توماس فريدمان
لكن حتى لو وافق الجانبان على تبادل الأراضي، فإنه سيكون لزاما على الجانب الاسرائيلي أن ينقل 60 ألفا آخرين من المستوطنين في الضفة الغربية من أماكنهم
حتى الأسبوع الفائت، كان مر على محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المسكوكة حديثا أسبوع ولم تنهار. وهذه علامة جيدة حقا. لكنه أيضا مقياس لمدى إنخفاض الأمال في هذه المحادثات، لدرجة أن مرور أسبوع والمحادثات لم تنهار هو أمر يستحق الاحتفال به. وقد بدأت هذه المحادثات رغم كل شيء، و كان كل طرف فيها يحاول تجنب أن يكون هو الطرف الذي يغرقها- وليس فقط يحاول كل طرف أن يتجنب غضب أمريكا. وهذا لأن كل طرف يشعر بأن بعد كل هذه السنوات التي كانت تبدأ فيها المحادثات وتتوقف لتبدأ وتتوقف مرة أخرى- وقتها كان يخرج علينا أحدهم ليقول" هذه هو عام الحسم، ولو فشلت محادثات السلام ستموت عملية السلام وتلحد في القبر- بعد كل هذه السنوات، يشعر كل طرف أن محادثات السلام هذه المرة حقيقية. ولو فشلت، وهناك 300 ألف مستوطن اسرائيلي يعيشون بالفعل في الضفة الغربية، وحماس محجوبة مع حكومتها في قطاع غزة، سيدخل الحديث عن "حل إقامة الدولتين" مملكة الخيال.
لكن في الوقت الذي فيه هذه المحادثات حية بعد، هي ينقصها ذلك الإحساس بالدراما أو التشويق أو الاحتمالات الأكبر. وهذا في جزء منه بسبب أن العنف الذي أعقب انهيار عملية السلام في أوسلو أخرج تقريبا كل الرومانسية خارج هذه العلاقة. أيضا، ذلك يعود في جزء منه لمعرفة كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو و الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الوصول الى السلام اليوم لا يمكن تحقيقه دون تفادي حرب أهلية صغيرة تشتعل داخل كل جماعة من جماعتي الاثنين.
لكن حتى لو وافق الجانبان على تبادل الأراضي، وبقي ما نسبته 80 بالمائة من المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية حيث هم، سيكون لزاما على الجانب الاسرائيلي أن ينقل 60 ألفا آخرين من المستوطنين في الضفة الغربية من أماكنهم. والكثير منهم سيترك مكانه بكل هدوء- لو أبرم نتانياهو اتفاق الأرض الأرض مقابل الأمن الذي يريده- لكن الآلاف منهم لن يفعلوا ذلك. هم سيضطرون الجيش الاسرائيلي لإخلائهم بالقوة، ولن تكون تلك العملية هينة. وحتى لو حصل الرئيس عباس على مئة بالمئة من الضفة الغربية والقدس الشرقية، ستدين حماس أي إتفاق سلام يكون أكثر من وقف إطلاق نار مؤقت مع الدولة اليهودية. وستندلع أعمال العنف على الجانب الفلسطيني، ولن يكون الأمر بسيطا.
وهذا هو سبب تداخل الاحساس بالخوف والاحساس بالأمل هذه المرة في مواجهة عاطفية بين المتفاوضين. وما كان يمكن أن تستخدمه هذه المحادثات حقا هو "جسر" عاطفي، بحيث تقتنع اسرائيل على وجه الخصوص بأن السلام لا يحمل فقط مخاطر أمنية كبيرة، بل يحمل لها فوائد ومنافع كثيرة أيضا- بحيث تقتنع اسرائيل أنه في نهاية طريق السلام هناك أكثر من تلك الحرب الأهلية التي تتوقع أن تشتعل بين اليهود. وأنا أعرف طريقة واحدة لفعل هذا.
فقبل قرابة ثمانية أعوام، في فبراير 2002 التقيت بالملك عبدالله، ملك المملكة العربية السعودية، والذي كان وقتها بعد أمير البلاد، في الرياض. وقرأت له مقالة كتبتها أقترح فيها أن تضع جامعة الدول العربية خطة سلام تقدم فيها لاسرائيل سلاما كاملا مقابل الانسحاب الكامل من الضفة الغربية وقطاع غزة وشرق القدس، وتكون تلك المناطق كلها هي دولة فلسطين المستقلة. وقتها فاجأني الملك عبدالله سائلا:" هل اقتحمت مكتبي دون علمي؟" وقال لي إنه كان يعد الخطة نفسها، وأراني نسخة منها. كانت خطة تقول بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة، بالتوافق مع قرارات الأمم المتحدة- كان ملف القدس ضمن الخطة- مقابل تطبيع العلاقات بشكل كامل.قال لي الملك عبدالله:" أردت أن أجد طريقة لأوضح للشعب الاسرائيلي أن العرب لا يرفضونهم أو يحتقرونهم."
لقد كانت تلك خطوة رؤيوية مهمة قام بها الملك عبدالله. وتبنت جامعة الدول العربية خطته سريعا، مع بعض التعديلات عليها. ومن حينها، وهذه الخطة تعوم في أثير الاحتمالات الدبلوماسية. وحان الوقت لنخرجها من الهواء ونحضرها الى الأرض. وأود أن يدعو الملك عبدالله رئيس الوزراء الاسرائيلي الى زيارته في الرياض، ويقدم له هذه الخطة شخصيا. ولا يحتاج الملك عبدالله أن يذهب الى القدس، كما فعل أنور السادات، ولا يحتاج الى أن يعترف باسرائيل. ومع هذا، هو لايزال يمتلك تأثيرا كبيرا جدا على العملية برمتها، وذلك ببساطة من خلال تسليمه نسخة من خطته الى قادة الدول التي كانت من أجلها الخطة. ولا يمكننى أن أتصور أي شيء كان قادرا على تحقيق بداية أفضل لمحادثات السلام هذه. رغم ذلك، أشعر حيالها أن نتانياهو يتعامل مع اللحظة بجدية، لكنه لايزال حذرا جدا. وبتسليمه نسخة من خطة السلام التي وضعها، سيطلق الملك عبدالله جدل سلام هائلا في اسرائيل. وهذا كان سيجعل من الصعب أكثر على نتانياهو أن يواصل بناء المستوطنات- وكان سيشجع الرأي العام الاسرائيلي، والذي لايزال حذرا في مطالبته نتانياهو أن يتحمل المخاطر من أجل تحقيق السلام، على أن يساند رئيس الوزراء في القبول بالمخاطر من أجل الوصول الى السلام.
ولا يمكن أن يظل السعوديون يرسلون مبادرات السلام خاصتهم الى اسرائيل بالفاكس. فهذا ليس به زخم عاطفي. فهذا في الواقع كأنه يقول للاسرائيليين: لو أن السعوديين خائفون من أن يسلمونا خطتهم للسلام، فلماذا يجب علينا أن نصدق أنهم لديهم الشجاعة ليطبقوها لو فعلنا كل ما يقترحوه هم علينا؟ إن الاسرائيليين معزولون. لذا، سيكون لرؤيتهم رئيس حكومتهم يحظى باستقبال أهم زعيم مسلم في العالم في الرياض، سيكون لذلك أثر وتأثير حقيقيان.
وكل من الاسرائيليين والفلسطينيين سيضطرون لفعل شيء صعب عليهم حقا من أجل الوصول الى حل إقامة الدولتين. والمسؤولون السعوديون معروف عنهم في واشنطون أنهم خبراء في إسداء النصح للآخرين فيما يتعلق بالقيام بالأمور الصعبة التي لا مفر منها.
نيويورك تايمز- ش
لكن حتى لو وافق الجانبان على تبادل الأراضي، فإنه سيكون لزاما على الجانب الاسرائيلي أن ينقل 60 ألفا آخرين من المستوطنين في الضفة الغربية من أماكنهم
حتى الأسبوع الفائت، كان مر على محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المسكوكة حديثا أسبوع ولم تنهار. وهذه علامة جيدة حقا. لكنه أيضا مقياس لمدى إنخفاض الأمال في هذه المحادثات، لدرجة أن مرور أسبوع والمحادثات لم تنهار هو أمر يستحق الاحتفال به. وقد بدأت هذه المحادثات رغم كل شيء، و كان كل طرف فيها يحاول تجنب أن يكون هو الطرف الذي يغرقها- وليس فقط يحاول كل طرف أن يتجنب غضب أمريكا. وهذا لأن كل طرف يشعر بأن بعد كل هذه السنوات التي كانت تبدأ فيها المحادثات وتتوقف لتبدأ وتتوقف مرة أخرى- وقتها كان يخرج علينا أحدهم ليقول" هذه هو عام الحسم، ولو فشلت محادثات السلام ستموت عملية السلام وتلحد في القبر- بعد كل هذه السنوات، يشعر كل طرف أن محادثات السلام هذه المرة حقيقية. ولو فشلت، وهناك 300 ألف مستوطن اسرائيلي يعيشون بالفعل في الضفة الغربية، وحماس محجوبة مع حكومتها في قطاع غزة، سيدخل الحديث عن "حل إقامة الدولتين" مملكة الخيال.
لكن في الوقت الذي فيه هذه المحادثات حية بعد، هي ينقصها ذلك الإحساس بالدراما أو التشويق أو الاحتمالات الأكبر. وهذا في جزء منه بسبب أن العنف الذي أعقب انهيار عملية السلام في أوسلو أخرج تقريبا كل الرومانسية خارج هذه العلاقة. أيضا، ذلك يعود في جزء منه لمعرفة كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو و الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الوصول الى السلام اليوم لا يمكن تحقيقه دون تفادي حرب أهلية صغيرة تشتعل داخل كل جماعة من جماعتي الاثنين.
لكن حتى لو وافق الجانبان على تبادل الأراضي، وبقي ما نسبته 80 بالمائة من المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية حيث هم، سيكون لزاما على الجانب الاسرائيلي أن ينقل 60 ألفا آخرين من المستوطنين في الضفة الغربية من أماكنهم. والكثير منهم سيترك مكانه بكل هدوء- لو أبرم نتانياهو اتفاق الأرض الأرض مقابل الأمن الذي يريده- لكن الآلاف منهم لن يفعلوا ذلك. هم سيضطرون الجيش الاسرائيلي لإخلائهم بالقوة، ولن تكون تلك العملية هينة. وحتى لو حصل الرئيس عباس على مئة بالمئة من الضفة الغربية والقدس الشرقية، ستدين حماس أي إتفاق سلام يكون أكثر من وقف إطلاق نار مؤقت مع الدولة اليهودية. وستندلع أعمال العنف على الجانب الفلسطيني، ولن يكون الأمر بسيطا.
وهذا هو سبب تداخل الاحساس بالخوف والاحساس بالأمل هذه المرة في مواجهة عاطفية بين المتفاوضين. وما كان يمكن أن تستخدمه هذه المحادثات حقا هو "جسر" عاطفي، بحيث تقتنع اسرائيل على وجه الخصوص بأن السلام لا يحمل فقط مخاطر أمنية كبيرة، بل يحمل لها فوائد ومنافع كثيرة أيضا- بحيث تقتنع اسرائيل أنه في نهاية طريق السلام هناك أكثر من تلك الحرب الأهلية التي تتوقع أن تشتعل بين اليهود. وأنا أعرف طريقة واحدة لفعل هذا.
فقبل قرابة ثمانية أعوام، في فبراير 2002 التقيت بالملك عبدالله، ملك المملكة العربية السعودية، والذي كان وقتها بعد أمير البلاد، في الرياض. وقرأت له مقالة كتبتها أقترح فيها أن تضع جامعة الدول العربية خطة سلام تقدم فيها لاسرائيل سلاما كاملا مقابل الانسحاب الكامل من الضفة الغربية وقطاع غزة وشرق القدس، وتكون تلك المناطق كلها هي دولة فلسطين المستقلة. وقتها فاجأني الملك عبدالله سائلا:" هل اقتحمت مكتبي دون علمي؟" وقال لي إنه كان يعد الخطة نفسها، وأراني نسخة منها. كانت خطة تقول بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة، بالتوافق مع قرارات الأمم المتحدة- كان ملف القدس ضمن الخطة- مقابل تطبيع العلاقات بشكل كامل.قال لي الملك عبدالله:" أردت أن أجد طريقة لأوضح للشعب الاسرائيلي أن العرب لا يرفضونهم أو يحتقرونهم."
لقد كانت تلك خطوة رؤيوية مهمة قام بها الملك عبدالله. وتبنت جامعة الدول العربية خطته سريعا، مع بعض التعديلات عليها. ومن حينها، وهذه الخطة تعوم في أثير الاحتمالات الدبلوماسية. وحان الوقت لنخرجها من الهواء ونحضرها الى الأرض. وأود أن يدعو الملك عبدالله رئيس الوزراء الاسرائيلي الى زيارته في الرياض، ويقدم له هذه الخطة شخصيا. ولا يحتاج الملك عبدالله أن يذهب الى القدس، كما فعل أنور السادات، ولا يحتاج الى أن يعترف باسرائيل. ومع هذا، هو لايزال يمتلك تأثيرا كبيرا جدا على العملية برمتها، وذلك ببساطة من خلال تسليمه نسخة من خطته الى قادة الدول التي كانت من أجلها الخطة. ولا يمكننى أن أتصور أي شيء كان قادرا على تحقيق بداية أفضل لمحادثات السلام هذه. رغم ذلك، أشعر حيالها أن نتانياهو يتعامل مع اللحظة بجدية، لكنه لايزال حذرا جدا. وبتسليمه نسخة من خطة السلام التي وضعها، سيطلق الملك عبدالله جدل سلام هائلا في اسرائيل. وهذا كان سيجعل من الصعب أكثر على نتانياهو أن يواصل بناء المستوطنات- وكان سيشجع الرأي العام الاسرائيلي، والذي لايزال حذرا في مطالبته نتانياهو أن يتحمل المخاطر من أجل تحقيق السلام، على أن يساند رئيس الوزراء في القبول بالمخاطر من أجل الوصول الى السلام.
ولا يمكن أن يظل السعوديون يرسلون مبادرات السلام خاصتهم الى اسرائيل بالفاكس. فهذا ليس به زخم عاطفي. فهذا في الواقع كأنه يقول للاسرائيليين: لو أن السعوديين خائفون من أن يسلمونا خطتهم للسلام، فلماذا يجب علينا أن نصدق أنهم لديهم الشجاعة ليطبقوها لو فعلنا كل ما يقترحوه هم علينا؟ إن الاسرائيليين معزولون. لذا، سيكون لرؤيتهم رئيس حكومتهم يحظى باستقبال أهم زعيم مسلم في العالم في الرياض، سيكون لذلك أثر وتأثير حقيقيان.
وكل من الاسرائيليين والفلسطينيين سيضطرون لفعل شيء صعب عليهم حقا من أجل الوصول الى حل إقامة الدولتين. والمسؤولون السعوديون معروف عنهم في واشنطون أنهم خبراء في إسداء النصح للآخرين فيما يتعلق بالقيام بالأمور الصعبة التي لا مفر منها.
نيويورك تايمز- ش
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions