أربع شركات طلابية قامت بتسجيل منتجاتها كحقوق ملكية فكرية في وزارة التجارة والصناعة

متابعة ـ سليمان الخليلي

نظم برنامج إنجاز عمان وبالتعاون مع وزارة القوى العاملة ووزارة التربية والتعليم حفل مسابقة أفضل شركة طلابية والتي تنافس عليها 11 شركة طلابية، وقد حصلت الشركة الطلابية (أبجد هوّز) من محافظة مسقط كأفضل شركة طلابية، كما حصلت الشركة الطلابية (الجوهرة للإكسسوارات المنزلية) من منطقة جنوب الشرقية كأفضل منتج مبتكر، فيما حصلت الطالبة أفراح الغيثية كأفضل رئيس تنفيذي لشركة (الحياة أسهل) من شمال الباطنة.

وأشاد محمد المعمري المدير التنفيذي لبرنامج إنجاز عمان بمستوى الشركات الطلابية خلال العام الدراسي (2009/2010) حيث قال: امتازت الشركات الطلابية بالابتكار في منتجاتها بأفكار جديدة ومحاولات إبداعية في تطوير المنتجات مقارنة بالدورات السابقة، وهذا دليل على أن هدف برنامج انجاز عمان بدأ يتضح أمام الطلبة بشكل كبير، كما أن اللافت للنظر خلال هذا العام ولأول مرة هو مشاركة جميع المناطق التعليمية وذلك بمشاركة 11 شركة طلابية تمثل مختلف المناطق، حيث قمنا بتصفيات في المناطق وبالتالي فإن الأول من كل منطقة تعليمية شارك معنا في المسابقة، وخلال هذا العام قامت اربع شركات طلابية بتسجيل منتجاتها كحقوق ملكية فكرية في وزارة التجارة والصناعة.

وأضاف: إن الشركة الفائزة بمسابقة انجاز عمان لأفضل شركة طلابية لهذا العام سوف تشارك في مسابقة الرواد العرب لأفضل شركة طلابية على مستوى الوطن العربي والتي ستنظم في مراكش بالمغرب خلال الشهر المقبل. وأضاف قائلا: شاركت هذا العام 38 شركة طلابية تم تصفيتها، وتم اختيار 11 شركة من بينها للمشاركة في المسابقة، كما شارك حوالي 70 أخصائي توجيه مهني إلى جانب 35 متطوعا من القطاع الخاص، حيث شاركت 87 مدرسة وكذلك (4000) طالب وطالبة، وقد لمسنا إقبالاً جيداً من القطاع الخاص في دعم برنامج إنجاز عمان بعد فوز السلطنة بالمركز الأول خلال العام الفائت كأفضل شركة طلابية على مستوى الوطن العربي، كما أن شركة (آفاق المعرفة) قدمت 66 دورة لكل الطلبة المشاركين في المسابقة وهذا دليل على تعاون القطاع الخاص معنا.

وأشار المعمري إلى أنه خلال العام الدراسي الجاري (2010-2011) نستهدف تدريب (6000) طالب وطالبة، كما أننا نناقش مع القطاع الخاص امكانية تمويل ودعم المشاريع واستقطاب هذه الشركات الطلابية الناجحة من خلال دعمها وتشجيعها.

أفضل شركة طلابية

حصلت الشركة الطلابية (أبجد هوّز) من محافظة مسقط على أفضل شركة طلابية على مستوى السلطنة، وتشير حوراء بنت سمير اللواتية المديرة التنفيذية للشركة إلى الفوز قائلة: نحمد الله على نيلنا جائزة أفضل شركة طلابية، كما أشكر كل الفتيات في الشركة على جهدهن الكبير في الشركة، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على إقبال الفتيات على العمل الحقيقي في مجال التجارة، إن منتج شركتنا هو إنتاج كتب للأطفال بطابع محلي عماني بحيث وجدنا ندرة في السوق في الكتب المخصصة للأطفال والتي تحمل الطابع العماني المحلي، حيث إنها مخصصة للطفل العربي بشكل عام وإن أغلب الكتب مستوحاة من كتب غربية أو إنها منقولة عن كتب غربية، ولذلك جاءت لنا الفكرة بإنتاج هذه الكتب بلمسة عمانية، ولذلك وضعنا الأفكار وقمنا بتأليف القصص وكذلك وضع الرسومات، بجانب أننا قمنا بمخاطبة إحدى المطابع لرعايتنا على طباعة هذه الكتب حيث إن الطباعة مكلفة نوعا ما.

وتضيف: قمنا بعرض المنتج داخل المدرسة وخارجها، -والحمدلله- حصلنا على إشادات كبيرة من قبل المجتمع، فقمنا بالترويج للشركة، كما تم بيع الأسهم داخل المدرسة وقمنا بافتتاح رسمي للشركة حيث دعونا مديرات المدراس والحضانات لحضور الافتتاح وتعريفهم بالمنتجات، والشركة سوف تستمر بالإنتاج ونعتبر الفوز هو بداية الانطلاق نحو العمل الحقيقي لتطوير منتجاتنا وتوسيع عدد الزبائن.

فيما تحدثت بدرية بنت خميس السابقية اخصائية توجيه مهني ومشرفة لشركة (أبجد هوّز): بمجرد اختيار مدرستنا للمشاركة في برنامج انجاز عمان قمنا باختيار الطاقم المناسب والمستعد لتأسيس الشركة والعمل بها، ومنذ البداية لمسنا اندافع الفتيات والطموح والحماسة للعمل، في البداية قمنا باختيار عدد من الأنشطة التجارية، وقد قمنا بدراسة السوق ومعرفة رأي الزبائن، وجاءتنا فكرة إنتاج كتب للأطفال، حيث وجدنا أن السلطنة بحاجة لمثل هذه النوعية من الكتب الخاصة بالأطفال، -والحمدلله- وجدنا إقبالا جيدا على هذه المنتجات، وكلمة شكر تقال لأولياء الأمور حيث كان لهم الدور الكبير لتشجيع ومساندة الطالبات وهم على تواصل معنا ودعمهم اللامحدود، ومستقبلا -بإذن الله- سوف نواصل العمل في الشركة.

جائزة أفضل منتج مبتكر

حصلت الشركة الطلابية (الجوهرة للإكسسوارات المنزلية) من منطقة جنوب الشرقية على جائزة أفضل منتج مبتكر، وقالت ميساء بنت فايز العلوية المديرة التنفيذية للشركة: بكل تأكيد كل الفريق فرح لحصوله على أفضل منتج مبتكر، وبإذن الله لن تكون هذه النهاية بل البداية لمواصلة هذه الشركة لتعمل بشكل أوسع، بالرغم من أن العمل لم يكن سهلا وكوننا فتيات لكن -الحمدلله- العمل كان ممتعا ورائعا وخصوصا العمل ضمن فريق أحب هذا المجال.

وأضافت: منتجنا يهدف إلى استخدام المواد لصنع إكسسوارات منزلية مثل باقات الورود وحاملات أجهزة الحاسوب المحمول وغيرها من الاغراض بحيث نقوم باستخدام المواد الموجودة في البيئة المحلية ونستثمرها بحيث تناسب هذه الاكسسوارات مجتمعنا، وجاء اختيارنا لهذا المنتج بعد وضع أفكار كثيرة بمساعدة مشرفة التوجيه المهني وكذلك المتطوعة من القطاع الخاص، والحمدلله قمنا كفريق واحد بالعمل به، فكرتنا منذ البداية ان تكون الجودة مهمة في هذه المنتجات، كما في عملية صنع هذه المنتجات قمنا بالاستعانة بمركز التدريب المهني بصور حيث قام المركز بتوفير المواد المطلوبة لنا بجانب توفير حلقة تدريبية في هذا المجال.

=================================ـ

مقال وجهة نظر

القدرات المهنية

يقصد بمفهوم القدرات لغويا المقدرة على فعل عمل ما، أما اصطلاحا فيتجاوز هذا الفهم العام إلى فكرة مهنية تتبلور في إطار تنفيذ عمل ومهام بالقدر والكيفية والمستوى المهني الملائم للمعايير والاشتراطات المتعارف عليها علميا.وإذا أخذنا في الاعتبار أن الإنسان هو العنصر الأساسي في أية عملية إنتاجية أو خدمية بحسبان أن العناصر الأخرى مثل الأجهزة والمعدات والسياسات والبرامج كلها من ترتيب وتنظيم الإنسان، لذلك يتوجب دوما البحث عن مكامن القوة الفكرية واللياقة البدنية للفرد بهدف صقلها وتنميتها وصولا إلى الشخص المتعافي في بدنه وفكره الأمر الذي يؤهله إلى تلقي برامج التدريب المهنية لأن الصحة البدنية لا تشكل جانبا مؤثرا مهنيا بدون المهارة الذهنية والتي تحتاج بدورها إلى الصقل او التوجيه نحو تحقيق الأهداف المرسومة من خلال البرامج التدريبية.

لذلك فإن مكونات أية قدرة مهنية (إنسانية) تتمثل في محاور أهمها:

أولا: اللياقة البدنية، ثانيا: بيئة الأسرة والمجتمع، ثالثا: التعليم والمعرفة العامة، رابعا: القيم الدينية والسلوكيات الايجابية، خامسا: التدريب وتنمية المهارات.

وفي هذا الصعيد المتصل نجد أن صحة الإنسان وسلامته الذهنية أرضية مناسبة لزرع مفاهيم مثمرة لتربية النشء على القيم والعادات الطيبة منذ الطفولة والى المراحل الدراسية وهذه الأرضية تمهد إلى ايجاد فرصة طيبة لاستيعاب المناهج العلمية المتقدمة في الجامعات او الكليات المتخصصة واحسب أن هذه المعطيات تشكل المعرفة العلمية المشفوعة بالتربية والقيم الإنسانية والتي يتوجب وضعها في قالب التدريب المهني لتحويلها إلى مهارات تطبيقية يستفاد منها في شتى مجالات العمل والتشغيل لتكتمل الصورة بعناصرها النظرية والعقلية والتطبيقية ولو جاز لنا أن نأخذ نموذجا لهذه المفاهيم فإن مهنة الطب متعارف عليها كمهنة إنسانية تتسم بأخلاقيات عالية تحتاج إلى لياقة بدنية وفكرية وعلمية رفيعة تؤهل صاحبها للحصول على شهادة جامعية في هذا التخصص المهم ولكن لا تكفي الشهادة وحدها لمزاولة مهنة الطب بالمستوى المستهدف إذ لابد من اجتياز الفترة التدريبية التي تستغرق ما يزيد على العام تحت إشراف اخصائيين وبعدها يتم اعتماد الطبيب رسميا في المجلس الطبي لمزاولة المهنة عمليا.. وهذا المثال يبرهن ان التدريب أمر لا مناص منه لصقل المعارف العامة إلى مهارات تطبيقية وعملية (قدرات مهنية).

ويمكن القياس على هذا في كل المهن والأعمال والتخصصات الأخرى طالما أن المحرك هو الإنسان.. (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)..

علي العبيد

أخصائي تدريب

==================================