أوباما يخادع المسلمين بقصة رمضانية اخترعها من نسج الخيال

    • أوباما يخادع المسلمين بقصة رمضانية اخترعها من نسج الخيال

      الأحد 05 رمضان 1431هـ - 15 أغسطس 2010م

      صاحب الحرب الأمريكية على الإرهاب بدأها في المغرب [B]أوباما يخادع المسلمين بقصة رمضانية اخترعها من نسج الخيال[/B]


      حكاية السفير المغاربي سيدي سليمان مللي مللي
      حين كانت أمريكا وأوروبا تدفع "الجزية" للمغاربة
      نشيد المارينز يبدأ بتمجيد الانتصار في ليبيا


      الرئيس الأمريكي خلال حفل الإفطار
      لندن- كمال قبيسي
      لم يكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دقيقا تماما حين ذكر معلومة في كلمة ألقاها الجمعة 13-8-2010 أثناء إفطار رمضاني دعا إليه في البيت الأبيض، وقال وهو يستعرض علاقة الإسلام بالولايات المتحدة ويدافع عن مشروع لإقامة مسجد قرب موقع هجمات 11 سبتمبر، إن "أول إفطار بالبيت الأبيض هو الذي استضافه الرئيس توماس جيفرسون منذ 200 عام" طبقا لتعبيره.

      هذه المعلومة الغريبة تفتح شهية أي صحافي لكتابة تحقيق موسع عن تلك الدعوة ومن حضرها وكيف جاءت وبأي ظروف. ولكن هل دعا الرئيس جيفرسون إلى ذلك الإفطار واستضافته في البيت الأبيض فعلا، أم هي حكاية اخترعها الرئيس أوباما ليوحي لمدعويه بأن للتسامح الديني جذور في العقلية الأمريكية ممتدة إلى الزمن الذي نالت فيه الولايات المتحدة استقلالها عن بريطانيا قبل 234 سنة؟



      الرئيس الأمريكي السابق جيفيرسون
      وقد راجعت "العربية.نت" المعلومات عن ذلك الإفطار الجيفرسوني لتكتب عنه، فوجدت أن علاقة جيفرسون بالإسلام والقرآن كانت عميقة جدا إلى درجة أن من يبدأ بمطالعة المكتوب عن جيفرسون والإسلام سيظن أنه لن ينتهي إلا بخبر أكيد عن اعتناقه للدين الحنيف، وهو ما لم يحدث لسوء حظه.

      ولأن اسم جيفرسون ارتبط بالإسلام أكثر من أي رئيس أمريكي آخر إلى الآن، فقد استغلها الرئيس أوباما فرصة ليعيد كتابة التاريخ الأمريكي بطريقة فيها بعض المخداعية، فحبك من علاقة جيفرسون بالدين الحنيف قصة من نسج الخيال ليسهل تصديقها، مع أنها لم تحدث كما صورها لمدعويه كإفطار رمضاني قال إن الدعوة إليه تمت لأول مرة بالبيت الأبيض في عهد جيفرسون الذي يكتبون عنه بطريقة يبدو معها كرجل خارق، لأنه كان بالفعل وما يزال أهم رئيس عرفته الولايات المتحدة الى الآن.
      حكاية السفير المغاربي سيدي سليمان مللي مللي



      جيفرسون شن أول حرب أمريكية على \"الارهاب الاسلامي\"
      ونقرأ في الأرشيف المعلوماتي عن الرئيس الذي غاب عن الدنيا بعمر 83 سنة في يوم الاستقلال الأمريكي عام 1826 أنه قرأ القرآن وتعرّف إلى الإسلام، لكن ليس من باب التسامح والتقارب بين الأديان كما أراد أوباما الإيحاء به إلى مدعويه، بل ليتعرف إلى عدو جر الولايات المتحدة إلى أول قتال خاضته بتاريخها خارج القارة، فشن جيفرسون قبل قرنين من الزمان أول حرب أمريكية على "الإرهاب الإسلامي" عرفها العالم ، وكانت شرسة واستمرت 4 سنوات.

      أما عن دعوته لإفطار رمضاني فحقيقتها أنه دعا أول سفير عربي ومسلم لدى الولايات المتحدة في ذلك الوقت إلى الغداء بالبيت الأبيض مع 11 من مرافقيه لمناقشة ما سنشرح تفاصيله بعد قليل، فأخبره السفير أنه لا يستطيع الحضور للغداء لأنه صائم، لذلك جعلها جيفرسون عشاء عند الغروب وهو ساعة إفطار السفير وموعد تناول الرئيس الأمريكي للعشاء باكرا كل يوم.

