مسقط-نبيلة الدشيشة

رغم إشادة الطلبة بتجربة "إنجاز عمان" مؤخرا في حفل توزيع جوائز مسابقة أفضل شركة طلابية والتي تنافس عليها 11 شركة طلابية والتي جعلتهم مدركين بماهية العمل الحر وعالم ريادة الأعمال واكتساب المهارات وتنمية مواهبهم وقدراتهم على تأسيس شركة والتعامل مع الأرقام والقدرة على ضبط وتحديد الميزانية إلا أن المدير التنفيذي لبرنامج "إنجاز عمان" الشيخ شبيب بن محمد بن مرهون المعمري يرى أن البرنامج طموح إلى نتائج أخرى لمخططات جديدة ستعزز دوره الهادف إلى غرس ثقافة العمل الحر والمبادرات الفردية لدى الطلاب وتفجير طاقاتهم في ميادين الإدارة والاتصال الناجحة والتركيز على المهارات المالية والمبادرات الريادية من خلال عدد من الدورات التي يقوم "إنجاز عمان" بتنفيذها في المدارس مستهدفاً بذلك الجيل القادم لتوجه مهني جديد يوجد له مستقبلا ناجحا.

ويكشف المعمري في حواره عن المخططات الجديدة بقوله: نحن حاليا في طور تشكيل مجلس إدارة جديد يحمل خططا واستراتيجية جديدة تضع نصب تفكيرها ماهي المهارات الحالية التي يتطلبها سوق العمل في ظل التنافس القوي بين الشركات لذا فهناك كل يوم فكرة تجارية جديدة حتى أنها من الممكن أن تلغي فكرة أخرى قائمة بالسوق، لذلك تحرص المنظمة على استحداث برامجها كل ثلاث سنوات لتواكب التنافس بالقطاع الخاص. وقد كان مجلس الإدارة السابق مكونا من برنامج سند وكسيدنتل عمان وبنك HSBC والبنك العماني الوطني وكابلات عمان وشركة بوينج ومجموعة تاول وعمران ونخطط لتعميم البرنامج بجميع مناطق السلطنة واستقطاب شركات داعمة وتنفيذ البرنامج بالكليات والجامعات وتطوير برامج خاصة للسلطنة بالتعاون مع القطاع الخاص وتعزيز ثقافة العمل التجاري وإدارة المشاريع عند فئة الطلبة بهدف المشاركة في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال إيجاد كوادر عمانية مؤهلة.



كما أن هناك اهتماما من بنك محلي لتنظيم دورة تدريبية خاصة بأخلاقيات العمل وهو موضوع جديد بمفكرة "إنجاز عمان" سيتبنى الفكرة بالكامل هذا البنك وستنصب محاور الدورة حول أهمية القرار الصائب بعالم الأعمال وسبل اتخاذه بحيث يكسب القرار الجانبين الشركة والمستهلك في طياته، كما أننا حاليا نصمم برامج تخص الطلبة لأن أغلب البرامج الموجودة من المنظمة الأم.

"2010 إنجاز عمان بـ87 مدرسة"

وقال الشيخ شبيب المعمري: إن البرنامج بدأ في 26 فبراير 2006 من خلال ثلاث مدارس في محافظة مسقط وبمشاركة 218 طالبا، كما شاركت سابقا حوالي 14 مدرسة في البرنامج موزعة في مسقط وجنوب وشمال الباطنة وفي الداخلية ما يعكس النجاح والثقة التي يحققها البرنامج سنويا منفذين أيضا حملة إعلامية تستهدف القطاع الخاص والطلبة والحمدلله حصلنا خلال الفترة الماضية على دعم شركات كبيرة في مختلف القطاعات قامت بإرسال موظفيها للمشاركة في الحلقات التدريبية في مختلف المدارس مشيرا المعمري إلى أن عمل البرنامج يبدأ من العام الدراسي الجديد ويستهدف الطلبة من أعمار 14 عاما وحتى 21 عاما، ويؤكد أن البرنامج اليوم وصل إلى 87 مدرسة في العام 2010 أي بنهاية العام الأكاديمي.

" التطوع بالقطاع الخاص لأهداف طويلة الأمد"

ويركز على ثقافة التطوع بالقطاع الخاص قائلا: من الأشياء المهمة التي تشغل بال جديد برامجنا هي العمل الدؤوب على غرس ثقافة التطوع لتدريب طلبة المدارس من الشركات، والحقيقة التي لا ننكرها أن التجاوب ملموس وموجود، ويكفي أن أشيد به عبر خبير واحد من شركة تنمية نفط عمان لاستطاعته أن يدرب أكثر من 200 طالب، هذا بخبير واحد فكيف إذا ما تضافرت الجهود ليصير التطوع مدرجا بأولويات إدارة الشركات. ويضيف المعمري: المشكلة التي نواجهها كبرنامج غير ربحي هو عندما نعرض على موظف ذي خبرة بالقطاع الخاص التطوع لتدريب طلبة على برنامج معد من قبلنا فإنه يتردد قليلا، كيف سيخرج من عمله ويضيع وقته بدون أجر وهو في النهاية سيحاسب من قبل مديريه على جزئية وقته هذا في تقييمهم الوظيفي، إلا أنه في بعض الأحيان نجد موظفا يوافق على التطوع ويرفض مديره، فالأمر يحتاج منا لتركيز وإن كان لدينا عدد من الشركات المتجاوبة بتمويلها المالي والبشري، نحتاج إلى المزيد، وإلى تغيير مفاهيم العمل التطوعي فهذه النظرة ليست موجودة بالسلطنة فقط بل بدول أخرى مجاورة، فقط الشركات الدولية تولي تطوع موظيفها لخدمة المجتمع أهمية قصوى لأهداف اقتصادية بحته نتائجها طويلة الأمد، من هنا بدأنا بمناقشة إدارج تطوع الموظف ضمن تقييمه الوظيفي لدى بعض الشركات المحلية حيث نسعى لمحو نظرة الاستغراب هذه على مدى 10 أو 15 سنة من الآن. وعن المناطق التي لا يستطيع المتطوع الخبير أن يصل إليها قال: لقد قمنا بعمل حلقات تدريبية لعدد من الأخصائيين والخبراء بالقطاع الخاص أيضا على برامجنا التي ستقدم للطلبة وجاء دور الأخصائيين المهنيين إيجابيا حيث أوكلنا لهم مهمة تدريب الطلبة بالمناطق التعليمية التي يصعب فيها حضور خبير، ومع ذلك نحاول حاليا أن نستقطب متطوعين خبراء بورشة العمر ليعطينا فيها يوما كاملا من وقته أسبوعيا ليحاضر بالمناطق التعليمية البعيدة وهكذا نفعل دور الأخصائي المقيم والخبير المتجول وهذه الجهود طبعا بالتعاون مع المركز الوطني للتوجيه المهني، نحاول أن نصل إلى أكبر عدد ممكن من المدارس التعليمية حيث وصلنا العام الفائت فقط إلى أربعة آلاف مدرسة. ويؤكد بجزئية الخبراء المتطوعين أن المتطوع ما أن يبدأ بدخول الصف الدراسي ويلتقي بالطلبة ويعرف عن نفسه وتخصصه وخدمات شركته وتجربته الشخصية بالعمل الخاص ووضع العمل الخاص محليا وإقليميا ويشعر بتجاوب الطلبة وعمق إدراكهم، إلا ويجد المتعة بداخله كونه أفاد جيلا جديدا متشوقا للمهارات الجديدة التي يطرحها داخل الصف الدراسي والتي عادة ما تقسم مجموعات تمثل شركات فعلية.

عروض تجارية للشركات الطلابية "يدعو إنجاز عمان في برامجه الطلبة إلى الخروج من نطاق المدرسة والمجتمع المحلي إلى العالم لما لا؟، فكثير من الشركات الطلابية عالميا كتب لها النجاح والاعتراف بها كشركات فعالة، وبالسلطنة هناك شركة طلابية حققت أربعة آلاف ريال عماني كبداية، وأضاف: إننا لا نهدف إلى الربح المالي مثلما نهدف إلى كيف تدار العملية الإدارية للشركة، وهذه الشركة ذات الأرباح السابقة حصلت على دعوات للمشاركة بمعرض تجاري رسمي بالمملكة العربية السعودية وعروض لشراء حقوق ملكية منتجهم ما يشجعنا أكثر على انتقالنا من مرحلة التدريب والتثقيف وغرس المهارات إلى ربط الشركات بالقطاع الخاص بجهود الطلبة وهو لا يدخل بنطاق مهمات "إنجاز عمان" ولكنه شيء جميل نفتخر بالاشتراك فيه، ومن الأشياء المهمة في هذا الجانب التي مر بها البرنامج جائزة إنجاز العرب للعام 2008 والتي استضافتها السلطنة وكانت فرصة لإظهار برنامجنا بشكل أكبر في السلطنة والتعريف بالخطوات والإنجازات التي حققناها والاحتكاك وكسب الخبرات التي ستوصلنا إلى الانطلاق خارج الحدود المحلية. وختم حديثه: نحن ندرك أن العمل الحر ليس للجميع ولكن في "إنجاز عمان" يستطيع الطالب أن يعرف قدراته وآخر مستجدات سوق العمل من احتياجات ليحدد لنفسه مستقبلا بتوجه جديد يصنع فيه سنوات نجاح قد يضيعها في ثقافة انتظار الوظيفة.