من هارتيبول بالمملكة المتحدة : النقيب بحري هلال بن عبدالله المحذوري والملازم أول عيسى بن حمدان الفارسي

تصوير: عبدالله بن سالم العمبوري

للمرة السابعة في تاريخ مشاركاتها في سباقات السفن الشراعية الطويلة تحرز سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) جائزة كأس الصداقة الدولية أعلن ذلك في الاحتفال الذي أقيم في مدينة هارتيبول بالمملكة المتحدة بحضور عدد من المسؤولين بالمدينة وحشد من المواطنين البريطانيين والزوار من مختلف الجنسيات.

وتعد هذه الكأس الجائزة الأكبر التي تسعى إليها كل السفن المشاركة في السباق والبالغ عددها أكثر من 60 سفينة من مختلف أنحاء العالم، وتمنح لأفضل سفينة تقوم بتوطيد علاقات الصداقة والتفاهم بين أطقم السفن المشاركة.

وقد قطعت السفينة (شباب عمان) منذ إبحارها من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية في الرابع عشر من أبريل الفائت مسافة 9400 ميل بحري، وزارها أكثر من 90 ألف زائر، ويأتي ذلك في إطار رحلتها الدولية الحادية عشرة إلى أوروبا هذا العام.

** تفاعل كبير وتتويج للمرة السابعة

شاركت سفينة شباب عمان في استعراضات مسير المشاة لأطقم السفن المشاركة بالسباق، حيث تجول طاقمها ومتدربوها في شوارع وجنبات مدينة هارتيبول رافعين علم السلطنة مرددين هتافات الولاء والعرفان لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة – حفظه الله ورعاه – والعديد من الأناشيد والأهازيج الحماسية بمصاحبة مقطوعات موسيقية من التراث العماني والتي تجاوب معها الجمهور المحتشد لمتابعة هذا الحدث.

** مراحل السباق

وقد اشتمل السباق الرابع والخمسون للسفن الشراعية الطويلة على مرحلتين، حيث بدأت المرحلة الأولى للسباق في الفترة من الرابع عشر وحتى الخامس والعشرين من يوليو المنصرم وانطلقت من ميناء أنتوريب بمملكة بلجيكا مروراً بنهر (ويستر شيلد) وانتهاءً بميناء ألبورج بمملكة الدنمارك والتي تعد من أكثر المناطق البحرية ازدحاما بالسفن مجتازة بذلك مسافة بلغت 77 ميلاً بحرياً.

بعد ذلك بدأت المرحلة الثانية من سباق السفن الشراعية الطويلة حيث تسابقت السفن في بحر الشمال وبدأت من ميناء كريستنساند النرويجي يوم الأول من الشهر الجاري وحققت فيه السفينة شباب عمان المركز الأول في مسابقة الفنون التقليدية للسفن الشراعية، ثم وصولها يوم السابع من الشهر الجاري إلى ميناء هارتيبول البريطاني بعد أن قطعت مسافة بلغت (405) أميال بحرية، والتي شهدت حفل تتويج سفينة شباب عمان بجائزة كأس الصداقة الدولية.

** الموروث التقليدي يلفت الأنظار

فتحت "شباب عمان" عند رسوها في ميناء هارتيبول أبوابها للزوار وبشكل متواصل وأقامت معرضا للموروث التقليدي وصورا تجسد أوجه التطور للنهضة العمانية، كما استضافت السفينة قادة السفن المشاركة واللجنة المنظمة لسباق السفن الشراعية الطويلة في حفل استقبال عزفت فيه مقطوعات موسيقية واستعراضات للفنون الشعبية التقليدية أبدع في أدائها عازفو القرب من الفرقة المصغرة في السفينة والتي تضم أفرادا من موسيقى الجيش السلطاني العماني وسلاح الجو السلطاني العماني والبحرية السلطانية العمانية.

** الإعلام البريطاني يشيد "بشباب عمان"

أفردت الصحف البريطانية ووسائل الإعلام الأخرى مساحات حول توزيع جوائز السباق وتصدرت سفينة "شباب عمان" العناوين الرئيسية في الصحف الصادرة بمناسبة فوزها بالكأس متضمنة آراء وانطباعات زوار السفينة وأولئك الذين شهدوا حفل تتويجها بكأس الصداقة الدولية للسفن الشراعية الطويلة.

** انطباعات طاقم السفينة

أعرب طاقم السفينة ومتدربوها عن مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز التاريخي حيث أكد المقدم الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد سفينة شباب عمان على أن هذا الإنجاز جاء تتويجا للعمل الدؤوب وللجهود المضنية التي بذلت من قبل طاقم السفينة ومتدربيها من خلال تلك الخطط التي خططتها قيادة البحرية السلطانية العمانية، وتاحمد لله جاء هذا التتويج متزامناً مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الأربعين المجيد.

الرائد بحري سليمان بن خلف الحوسني نائب قائد السفينة شباب عمان قال: إن هذا التتويج تحقق كمحصلة للاهتمام الخاص الذي توليه قيادة البحرية السلطانية العمانية بالسفينة شباب عمان، وثمرة للجهود المخلصة والمتفانية التي بذلت من قبل طاقم ومتدربي السفينة للتغلب على كافة الصعاب والتحديات في عرض البحر، خاصة أن السفينة (شباب عمان) مصنوعة من الخشب ولكن بعزيمة الرجال حققنا الأهم والتتويج بجائزة كأس الصداقة الدولية.

من جانبه أعرب النقيب بحري أحمد بن علي الغماري ضابط الأشرعة بالسفينة عن سعادته لما حققته السفينة (شباب عمان) في مشاركتها الحالية من تتويج بجائزة كأس الصداقة الدولية وقال: إن سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) تحظى بالاحترام والتقدير حيثما رست، وهناك حيث الاستفسارات المتعددة التي يطرحها زوار السفينة خاصة عن التاريخ البحري للسلطنة وأهم ما حققته السفينة في هذا الإطار وكيفية التعامل مع الأشرعة في سفينة شباب عمان.

كما أشار الملازم بحري سليمان بن علي البلوشي ضابط هندسة السفينة إلى تفاعل زوار السفينة وحرصهم على معرفة كافة التفاصيل عن السلطنة وتاريخها ومقوماتها السياحية من خلال المعروضات والكتب والنشرات التعريفية التي تحملها على متنها مشيداً كذلك بمستوى التعاون بين أطقم السفن الشراعية الأخرى وطاقم شباب عمان والذي يؤكد ذلك الدور الذي تلعبه سباقات السفن الشراعية والمهرجانات البحرية في تعزيز أواصر التعاون والصداقة بين الشعوب.

أما نائب العريف ماجد بن جميل السعدي متدرب بالسفينة تحدث عن مشاركته خاصة أنه صنف ضمن أفضل أربعة بحارة مشاركين في سباق السفن الشراعية الطويلة لهذا العام وقال: أعتز بما حققته سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان في مدينة هارتيبول وأفتخر كذلك باختياري ضمن أفضل أربعة بحارة متدربين على متن السفن الشراعية، وأشكر البحرية السلطانية العمانية على دعمها المتواصل لنا وللسفينة شباب عمان طوال الرحلة كما أشكر قائد وطاقم السفينة على حسن تدريبهم لنا جميعا وتشجيعهم لي شخصيا للوصول إلى هذا المستوى المشرف.

** انطباعات الزوار

أعربت إحدى الزائرات للسفينة (كيري هيجنز) عن سعادتها بزيارة سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان قائلة: سفينة رائعة وجميلة ونظيفة وطاقمها مضياف ومتعاون ومحب لكل الزوار، ويتسم المتدربون بالسفينة بروح التعاون والتواصل، ولا شك أن هذه الصفات الحميدة التي يتصف بها الطاقم والمتدربون كانت سبب وسر فوز السفينة بكأس الصداقة الدولية لهذا العام، وقد تذوقت الأكلات العمانية الشهية واطلعت خلال وجودي داخل السفينة على كل ما تقتنيه السفينة من معروضات وصور وكتب عن السلطنة، وأتمنى أن تتاح لي فرصة الذهاب إلى عمان، وفي أقرب فرصة ممكنة ليتاح لي المجال وعن قرب وبشكل مباشر للاطلاع على ما تحظى من مظاهر والتطور والنماء حسب ما وصفه لي طاقم السفينة وما بها من أمن واستقرار وتعدد الأماكن والتضاريس والمناطق السياحية والثقافية والتاريخية التي تتميز بها عمان.

ويضيف (جيفري كارك) قائلا: بحكم خبرتي كمصمم للهياكل الداخلية للسفن أستطيع القول إن هذه السفينة جذابة بما تتميز به من لمسات جمالية ونقوش عربية لافتة للنظر في أبوابها، وهي جميلة بلونها الأبيض البراق ورائعة بطاقمها المتعاون والمحب لكل الزوار وكما لاحظت أن الفنون الشعبية العمانية تجذب الزوار وأن الناس بفعل هذه الألحان الجميلة والأداء المتناغم التي تعكس الثقافة المتأصلة في المجتمع العماني لتتزايد على السفينة.

** مشاركات سفينة شباب عمان

وبعد أن شاركت سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) في سباق السفن الشراعية الطويلة الرابع والخمسين تتوجه ظهر يوم اليوم الثلاثاء للمشاركة في سباق بحر الشمال، والذي ستختتم فعالياته في العاصمة الهولندية أمستردام يوم التاسع عشر من أغسطس الجاري، لتتجه السفينة بعد ذلك إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية للمشاركة في مهرجان بيرمن هافن البحري والذي يعد من أكبر المهرجانات والاستعراضات البحرية التي تنظم على مستوى القارة الأوروبية.

وتأتي مشاركة السفينة في هذه السباقات البحرية لتوطيد العلاقات وبث روح المحبة والصداقة بين شعوب الدول التي تزورها، وهي تواصل ومنذ انضمامها في العام 1979 إلى أسطول البحرية السلطانية العمانية، ودورها كسفير عماني متجول في المحافل البحرية الدولية والعالمية ناقل لكافة ما تنعم به عمان من مظاهر التقدم والرقي وما للسلطنة من تاريخ ماجد وحضارة ضربت أعماقها في جذور التاريخ، مبينة كيف ساهم العمانيون في نشر الثقافات لمناطق مختلفة من العالم والأساليب البحرية المتبعة لدى العمانيين والتي أسهمت في تحقيق ذلك ويتزامن إبحار السفينة (شباب عمان) لهذا العام والسلطنة تحتفل بالعيد الوطني الأربعين المجيد تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه -.