* إن الصحفيين الهنود في الخليج يفتقدون التأثير والوضع الاجتماعي الذين يتمتعون به في الهند، والصحفيون لديهم القدرة على الوصول لجميع مراكز السلطة فالسياسيون والبيروقراطيون والمشاهير يطلبون رضاهم.
حسين أحمد
لقد أراد أحد أصدقائي مؤخرا أن يفتح مجلة في بلد خليجي وطلب من صحفي معروف في الهند أن يساعده في البحث عن مدير تحرير ولقد كان صديقي يرغب في شخص بخبرة متواضعة والراتب كان جيدا ولكن بعد شهرين من البحث جاء الرد: لم يفضي البحث الذي استمر شهرين الى شيء كما أن العديد من الصحفيين الشباب الذين تم الاتصال بهم لم يكلفوا أنفسهم عناء النظر في تفاصيل العرض وهذا شيء غير مستغرب إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هناك أعدادا متزايدة من الصحف في الخليج تجد صعوبة في توظيف صحفيين من الهند كما أن العديد من الهنود والذين انضموا إلى الصحافة الخليجية مؤخرا قد رجعوا الى بلادهم.
إن هذا يعد تغيير كبير في التاريخ القصير للصحافة الإنجليزية في الخليج فلعقود خلت شكل الهنود العمود الفقري للصحافة الخليجية الناطقة باللغة الإنجليزية وحاليا يشكلون 70% من الصحفيين في تلك الصحافة. إذن فلماذا لم يعد الخليج يغري الصحفيين الهنود بالذهاب إليه ؟
أولا: الهند تشهد ازدهارا في مجال الصحافة والتي نتج عنها ارتفاع غير مسبوق في الرواتب فالقنوات التليفزيونية تنتشر والصحف تتوسع وهناك لاعبون جدد يدخلون السوق مما وفر العديد من فرص العمل للصحفيين المحليين وفي الوقت نفسه لم تعد الرواتب في الخليج تتماشى مع التضخم المتزايد هناك بسبب توفر عمالة رخيصة من عدة بلدان .
ثانيا: إن الإعلاميين المحترفين في الهند لا يحملون كثيرا من التقدير للصحافة في الخليج حيث لا تضيف الخبرة في الخليج أي شيء للسيرة الذاتية للصحفي. فأولئك الذين عملوا لسنوات طويلة في المنطقة يعترفون أن عملهم هذا أثّر كثيرا بشكل سلبي على قدراتهم الإبداعية فلا يوجد هناك أي تطوير مهني بالنسبة للغالبية الساحقة ولا حرية في التعبير كما لا توجد منافسة، علما أن الصحافة في الخليج هي عبارة عن علاقات عامة في أفضل الأحوال. ومن غير الممكن عمل تحقيقات في قضايا حساسة في الصحافة الخليجية فالحكومات في الخليج لا تحب أن يتم عرض السلبيات للرأي العام كما أنها تكره القضايا المثيرة للجدل والناس هناك لا يحبون أن يقوم الأجانب بتغطية السلبيات حيث ينظرون لذلك على أنه تطفل، ففي الصحافة الخليجية هناك خطوط لا يمكن تجاوزها إلا إذا كان الصحفي الأجنبي مستعد لأن يتلقى تذكرة العودة إلى وطنه.
إن الحكومات في الخليج هي ليست الوحيدة التي تؤثر على الأخبار . لقد ذكر لي أحد القراء الهنود أنه يتوجب على الصحفيين في الخليج أن يركزوا على قضايا استغلال العمالة من قبل الشركات وخاصة الشركات التي يديرها الهنود وربما كان ذلك القارىء يلمح الى فشل الصحفيين الهنود في فضح الانتهاكات التي قام بها أبناء جلدتهم الهنود. وهذا الفشل هو مثال صارخ على عجز وانحدار الهنود العاملين في الإعلام فرجال الأعمال هم أكبر موزعين للهدايا والخدمات على الصحفيين وهؤلاء الصحفيين لن يفعلوا أي شيء لإثارة غضبهم وحتى لو أراد القلة منهم فضح أعمالهم الشائنة فهم لن ينجحوا لأن رجال الأعمال هؤلاء كمعلنين لديهم تأثير قوي على أصحاب وسائل الإعلام . إن هذا لا يعني أن رجال الأعمال هؤلاء ينتهكون القوانين بشكل منتظم ولكن تغطية ذلك بشكل حر وعادل هو لأمر صعب للغاية.
إن الصحفيين الهنود في الخليج يفتقدون التأثير والوضع الاجتماعي الذين يتمتعون به في الهند فهناك صحافة حرة والصحفيون لديهم القدرة على الوصول لجميع مراكز السلطة فالسياسيون والبيروقراطيون والمشاهير يطلبون رضاهم . كما أن فضح قضايا الفساد لأشخاص في مناصب رفعية والقضايا المثيرة للجدل المرتبطة بالمشاهير والعديد من قصص الإثارة تجعل مهنة الصحفي أكثر إثارة للاهتمام . وبالنسبة للصحفيين المعتادين على مثل هذه الأمور فإن كتابة خبر عن النشاطات الروتينية لمؤسسات ومنظمات الوافدين وافتتاح محلات تجارية في بلد خليجي سوف يكون أمرا محبطا.
سوف تستمر هيمنة الأجانب على الصحافة الناطقة باللغة الإنجليزية في المنطقة سواء كانوا من الهنود أو غيرها من الجنسيات لمدة طويلة حيث من النادر رؤية الخليجيين في غرف الأخبار. بالرغم من حملات توطين الوظائف التي تقوم بها الحكومات في الخليج فإنه لا يوجد حديث عن وضع المواطنين الخليجيين في وسائل الإعلام الإنجليزية. السبب وراء ذلك هو أن مهنة الصحافة هي مهنة إبداعية تتطلب المهارة والخبرة من أجل الإبداع والمواطنين الخليجيين الذين يدخلون هذه المهنة ليس لديهم الصبر لاكتساب المهارة والخبرة وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار محدودية الرواتب المعروضة عليهم .
إن هذا التوجه الجديد لا يعني أن الهنود سوف يتركوا غرف الأخبار في الخليج فالهند لديها مخزون هائل من العمالة وعليه فلن تكون هناك مشكلة في استبدال الصحفيين ولكن المشكلة ستكمن في الجودة ما لم تقم وسائل الإعلام الخليجية باتخاذ إجراءات تصحيحية من أجل الاحتفاظ بالمواهب وجذبها. جارديان
حسين أحمد
لقد أراد أحد أصدقائي مؤخرا أن يفتح مجلة في بلد خليجي وطلب من صحفي معروف في الهند أن يساعده في البحث عن مدير تحرير ولقد كان صديقي يرغب في شخص بخبرة متواضعة والراتب كان جيدا ولكن بعد شهرين من البحث جاء الرد: لم يفضي البحث الذي استمر شهرين الى شيء كما أن العديد من الصحفيين الشباب الذين تم الاتصال بهم لم يكلفوا أنفسهم عناء النظر في تفاصيل العرض وهذا شيء غير مستغرب إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هناك أعدادا متزايدة من الصحف في الخليج تجد صعوبة في توظيف صحفيين من الهند كما أن العديد من الهنود والذين انضموا إلى الصحافة الخليجية مؤخرا قد رجعوا الى بلادهم.
إن هذا يعد تغيير كبير في التاريخ القصير للصحافة الإنجليزية في الخليج فلعقود خلت شكل الهنود العمود الفقري للصحافة الخليجية الناطقة باللغة الإنجليزية وحاليا يشكلون 70% من الصحفيين في تلك الصحافة. إذن فلماذا لم يعد الخليج يغري الصحفيين الهنود بالذهاب إليه ؟
أولا: الهند تشهد ازدهارا في مجال الصحافة والتي نتج عنها ارتفاع غير مسبوق في الرواتب فالقنوات التليفزيونية تنتشر والصحف تتوسع وهناك لاعبون جدد يدخلون السوق مما وفر العديد من فرص العمل للصحفيين المحليين وفي الوقت نفسه لم تعد الرواتب في الخليج تتماشى مع التضخم المتزايد هناك بسبب توفر عمالة رخيصة من عدة بلدان .
ثانيا: إن الإعلاميين المحترفين في الهند لا يحملون كثيرا من التقدير للصحافة في الخليج حيث لا تضيف الخبرة في الخليج أي شيء للسيرة الذاتية للصحفي. فأولئك الذين عملوا لسنوات طويلة في المنطقة يعترفون أن عملهم هذا أثّر كثيرا بشكل سلبي على قدراتهم الإبداعية فلا يوجد هناك أي تطوير مهني بالنسبة للغالبية الساحقة ولا حرية في التعبير كما لا توجد منافسة، علما أن الصحافة في الخليج هي عبارة عن علاقات عامة في أفضل الأحوال. ومن غير الممكن عمل تحقيقات في قضايا حساسة في الصحافة الخليجية فالحكومات في الخليج لا تحب أن يتم عرض السلبيات للرأي العام كما أنها تكره القضايا المثيرة للجدل والناس هناك لا يحبون أن يقوم الأجانب بتغطية السلبيات حيث ينظرون لذلك على أنه تطفل، ففي الصحافة الخليجية هناك خطوط لا يمكن تجاوزها إلا إذا كان الصحفي الأجنبي مستعد لأن يتلقى تذكرة العودة إلى وطنه.
إن الحكومات في الخليج هي ليست الوحيدة التي تؤثر على الأخبار . لقد ذكر لي أحد القراء الهنود أنه يتوجب على الصحفيين في الخليج أن يركزوا على قضايا استغلال العمالة من قبل الشركات وخاصة الشركات التي يديرها الهنود وربما كان ذلك القارىء يلمح الى فشل الصحفيين الهنود في فضح الانتهاكات التي قام بها أبناء جلدتهم الهنود. وهذا الفشل هو مثال صارخ على عجز وانحدار الهنود العاملين في الإعلام فرجال الأعمال هم أكبر موزعين للهدايا والخدمات على الصحفيين وهؤلاء الصحفيين لن يفعلوا أي شيء لإثارة غضبهم وحتى لو أراد القلة منهم فضح أعمالهم الشائنة فهم لن ينجحوا لأن رجال الأعمال هؤلاء كمعلنين لديهم تأثير قوي على أصحاب وسائل الإعلام . إن هذا لا يعني أن رجال الأعمال هؤلاء ينتهكون القوانين بشكل منتظم ولكن تغطية ذلك بشكل حر وعادل هو لأمر صعب للغاية.
إن الصحفيين الهنود في الخليج يفتقدون التأثير والوضع الاجتماعي الذين يتمتعون به في الهند فهناك صحافة حرة والصحفيون لديهم القدرة على الوصول لجميع مراكز السلطة فالسياسيون والبيروقراطيون والمشاهير يطلبون رضاهم . كما أن فضح قضايا الفساد لأشخاص في مناصب رفعية والقضايا المثيرة للجدل المرتبطة بالمشاهير والعديد من قصص الإثارة تجعل مهنة الصحفي أكثر إثارة للاهتمام . وبالنسبة للصحفيين المعتادين على مثل هذه الأمور فإن كتابة خبر عن النشاطات الروتينية لمؤسسات ومنظمات الوافدين وافتتاح محلات تجارية في بلد خليجي سوف يكون أمرا محبطا.
سوف تستمر هيمنة الأجانب على الصحافة الناطقة باللغة الإنجليزية في المنطقة سواء كانوا من الهنود أو غيرها من الجنسيات لمدة طويلة حيث من النادر رؤية الخليجيين في غرف الأخبار. بالرغم من حملات توطين الوظائف التي تقوم بها الحكومات في الخليج فإنه لا يوجد حديث عن وضع المواطنين الخليجيين في وسائل الإعلام الإنجليزية. السبب وراء ذلك هو أن مهنة الصحافة هي مهنة إبداعية تتطلب المهارة والخبرة من أجل الإبداع والمواطنين الخليجيين الذين يدخلون هذه المهنة ليس لديهم الصبر لاكتساب المهارة والخبرة وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار محدودية الرواتب المعروضة عليهم .
إن هذا التوجه الجديد لا يعني أن الهنود سوف يتركوا غرف الأخبار في الخليج فالهند لديها مخزون هائل من العمالة وعليه فلن تكون هناك مشكلة في استبدال الصحفيين ولكن المشكلة ستكمن في الجودة ما لم تقم وسائل الإعلام الخليجية باتخاذ إجراءات تصحيحية من أجل الاحتفاظ بالمواهب وجذبها. جارديان
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions