يالثأرات عائشة 8

    • يالثأرات عائشة 8

      أحبتي في الله وإن كنا عشنا في الليلتين السابقتين حياة السعادة والفرح والسرور التي كانت تعيشها عائشة رضي الله عنها في كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكماعشنا في ذلك البيت السعيد ساعات وساعات كماعاشت هي فيه أشهروسنوات فلا بد لنا الليلة أن نعيش معها المصاب الجلل والحدث الأعظم والخطب الأجسم إنها لحظات احتضارالحبيب صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي أنها لحظات الوداع وافتراق الأحباب لقد اختارها من بين أزواجه كي يقضي معهااللحظات الأخيرة من حياته .أي حب هذا ؟وأي منزلة عظيمة نالتها هذه المرأة عند أفضل إنسان وأفضل زوج وافضل أب وأفضل مربي ظهر على وجه التاريخ؟ ..
      عاشت مع النبي صلى الله عليه وسلم عيشة هنيئة حتى مرض فكان في مرضه كلما انتقل من بيت إلى بيت من بيوت زوجاته يقول :أين أنا غدًا ؟؟
      يسأل عن بيت عائشة لحبه لها _ صلى الله عليه وسلم _
      فعرفوا أنه يريد عائشة , فاتفقت الزوجات على أن يمرض النبي صلى الله عليه وسلم ببيت عائشة ,
      فبقى آخر أيام حياته في بيتها .
      بل إنها تتحدث عن كرامة الله لها :أن تُوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سَحرها و نَحرها .
      و هي مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرها و نحرها ,
      توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم و جمع الله بين ريقها و ريقه في آخر حياته ,
      و كان ذلك أن دخل احد الصحابة وهو عبد الرحمن بن أبي بكر أخوعائشة رضي الله عنهما و في يده سواك ,
      و كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه السواك , فنظر إليه .. فعرف الصحابي ,
      فأعطاه للنبي صلى الله عليه وسلم , فلما قربه إلى فمه فوجده يابس ,
      فقالت عائشة : فقلت يا رسول الله ألينه لك ؟
      فأشار برأسه ( أي نعم ) .
      فجمع الله بين ريقها و بين ريق النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته ,
      لينته له و استاك .ثم ارتاح على صدرها و جعل يقول :

      بل الرفيق الأعلى .. بل الرفيق الأعلى .

      حتى لحق بربه في بيتها و على صدرها .

      انها لحظات صعبة على كل فتاة في مقتبل العمر أن يحتضر حبيبها على صدرهاويلفظ أنفاسه الأخيرة على نحرها وتعيش معه لحظات الوداع تكاد تخرج روحها مع روحه تتفطر من الحزن والم الفراق وأي فراق ؟ إنه فراق الحبيب صلى الله عليه وسلم.