إسلام أباد - وكالات

قررت السلطات الباكستانية تأخير عرض فيلم كوميدي لسينما بوليوود يسخر من أسامة بن لادن، وذلك بعد أن اعتبرت أنه ينطوي على إساءة وعلى مخاطر في بلد تدميه بانتظام الاعتداءات الإرهابية.

وشاهد مراقبو وزارة الثقافة فيلم "تيري بن لادن" (من دونك، بن لادن) في عرض خاص لاتخاذ قرار بشأن عرض الفيلم أو عدم نشره. وقرروا في نهاية الأمر تأجيل اتخاذ القرار إلى الأربعاء المقبل، على ما أفاد معين الإسلام بخاري المسؤول في الوزارة وكالة فرانس برس ما أدى إلى منع عرض الفيلم الجمعة في كامل أنحاء البلاد كما كان مقررا غير أنه حصل بالمقابل على دعاية كبيرة في المنطقة.

والفيلم الكوميدي الذي انتج بميزانية صغيرة، يصور حالة صحفي باكستاني يحاول الهجرة إلى الولايات المتحدة ويأمل أن تتيح له مقابلة مع مزارع شديد الشبه بـ(ابن لادن) والحصول على تأشيرة إلى الولايات المتحدة.

واعتبر موظفو الرقابة أن الفيلم ينطوي على حث على ارتكاب عمليات انتحارية في بلاد تعاني أصلا من هذه الظاهرة. كما رأوا أنه يسخر من المجتمع الباكستاني ويسيء للمسلمين ويصور بن لادن باعتباره "جبانا وأضحوكة" وينطوي على جوانب فظة ويمكن أن يؤدي إلى ردود فعل مناهضة لدى "المتعصبين والمتطرفين" في البلاد. وبعد أن أمروا للوهلة الأولى بمنع الفيلم عاد المراقبون وقبلوا بإعادة النظر في قرارهم بعد أن ندد منتجو الفيلم بانتهاك حرية التعبير.

وتعتبر وسائل الإعلام حرة نسبيا في باكستان غير أن هذا البلد أشير إليه بإصبع الاتهام في مايو الفائت حين حجب لفترة وجيزة الوصول إلى موقعي يوتيوب وفايسبوك على الانترنت بسبب محتويات اعتبرت تشهيرية. وبدا عرض الفيلم الجمعة في عدد من البلدان مثل الهند واستراليا وبريطانيا وماليزيا وسنغافورة والإمارات. ومن المقرر أن يبدأ عرضه لاحقا في الولايات المتحدة، بحسب منتجيه.

على صعيد آخر، قال شهود عيان أن من يشتبه بأنهم متمردون في منطقة قبلية بباكستان على الحدود الأفغانية هاجموا قافلة من المركبات ترافقها قوات الأمن أمس فقتلوا 18 شخصا بينهم امرأتان. وفتح المتشددون النار على القافلة أثناء توجهها إلى مدينة بيشاور الرئيسية في شمال غرب باكستان من باراتشينار البلدة الرئيسية في منطقة كورام التي يهيمن عليها البشتون حيث قتل الجيش نحو مئة متشدد في عمليات خلال الشهور القليلة الفائتة. وقال جامشيد توري الذي أصيب في الهجوم أيضا "هاجم متشددون المركبتين الاخيرتين في القافلة بأسلحة آلية قرب قرية تشار خيل فقتلوا 18 شخصا".

وأكد الزعيم القبلي مصرات بانجاش عدد القتلى وقال إن امرأتين لقيتا حتفهما. وقال مسؤول حكومي كبير لرويترز في وقت سابق إن خمسة أشخاص قتلوا. وكان جنود يرافقون القافلة.

واستأنف المتشددون هجماتهم بعد هدوء مؤقت في الآونة الأخيرة في تحد لتأكيدات الحكومة بأن الهجوم الكبير في معقل المتشددين بوزيرستان الجنوبية إلى جانب عمليات أصغر في مناطق أخرى وجه ضربة كبرى للمتشددين.