      يثبت ذلك، أي عدم دعوته لإفطار رمضاني بالذات، أن الدعوة كانت أصلا للغداء. كما أنه ما كان ليدعو صائما إلى الغداء لو كان يعرف أن الشهر الميلادي الذي كان فيه يصادف ذلك الوقت شهر هجري هو رمضان. ولو كانت الدعوة لإفطار رمضاني فعلا لكان جيفرسون كررها كل سنة طوال 8 أعوام كان خلالها سيد البيت الأبيض بدءا من 1801 إلى 1809 لولايتين، لكنه لم يفعل الا في 1805 فقط. كما أن سبب الدعوة، سواء كانت للغداء أو العشاء، لا علاقة لها برمضان ولا بالصيام ولا بالإسلام على الإطلاق، بل بالقراصنة في البحر الأبيض المتوسط، وللبحث بشؤون أمنية ومالية مع السفير الذي كان تونسيا واسمه غريب كحكاية أوباما تماما: سيدي سليمان مللي مللي.
      حين كانت أمريكا وأوروبا تدفع "الجزية" للمغاربة



      القرآن نفسه الذي قرأه جيفرسون
      وورد اسم مللي هذا مرتين في السجلات الأمريكية، واحدة في أرشيف البحرية الأمريكية وهي الوثيقة رقم 6 المتبوعة بعدد تسلسلي من 10 أرقام وعنوانها "بعثة سليمان مللي مللي، السفير التونسي لدى الولايات المتحدة من 1805 الى 1807" وثانية وردت في "انسكلوبيديا جيفرسون" المحتوية على سجل رسمي وتأريخي لكل ما فعله خلال توليه الرئاسة، وهي "انسكلوبيديا" ما زالت مستمرة كسجل لكل ما يفعله أي رئيس أمريكي، حتى لو اشترى حيوانا صغيرا، ككلبة اشتراها جيفرسون وسماها "بيزي" وضمها إلى دبين كانا لديه في قفص، جاعلا من حديقة البيت الأبيض حديقة للحيوانات.

      ولا يشير السجل الخاص بجيفرسون أبدا إلى أن المبعوث التونسي جاء إلى إفطار رمضاني، بل مجرد عشاء كأي عشاء، لكنه كان مهما، لأن مللي مللي لم يكن سفيرا لتونس وحدها بل لها وللجزائر والمغرب وليبيا معا، وهي دول كانت معروفة باسم البربرية الخارجة منها عصابات منظمة من القراصنة كانت تهاجم السفن الأوروبية والأمريكية، كما يفعل قراصنة الصومال في هذه الأيام ولكن بقساوة أشد بكثير وبفتك جماعي لا يرحم.

      والمعلومات تؤكد فعلا، وهي من مصادر عدة ومحايدة، من أن عدد من خطفهم القراصنة المغاربة من الأوروبيين والأمريكيين وصل خلال أقل من نصف قرن إلى أكثر من مليون تم بيعهم كعبيد، وليس في هذا الرقم أي مبالغة، بل هو صحيح وأكيد، ما اضطر فرنسا وبريطانيا في ما بعد إلى دفع "جزية" للبرابرة القراصنة كي لا يهاجموا سفنهم أو سفنا تابعة لبلاد تستعمرها الدولتان، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية التي ما إن حصلت على استقلالها في 1776 حتى نزعت بريطانيا حمايتها عنها وعن سفنها التجارية، فاضطرت بدورها إلى دفع "الجزية" كما كان يسميها قراصنة البرابرة ذلك الزمان.

      لكن باشا طرابلس، كما كانت الامبراطورية العثمانية تسمي من تدعمهم، بالغ بالطلب بعض الشيء ففرض جزية أكبر على السفن الأمريكية وقلده القراصنة في بقية دول شمال إفريقيا، فأوعزت الحكومة الأمريكية لسفيرها لدى فرنسا في ذلك الوقت، وهو توماس جيفرسون نفسه، بأن يتفاوض مع سفير "الساحل البربري الإفريقي" في باريس، وكان اسمه سيدي الحاج عبد الرحمن.
      نشيد المارينز يبدأ بتمجيد الانتصار في ليبيا


      صورة للقراصنة التي كان يلحقها جيفرسون
      بعد المفاوضات عاد جيفرسون إلى واشنطن وقرأ تقريرا في الكونغرس ذكر فيه: "قالوا لي إنه ورد في أحاديث لنبيهم محمد أن القرآن يصف الشعوب التي لا تقع تحت سلطانهم غير المسلمة بالكافرة. وقالوا إن القرآن يلزمهم بإعلان الحرب عليها، والمسلم القتيل خلال هذه الحروب هو شهيد مصيره الجنة بعد الموت". ثم رفع نسخة من القرآن كانت لديه وقال: "هذا هو القرآن، وقد تلقيته هدية من السفير سيدي عبد الرحمن" وكانت تلك التسخة أول ترجمة لمعاني الكتاب الكريم إلى الإنكليزية..

      ومن بعدها راح جيفرسون يقرأ القرآن ويتعمق بالإسلام ليتعرف إلى عقلية قراصنة البرابرة وكيف يحاربهم، وحاربهم فعلا عندما بالغوا بطلب "الجزية" ولم يحل السفير مللي مللي المشكلة تماما له، فراح وبنى سفنا حربية حين أصبح رئيسا وبها انقض على الساحل البربري. أما نسخة القرآن فموجودة الآن في مكتبة الكونغرس الأمريكي، وهي نفسها التي وضع يده عليها كيث اليسون، أول مسلم فاز بعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي في العام 2006 عن ولاية مينيسوتا، ليقسم يمين الولاء.

      ويمكن للقاريء الاإحار بحثا عن تلك "الحرب البربرية الأولى" باطلاعه السريع أولا على النشيد الخاص بقوات المارينز الأمريكيين، ليرى بأنه يبدأ بعبارة تمجيد بقتال خاضوه في معركتين: واحدة هزموا فيها قبائل الهنود الحمر في جبال "مونتي زوما" بالمكسيك، وثانية ألحقوا فيها الهزيمة بقراصنة الدول البربرية عند سواحل ليبيا المعروفة في ذلك الوقت باسم طرابلس، والعبارة هي صرخة مدوية في النشيد لمن يسمعه: "من شعاب مونتي زوما إلى سواحل طرابلس، نقاتل في معارك الوطن بالبر والبحر والجو ..".

      وعودة إلى الإفطار، فانه لم يكن دعوة رمضانية من الرئيس جيرفرسون على الإطلاق ولا إفطار تمت الاستضافة فيه للتكريم، بل مجرد تغيير للغداء إلى عشاء، وكان ذلك في 9 ديسمبر (كانون الأول) 1805 حين نزل السفير مللي مللي ومرافقوه في فندق واشنطن بالعاصمة الأمريكية، وفيه تلقوا الدعوة لمباحثات في البيت الأبيض، وكان ذلك بعد عام من بدء الحرب الأمريكية على من تم وصفهم قبل قرنين بالإرهابيين البرابرة وأحيانا بالإرهابيين المسلمين.

      أما أول مأدبة إفطار رمضانية حقيقية في البيت الأبيض فكانت في 1996 ببادرة من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ومشى عليه من بعده خلفه جورج بوش، ومن بعدهما أوباما، والشيء الوحيد الذي ورثه البيت الأبيض عن توماس جيفرسون وله علاقة بالعرب وبالإسلام هو فكرة الحرب على الإرهاب.
    • كانت الاساطيل الليبية و الجزائرية تقوم بحماية السفن التجارية التي تعمل في البحر المتوسط مقابل رسوم تدفع لها من قبل الدول الاوروبية لحماية سفنها من القراصنة الذين كانو يجوبون البحر المتوسط . فقد كانت بريطانيا تدفع سنويا 600 جنية للخزانة الجزائرية، وتقدم الدانمارك مهمات حربية وآلات قيمتها 4 آلاف ريال شنكو كل عام مصحوبة بالهدايا النفيسة.
      أما هولندا فكانت تدفع 600 جنيه، ومملكة صقلية 4 آلاف ريال، ومملكة سردينيا 6 آلاف جنيه، والولايات المتحدة الأمريكية تقدم آلات ومهمات حربية قيمتها 4 آلاف ريال و10 آلاف ريال أخرى نقدا مصحوبة بهدايا قيمة، وتبعث فرنسا بهدايا ثمينة عند تغيير قناصلها، وتقدم البرتغال هدايا من أحسن الأصناف، وتورد السويد و النرويج كل سنة آلات وذخائر بحرية بمبالغ كبيرة، وتدفع مدينتا هانوفر وبرن بألمانيا 600 جنيه إنجليزي، وتقدم أسبانيا أنفس الهدايا سنويا.
      في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا عن إنجلترا سنة 1776 ترفع أعلامها لأول مرة سنة 1783م، وتجوب البحار والمحيطات. وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة، فاستولوا على إحدى سفنها في مياه قادش، وذلك في يوليو 1785م ، ثم ما لبثوا أن استولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تخص الولايات المتحدة الأمريكية وساقوها إلى السواحل الجزائرية.
      ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجه الأسطول العثماني اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في 5 سبتمبر 1795 م، وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية، وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها، وضمنت عدم تعرض البحارة الجزائريين لسفنها.
      وقع جورج واشنطون أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية معاهدة صلح مع بكلر حسن والي الجزائر في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، بمقتضاها تدفع إلى الجزائر على الفور 642 ألف دولار ذهبي، و1200 ليرة عثمانية، وذلك مقابل أن تطلق الجزائر سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين لديها، وألا تتعرض لأي سفينة أمريكية تبحر في البحر المتوسط أو في المحيط الأطلسي.
      على الرغم من امتناع طرابلس (ليبيا الحالية) عن مهاجمة سفن الولايات المتحدة طيلة عام كامل إلا أنها لم تحصل على إتاوة سنوية مجزية ، إسوة بحكام الجزائر وتونس . وقد حاول الإنجليز استغلال هذه النقطة ؛ للثأر من عدوتهم اللدودة (أمريكا) وذلك من خلال الإيحاء ليوسف باشا القره مانلي بإعادة النظر في شروط المعاهدة مع الولايات المتحدة ، عبر قنصلهم في طرابلس الغرب "لوكاس". وقد زاد من تفجر غضب يوسف باشا الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد ونقص الأموال اللازمة للإنفاق على الجيش والجهاز الإداري . كان جيش القرمانلي ينظم في العادة من بين المرتزقة ، ويجمع الجيش بالدرجة الأولى من القولوغلية والانكشارية المقيميين في طرابلس ، بالإضافة إلى الكتائب المسلحة المشكلة من بين القبائل الموالية للباشا . وكان القولوغلية يشكلون الركيزة الأساسية للجيش . ويقدم رؤساء تجمعات القولوغلية العدد المطلوب من الجند لقاء الإعفاء من الضرائب وبدلا لامتيازات أخرى . وقد كان بوسع يوسف باشا القرمانلي ، أن يجمع جيشا يضم 10 آلاف خيال ، و40 ألفا من المشاة . أما بالنسبة للكتائب المقاتلة ، فكانت تستخدم بصورة ناجحة في الحملات التأديبية ضد القبائل ، التي تكون في حالة عداء مع القبيلة الموالية لحاكم الولاية . أما الانكشارية فكانوا يثبتون أركان الجيش من خلال كونهم المقاتلين المتخصصين ، وما كانوا يقاتلون ببراعة إلا عند التعويض المادي الجيد على خدماتهم . أما أسطول الولاية فلم يكن القوة المطلوب منها حماية البلاد من العدوان الخارجي بقدر ما كان القوة التي تؤكد هيبة الإيالة والمنبع المهم لتحصيل الأموال ، التي كانت ضرورية جدا من أجل إثراء الصفوة الحاكمة العليا ، والإنفاق على الجيش وعلى النظام الحاكم بمجموعه . وكان يشمل على 20 سفينة مجهزة تجهيزا عسكريا جيدا ببحارتها البالغ عددهم حوالى الـ 1000 . وإلى جانب الجيش كان ليوسف باشا فرق نظامية خاصة ، تدعى (الشاويشية) لمهمة الحفاظ على القصر والمدينة ، وكان يخدم فيها الانكشارية والمسيحيون الذين اعتنقوا الإسلام ، بالإضافة إلى الزنوج الذين أعتقوا من العبودية

