مسقط-زينب الأنصارية

نظمت وزارة الاقتصاد الوطني بالتعاون مع المعهد العربي للتدريب والبحوث الاحصائية حلقة عمل حول "إحصاءات الإعاقة" والتي بدأت صباح أمس وتستمر إلى غد الأربعاء في قاعة السندباد بفندق كراون بلازا رعى حفل الافتتاح وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية سعادة سعود بن سالم بن علي البلوشي بحضور وكيل الاقتصاد الوطني لشؤون التنمية سعادة الشيخ الفضل بن محمد بن احمد الحارثي وممثلة منظمة اليونيسيف في السلطنة د.ليلى جاد ومدير عام المعهد العربي للتدريب والبحوث الاحصائية فتحي نسور ومجموعة من المسؤولين في وزارات الاقتصاد الوطني والتربية والتعليم والتنمية الاجتماعية.

بدأ حفل افتتاح الحلقة بكلمة القائم بأعمال مدير عام الاحصاءات الاجتماعية بوزارة الاقتصاد الوطني د.خليفة بن عبد الله البرواني والتي قال فيها:

أرحب بكم جميعا في حلقة العمل الأولى حول (إحصاءات الإعاقة) والتي يتم عقدها في إطار حرصنا على تطوير العمل الإحصائي بالسلطنة وتوسيع دائرته، كما أنها تجسد مشاركتنا الفاعلة في تطوير العمل الدولي المعني بتطوير أساليب جمع البيانات حول فئة مهمة من فئات المجتمع ألا وهي المعوقين.

وأضاف البرواني: لقد أنشأت السلطنة أول قاعدة للبيانات حول المعوقين في العام 1993م حيث تم إجراء التعداد السكاني الأول، وتم تحديث هذه القاعدة العام 1995م من واقع بيانات مسح صحة الأسرة العمانية الذي قامت به وزارة الصحة، وفي العام 2003م استنادا إلى نتائج التعداد السكاني الثاني.

وقد قامت وزارة التنمية الاجتماعية مؤخرا بتبني نظام إصدار بطاقة معوق وذلك بهدف توفير بيانات إحصائية شاملة عن الأشخاص ذوي الإعاقة وأنواع الإعاقات في السلطنة وتقييم حاجات هذه الفئة كماً ونوعاً وفق انتشارها الجغرافي إضافة إلى عدد من الأهداف الأخرى. ولاشك أن التعداد السكاني القادم في ديسمبر 2010م سيسهم في تحديث قاعدة البيانات هذه بخاصة وأنه سيتم جمع بيانات حول المعوقين من خلال اسئلة مخصصة أوصت بها الأمم المتحدة. إن هذه الجهود ما هي إلا مدخلات لتوفير قاعدة بيانات شاملة وغنية تلبي احتياجات المخططين والباحثين وغيرهم، وهذا ما دعا وزارة الاقتصاد الوطني إلى المشاركة في الاجتماعات السنوية لمجموعة واشنطن لإحصاءات الإعاقة وهي إحدى المجموعات المؤقتة التابعة لـ (City Groups) والتي تم تشكيلها عام 2002م بالأمم المتحدة لتقوم بإعداد استمارة دولية موحدة لقياس الإعاقة يتم تضمينها في التعدادات والمسوح السكانية.

وختم كلمته قائلا: تكتسب حلقة العمل هذه أهميتها أيضا من كونها الخطوة الأولى للسلطنة في مشروع تجربة الاستمارة الموسعة التي طورتها وأعدتها مجموعة واشنطن لإحصاءات الإعاقة، حيث سيتم اختبار هذه الاستمارة ميدانيا عقب حلقة العمل مباشرة كأول دولة عربية يتم فيها هذا الاختبار. وقد شكل لهذا الغرض فريق عمل يضم ممثلين لوزارة الاقتصاد الوطني ووزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية.

بعد ذلك ألقى مدير عام المعهد العربي للتدريب والبحوث الاحصائية فتحي نسور كلمته قائلا: إن مشاركة المسؤولين في احتفال افتتاح فعاليات هذه الدورة التدريبية دليل واضح على مدى الوعي بأهمية الرقم الإحصائي وعلى مدى الحرص والرعاية والاهتمام بمنتجي الرقم وهم مديريات الإحصاءات بفرعيها الاجتماعية والاقتصادية، فشكراً لكما على تشريفكما بحضوركما هذا الحفل. ولاأريد في هذا المجال التحدث عن أهمية الدورة الحالية، فالمطلوب توفير معلومات عن حجم ظاهرة الإعاقة، وخصائصها وانتشارها ودرجات صعوبتها وطرق معالجتها وان تتوافر هذه البيانات في وقتها وبما يتفق مع التصانيف والمنهجيات المعيارية الدولية.

وأضاف قائلا: من المعروف أن المبرر الوحيد لوجود أي جهاز إحصائي هو جمع ونشر بيانات دقيقة وموثوقة وفي وقتها وبأقل التكاليف وبطريقة سهلة وصديقة للمستخدم وبخاصة لمتخذ القرارات وصانعي السياسات حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المختلفة للدولة.

واعترافاً بأهمية الأجهزة الإحصائية وبدورها المهم في توفير البيانات وفي قياس تقدم المجتمعات، فقد أقرت الأمم المتحدة ان يكون يوم 20/10/2010 يوما عالميا للإحصاء.

وعن معهد التدريب قال نسور: أنشئ المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية في العام 1976، وكان مقره الدائم في العاصمة العراقية بغداد حتى العام 2003، إلى أن نقل إلى عمّان ليمارس نشاطاته منها.

وتعود أهمية المعهد وبشكل رئيسي إلى الهدف منه وهو تعزيز القدرات للكوادر البشرية في الأجهزة الإحصائية في الدول العربية وتلبية احتياجاتها من التدريب المتخصص، كما يعمل المعهد وبالتعاون مع المختصين في هذه الأجهزة على تحسين مستوى جودة البيانات وزيادة الوعي الإحصائي، وتفعيل البحث العلمي ونحن نتطلع إلى أن يصبح المعهد معهداً متكاملاً متميزاً، عالي المستوى، كفئا، وذا إمكانية عالية في تقديم الخدمات التدريبية والاستشارية والتحليلية إلى كافة المؤسسات الإحصائية في العالم العربي.

ويعتمد المعهد في تنفيذ نشاطاته على مساهمات الدول العربية بالإضافة إلى الإيرادات الخارجية التي يعمل على استقطابها من خلال تفاعله مع الصناديق والمنظمات العربية والإقليمة والدولية، وتغطي نشاطاته كافة الدول العربية.وإن وجودي معكم في هذا اليوم كمدير عام للمعهد هو للتأكيد لكم بأننا على أتم الاستعداد والجاهزية للتعاون معكم ووضع كافة إمكانياتنا المشتركة في خدمة وتعزيز قدرات العاملين في مجال الإحصاء في الوطن العربي وأود أن أوضح هنا بأن الأخوة المسؤولين في السلطنة وكما هو ملاحظ قد تنبهوا إلى تعزيز القدرات الإحصائية وتأهيل العاملين في مجال الإحصاء، وخير دليل على ذلك هذه المبادرة المنفردة في عقد هذه الدورة المتخصصة والمهمة، ومن ثم تكرمهم بالموافقة على مشاركة المعهد في تنفيذها.

واستمرارا لهذه السنة الطيبة وفي هذا العام 2010، سيعقد المعهد في 1-2 من شهر ديسمبر في العاصمة السورية دمشق ندوة حول إحصاءات الإعاقة بمشاركة من المختصين في مجموعة واشنطن للإعاقة، وسيدعى للمشاركة فيها مختصون من كافة الأجهزة الإحصائية العربية ليقدموا تجارب بلدانهم بهذا الخصوص. واستنادا إلى نتائج الدورة الحالية والندوة المزمع عقدها سيصار وبالتعاون مع خبراء مجموعة واشنطن إلى عقد دورة تدريبية أخرى في بداية العام 2011، وسيستمر المعهد مشاركا ومتابعا لموضوع دراسات الإعاقة في البلدان العربية بمختلف فعالياتها: التصميم، وجمع البيانات والتحليل، وفي الحقيقة فإننا مدينون بهذا التعاون المثمر بين المعهد العربي ومديرية الإحصاءات الاجتماعية إلى الأستاذ صابر الحربي ود.خليفة البرواني في الحصول على الموافقات الحكومية اللازمة لهذا العمل المشترك، بالإضافة إلى التجاوب السريع من مسؤولي الأجهزة الإحصائية العربية في ترشيح المختصين في هذا المجال في غضون يومين ما يدل على اهتمامهم الواضح بإحصاءات الإعاقة والرفع من شأنها وتحسينها.

ولمعرفة مدى اهتمام منظمة اليونيسيف بهذا البرنامج التقينا بممثلة اليونيسيف في السلطنة د.ليلى جاد وعن رأيها ببرنامج الحلقة قالت: حضور اليونيسيف اليوم هو كشريك مع وزارة الاقتصاد الوطني وطبعا هذا البرنامج الرائع يتم بالتعاون مع المعهد العربي للتدريب والبحوث الاحصائية ومن خلال هذا البرنامج نشترك بعدة جوانب تخص المعوقين ونأمل بأن نخرج بحصيلة جيدة من الفائدة للانطلاق في هذا البرنامج عمليا.

وأضافت د.ليلى جاد: تعد وزارة الاقتصاد الوطني ضمن الوزارات الرائدة وهذه المبادرات التي تقوم بها تعد من الأولى على صعيد العالم العربي وقد شاركت اليونيسيف في إعداد دورة دراسية شاملة حول الإعاقة في السلطنة وأهمها كان توفير معلومات صحيحة عن المعوقين.

وعن أهداف الحلقة التقينا مديرة المكتب الفني للجنة الوطنية للسكان بوزارة الاقتصاد الوطني سوسن بنت داوود بن محمود اللواتية والتي قالت: الخبراء المشاركون في الحلقة هم من مجموعة واشنطن لإحصاءات الإعاقة وقد تم تشكيل هذه المجموعة من قبل منظمة الأمم المتحدة في العام 2002 لتطوير استبانات وأدوات لرصد الإعاقة وأنا عضو في هذه المجموعة وأمثل بلدي فيها.

وأضافت اللواتية قائلة: طبعا من خلال ما سيقدم لنا في هذه الحلقة وعمل الاستبيان اللازم سننطلق خلال عشرة أيام للتطبيق العملي من خلال نزولنا إلى الشارع وتعرفنا على وضع المعوقين في السلطنة وبالنسبة لتوقعاتي أنا شخصيا أجد أن الاستبيان سيكون فيه بعض الاختلاف وهذا يرجع إلى طبيعة المجتمعين، فالمجتمع الغربي يختلف عن المجتمع العربي لكن سنتعلم كيفية تطوير نوعية الإحصاءات وسيتم بعد ذلك عرض ما وصلنا إليه من خلال المسح الذي سنقوم به على المجموعة ومن ثم سيتم دراسته وهذا سيأخذ وقتا إلى ان يتم وضع الاستبيان الصحيح لكن جميل أننا بدأنا الخطوة الأولى نحو النجاح.كما التقينا بإحدى المسؤولات بوزارة التنمية الاجتماعية وهي أخصائية أولى بدائرة الرعاية الخاصة بالمديرية العامة للرعاية الاجتماعية ازدهار بنت محمد السليمانية وعن مشاركتها قالت: لا يخفى على أحد أن وزارة التنمية الاجتماعية تهتم بجميع فئات المجتمع ومنها فئة المعوقين وتعمل على الاهتمام بهم وصقل مواهبهم من خلال ما تقدمه من أنشطة وفعاليات وأنا شخصيا أرى أن مثل هذه الحلقات فيها كل الفائدة لي في مجال عملي وتخصصي فمن خلال المعلومات القيمة والتي سنتعلمها سيكون هناك خروج ميداني واحتكاك بهذه الفئة للتعرف أكثر على وضعهم وبالتالي نعمل على تحسينه.

أخيرا التقينا بعضوة إحصاء في قسم المؤشرات بدائرة الإحصاء والمؤشرات بوزارة التربية والتعليم مها بنت موسى النجار وعن مشاركتها في الحلقة قالت: لقد تلقت الوزارة دعوة من قبل وزارة الاقتصاد الوطني للمشاركة في هذه الحلقة وتطبيق هذا النظام والتدريب على البرنامج المتبع وكيفية تطبيقه وقد تم ترشيحي للمشاركة وشخصيا أجد أن الفائدة تكمن في النزول للميدان والتطبيق العملي الذي سنقوم به وبما أننا على أعتاب العيد الوطني الأربعين المجيد فإننا نعمل جاهدين ليكون وضعهم أفضل.

وأضافت مها قائلة: من خلال دراستي التي تخرجت منها لم تسنح لي الفرصة لأداء مسح اجتماعي وهذا هو المسح الأول الذي أقوم به لأن كل المسوحات التي قمت بها سابقا كانت مسوحات طبية وهذه فرصة رائعة لي لأتعلم بشكل عملي كيفية تطبيق هذا المسح.