النفس والدنيا

    • النفس والدنيا

      النفس والدنيا


      قصيدة لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه - :0

      النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
      لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا *** إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
      فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها

      أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ***ودورنا لخراب الدهر نبنيها
      أين الملوك التي كانت مسلطــنةً ***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
      فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت ***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
      لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
      لكل نفس وان كانت على وجــلٍ ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا
      المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها

      إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها
      والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
      والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها
      والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها

      واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها
      قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها
      أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
      والطير تجري على الأغصان عاكفةً ***تسبــحُ الله جهراً في مغانيهـــا
      من يشتري الدار في الفردوس يعمرها ***بركعةٍ في ظــلام الليــــل يحييها


      مع خالص تحياتي