مقال حكايات لنا: الأسر الإلكتروني والتاك7

    • مقال حكايات لنا: الأسر الإلكتروني والتاك

      بقلم: لنا عبد لرحمن * تكلفة "التاكسي الطائر" في متناول عامة الشعب

      * أسر إلكتروني

      هل دخل عالم الإنترنت إلى حياتنا حدا لا رجوع منه. أظن أن الأمر فيه شيئ من الصحة، لأن الحديث الآن صار عن ظاهرة إدمان الإنترنت، يتكرر بشكل ملحوظ، خاصة بين الشباب والمراهقين، فلم يعد الأمر مقتصرا على ساعات قليلة أمام شاشة الكمبيوتر، بل إن العلاقة مع هذا العالم السحري صارت تتضاعف يوما بعد يوم حتى تجاوزت 10 ساعات يوميا يمضيها الشباب على الشات، أو في المواقع الإجتماعية،ويزداد الأمر سوءً مع كل تسهيل جديد في استخدام التكنولوجيا. فالتواصل التكنولوجي حل مكان التواصل اليومي بين الناس، وصار من الأسهل القيام بالدردشة عبر الشات الذي بات سهلا سواء عبر الكمبيوتر المحمول، أو الهاتف، النقال، بل إنه بالنسبة للكثيرين، أسهل من التحور مع زميل، أو صديق قريب.

      وفي دراسة أصدرتها حديثا جامعة كاليفورنيا، حول النساء والعلاقة مع الإنترنت، تبين أن ثلث النساء في مدينة سان فرانسيسكو بين سن 18 و 40 يمسكن الهاتف الجوال أو الكمبيوتر المحمول فور استيقاظهن من النوم، لمتابعة الأحداث عبر المواقع الاجتماعية فيسبوك أو تويتر، ثم بعد ذلك يذهبن إلى الحمام، أو ينظفن أسنانهن ليبدأن اليوم. لكن الأمر ليس بهذه البساطة لأن الدراسة تثبت أيضا أن هذا الإدمان يؤدي في كثير من الأحيان إلى إهمال الأسرة، والعلاقات الإجتماعية، وقد اعترفت إحدى السيدات المشاركة في الدراسة أنها تعاني من الهوس بشبكة الإنترنت إلى الحد أنها تستيقظ في نصف الليل لترد على الرسائل التي تتلقاها.

      إن دخول المواقع الإجتماعية، في إيقاع الحياة اليومي، لم يعد أمرا عابرا، أو استثنائيا، بل يكاد يكون مقتحما لكل شئ، من أزمة العنوسة إلى القضايا الدينية.لذا بمناسبة شهر رمضان الفضيل، ظهرت مجموعات على الفيسبوك، بعضها يحرض على مقاطعة التلفزيون والدراما الرمضانية، فيما بعضها الآخر يشجع على المشاهدة. وهذه المجموعات تنتمي إلى دول عربية مختلفة، مثل مجموعة "أنا صائم، أما أنت فإنك تشاهد المسلسلات"، "قاطعوا مسلسلات رمضان 2010"، ومجموعة "رمضان ده مش بتاع مسلسلات ده بتاع ربنا". وفي المقابل، ظهرت مجموعات أخرى عبر الفيسبوك أيضا تدعو إلى مشاهدة المسلسلات ومنها "شاهدوا مسلسلات رمضان" ومجموعة "جدول مسلسلات رمضان 2010".

      ولعل هذا التدخل الإلكتروني في حياتنا،جديد نسبيا على العائلة، إنه نوع من التدخل الذي يساهم في تشكيل الآراء، والمواقف الشخصية من الحياة، خاصة بالنسبة للشباب اليافع الذي يتكل على التكنولوجيا في كل شيئ،ومنها علاقاته الإجتماعية، وآراءه الخاصة. هذا يعني أننا لم نعد قادرين حقا على مراقبة أبناءنا كما في السابق، لم نعد نمتلك الوسيلة الكافية لمعرفة أصدقائهم، واكتشاف سلوكياتهم، والحسم في السماح لهم بالتواصل مع هذا، وقطع العلاقة مع ذاك. إن كل هذه السلوكيات صارت تنتمي لزمن سابق، وربما ينبغي علينا تطوير شكل آخر من العلاقة الأسرية، مع أولادنا وأخوتنا. علاقة يكون فيها أقل تأثير ممكن من الضرر التكنولوجي، هذا أفضل من أن نفاجئ يوماً بظهور سلوكيات لم نساهم في تشكيلها في شخصيتهم، بل تكونت من علاقات مجهولة عبر الشبكة العنكبوتية.

