الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وإمام المرسلين ،
وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال تعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))البقرة183
* من أخلاق الصيام : الصبر ؛ فرمضان شهر الصبر ، لأن الامتناع عن الشهوات المعتادة يحتاج إلى صبر ، فيصبر الإنسان على الجوع والعطش ، طاعة لله عزّوجل ومحبة له ،
وإتباعا ً لنبيه صلى الله عليه وسلم . ولابد كذلك من الصبر على أذى النّاس ،
وسفاهة السفهاء ، وتطاولهم بغير حق ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :
((إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يفسق ولا يرفث ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم)) متفق عليه
* من أخلاق الصيام : الرحمة والمواساة ، وقضاء الحوائج ، فرمضان شهر الرحمة والمواساة ، يتذكر فيه الغني أخاه الفقير ، ويشفق عليه ، ويواسيه بالمال والطعام والشراب ،
وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال عليه الصلاة والسلام : ((من فطّر صائماً كان له مثل أجره ، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء ))
* عزيزي الموظّف :ليكن لرمضان تأثير في وضيفتك ، رحمةً بالمراجعين ، ودقة في المواعيد
وحرصا ً على أوقات العمل ، وإتماما ً للأعمال المطلوبة منك ، وإنجازاً لجميع المعاملات المطلوبة المتأخرة ، ونشاطا ً لا يعرف الكلل والملل ، وبشاشة عند المقابلة ، ولينا في الحديث
وتلطفاً في الأخذ والرد .
*عزيزي المعلم : ليكن في رمضان تأثير في درسك وحصتك ، فكن قدوة صالحة لطلاّبك
واعلم أنهم يقلدوك في كل ما تأتيه من أقوال وأفعال وتصرفات ، فاحرص على تعليمهم الأخلاق الحميدة والخصال الحسنة ، وإياك أن يطلعوا منك على عمل قبيح أ خلق سيء ،
فعند ذلك لن يقبل منك النصح ، ولن يكون لكلامك عندهم أي تأثير .
*عزيزي الطبيب : ليكن لرمضان تأثير في عملك ، ولا يكن همك جمع المال واستغلال ضرورات الناس ، فالتأني التأني في معرفة الداء ووصف الدواء ، ولتكن رحيما ً بمرضاك
دقيق الملاحظة والمتابعة لكل حالة ترد عليك ، وعليك بالكلام الطيّب الذي يبث الأمل والرجاء في النفوس والقلوب .
*عزيزي التاجر : ليكن لرمضان تأثير في تجارتك ، نصحا ً للمسلمين ، وتركا ً للغش والخداع ، وصدقا ً في الحديث ، وسماحة في البيع والشراء ، وبعدا ً عن المتاجرة فيما حرّم الله ، ونأيا ً عن المعاملات الربوية أو المحرمة بأي سبب شرعي ، وبذلا ً من أموالك لليتامى والأرامل والمساكين ، وإسهاما ً في مشاريع الخير أينما كنت .
*عزيزي الأب : ليكن لرمضان ثأثير في تربية أبنائك فاحرص على الخير في هذا الشهر الفضيل ، وعلّم أولادك فضائله وآدابه وأحكامه وخصائصه ، ولتكن أخلاق الصيام نموذجا ً عمليّا ً في تعاملك مع أهلك وأبنائك وجيرانك وأصدقائك ، حتى تكون قدوة حسنة لأبنائك وجميع المحيطين بك .
ودمتم في رعاية الله وحفظه ..