[ عـذاب الحـب 00 في بُعـدك ]
أحبك عدد ما سجد وعدد ما ركع وعدد قطرات المطر وعدد أوراق الشجر ، وأحبك عدد ما نبض قلبي من نبضات ، أحبك يا تاج رأسي وأميرة نساء العالمين 00
أحببتُ فيكِ تلك الابتسامة التي تقتُلني وتحيني في آن واحد ، أحببتُ فيكِ تلك اللمسة التي تشّل يدايّ عن الحركة ، أحببتُ فيكِ تلك الهمسة التي تهمسينها في أذنيّ ، أحببتٌ فيكِ ذلك الحضن الذي يُذيب روحي مثلما تذوب الشمعة ، أحببتُ فيكِ تلك النظرات التي تأسر قلبي وتجعله خاضع لكِ وكأنه سجين يرجو عفوكِ ، أحببتُ فيكِ تلك الأنفاس مثل ريحة المسك ذاك ريحها 00
كم تمنيتُ أن توفي كلمة ( أحبك ) ما أكنّه لكِ من أحاسيس ومشاعر ! هل توجد كلمة في قاموس الحب أوفى وأشمل تجمع ما يُخالجني من أحاسيس ومشاعر أقوى من كلمة ( أحبك ) ؟؟
أغيثوني أيُها الشعراء والأدباء ، أغيثوني يا أهل الغرام ، أغيثوني أيُها الأطباء فقد عجز الشعراء والأدباء وأهل الغرام عن شفائي ، أسألكم بالله أن تنتزعوا قلبي وتنقشوا عليه كلمة ( أحبك ) وترسلوه إليها لستُ بحاجة أن أذكر أسمها لكم فهو منقوش في جوف قلبي 00
أسألكِ بالله يا أميرتي أن ترأفي بحالي فما بتُ قادراً على بُعدك ، أسألك بالله أن ترحميني من تلك النظرات التي أذابت فؤادي ، فلولا حياء الرجال لأسكبتُ عبراتي مثل الطفل بين يداكِ حتى أُغرق ركبتيكِ بدموعي وتشهد كل دمعة بحبك وتنطق عيناي بحبك ويصرخ قلبي بحبك ، وتناجي جميع أعضائي رُحماك يارب أن ترأف بحال هذا العبد المتيّم بحب هذه الحسناء ، رُحماك بهذا الأسير الذي ضعُف حاله وقلت حيلته 00 رُحماك يارب بهذا العاشق الولهان فقد أضحى حال قلبه بين شد وجذب ومد وجزر وفرح وحزن وسرور وبكاء وقبض وبسط ، فقد غاب عنه ذلك الوجه الذي يشبه وجه الحياة الناظر وثغرها البارق ، وجمالها الساطع ، وبشرتها الضاحكة تلك البشرة التي تشبه بشرة الطفل ، تلك البشرة التي حين أنظر إليها ينتزع من وجهي الهم والحزن والتعب وتنتقل العدوى إلى وجهي ويتبدل الحزن بالفرح والتعب بالنشاط والهم بالسعادة 00
حبيبتي : ما عدتُ أطيق بُعدك عني ، فتلك الأيام التي أقضيها بمنأى عنكِ أضحت خطواتي في عثرات ونكبات في الغدات والروحات ، أصبحتُ في حالة يُرثى لها تارة ألمس صدري بيدي لأعلم أين مكان قلبي من بين أضلعي ، وتارة أخرى أتحسس عيناي إن كانت توجد في وجهي ، أنظري كيف أضحت حالتي ببُعدك عني لا أنا بحي فيرجى ولا ميت فيبكى 00!!
حبيبتي : قبل أن أختم كلامي سأقول لنفسي مثلما عودتها في كتاباتي سأحمل ذلك الزاد والدواء معي في رحلتي هذه حتى ألقاكِ وأهنأ بقربك وهو الأمل نعم الأمل ، فما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل ، وما أضيق العيش وأنتِ بعيدة عني ، ولولا أسمك الذي يحمل الأمل لغدوتُ الآن ألعب وأغدو في المصحات النفسية وبين المجانين هذا إن عشتُ ، وإن فارقت روحي الحياة ابحثي عني بين القبور ، وحيثُ تجدين ريحة حبُكِ تفوح اعلمي بأن ذلك هو قـبري 00 وإن قدّر لي في يوم العرض سأحمل اسمك بين يدايّ حتى تُبصرينني من بين المحشورين 00
الكاتب : ( عاشق الأمل) :).
ملاحظة : حقوق الطبع محفوظة لدى جريدة الوطن وكاتب الموضوع للعلم