      * التاكسي الطائر

      ربما يصل يوم لن نسمع فيه حكايا وطرائف سائقي التاكسي، سنكون محرومين من قصصهم المتنوعة، التي تصب جميعها في تنكرهم للمهنة، وتبريراتهم المستمرة بأن قيادة " التاكسي" ليست مهنتهم الأصلية، بل قادهم إليها سوء الحال. لذا ربما سنصعد ذات يوم إلى طائرة مروحية صغيرة، يقودها طيار شاب، لينقلنا من ضفة النهر إلى الأخرى.

      هل هذا ضرب من الخيال؟ هل سيصل يوم نرى فيها تكسيات طائرة تتحرك في السماء، لتنقل الناس من مكانا إلى آخر، تجنبا لزحمة المرور؟

      وفي مدينة مثل القاهرة تتميز بالإزدحام الشديد في حركة السير، ربما يكون التاكسي الطائر حلا مطروحا بعد أعوام،خاصة في نقل حالات الإسعاف الخطيرة، والتي لن تحتمل الوصول إلى المستشفى خلال ساعة أو اكثر. ولعل ما نتحدث عنه ليس مستحيلا تماما، في زمن الانتقالات السريعة،ففي تجربة هي الأولى من نوعها في مصر، أعلن وائل المعداوي رئيس إحدى شركات الطيران في لقاء معه عبر التليفزيون المصري أن شركته تعاقدت على 5 طائرات"تربو" مروحية للعمل كـ"تاكسي طائر" للتغلب على زحام الشوارع في مصر، وتيسير سهولة التنقل بين المحافظات والمدن الجديدة، البعيدة عن وسط البلد المزدحم. وأوضح المعداوي أنه سيتم تجهيز طائرتين للعمل كطائرات إسعاف لإضافة نشاط جديد ضمن أنشطة الشركة.

      وعلى الرغم من أن الأمر يبدو مدهشاً، في القاهرة التي يزيد عدد سكانها عن العشرين مليون، فإن الأكثر دهشة حين أعلن وائل المعداوي أن تكلفة "التاكسي الطائر" للتنقل بين المحافظات والمدن الجديدة ستكون بنفس تكلفة الأتوبيس العادي الأمر الذي يجعله في متناول عامة الشعب، فالأمر ليس مقصوراً على الأغنياء فقط. ومن هنا تكمن غرابة الأمر، وبعيدا عن نقاش التكلفة المادية، يبدو من غير المنطقي، أن عدد طائرات التاكسي المتوفرة حتى الآن هي خمس طائرات، وأنها ستكون في خدمة ال20 مليون الذين يسكنون القاهرة، مع العلم أن الحديث عن التاكسي الطائر شمل المحافظات ايضا.

      لكن في مطلق الاحوال،وحتى إن كان التاكسي الطائر كما يبدو حتى الآن نوعا من فانتازيا الشركات، إلا أننا نأمل في يوم من الايام أن يتم تنفيذه على أرض الواقع، وأن لا يكون مجرد مشروع مقتصر على شركة طيران واحدة، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنفذ شركة بشكل منفرد هكذا مشروع، يحتاج إلى جهود متعاونة بين عدة شركات لتحقيقه، كي يصبح أمرا واقعا.

      ومن ضمن الحكايا التي تتعلق بالتاكسي، فقد أظهر استطلاع سنوي للرأي قام به موقع "هوتيلز دوت كوم" حول سيارات الأجرة في العالم، أن السائقين في لندن هم الأفضل، لأنهم يعرفون وجهتهم في المقام الأول، كما أنهم يتعاملون بلطف وكياسة، مع زبائنهم.

      وأوضحت الدراسة أن سيارات الأجرة في العاصمة البريطانية، على الرغم من أنها الأغلى على مستوى العواصم الأوربية الأخرى فإنها تتفوق على منافسيها على مستوى العالم لتتصدر القائمة للعام الثالث على التوالي، لأنها حصلت على 59 في المئة من أصوات المسافرين في عدة فئات.

      ومن المهم أن نعرف أن تعيين سائقالتاكسي في لندن لا يتم بسهولة، بل بعد أن يخضع السائق لاختبار صارم في معرفة الطرق كي يحصل على رخصة القيادة.

      أما نيويورك فقد جاءت في المرتبة الثانية، إذ تتوفر فيها التاكسيات بسهولة، وكانت المفاجأة أن سائقي روما، هم الأسوء، كذلك سائقي باريس هم الأكثر وقاحة.

      وعلى ما يبدو أننا في حاجة لإجراء هذا المسح الميداني لسائقي التاكسي على المستوى العربي، لمعرفة من أهم السائقين الأفضل في العواصم العربية، هذا على الرغم من أنهم يبدون متشابهين جدا، بداية من الحكايات المشتركة، وصولا إلى عدم خبرتهم الكافية بالشوارع والطرقات. لذا سيكون من الصعب المفاضلة بينهم.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions