نجاة هرابي – ش

لا تغيب الموسيقى عن تفاصيل حياة الأفراد اليومية، فالإنسان يصافحها في أشكال وأنماط عديدة في سياقات مختلفة وهي تكتسح أكثر من بعد "تثقيفي وترفيهي" واحتفاء بهذا الفن ولمزيد حفز الإبداع في هذا المجال، بادرت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية ببعث مهرجان دولي جديد للموسيقى أطلقت عليه تسمية "أيام قرطاج الموسيقية".

وسيعيش على وقعه أحباء هذا الفن في أواخر العام 2010 ومن المنتظر أن يمثل حدثا ثقافيا مهما باعتباره سيجمع شمل موسيقيين من مختلف أنحاء العالم وذلك انطلاقا من 18 إلى 25 ديسمبر بتونس العاصمة.

تأتي هذه الدورة للتعريف بمختلف الإنتاجات التونسية في مجال التلحين والعزف والأداء... هذا وسيتم خلال هذه الدورة استضافة مجموعة من مشاهير الأسماء من مطربين وملحنين في مجال الموسيقى من أمريكا واليونان وكندا وتركيا...مع تقديم مجموعة من العروض الموسيقية المغاربية والعربية.

وقد أفاد مدير هذه التظاهرة كمال الفرجاني في ندوة صحفية عقدها بالمناسبة بمركز الصحافة الدولية أن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث تعمل على أن يكون المهرجان الموسيقي مجالا للتعريف بمختلف الأنماط الموسيقية التونسية التراثية والحديثة و مناسبة للانفتاح على مختلف الأنماط الموسيقية العالمية الأخرى.

وتم بالإضافة إلى ذلك برمجة ندوة علمية ذات بعد دولي من المنتظر أن تلتئم بحضور أساتذة جامعيين ومجموعة من المختصين في العلوم الموسيقية من شتى الأقطار.

هذا فضلا عن تنظيم معرض بالتعاون مع المكتبة الوطنية يهتم بعرض أهم المصادر والمراجع والمخطوطات المتعلقة بالموسيقى وذلك بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الأخرى المختصة في المجال الموسيقي على غرار مكتبة البارون ديرلانجي والمعهد الرشيدي...

ولعل البادرة الفريدة من نوعها والتي تحرص إدارة التنظيم على القيام بها هي إقامة تربصات لفائدة الموسيقيين الشبان سيؤمنها مختصين من أحد الدول الأوروبية وسيقدم في ذات السياق أساتذة وعازفي آلة عود بالعالم العربي والإسلامي دروسا نموذجية في مستوى عالٍ، وتجري الاستعدادات حثيثة في مختلف استوديوهات التسجيل حيث يقوم عدد مهم من الموسيقيين بإعداد مشاريعهم التي سيقدمونها بعنوان المشاركة في مختلف مسابقات الأيام والتي ستشمل مسابقتي الأغاني والمعزوفات وهما مسابقتان مفتوحتان للمشاركين من مختلف البلدان المغاربية من شعراء وملحنين ومطربين وموزعين ومسابقة ثالثة وقع تخصيصها إلى العزف المنفرد على آلة العود وهي المسابقة الوحيدة المفتوحة على الصعيد العربي للعازفين على الآلة المذكورة.

وقد خصصت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث جوائز مالية للفائزين في المسابقات المذكورة مثل جائزة "التانيت الذهبي" الكبرى والتي تقدر بـ 25 ألف دولار.

هذا وبالإضافة إلى المسابقات سيتم منح مبالغ مالية صافية لفائدة الفنانين التونسيين المرشحة أعمالهم لنهائيات مسابقات أيام قرطاج الموسيقية اعتبارا لبلوغ أعمالهم هذه المرحلة المتقدمة من المسابقات من ناحية ولتغطية مصاريف الخاصة بالتمارين وتقديم الأعمال وحدد يوم 2 أكتوبر آخر أجل لقبول الترشحات.