      الاسطول السادس
      ارسلت الولايات المتحدة أسطولها الحربي إلى البحر المتوسط ، وكان يدخل في عداده فرقاطتان جهزت كل منهما بـ44 مدفعا ، وهما (بريزيدينت) و (فيلادلفيا) ، وواحدة صغيرة مجهزة بـ32 مدفعا هي (إي***) ، وأخرى شراعية مجهزة بـ12 مدفعا هي (انتربرايز) . كان رئيس الجمهورية "توماس جيفرسون" ، الذي باشر للتو أعماله الرئاسية كثالث رئيس للولايات المتحدة ، يأمل بإرسال أفضل قواته إلى البحر المتوسط ؛ كي تعزز هذه القوة من هيبة الولايات المتحدة في المنطقة .
      "سوف نلقن هذا الأبله ، ـ ويقصد حاكم طرابلس ـ درسا لن ينساه في فنون القتال" . قال الرئيس موجها كلامه لنائبه ووزير دفاعه في مكتبه الرئاسي . "وسنجعله نصرا مدويا ندشن به حقبة جديدة لأسطولنا وتواجدنا العسكري في أكثر مناطق العالم حيوية ، وبهذا أيها السادة نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو بناء الامبراطورية الأمريكية" واصل جيفرسون حديثه بنبرة لا تخلو من الثقة المفرطة بالنفس ، مطلا بعينيه الزرقاوين عبر النافذة على حديقة القصر ، وقد أضفى لون شعره الرمادي على شخصيته هيبة وجلالا.
      صدر إلى الأميرال "ريتشارد ديل" بقيادة هذه الحملة ، والتوجه إلى البحر المتوسط ؛ لإلقاء الرعب في قلوب حكام الشمال الأفريقي ، وإيجاد موطئ قدم للامبراطورية الجديدة . لقد كان انتقاء مدروسا بعناية ، ذاك القرار الذي تم بموجبه تسمية هذا الأميرال ؛ أحد أبطال حرب الاستقلال ، والذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال البحرية العسكرية . ناهيك عن علاقته الحميمة بالرئيس جيفرسون ، إذ ينحدر كلاهما من بلدة "فيرجينيا". ودّع الأميرال ديل ذو الخامسة والأربعين عاما زوجته وولديه وداعا حميما ، ثم انطلق على صدر الفرقاطة فيلادلفيا صحبة رفاقه وجنوده .
      في 1801 ، طلب يوسف زيادة الرسوم المدفوعة إلى 225،000 دولار من الرئيس الامريكى توماس جيفرسون. ولكن الرئيس جيفرسون المنتخب حديثا والواثق في قدرة الولايات المتحدة و القوة البحرية الامريكي المنشأة حديثاً في حمايه السفن الامريكية تجاهل هذه المطالب .
      في 6 فبراير 1802 ، شرَع الكونغرس قانونا «لحماية التجارة الأمريكية و بحارة الولايات المتحدة من خطر الطرادات الطرابلسية.
      اعلان الحرب على أمريكا
      كان باشا طرابلس القوي، قد شعر بان الأمريكيين يماطلون في دفع الجزية المفروضة على مرور السفن الأمريكية التجارية بالبحر المتوسط، فعمد إلى اهانتهم في رمز شرفهم الوطني، عندما أمر في 14 مايو 1801 جنوده بأن يحطموا سارية العلم الأمريكي القائمة أمام القنصلية الأمريكية في طرابلس، إشارة إلى إعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية. انطلقت بعدها الطرادات الليبية تجوب البحر بحثا عن السفن الأمريكية للاستيلاء على غنائمها وإجبار حكومة واشنطن على دفع جزية سنوية مجزية.
      قام القنصل الأمريكي في طرابلس بمقابلة الباشا عارضا احتجاج دولته الرسمي على الإهانة التي لحقت بالعلم الأمريكي، وطلب اعادة البضائع التي سلبت من السفن الأمريكية. فقال له الباشا: «أيها القنصل لا توجد أمة أريد معها الصلح مثل أمتكم، وكل دول العالم تدفع لي ويجب ان تدفع لي أمتكم. «فقال القنصل: «لقد دفعنا لك كل ما تعهدنا به اليك ولسنا مدينين بشيء. فرد الباشا متهكما: «في ما يتعلق بالسلام قمتم فعلا بدفع اللازم، أما في ما يتعلق بالمحافظة على السلام فلم تدفعوا شيئا». لقد كان يوسف القراملي يدرك بحس قرصان عظيم انه يتعامل مع أمة أسسها قراصنة مخادعون!
      كان وقع حرق العلم الأمريكي على قلب القنصل كوقع الصاعقة ، واشتط غضبا حينما وصله خطاب الباشا ، يأمره بمغادرة البلاد فورا . كانت الأجواء مشحونة والنفوس معبأة بفيض من الكراهية ومشاعر الانتقام من الجانبين . ولم يستطع القنصل فعل أي شيء سوى تمزيق معاهدة السلام والصداقة ، التي وقّعها مع طرابلس الغرب سنة 1796 ، وعند حلول المساء ، طفق المنادون يجوبون الشوارع ؛ قارعين طبول الحرب ، فيما شرعت المآذن تلهب حماس الناس بآيات من الذكر الحكيم ، تحرضهم على قتال الصليبيين . وخلال عشرة أيام بالضبط بعد الحادث ، غادر القنصل الأمريكي "كاثكارت" طرابلس صحبة أسرته عبر البر متجها إلى تونس . وهكذا يكون الباشا قد دق بالفعل أجراس الحرب ، التي لم يسمع قائد الأسطول الأمريكي "ديل" بأصدائها إلا في الـ30 من يونيو ، وذلك عندما دخل جبل طارق للتزود بالمؤن . وهلع ديل مما سمع ، إذ لم يكن يتوقع أن تجري الأمور بكل هذه السرعة . وصدرت الأوامر منه على الفور بإغراق وحرق وتدمير أكبر عدد من المراكب الطرابلسية ، التي من المحتمل أن تواجههم في عرض المتوسط .
      أرسلت الولايات المتحدة في يوليو 1801 أسطولا حربيا مكونا من فرقاطتين معروفتين باسمي وليدج «بريزيدنت» و«فيلادلفيا»، كل منهما مزودة بأربعة وأربعين مدفعا، ترافقهما سفينتان حربيتان بأثنين وثلاثين مدفعا، ثم أضيف إلى الأسطول، سفن أخرى في ما بعد. قام الرئيس الامريكي باصدار الاوامر إلى اسطوله في البحر المتوسط بفرض الحصار على ميناء طرابلس عام 1803 وقصف مدينة طرابلس بالمدافع.
      أسر فيلادلفيا
      في 31 أكتوبر 1803 تمكنت البحرية الليبية من اسر الفرقاطة (المدمرة) فيلادلفيا وأبحر بها البحارة الليبيون إلى ميناء طرابلس وعلى متنها 308 بحارة اميركيين استسلموا جميعا وعلى رأسهم قائدها الكابتن بينبريدج Bainbridge. وعندما عجز الأمريكيون عن استرداد هذه السفينة تسللوا إليها وقاموا بنسفها حتى لا تصبح غنيمة في أيدي الليبين . وقد شكل حادث السفينة فيلادلفيا حافزا قويا للولايات المتحدة للاهتمام بتأسيس بحرية قوية اتخذت نشيدا لها يردده جنودها صباح كل يوم ويقول مطلعه (من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر).
      غزو درنة
      و بالتوازي مع الحصار كانت أمريكا تعمل من خلال قنصلها في تونس ، وليم ايتون، على خطة لتغير نظام طرابلس عبر استمالة احمد باشا القراملي شقيق حاكم طرابلس يوسف.
      كان أحمد باشا، المقيم في مصر ، يعتبر نفسه أحق بالعرش من أخيه الأصغر الذي انقلب عليه وأقصاه عن الحكم، لينفرد به لوحده. فخطط الأمريكيون من خلال السفير الأمريكي في تونس، وليم ايتون، لإقناع أحمد القراملي بانهم قادرون على تتويجه على عرش طرابلس بعد التخلص من أخيه. فقبل بلعب دور العميل، وقد لازمه الخوف، طوال فترة انخراطه في المؤامرة. الخوف من فشل المغامرة الذي كان يتوقعه في كل لحظة، إلى جانب إحساسه بعار موالاة الكفرة، التي تعد من كبائر المعاصي، وتكاد تماثل الكفر بالله في ثقافة المسلم، في ذلك العصر، على الخصوص.
      وجهزت قوة من المرتزقة بقيادة ضابط الجيش الاميركي وليام ايتون. وهاجمت شرق ليبيا عبر الحدود مع مصر وغزت مدينة درنة النائية وهى مدينة صغيرة على البحر المتوسط وقريبة من الحدود المصرية وتبعد عن طرابلس العاصمة أكثر من الف كم ، فقاومها الليبيون وارسل الباشا قواته إلى درنة، وسقطت هذه المدينة في يد القوة الغازية ورفع علم الولايات المتحدة على قلعتها . وبذلك اعتبرت أول قطعة ارض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.
      انتهاء الحرب
      عمدت الولايات المتحدة إلى المفاوضات عقب معركة درنة و تم توقيع معاهدة انهاء الحرب في 10 يونيو 1805 عرفت ب إتفاقية طرابلس. وطلب باشا ليبيا يوسف باشا من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار سنويا، وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتى سنة 1812م، حيث سدد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهبا، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.

      إتفاقية طرابلس
      (بالإنجليزية: Treaty of Tripoli) معاهدة السلام والصداقه بين الولايات المتحدة الامريكية والبي المتعلقة طرابلس البربرية (بالإنجليزية: Treaty of Peace and Friendship between the United States of America and the Bey and Subjects of Tripoli of Barbary).
      اشتهرت هذه الاتفاقية حين اشارت ولاول مرة في تاريخ الولايات المتحدة بانها ليست دولة مسيحية.
      تم توقيع المعاهدة في طرابلس في 4 نوفمبر 1796 و في الجزائر العاصمة و(الطرف ثالث كشاهد) في 3 يناير 1797 ، و تم تصديق مجلس الشيوخ الاميركى عليها في 7 يونيو 1797 و وقع عليها الرئيس جون ادامز في 10 يونيو 1797.
      المادة 11 كانت نقطة الخلاف في المنازعات على مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة من حيث انطباقه على المبادئ التي تأسست عليها الولايات المتحدة.
    • بارك الله فيك اخي شامان على الاضافه القيمه

      ترجمةالمادة 11 من إتفاقية طرابلس
      حيث ان حكومة الولايات المتحدة الامريكية لم تنشأ ، بأي حال من الاحوال ، على اساس الدين المسيحي ؛ وليس لها في حد ذاتها اى طابع عدائي ضد قوانين أو دين أو سلم المسلمين ؛وحيث ان الولايات لم تدخل أبدا في أي حرب ، او عمل من اعمال العدوان ضد أي شعب مسلم ، فقد اعلن الطرفان أن لا ينشأ بسب الآراء الدينية اي انقطاع في الانسجام القائم بين البلدين.

      التعليق الثاني:

      سيكون سقوط امريكا مدويا وذلك عندما يصرح خليفة المسلمين ان دولة الاسلام القائمة قريبا باذن الله و(التي تظل تحت رايتها كل المسلمين)لن تتعامل مع الدول الاخرى ولن تبيع النفط والصناعات الا بالذهب والفضة (وهذه هي عملة دولة الخلافة) وليس بالورق الالزامي المعروف اليوم. فكل دولارات العالم المطبوعة لن تشتري منا فنجانا من النفط,فتصوروا ماذا سيحدث لامريكا ودولاراتها بعد هذا القرار؟؟
      ستسقط امريكا دون حرب وستنكفئ في اراضيها تطلب العون والمساعدات,لان كل دولارات العالم المطبوعه و(التي تملأ خزائن الدول)والتي(لا تصلح معنا لشراء شيئ) ستصب في امريكا لتفرغها من السلع الحقيقية(لان الدولار عملتها ولا تستطيع رفضه)فيبقى عندها ورق لا يصلح عندنا ورقا للحمامات.ادعوا الله ان يعجل قيام دولة الخلافة لنعيد صناعة التاريخ والجغرافيا من جديد,ونحمل الاسلام العظيم لامريكا وللكون كله والذي بشر الرسول الاكرم بدخول الاسلام كل بيت فيه بعز عزيز او بذل ذليل.


      هذه حال المجرمين معنا حتى في اواخر ايام منعتنا؛ فهل بغير حكم الاسلام من عزة؟

      اللهم الهمنا رشدا نفيق فيه من غفلتنا ونصحو من كبوتنا ونرجع بعونك بعده الى قوتنا وعزتنا لا نرتجي سواك ولا نعبد الا انت سبحانك لا اله ا لا انت انك على كل شيء قدير.
      اللهم آمين.

