فشل جراحة الفصل بين التوأمتين يثير جدلا اخلاقيا
سنغافورة : تفجرت اليوم الاربعاء موجة من الجدل بشان ما ان كان الاطباء الذين اجروا جراحة ماراثونية فريدة للفصل بين التوأمتين الايرانيتين والتى ادت لوفاتهما كان ينبغى لهم القيام بها.
وكانت الشقيقتان لاله ولادان بيجانى قد اكدتا بوضوح قبول مواجهة خطر الموت فى الجراحة البالغة الخطورة من اجل حلم الانفصال وعيش حياة طبيعية فى مدينتين منفصلتين. وقالت صحيفة (ستريت تايمز) فى سنغافورة ان الاثنتين "غامرتا وخسرتا." الا انها اشارت الى ان الجراحة غير المسبوقة "صنعت تاريخا."
وغرق الايرانيون بسنغافورة فى موجة حزن فيما احتشدوا للدعاء من اجل الفتاتين فى منزل خاص. وقال على همايونى (25 عاما) وهو طالب قانون ايرانى زار التوامتين فى المستشفى "اعتقد ان تنفيذ رغبات المرضى التزام مفروض على الاطباء." وتابع "واجبهم التأكد من انهم يؤدون عملهم على افضل وجه بالنظر الى الظروف." الا ان خبراء الطب كانوا اكثر حدة وقلقا فيما يتعلق بالتسرع فى اجراء الجراحة ودوافعها.
وقال الدكتور ايان كيريديج من مركز القيم والاخلاقيات الطبية التابع لجامعة سيدنى "ثمة اوجه مثيرة للقلق فيما يتعلق بهذه القضية." واضاف "... واحدها هو قول احد الجراحين انهم وجدوا ان الامر اصعب مما كانوا يتوقعون. بالنسبة لى يدق ذلك جرس الانذار بعض الشيء."
وفى ايران بكى على رضا صفيان الطبيب الذى تبنى الطفلتين ورباهما فى خلال مكالمة هاتفية مع رويترز من منزله فى طهران وهو يتحدث عن قرار الشقيقتين واجراء الاطباء الجراحة. وقال "لقد شاركتانا المنزل لمدة 27 عاما وأشعر بفراغ كبير." وأضاف وهو ينتحب "عندما اخذوهما الى سنغافورة كنت اعلم انهم سيعيدون لنا جثتيهما.. لقد اخذوهما هناك وقتلوهما." وقال الطبيب الذى كان يعيد تشغيل فيلم فيديو يعرض لقطات للشقيقتين وهما تلعبان عندما كانتا صغيرتين "اخبرنا انا وشقيقى الذى يعمل طبيبا فى المانيا كل الناس ان جراحة الفصل مستحيلة. لم ينصت لنا احد."
وتحدث حالة التوائم الملتصقة من الرأس مرة فى كل مليونى ولادة. ولم تجر ابدا من قبل عملية للفصل بين توائم ملتصقين بالغين. ودافع الدكتور كيث جوه الذى قاد فريقا من 28 جراحا ومئة مساعد فى العملية التى استغرقت 52 ساعة عن قراره. وقال فى مؤتمر صحفى "اعتقد انه فيما يتعلق بنا نحن الذين كنا هنا طوال الايام الثلاثة الماضية وبالنسبة لاولئك الذين تدفقوا من شتى انحاء العالم ... التوقيت والالتزام انما هو مؤشر مقنع باعتقادهم ان القرار صحيح."
وقال بن كارسون مدير جراحة قسم جراحة الاعصاب فى جامعة جون هوبكنز فى بالتيمور الذى توجه الى سنغافورة من اجل العملية انها كانت"جهدا انسانيا يستحق القيام به." مع الاعتراف بان الاحتمالات لم تكن جيدة.
الا ان الجراح الالمانى الذى رفض اجراء جراحة الفصل عندما كانت التوامتان تبلغان من العمر 14 عاما قال امس انه كان مصدوما من مجرد محاولة الاقدام على الجراحة. وقال مجيد سامى رئيس معهد علم الاعصاب الدولى فى هانوفر انه رفض باصرار طلب التوأمتين بعدما اظهرت فحوصات على مدى شهر فى عام 1988 اشتراكهما فى وريد يسحب الدم من الدماغ الى القلب مما يعنى ان فرص النجاة معدومة تقريبا.
وقالت لادان لوسائل الاعلام الشهر الماضى انها وشقيقتها لا تخافان "نعلم أن كل جراحة بها احتمال للخطر كبير". وقالت لاله التى كانت تلتف بنفس غطاء الرأس الاصفر الفاتح "نريد ان نرى وجهينا من غير مراة."
وقال نيك تونتى فيلبينى الخبير الاسترالى فى اخلاقيات الطب ان رضاء المرضى ليس سببا كافيا للاقدام على الجراحة. وقال لرويترز "يتعين على الطبيب فى الواقع ان يكون مطمئنا الى ان العملية امنة بدرجة كافية." الا ان وجهة النظر بين عامة الناس كانت اكثر تقبلا للامر. قال جواد نجفى )39 عاما( وهو ايرانى يعيش فى سنغافورة "انه قدر التوأمتين."
وقال دبلوماسى ايرانى فى سنغافورة ان جثمانى التوأمتين سيعادان لايران على رحلة تغادر سنغافورة غدا الخميس . لكن صحيفة ستريتس تايمز فى مقالها الافتتاحى رأت جانبا مضيئا فى الماساة وقالت ان الجراحة بصرف النظر عن نتيجتها تلفت الانظار الى تقدم سنغافورة الطبي.
صورة اخت التوأمتين الايرانيتين تشاهد تسجيلا قديما لهما