يتفلت الحلم الأمريكي من أيدينا؟ أخبار الشبيبة

    • يتفلت الحلم الأمريكي من أيدينا؟ أخبار الشبيبة

      جريجوري رودريجوز

      جوهر شعورنا بالأمن والهوية كأمة يأتي دائما من الداخل. والأمر المدهش، ربما، أن هذا الشعور مستمد من تلك الفكرة الغامضة التي نسميها الحلم الأمريكي أكثر مما هو مستمد من التبجح بالديمقراطية أو بالحريات

      رغم كل الحديث هذه الأيام عن الحدود، التي يسهل اختراقها والتهديدات الوجودية للولايات المتحدة، فإن جوهر شعورنا بالأمن والهوية كأمة يأتي دائما من الداخل. والأمر المدهش، ربما، أن هذا الشعور مستمد من تلك الفكرة الغامضة التي نسميها الحلم الأمريكي أكثر مما هو مستمد من التبجح بالديمقراطية أو بالحريات.

      هذا الحلم هو الصمغ الذي يجمعنا كلنا معا. إنه ذلك الوعد الغامض بأن حظنا سيكون أفضل بمرور الوقت، وهو ما يمنحنا الصبر على تحمل أي إهانات نعانيها في الوقت الراهن. إنه ذلك الإيمان بأن أطفالنا ستكون لديهم فرصة في الحياة أفضل من فرصتنا نحن، وهو الذي يحفظ العناصر الكثيرة لهذا المجتمع المتنوع شديد التنافسية من أن يمزق بعضه بعضا. وأكثر من أي شيء آخر، هو الحلم الأسطوري الذي يدمج مئات الملايين من الأحلام الفردية المنفصلة بل والمتنافسة في مشروع جمعي قومي واحد.

      ولكن ماذا يحدث عندما يكف عدد أكثر مما ينبغي من الأمريكيين عن الإيمان بهذا الحلم؟ في الأسبوع الفائت، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة إيه بي سي نيوز أن اليوم نصفنا فقط يرون أن الحلم الأمريكي -والذي وصفه منظمو الاستطلاع بأنه "عندما تعمل بجد ستمضي قدما"- لا يزال صحيحا، بينما قالت نسبة 43 % إنه كان صحيحا في يوم من الأيام. وكون أن نسبة 4 % فقط من المستطلعين رأوا أنه لم يكن هناك مثل هذا الحلم مطلقا، فإن هذه شهادة لقوة الظاهرة. ومن غير المثير للدهشة أن المواقف تنوعت من مجموعة إلى مجموعة. فقد مال المستطلعون ذوو الدخول الأعلى إلى مواصلة الإيمان بالحلم أكثر من هؤلاء ذوي الدخول الأدنى. وبالمثل، كان خريجوا الجامعات أكثر إيمانا بهذا الحلم من الأقل تعليما. كما أن المصوتين المستقلين يؤمنون به أقل من كل من الديمقراطيين والجمهوريين، والأمريكيون الذين يعيشون في الغرب أكثر احتمالا بالإيمان به من هؤلاء الذين يعيشون في الشمال الشرقي. وربما ما يعكس المستويات المتنوعة من التوقعات - أو الشعور بالاستحقاق- فإن غير البيض يحتمل أن يؤمنوا بالحلم الأمريكي أكثر من البيض.

      ليس هذا هو أول استطلاع للرأي تفترض نتائجه أن "الغراء" الاجتماعي الذي يجمعنا معا قد بدأ يفقد قبضته. والأمر ذو المغزى هو أن العلامات قد بدأت في الظهور قبل الكساد العظيم. في العام 2006، وجد استطلاع للرأي أجرته محطة "سي إن إن" أن ما يزيد على نصف المستطلعين كانوا يرون أن الحلم الأمريكي لم يعد سهل المنال بالنسبة لمعظم الأمريكيين. وبالرجوع إلى العام 1995 المزدهر، وجد استطلاع للرأي أجرته مجلة "بزنس ويك" أن ثلثي الأمريكيين يعتقدون أن الحلم الأمريكي كان أصعب في تحقيقه في العقد السابق، وكان ثلاثة أرباعهم يعتقدون أن تحقيق الحلم سيكون أصعب في العقد التالي.

      إن حقيقة أن الإيمان بإمكانية تحقق الحلم كان يتفلت من بين أيدي الناس في الأوقات الجيدة تشير إلى أن توجهاتنا نحوه يشكلها أكثر من مجرد الواقع الاقتصادي الموضوعي.

      افترض كتّاب مثل وليام جريدر أن فكرة أن رفاهية الأسرة المادية ستتحسن فقط بمرور الوقت هي فكرة ببساطة غير مستدامة. وقد كتب جريج إيستربروك أنه في السنوات الأخيرة ذهب الحلم نفسه إلى مسافات بعيدة.

      بيد أن أحدث بيانات الحلم يبدو أنه يقودها في الأغلب بيانات موضوعية. فعلى مدى ما يقرب من ثلاثة عقود، ظل التفاوت الاقتصادي يتسع، وتفترض بعض الدراسات أنه بعيدا عن تجربة المهاجرين، فإن الولايات المتحدة ليست متحركة اقتصاديا -وهي قدرة الناس على صعود السلم في غضون العمر أو من جيل إلى الجيل الذي يليه- بنفس القدر الذي نظنه.

      ورغم أن مستوى معينا من تفاوت الدخل هو ضروري للمنافسة -بدونه سيكون هناك محفز قليل للسعي والكفاح- فإن التفاوت أكثر مما ينبغي لا يقلص من حجم الطبقة الوسطى فقط، وهي شيء يشبه الدفة الاجتماعية للأمة، بل إنه يتحدى فكرة أنفسنا نحن كأمة.

      ولكن في وجه كل ذلك، فإن مما يثلج الصدر أن أعلن أنه في معظم النواحي ما زالت التجربة الأمريكية حية وبصحة جيدة. نعم، هناك إجهاد يظهر - في سوء الأدب وفي العداء للمهاجرين وفي صيحات الاحتجاج من أولئك الذين لديهم شيء يكسبونه من الشقاق والخلاف. ولكن شيئا لم ينكسر، على الأقل انكسار لا يجدي معه الإصلاح.

      وفي كون غراء الحلم قائم عند نسبة 50 %، فهذا ليس شيئا مثيرا للابتهاج. ولو انخفض الرقم أكثر من ذلك، فإنه قد يمثل تهديدا عظيما بنفس قدر تهديد العدو الخارجي. وهو ما يجب أن يقودنا إلى الإيمان بأنه يجب علينا أن نستعيد جوهرنا الداخلي بدلا من القلق من التهديدات الخارجية.
      خدمة مكلاتشي


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions