غزل بوليسي

    • غزل بوليسي

      : ''
      [TABLE='width:70%;background-color:black;background-image:url();border:1 solid indigo;'][CELL='filter: dropshadow(color=gray,offx=4,offy=4) shadow(color=red,direction=135) glow(color=red,strength=5);']

      غـزل بوليـسي'' قصيدة غزلية لأحمد مطر

      شِعـرُكَ هذا .. شِعْـرٌ أَعـوَرْ !
      ليسَ يرى إلاّ ما يُحـذَرْ :
      فَهُنـا مَنفى، وَهُنـا سِجـنٌ
      وَهُنـا قَبْـرٌ، وَهُنـا مَنْحَـرْ .
      وَهُنَـا قَيْـدٌ، وَهُنـا حَبْـلٌ
      وَهُنـا لُغـمٌ، وََهُنـا عَسْكـرْ !
      ما هـذا ؟
      هَـلْ خَلَـتِ الدُّنيـا
      إلاَّ مِـنْ كَـرٍّ يَتكـرَّرْ ؟
      خُـذْ نَفَسَـاً ..
      إسـألْ عن لَيلـى ..
      رُدَّ على دَقَّـةِ مِسكـينٍ
      يَسكُـنُ في جانبِكَ الأيسَـرْ .
      حتّى الحَـربُ إذا ما تَعِبَتْ
      تَضَـعُ المِئـزَرْ !
      قَبْلَكَ فرسـانٌ قـد عَدَلـوا
      في مـا حَمَلـوا
      فَهُنـا أَلَـمٌ .. وهُنـا أَمَـلُ .
      خُـذْ مَثَـلاً صاحِبَنا (عَنتَـرْ)
      في يُمنـاهُ يئِـنُّ السّـيفُ
      وفي يُسـراهُ يُغنّي المِزهَـرْ !

      **
      ذاكَ قَضيّتُـهُ لا تُذكَـرْ :
      لَـونٌ أسمَـرْ
      وَابنَـةُ عَـمٍّ
      وأَبٌ قاسٍ .
      والحَلُّ يَسـيرٌ .. والعُـدّةُ أيْسَـرْ :
      سَـيفٌ بَتّـارٌ
      وحِصـانٌ أَبتَـرْ .
      أَمّـا مأسـاتي .. فَتَصَــوَّرْ:
      قَدَمــايَ على الأَرضِ
      وقلـبي
      يَتَقَلّـبُ في يـومِ المحشَـرْ !

      **
      مَـعَ هـذا .. مثلُكَ لا يُعـذَرْ
      لمْ نَطلُـبْ مِنـكَ مُعَلَّقَـةً ..
      غازِلْ ليلاكَ بما استَيْـسَرْ
      ضَعْـها في حاشِيـةِ الدّفتَـرْ
      صِـفْ عَيْنيهـا
      صِـفْ شَفَتيهـا
      قُـلْ فيهـا بَيتـاً واتركْهـا ..
      ماذا تَخسَـرْ ؟
      هَـلْ قَلْبُكَ قُـدَّ مِـنَ المَرمَـرْ ؟!

      **
      حَسَـناً .. حَسَـناً ..
      سَـاُغازِلُها :
      عَيْناها .. كظـلامِ المخفَـرْ .
      شَفَتاها .. كالشَّمـعِ الأحمـرْ .
      نَهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي
      قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ .
      قامَتُهـا .. كَعَصـا جَـلاّدٍ ،
      وَضَفيرتُها .. مِشنَقَـةٌ ،
      والحاجِـبُ .. خِنجَـرْ !
      لَيْـلايَ هواهـا استعمارٌ
      وفـؤادي بَلَـدٌ مُستَعْمَـرْ .
      فالوعـدُ لَديْها معـروفٌ
      والإنجـازُ لديهـا مُنكَـرْ .
      كالحاكِـمِ .. تهجُرني ليـلى .
      كالمُخبرِ .. تدهَمُـني ليلا !
      كمشـاريـعِ الدّولـةِ تَغفـو
      كالأسطـولِ السّادسِ أسهَـرْ .
      مالي منها غـيرُ خَيـالٍ
      يَتَبَـدّدُ سـاعةَ أن يَظهَـرْ
      كشِعـارِ الوحـدةِ .. لا أكثـرْ !
      ليلـى غامِضَـةٌ .. كحقـوقي،
      وَلَعُـــوبٌ .. كَكِتـابٍ أخضَـرْ !

      **
      يكفـي يا شاعِرَنا ..
      تُشكَـرْ !
      قَلَّبتَ زبالتَنا حـتّى
      لمْ يبـقَ لمزبلـةٍ إلاّ
      أنْ تخجـلَ مِـنْ هذا المنظَـرْ !
      هـل هذا غَـزَلٌ يا أغبَــرْ ؟!

      **
      قُلتُ لكـم .
      أَعـذَرَ مَـنْ أَنـذَرْ .
      هـذا ما عِنـدي ..
      عَقْـرَبـةٌ
      تُلهمُـني شِعـري .. لا عبقَـرْ!
      مُـرٌّ بدمـي طَعْـمُ الدُّنيـا
      مُـرٌّ بفَمـي حتّى السُّكّـرْ !
      لَسـتُ أرى إلاّ ما يُحـذَرْ .
      عَيْنـايَ صـدى ما في نَفْسـي
      وبِنَفسـي قَهْـرٌ لا يُقهَـرْ .
      كيفَ أُحـرِّرُ ما في نفسـي
      وأَنـا نفسـي .. لم أَتحَـرّرْ ؟!


      أحمــد مطــر
      [/CELL][/TABLE]