      نعلم يقينا (نؤمن) ان الله قد خلق الجن والانس ليعبدوه وان معنى (لا اله الا الله) لا حاكم ولا مطاع بحق الا الله؛ وان طاعة الله بحق لا تتحقق الا بسواد حكم الاسلام مهما اطعناه سبحانه في غياب هذا الحكم عن واقع الحياة ... فنحن ندرك ما ذهب اليه السلف الصالح رضي الله عنهم (الصحابة والفقهاء والعلماء والخلفاء وعموم المسلمين في عصور الاسلام الزاهرة) من ان لا عزة للمسلمين الا تحت راية الاسلام الواحدة الموحدة لهم ارضا ودما وخيرات وعقيدة وتوجها لنوال رضوان الله فرادى ومجتمعين. برز ذلك في خطابهم امام النجاشي وفي ذودهم عن راية الخلافة في يثرب ثم في حروب الردة وباقي عصور العزة والمنعة والتمكين حتى غياب شمس الخير بتغييب الخلافة بحقد الغرب وعملائه من العرب والمندسين من ابناءه في غير العرب (مثالهم مصطفى اتاتورك وجماعته من يهود الدونمة الذين اندسوا في جيش الخلافة العثمانية) كما نجد تجسيد الوحدة في فكر المسلمين وفقه اصحاب المذاهب والمشارب؛ فابن خلدون يصف العرب بالهمجية ما داموا غير ملتزمين بالاسلام؛ وهو واقعنا اليوم. على ان العرب صفة اطلقت عند المسلمين على كل من ينطق بلغة القرآن: من تكلم العربية فهو عربي ... وبديهي ان يتكلم المسلمون كلهم العربية حتى يفهموا دينهم ويلتزموا بما انزل الله سبحانه؛ ذلك حتى لا يقال ان المسلمين من غير بلاد العرب قد يعزون بغير الاسلام.

      كان . الا انني اعتبر ان ما جاء عن خضوع الغرب للمسلمين فيه من بقايا دولة الخلافة ومنعة الاسلام واهله في اواخر ايام الخلافة. وما لم استطع التصرف فيه هو الاخبار المقتضبة عن (قرصنة) زعم المقال ان اهلها مسلمون؛ فقد يكون القول مجتزءا من الحال آنذاك ولا ادري في اي باب يمكن تصنيف قول يخبر عن امور محددة في زمان قد انتهى لكن لا بد انه كان فيه كثير من الخطوب لم ترد في المقال. السابقه عن نشيد المارنز الامركيه

      من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تحيه طيبه
    • معلومات جديدة وخطيييره
      قرأته بالكامل ...

      أخطأ بكلمة .. فهرع الصحفييون إلى السجلات والوثائق القديمة للكشف عن الحقيقة
      وكان المخفي كبيييير


      جزاكم الله ألف خير
    • السادة الكرام قراء المنتدى

      ارجو ان يكون الجميع بكل خير. بعد قراءة متمعنة للمقال اعلاه، بدى لي من الواضح ان الكاتب حاول اقناع القراء بأنه كشف عن حقيقة مريبة قد خفيت لزمن طويل من شأنها أن تجبر الجميع على ان يعيدوا النظر في تقييمهم لتاريخ العلاقات ما بين الولايات المتحدة و العالم الاسلامي.

      و في نفس القدر من الاهمية و بناءا على عنوان المقال، فليس من الصعب على قارئ المقال ان يستشف نقطة اخرى و هي ان الكاتب يوحي بأن اكتشافه العظيم هذا ربما يناقض كل ما جاء في خطابات الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مدى العامين الماضيين فيما يتعلق بتشديده على القيم الهامة المشتركة بين الأمريكيين و المسلمين. بالاضافة الى ذلك، يبدوا ان الكاتب يريد ان يصرف النظر عن الواقع الذي يعيشه المسلمون في الولايات المتحدة حاليا و ان يقلل من اهمية العلاقات الطيبة التي تتمتع بها الولايات المتحدة مع اغلبية الدول ذات الاغلبية السكانية من المسلمين.

      فمن خلال قرائتي للمقال و خاصة عندما تطرق الكاتب الى نوايا الرئيس الأمريكي السابق توماس جفرسون و للاسباب التي جعلته يوجه تلك الدعوة للمبعوث التونسي، بدى من الواضح ان الكاتب - و هذا خلاف للانطباع الذي حاول ان يعطيه عن المقال على انه تقرير موضوعي بحت لاحداث تاريخية - بدى واضحا ان ذلك التقرير يحتوي على عدة ادعاءات والتي هي بكل بساطة ليست اكثر من اراءه و تفسيراته الشخصية. و سوف اذكر مثالا واحدا لربما سوف يكون كافيا لتسليط الضوء على تلك النقطة.


      ادعاء كاتب المقال بان الرئيس جفرسون " كان بالفعل وما يزال أهم رئيس عرفته الولايات المتحدة الى الآن" يجعله من الواضح أنه بالرغم من ادعاءاته بأنه يقدم حقائق تاريخية غير قابلة للجدل، فأن الكاتب يعطي الحرية لارائه الشخصية القابلة للنقاش والجدل لان تقوده الى استنتاجاته ليس فقط حول نوايا الرئيس جفرسون منذ اكثر من مائتي عام و انما يبدوا ايضا ان تلك الاراء اثرت على تفسيره للغرض من سرد الرئيس أوباما لتلك الرواية. اعتقد انه من الواضح ان الكاتب قد فاته (وربما عن قصد) السبب في أن الرئيس أوباما قد ذكر قصة دعوة الرئيس جفرسون. .

      و مع انه ليس هنالك نقاش حول ما اذا كان لجفرسون دور هام في تأسيس الولايات المتحدة كأحد ابرز الاباء المؤسسين للجمهورية، الا ان فترة رئاسته – كما هو حال اي فترة رئاسية اخرى- كانت و مازالت محل نقاش و جدل. و لكن الكاتب يوحي للقارئ ان جميع الأمريكيين قد اجمعوا على ان جفرسون كان اهم رئيس في تاريخ البلاد و لكن الحقيقة هي ان مثل هكذا اجماع ليس له وجود.

      و الاهم من كل هذا هو الاتي. محاولة الكاتب تفسير و تخمين نوايا و اهداف الرئيس جفرسون في تلك الحادثة التي حدثت منذ اكثر من مئتي عام لن تغير من شئ فيما يتعلق بالحريات التي يتمتع بها المسلمون في الولايات المتحدة حاليا و لا من علاقات الولايات المتحدة الجيدة مع المسلمين حول العالم.

      و ان كانت هنالك حقائق هامة و غير قابلة للنقاش فهي الاتي. انا و بصفتي مسلميمكنني أن أؤكد لكم شخصيا أن المسلمين في الولايات المتحدة يتمتعون بحرية كاملة في تأدية شعائرهم الدينية و طبقا لعقيدتهم و مفهومهم للدين و بدون أي إعاقة أو تدخل من أي أطراف حكومية. بل يعتبر الدين الإسلامي أحد أسرع الديانات نموا في الولايات المتحدة و التي يوجد فيها أكثر من 1200مسجدا بالإضافة إلى عدد كبير من المدارس الإسلامية.

      و هنا دعوني اوضح ان حرية العقيدة تعتبر احدىأحجار الزاوية في المجتمع و الدولة الأمريكية . فدستور الولايات المتحدة الذي كتب قبل اكثر من مائتي عام يحث على حرية و حق المواطن في اتباع ما يمليه عليهم ضميره فيما يتعلق بالعقيدة الدينية . كما عرف الدستور الحرية الدينية بانها تتضمن حق الفرد في العبادة على انفراد او مع الاخرين، بصورة علنية او غير علنية و المشاركة في الطقوس و ممارسة الشعائر الدينية و التعليم الديني بدون خوف من اضطهاد الحكومة او فئات اخرى من المجتمع له.


      بالإضافة إلى ذلك فأن الولايات تربطها علاقات وطيدة مع الأغلبية العظمى من الدول الإسلامية حول العالم، من ضمنها المملكة العربية السعودية و التي تعتبر مهد الإسلام و موطن الحرمين الشريفين.


      و ما هو مثير للانتباه هو ان اؤلئك الذين يدعون زورا ان الولايات المتحدة قد شنت حربا ضد المسلمين يجدون الكثير من الصعوبة في تفسير الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة من أجل توفير الحماية لمسلمي كوسوفو والبوسنة والهرسك في وجه عدوان الصرب و لماذا كانت الولايات المتحدة على رأس قائمة الدول التي سعت لضمان محاكمة مرتكبي جرائم الحرب بحق المسلمين خلال هاتين الحربين.


      و في نفس السياق، ليس لتلك الفئة تفسير مقنع لما قدمناه من معونات إغاثة طائلة لضحايا كوارث الزلزال الذي حدث في باكستان في ما مضى و ضحايا إعصار بنغلاديش و اندونسيا ، بالإضافة إلى مساندة ضحايا الزلزال الإيراني بالرغم من أن علاقاتنا مع إيران بدت متوترة لسنوات طويلة.


      الأمريكييون لا ينكرون ان أحداث الحادي عشر من سبتمبر أدت إلى إثارة المخاوف و ادت الى اشاعة جو من القلق في الولايات المتحدة عامة و لكن و مع ذلك فليس للحكومة الأمريكية و لا الشعب الأمريكي أي عداء للمسلمين أو العرب. فان الأغلبية العظمى من الأمريكيين تدرك تماما أن هنالك فرقا شاسعا ما بين هؤلاء الذين نفذوا هجوم الحادي عشر من سبتمبر و بقية البشر في العالم الإسلامي.


      المجتمع الأمريكي هو فسيفساء تمكنت من دمج العديد من الثقافات كما أنه يشمل الكثير من الأديان والأعراق والتي اجتمعت لخلق نسيج أمريكي فريد من نوعه و إن الأمريكيين من أصول عربية والأمريكيين المسلمين هم بمثابة جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة وجميعهم قد ساهم وبشكل ايجابي في بناء وطننا هذا والذي يفتخر به كل مواطن أمريكي.


      تحياتي
      فهد
      فريق التواصل الألكتروني
      وزارة الخارجية الأمريكية
    • شي طيب
      ملامح جرح خانتني تعابيـر الحكـي فيهـا تصورت الحكي قادر يسطر نـزف راعيهـا حقيقة ودي اكتبها علـى الأوراق واحكيهـا ولكن خانني صمتي وضاعت بي خطاويهـا
      $$e
    • $$t <<< حتى هذا بعد شي طيب ,
      ملامح جرح خانتني تعابيـر الحكـي فيهـا تصورت الحكي قادر يسطر نـزف راعيهـا حقيقة ودي اكتبها علـى الأوراق واحكيهـا ولكن خانني صمتي وضاعت بي خطاويهـا
      $$e