أمريكا في الطريق للهاوية أخبار الشبيبة

    • أمريكا في الطريق للهاوية أخبار الشبيبة

      بوب هيربرت

      عندما تكون هذه هي بيئة التعليم الآن، يمكن أن تقول أمريكا وداعا لتلك الإنجازات الثقافية والعلمية والاقتصادية التي جعلت منها مجتمعة أمة عظيمة. لم تعد أمريكا تعرف كيف تدفع شعبها للعمل مجددا. وأصبح المجتمع الأمريكي يقرأ أقل وأقل، ويكتب كالبربري

      تتلاشى صفات القيادة العالمية التي تتمتع بها أمريكا، والتي كانت ذات يوم موجودة بوفرة، أسرع من القمم الجليدية القطبية. فقد كانت أمريكا ذات مرة هي من يضع معيار القوة الصناعية، ومعيار الدولة المتقدمة، ومعيار جودة حياة المواطن. وكل ذلك يمر بانحدار كبير الآن.

      أما آخر أخبار الانحطاط على جبهة القيادة فتأتينا من تقرير حديث يقول: إن أمريكا، بعد أن كانت تقود العالم كله في نسبة الشباب من حملة الشهادات الجامعية، تراجعت للمرتبة الثانية عشر بين 36 من الدول المتقدمة.

      وفي الوقت الذي فيه الحاجة للتعليم الجامعي من أجل الحفاظ على المستوى المعيشي فئة الطبقة المتوسطة هي أشد ما تكون، نجد أن الشباب الامريكي يسير تماما في الاتجاه الخاطئ. كما أن الشعب جيد التعليم في غاية الأهمية لو أن أمريكا مقدر لها النجاح في عالم تزداد فيه البيئة العالمية التنافسية.

      لكن بدلا من تدريب العضلات الذهنية المناسبة، تسمح أمريكا لنفسها أن تصبح أمة من المغفلين، يستحوذ عليها تماما كل جديد بخصوص ليندسي لوهان، ويتفاقم جهلها بالقضايا المجتمعية حاسمة الأهمية التي تستغيث صارخة طالبة الالتفات إليها، ولكن ما من مجيب. فما الذي يجدر بأمريكا أن تفعله إزاء الباحثين عن عمل والمدارس العامة المتدهورة والحروب الخاسرة وعدم المساواة الاقتصادية وسيطرة الشركات على الشأن الحكومي، وتحويل الفنون الى تجارة، والعجز في الموازنة؟

      وطبقا للتقارير الحديثة، تحتل أمريكا المرتبة الثانية عشرة بين الدول المتقدمة، في الدراسة المسحية التي تناولت نسبة الشباب في الفئة العمرية من 25 الى 34 سنة من حملة الشهادات الجامعية. قال التقرير: "مع تقدم أعمار الشعب الامريكي، ودخول القوة العاملة عالية التعليم في مرحلة التقاعد عن العمل، ستعتمد أمريكا على الأمريكان الشباب لتحسّن من وضعيتها على مستوى العالم".

      والمشكلة هي أن الأمريكان الشباب غير مهتمين باكتساب التعليم والتدريب اللازمين من أجل هذه المهمة. وفي تلك الفئة العمرية للشباب حملة الشهادات الجامعية في سن بين 25 و34 سنة، تأتي أمريكا وكندا وكوريا الجنوبية وروسيا واليابان ونيوزيلنده وإيرلندا والنرويج واسرائيل وفرنسا وبلجيكا واستراليا. وبينما تواصل أمريكا نضالها من أجل تدعيم اقتصادها، تواصل قدرتها التعليمية الانهيار، بحسب التقرير.

      وكل شخص ملام -الآباء والطلاب والمؤسسة التعليمية وقادة الحكومة والميديا- فالمجتمع الذي يغض الطرف عن القضايا الراهنة الأكثر أهمية، ويبخس الإنجازات الفكرية حقها ومكانتها، ويهتم أكثر بالتوافه من الأمور؛ المجتمع الذي يفعل كل هذا ولا يعطي مسألة تعليم الشباب حقها كاملا، هو مجتمع مضمون انهياره الى الحضيض.

      متحدثا قبل أيام عن النقص الشديد في ديموغرافيا الفئة العمرية من 25 الى 34 سنة من حملة الشهادات الجامعية، قال جاستون كابيرتون، الحاكم السابق لولاية ويست فيرجينيا، والمشرف الرئيسي على التقارير المسحية الأخيرة في هذا الصدد، يقول: "عندما كنت في المدرسة، كانت امريكا رقم واحد في العالم كله من حيث حملة المؤهلات الجامعية من فئة الشباب. وعندما كنت حاكما لولاية ويست فيرجينيا كانت أمريكا في المرتبة الثالثة فى نفس التصنيف، والآن هي تحتل المرتبة الثانية عشرة، في الوقت الذي يلعب فيه الحصول على شهادة جامعية دورا مهما في الحصول على وظيفة جيدة".

      إنها أوقات غير جيدة أبدا هذه التي تمر بها أمريكا الآن. فهناك كل 26 ثانية أمريكي يتوقف عن مواصلة التعليم (ما بعد الإجباري). بل تشير التوقعات، انطلاقا من الواقع في العام 2010، الى أن مستوى التعليم عند الجيل الأصغر من الأمريكان لن يكون مساويا لمثيله عند والديهم. فما هي الحكاية؟ هل تحول الأمريكان لشعب من السكارى؟ ما الذي حدث للحلم الامريكي؟

      وعندما تكون هذه هي بيئة التعليم الآن، يمكن أن تقول أمريكا وداعا لتلك الإنجازات الثقافية والعلمية والاقتصادية التي جعلت منها مجتمعة أمة عظيمة. لم تعد أمريكا تعرف كيف تدفع شعبها للعمل مجددا. وأصبح المجتمع الأمريكي يقرأ أقل وأقل، ويكتب كالبربري. وأدار الجميع ظهورهم لذلك التفوق صعب المنال، وفتحوا الأبواب أمام الانحدار والانحطاط. ولا عجب أن صار الحمقى أبطالا ورموزا للثقافة الأمريكية.

      لقد أشار كل من كلوديا جولدين، ولورنس كاتز، أستاذيّ الاقتصاد في جامعة هارفارد، في كتابهما المهم جدا، والمعنون "السباق بين التعليم والتكنولوجيا"، وأوضحا أن المكاسب والإنجازات التعليمية في أمريكا كانت "سريعة بشكل استثنائي ومتواصلة خلال الأرباع الأولى الثلاثة من القرن العشرين". بعدها، بكل غباء، ضغطت أمريكا بكل قوتها على المكابح.

      نيويورك تايمز – ش


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions