 11 يوليو 2010م
بسبب المداهمات الليلية والتفتيش للمرة الأولى.. التوتر يطبع علاقات "اليونيفيل" مع سكان جنوب لبنان
مناورة لليونيفيل
رسالة مفتوحة


العلاقة بين اللبنانيين واليونيفيل تمتد لأكثر من 30 عاماً
قبريخا (لبنان) - أ ف ب
اعتاد سكان جنوب لبنان على وجود "القبعات الزرق" بينهم منذ أكثر من ثلاثين سنة، إلا أن المناوشات الأخيرة التي وقعت بين بعض سكان الجنوب وأفراد دوريات تابعة لليونيفيل "ألقت بظلالها" على هذه العلاقة، وبدأت الانتقادات توجه للقوات الدولية، خصوصاً ضد الجنود الفرنسيين.
ويقول مختار قرية قبريخا علي أحمد زهوة (44 عاماً) "منذ ثلاثة أشهر بدأنا نشعر بتغيير في معاملة القوات الفرنسية لنا". وأضاف "نحن فلاحون ننهض باكراً عند الرابعة صباحاً ونذهب لقطاف التبغ. فنرى الجنود الفرنسيين (...) يراقبوننا ويسألوننا ماذا نفعل، ويبقون معنا حتى نعود إلى منازلنا".
مناورة لليونيفيل
وأحصت الأمم المتحدة في الأيام الأولى من شهر تموز (يوليو) أكثر من عشرين حادثاً بين اليونيفيل ومدنيين، تطور آخرها إلى درجة أن مدنيين أقدموا على محاصرة آلية للكتيبة الفرنسية وتجريدها من السلاح.
وفي رواية الأهالي للحادث قالوا إن مجموعة من السكان تجمعوا احتجاجاً على مناورة كانت تقوم بها اليونيفيل. وأضافوا أن عناصر كتيبة فرنسية اعتقلوا شاباً من قبريخا بعد تلاسن معه، فعمد الأهالي إلى قطع الطريق في تولين وتجريد الدورية من سلاحها حتى استرداد الشاب.
إلا أن قوات اليونيفيل أصدرت بياناً أوضحت فيه أن عدداً من سكان قبريخا اعترضوا دورية للقوة الدولية ثم رشقوها بالحجارة، ولدى محاولة الجنود الدوليين مغادرة المكان، اصطدمت إحدى آلياتهم بدراجة نارية كانت تقطع الطريق عليها.
ثم عمد نحو خمسين شخصاً إلى قطع الطريق مجدداً في تولين المجاورة على الدورية، ونزع الأجهزة اللاقطة عن آليتها وتحطيم زجاجها بالحجارة، ولدى محاولتهم الاستيلاء على السلاح، أطلق الجنود طلقات تحذيرية في الهواء. وأشار بيان اليونيفيل إلى تجريد عنصر من سلاحه وإصابته بجروح طفيفة.
وتقول إقبال قدوح (32 عاماً) من الصوانة القريبة من تولين إن "أهالي الصوانة قطعوا الطريق قبل شهرين أمام قوات اليونيفيل"، مضيفة "لقد نزلت معهم (...) اليونيفيل يجب أن ترى بعينين وليس بعين واحدة".
وتتابع إقبال التي ترتدي التشادور الأسود "نحن عانينا من الاحتلال الإسرائيلي، وكان الإسرائيليون يدهمون منازلنا ليلاً ونهاراً. عناصر اليونيفيل اليوم يعتمدون الطريقة نفسها". وتقول أيضا "أولادنا بدأوا يركضون هلعاً عندما يسمعون دباباتهم تمر تحت نوافذ منازلنا، وتخترق ليلاً أزقتنا الضيقة". وتتساءل "هل وجودهم عندنا لحمايتنا أم لحماية إسرائيل؟".
ويؤكد حمزة حجازي (78 عاماً) أن جنوداً من اليونيفيل "دخلوا منزل شقيقتي البالغة من العمر سبعين عاماً وهي عاجزة، وأخذوا يصورون داخل المنزل (...)". إلا أن متحدثاً باسم اليونيفيل نفى دخول الجنود الدوليين المنازل.
رسالة مفتوحة
وكان قائد اليونيفل الميجور جنرال، ألبرتو أسارتا كويباس، قد وجه الجمعة "رسالة مفتوحة" عبر الإعلام إلى سكان جنوب لبنان أشار فيها إلى "أن بعض الحوادث الأخيرة ألقت بظلالها على المحيط الإيجابي الذي كانت تعمل فيه اليونيفيل".
وأكدت الرسالة على أن "جميع أفراد القوات الدولية تلقوا أوامر صارمة (...) بالحرص على الاحترام الكامل لثقافة السكان الذين يستضيفوننا وتقاليدهم، إضافة إلى الاحترام الكامل للملكيات الخاصة وخصوصية الحياة اليومية في الشوارع والقرى".
وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز عبر عن قلقه من أن يكون بعض التحرك ضد اليونيفيل "منظماً" في منطقة يتمتع فيها حزب الله بنفوذ واسع.
في الإطار نفسه، كان وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن، وهو من حزب الله، قد تساءل في حديث تلفزيوني الخميس الماضي عن سبب قيام اليونيفيل بمناورة الهدف منها "كيفية مواجهة هجوم بالصواريخ عليها من الداخل، وعدم تحضيرها لمناورة مماثلة لمواجهة هجوم محتمل من إسرائيل؟".
ويقول أبو عماد (45 عاماً)، وهو صاحب ملحمة في الصوانة، إن "الأمم المتحدة هي هيئة لتأمين مصالح الدول الكبرى".
ويستدرك قائلاً "نحن لسنا ضد اليونيفيل، لكنهم بدأوا يستعملون معنا اللغة الأمنية بدخولهم منازلنا ليلاً والتفتيش والتصوير واستخدام الكلاب البوليسية. مضى عليهم 30 عاماً في الجنوب، آن الأوان ليفهموا تقاليدنا وعاداتنا".
إلا أن العديد من المواطنين الجنوبيين يرفضون العدائية التي ظهرت أخيراً حيال القوة الدولية التي تم تعزيز وجودها في 2006 بموجب القرار الدولي 1701، الذي وضع حداً لنزاع طويل بين إسرائيل وحزب الله.
وتقول زينب فاضل وهي تصنع السجائر مع أولادها في قرية تولين "منذ خمس سنوات يقدم أطباء الكتيبة الفرنسية الخدمات الصحية لأطفالنا في مستوصف عند مدخل البلدة ويساعدوننا في كل شيء". وتضيف "ليسوا سيئين تجاه أهل الجنوب ويجب أن يكافأهم هؤلاء".
وفي الناقورة، يقول سمير رزق الله (55 عاماً) ، مشيراً إلى أن عناصر من اليونيفيل يتناولون الغداء في مطعم يملكه، وقول إن "وجودهم بيننا يؤمن لنا لقمة العيش. إذا رحلوا نرحل بدورنا".
بسبب المداهمات الليلية والتفتيش للمرة الأولى.. التوتر يطبع علاقات "اليونيفيل" مع سكان جنوب لبنان
مناورة لليونيفيل
رسالة مفتوحة



قبريخا (لبنان) - أ ف ب
اعتاد سكان جنوب لبنان على وجود "القبعات الزرق" بينهم منذ أكثر من ثلاثين سنة، إلا أن المناوشات الأخيرة التي وقعت بين بعض سكان الجنوب وأفراد دوريات تابعة لليونيفيل "ألقت بظلالها" على هذه العلاقة، وبدأت الانتقادات توجه للقوات الدولية، خصوصاً ضد الجنود الفرنسيين.
ويقول مختار قرية قبريخا علي أحمد زهوة (44 عاماً) "منذ ثلاثة أشهر بدأنا نشعر بتغيير في معاملة القوات الفرنسية لنا". وأضاف "نحن فلاحون ننهض باكراً عند الرابعة صباحاً ونذهب لقطاف التبغ. فنرى الجنود الفرنسيين (...) يراقبوننا ويسألوننا ماذا نفعل، ويبقون معنا حتى نعود إلى منازلنا".
مناورة لليونيفيل
وأحصت الأمم المتحدة في الأيام الأولى من شهر تموز (يوليو) أكثر من عشرين حادثاً بين اليونيفيل ومدنيين، تطور آخرها إلى درجة أن مدنيين أقدموا على محاصرة آلية للكتيبة الفرنسية وتجريدها من السلاح.
وفي رواية الأهالي للحادث قالوا إن مجموعة من السكان تجمعوا احتجاجاً على مناورة كانت تقوم بها اليونيفيل. وأضافوا أن عناصر كتيبة فرنسية اعتقلوا شاباً من قبريخا بعد تلاسن معه، فعمد الأهالي إلى قطع الطريق في تولين وتجريد الدورية من سلاحها حتى استرداد الشاب.
إلا أن قوات اليونيفيل أصدرت بياناً أوضحت فيه أن عدداً من سكان قبريخا اعترضوا دورية للقوة الدولية ثم رشقوها بالحجارة، ولدى محاولة الجنود الدوليين مغادرة المكان، اصطدمت إحدى آلياتهم بدراجة نارية كانت تقطع الطريق عليها.
ثم عمد نحو خمسين شخصاً إلى قطع الطريق مجدداً في تولين المجاورة على الدورية، ونزع الأجهزة اللاقطة عن آليتها وتحطيم زجاجها بالحجارة، ولدى محاولتهم الاستيلاء على السلاح، أطلق الجنود طلقات تحذيرية في الهواء. وأشار بيان اليونيفيل إلى تجريد عنصر من سلاحه وإصابته بجروح طفيفة.
وتقول إقبال قدوح (32 عاماً) من الصوانة القريبة من تولين إن "أهالي الصوانة قطعوا الطريق قبل شهرين أمام قوات اليونيفيل"، مضيفة "لقد نزلت معهم (...) اليونيفيل يجب أن ترى بعينين وليس بعين واحدة".
وتتابع إقبال التي ترتدي التشادور الأسود "نحن عانينا من الاحتلال الإسرائيلي، وكان الإسرائيليون يدهمون منازلنا ليلاً ونهاراً. عناصر اليونيفيل اليوم يعتمدون الطريقة نفسها". وتقول أيضا "أولادنا بدأوا يركضون هلعاً عندما يسمعون دباباتهم تمر تحت نوافذ منازلنا، وتخترق ليلاً أزقتنا الضيقة". وتتساءل "هل وجودهم عندنا لحمايتنا أم لحماية إسرائيل؟".
ويؤكد حمزة حجازي (78 عاماً) أن جنوداً من اليونيفيل "دخلوا منزل شقيقتي البالغة من العمر سبعين عاماً وهي عاجزة، وأخذوا يصورون داخل المنزل (...)". إلا أن متحدثاً باسم اليونيفيل نفى دخول الجنود الدوليين المنازل.
رسالة مفتوحة
وكان قائد اليونيفل الميجور جنرال، ألبرتو أسارتا كويباس، قد وجه الجمعة "رسالة مفتوحة" عبر الإعلام إلى سكان جنوب لبنان أشار فيها إلى "أن بعض الحوادث الأخيرة ألقت بظلالها على المحيط الإيجابي الذي كانت تعمل فيه اليونيفيل".
وأكدت الرسالة على أن "جميع أفراد القوات الدولية تلقوا أوامر صارمة (...) بالحرص على الاحترام الكامل لثقافة السكان الذين يستضيفوننا وتقاليدهم، إضافة إلى الاحترام الكامل للملكيات الخاصة وخصوصية الحياة اليومية في الشوارع والقرى".
وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز عبر عن قلقه من أن يكون بعض التحرك ضد اليونيفيل "منظماً" في منطقة يتمتع فيها حزب الله بنفوذ واسع.
في الإطار نفسه، كان وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن، وهو من حزب الله، قد تساءل في حديث تلفزيوني الخميس الماضي عن سبب قيام اليونيفيل بمناورة الهدف منها "كيفية مواجهة هجوم بالصواريخ عليها من الداخل، وعدم تحضيرها لمناورة مماثلة لمواجهة هجوم محتمل من إسرائيل؟".
ويقول أبو عماد (45 عاماً)، وهو صاحب ملحمة في الصوانة، إن "الأمم المتحدة هي هيئة لتأمين مصالح الدول الكبرى".
ويستدرك قائلاً "نحن لسنا ضد اليونيفيل، لكنهم بدأوا يستعملون معنا اللغة الأمنية بدخولهم منازلنا ليلاً والتفتيش والتصوير واستخدام الكلاب البوليسية. مضى عليهم 30 عاماً في الجنوب، آن الأوان ليفهموا تقاليدنا وعاداتنا".
إلا أن العديد من المواطنين الجنوبيين يرفضون العدائية التي ظهرت أخيراً حيال القوة الدولية التي تم تعزيز وجودها في 2006 بموجب القرار الدولي 1701، الذي وضع حداً لنزاع طويل بين إسرائيل وحزب الله.
وتقول زينب فاضل وهي تصنع السجائر مع أولادها في قرية تولين "منذ خمس سنوات يقدم أطباء الكتيبة الفرنسية الخدمات الصحية لأطفالنا في مستوصف عند مدخل البلدة ويساعدوننا في كل شيء". وتضيف "ليسوا سيئين تجاه أهل الجنوب ويجب أن يكافأهم هؤلاء".
وفي الناقورة، يقول سمير رزق الله (55 عاماً) ، مشيراً إلى أن عناصر من اليونيفيل يتناولون الغداء في مطعم يملكه، وقول إن "وجودهم بيننا يؤمن لنا لقمة العيش. إذا رحلوا نرحل بدورنا".