الموت وما بعده حلقات 123

    • الموت وما بعده حلقات 123

      بسم الله الرحمن الرحيم كفى بالموت واعظا


      أخواني أعضاء السبلة سأحاول أن أقدم بعض الخطوات التي يمر بها الانسان

      منذ موته إلى حياة البزخ

      أولها تعريفا عن الموت وما هو وفزعاته وسكراتهالموت هو الخطب الأفزع و الأمر الأشنع الذي يُلين قسوة القلوب المتحجرة.. فالأنسان يهرول وراء الدنيا... ثم يفيق على جرس الموت ليدخل بعد موته بدقائق إلى عالم الآخرة، فالموت يقرع الأبواب و لا يهاب حجاباً و لا يقبل بديلا ً ولا يأخذ كفيلا ً ولا يرحم صغيراً و لا يوُقِر كبيراً.



      وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يارسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام؟ قال: كانت عِبراً كلها .. عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح. عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك. عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصَبُ، عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بأن الحساب غداً ثم لا يعمل.



      تذكر الموت دائما و بأستمرار، فتفكر يامغرور في الموت و سكراته و صعوبة كأسه ومرارته . فهل تفكرت يأبن أدم في يوم مصرعك و انتقالك من دنياك من سعة إلى ضيق و خانك الصاحب و الرفيق، و هجرك الأخ و الصديق، وأخذت من فراشك و غطائك إلى أن غطوك بلحاف من تراب؟



      فيا جامع المال و المجتهد في البنيان ليس لك من المال إلا الأكفان، بل هي و الله للخراب و ذهاب جسمك للتراب. فأين الذي جمعته من مال؟! أنظر لمن ملك الدنيا بأجمعها. فهل راح منها بغير القطن و الكفن؟



      وعن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله÷ : (( أربعة من الشقاء: جمود العين و قسوة القلب و طول الأمل و الحرص على الدنيا )).



      إن المتأمل في أمر الموت و الاستعداد له في كل لحظة سوف تغدو الدنيا أمامه بلا قيمة و يزهد فيها.



      وروى عن أنس قال قال رسول الله ÷ : (( أكثروا من ذكر الموت فإنه يُمحِص الذنوب و يُزهٌِد في الدنيا )).

      قال ÷ (( كفى بالموت واعظاً، كفى بالموت مفُرِقٌاً )).



      وقيل له: يارسول الله ، هل يحشر مع الشهداء أحد...؟ قال ÷ : (( نعم من يذكر الموت في اليوم و الليلة عشرين مرة )).



      أتعظ أخي المسلم قبل فوات الأوان فالموت موقف رهيب يحتاج إلى كثير من التأمل و الإعتبار..أنه إنسان مسجى لا حركة و لا همس ..، ومنذ لحظات كان يدك الأرض دكاً. و يرفع صوته و يسعى في حياته غير خائف لا يعلم أن الموت ينتظره وأن ملك الموت وُكٌل به، وأنه صباحاً في الدنيا – على وجه الأرض – ومساءً في بطن الأرض حيث القبر و ظلمته.



      ماذا تعرف عن ملك الموت؟



      ملك و كله الله بقبض الأرواح. و يقُال: إنه الوحيد الذي نجح في إحضار قطعة الطين التي خلق الله منها آدم. من أجل ذلك أوكل الله إليه مهمة قبض الأرواح .. فقال: يارب إن البشر سيكرهونني و يلعنونني .. فقال الله عز و جل : ﴿ وعزتي و جلالي لأجعلن لكل منهم سبباً يموت به ينسيهم ذكر أسمك ﴾ .. وبالفعل فنحن في حياتنا تتعدد الأسباب و الموت واحد.. فنقول: فلان مات بكذا و كذا ( من الأمراض و الحوادث ).



      ماذا تعرف عن صورة ملك الموت و كيف يأتي الأنسان؟



      روى عن عكرمة أنه قال: رأيت من صحف شيث أن آدم عليه السلام قال: يارب أرني ملك الموت حتى أنظر اليه، فأوحى الله تعالى : إن له صفات لا تقدر على النظر إليها و سأنزله عليك في الصورة التي يأتي فيها الأنبياء و المصطفين؛ فأنزل الله عليه جبريل وميكائيل، وأتاه ملك الموت في صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعة الاف جناح، منها جناح جاوز السماوات و الأرض، وجناح جاوز الأرضين ، و جناح جاوز أقصى المشرق، وجناح جاوز أقصى المغرب. وإذا بين يديه الأرض بما أشتملت عليه من الجبال و السهول و الفياض و الجن و الإنس و الدواب، و ما أحاط بها من البحار، و ما علاها من الأجواء في ثغرة نحره كالخردلة في فلاة الأرض، و إذا له عيون لا يفتحها إلا في مواضع فتحها، و أجنحة لا ينشرها إلا في مواضع نشرها، وأجنحة للبشرى ينشرها للمصطفين، و أجنحة للكفار فيها سفافيد و كلاليب و مقاريض .. فصعق آدم صعقة لبث فيها الى مثل تلك الساعة من اليوم السابع ثم أفاق.



      وروى عن أبن عباس – رضي الله عنه – أن إبراهيم خليل الرحمن سأل ملك الموت أن يريه كيف يقبض روح المؤمن فقال له: اصرف وجهك عني فصرف، ثم نظر فرآه في صورة شاب حسن الصورة حسن الثياب طيب الرائحة حسن البشر فقال له: والله لو لم يلق المؤمن من السرور من شيئاً سوى وجهك كفاه ثم قال له: أصرف وجهك عني فصرف وجهه عنه، ثم نظر اليه فإذا صورة إنسان أسود رجلاه في الأرض و رأسه في السماء كأقبح ما أنت راءِ من الصور تحت كل شعرة من جسده لهيب نار فقال له: والله لو لم يلق الكافر سوى نظرة إلى شخصك لكفاه!


      وللحديث بقية إن شاء اللـــــــــــــــــــه
    • بسم الله الرحمن الرحيمسكرات الموت وشدته



      نظرالأهمية لحظة الموت فى المراحل الانتقالية للإنسان من حال إلى حال ؛ فقد أولاها القرآن عناية ملموسة فى كثير من آياته . وقد جاءت أربع آيات بينات تصف لحظة الموت ؛

      حيث قال تعالى : ﴿ فلولا إذا بلغت الحلقوم ﴾ ( الواقعة : 83)

      وقال :﴿ كلا إذا بلغت التراقى ﴾ ( القيامة : 26 )

      وقال : ﴿ ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم ﴾ ( الأنعام :93 )

      وقال سبحانه : ﴿ وجاءت سكرت الموت بالحق ﴾ (ق :19 )



      وقد جاءت الأحاديث النبوية كذلك موضحة للحظة الموت وسكراته ومدى شدته ؛حيث قال النبي ÷ ) ( معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة )) ( رواه أبو نعيم عن عطاء بن يسار ، فى الحلية مجلد 8 ص 201 )



      وتروى لنا عائشة رضى الله عنها انطباعاتها عند موت الرسول ÷ ، فتقول : (( مات النبى ÷ وإنه لبين حاقنتى (الجزء من الجسم المطمئن بين الترقوة و الحلق) وذاقنتى ( نقرة الذقن ) ، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي ÷ ))

      ( رواه البخارى فى صحيحه فى كتاب المغازى باب مرض النبى ÷ ووفاته 83 )



      وقالت عائشة أيضا : (( إن رسول الله كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه فى الماء فيمسح بها وجهه ويقول : (( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ))

      ثم نصب يده فجعل يقول : (( فى الرفيق الأعلى )) حتى قبض ومالت يده ))

      ( رواه البخارى أيضا فى صحيحه فى كتاب الرقاق باب سكرات الموت 42 )



      فانظر أخى المؤمن كيف كانت سكرات الموت شديدة على الحبيب المصطفى وهو النبى المرسل ؛ فكيف بالإنسان العادى ؟

      وما جرى على النبي محمد ÷ من شدائد الموت وسكراته ، وأيضا على غيره من الأنبياء والمرسلين ، فيه فائدة عظيمة ، هى أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت ، وأنه باطن ، وقد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ،ولا قلقا ، ويرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت ، ولا يعرف حقيقة الموقف الذى فيه الميت . فلما ذكر الأنبياء الصادقون فى خبرهم : شدة ألمه _ مع كرامتهم على الله وتهوينه على بعضهم ، قطع الخلق بشدة الموت الذى يعانيه ويقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه ، عدا الشهيد قتيل الكفار كما سنوضحه فيما بعد .

      وربما يتساءل البعض : كيف أن الأنبياء والرسل وهم أحباب الله ، يقاسون هذه الشدائد والسكرات ، مع أن الله قادر على أن يخفف عنهم ؟



      والجواب : إن أشد الناس بلاء فى الدنيا الأنبياء ، ثم الأمثل ، فالأمثل _ كما جاء فى الحديث الصحيح : (( فأراد الله أن يبتليهم تكميلا لفضائلهم لديه ، ورفعة لدرجاتهم عنده ، وليس ذلك فى حقهم نقصا ولا عذابا . بل هو كمال ورفعة ،مع رضاهم بجميل ما يجرى الله عليهم ، فأراد الله سبحانه أن يختم لهم بهذه الشدائد ، مع إمكان التخفيف والتهوين عليهم ، ليرفع منازلهم ، ويعظم أجورهم قبل موتهم ))



      فقد ابتلى الله إبراهيم بالنار، وموسى بالخوف، والأسفار، وعيسى بالصحار ، والقفار، ومحمد بالفقر فى الدنيا ومقاتلة الكفار؛ كل ذلك لرفعة فى أحوالهم، وكمال فى درجاتهم ، ولا يفهم من هذا أن الله شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة المخالفين فإن ذلك عقوبة لهم، ومؤاخذة على إجرامهم ؛ فلا وجه للشبه بين هذا وذاك .



      وكل المخلوقات يحدث لها عند الموت هذه السكرات ، لافرق بين علوى وأرضى، ولا جسمانى ولا روحانى .. فالجميع يشرب من ذلك الكأس جرعته ، ويغتص منه غصته، قال سبحانه : ﴿ كل نفس ذائقة الموت ﴾ (آل عمران :185 )


      وللحديث بقية إن شاء اللـــــــــــــه
    • بسم الله الرحمن الرحيم


      سكرات الموت وشدته



      نظرالأهمية لحظة الموت فى المراحل الانتقالية للإنسان من حال إلى حال ؛ فقد أولاها القرآن عناية ملموسة فى كثير من آياته . وقد جاءت أربع آيات بينات تصف لحظة الموت ؛

      حيث قال تعالى : ﴿ فلولا إذا بلغت الحلقوم ﴾ ( الواقعة : 83)

      وقال :﴿ كلا إذا بلغت التراقى ﴾ ( القيامة : 26 )

      وقال : ﴿ ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم ﴾ ( الأنعام :93 )

      وقال سبحانه : ﴿ وجاءت سكرت الموت بالحق ﴾ (ق :19 )



      وقد جاءت الأحاديث النبوية كذلك موضحة للحظة الموت وسكراته ومدى شدته ؛حيث قال النبي ÷ ) ( معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة )) ( رواه أبو نعيم عن عطاء بن يسار ، فى الحلية مجلد 8 ص 201 )



      وتروى لنا عائشة رضى الله عنها انطباعاتها عند موت الرسول ÷ ، فتقول : (( مات النبى ÷ وإنه لبين حاقنتى (الجزء من الجسم المطمئن بين الترقوة و الحلق) وذاقنتى ( نقرة الذقن ) ، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي ÷ ))

      ( رواه البخارى فى صحيحه فى كتاب المغازى باب مرض النبى ÷ ووفاته 83 )



      وقالت عائشة أيضا : (( إن رسول الله كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه فى الماء فيمسح بها وجهه ويقول : (( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ))

      ثم نصب يده فجعل يقول : (( فى الرفيق الأعلى )) حتى قبض ومالت يده ))

      ( رواه البخارى أيضا فى صحيحه فى كتاب الرقاق باب سكرات الموت 42 )



      فانظر أخى المؤمن كيف كانت سكرات الموت شديدة على الحبيب المصطفى وهو النبى المرسل ؛ فكيف بالإنسان العادى ؟

      وما جرى على النبي محمد ÷ من شدائد الموت وسكراته ، وأيضا على غيره من الأنبياء والمرسلين ، فيه فائدة عظيمة ، هى أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت ، وأنه باطن ، وقد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ،ولا قلقا ، ويرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت ، ولا يعرف حقيقة الموقف الذى فيه الميت . فلما ذكر الأنبياء الصادقون فى خبرهم : شدة ألمه _ مع كرامتهم على الله وتهوينه على بعضهم ، قطع الخلق بشدة الموت الذى يعانيه ويقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه ، عدا الشهيد قتيل الكفار كما سنوضحه فيما بعد .

      وربما يتساءل البعض : كيف أن الأنبياء والرسل وهم أحباب الله ، يقاسون هذه الشدائد والسكرات ، مع أن الله قادر على أن يخفف عنهم ؟



      والجواب : إن أشد الناس بلاء فى الدنيا الأنبياء ، ثم الأمثل ، فالأمثل _ كما جاء فى الحديث الصحيح : (( فأراد الله أن يبتليهم تكميلا لفضائلهم لديه ، ورفعة لدرجاتهم عنده ، وليس ذلك فى حقهم نقصا ولا عذابا . بل هو كمال ورفعة ،مع رضاهم بجميل ما يجرى الله عليهم ، فأراد الله سبحانه أن يختم لهم بهذه الشدائد ، مع إمكان التخفيف والتهوين عليهم ، ليرفع منازلهم ، ويعظم أجورهم قبل موتهم ))



      فقد ابتلى الله إبراهيم بالنار، وموسى بالخوف، والأسفار، وعيسى بالصحار ، والقفار، ومحمد بالفقر فى الدنيا ومقاتلة الكفار؛ كل ذلك لرفعة فى أحوالهم، وكمال فى درجاتهم ، ولا يفهم من هذا أن الله شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة المخالفين فإن ذلك عقوبة لهم، ومؤاخذة على إجرامهم ؛ فلا وجه للشبه بين هذا وذاك .



      وكل المخلوقات يحدث لها عند الموت هذه السكرات ، لافرق بين علوى وأرضى، ولا جسمانى ولا روحانى .. فالجميع يشرب من ذلك الكأس جرعته ، ويغتص منه غصته، قال سبحانه : ﴿ كل نفس ذائقة الموت ﴾ (آل عمران :185 )


      وللحديث بقية إن شاء اللـــــــــــــه