* جاء الخطاب السامي -كما عودنا حفظه الله دائما- خطابا متوازنا، عني بتوازنات التجربة العمانية وثوابتها من بداية المسيرة إلى مرحلة النضج، يكلل كل ذلك رؤية جلالته الثاقبة.
د.سعيدة بنت خاطر الفارسية
عندما نحلل أي مادة أدبية تحليلا نقديا لا يكون الأمر هينا ولا سهلا، فالتحليل يحتاج لمعايشة ليست قصيرة مع النص أو مع الكتاب المراد دراسته وتحليله، والخطابة جنس من الأجناس الأدبية تدرس ضمن الدراسات الأدبية، ولها ما للنصوص الأدبية الأخرى من لغة راقية وأخيلة وصور بيانية وتوظيفات فنية للقرآن والأحاديث، وأحيانا لأبيات الشعر أو لقول مأثور، لكن أبرز ما يميز لغة الخطابة أن يقتضي المقال مراعاة الحال، فلكل مقام مقال كما جاء في الموروث.
قبل أن نذهب لصلالة للتشرف بمقابلة حضرة صاحب الجلالة سلطان البلاد في اجتماع مجلس عمان، وصلني أكثر من اتصال إعلامي تلفزيوني إذاعي وصحفي من أكثر من جهة وكلها تطلب طلبا واحدا وهو تحليل الخطاب الذي سيلقيه جلالة السلطان، لا أخفيكم الأمر فقد استغربتُ الطلب، فأنا لست محللة سياسية، ولم يسبق لي أن حللتُ أمرا سياسيا بشكل جدي وإعلامي، ولهذا كنت أعتذر بلطف، لكن الإلحاح من المتصل كان شديدا ويأتي الطلب مشفوعا برجاء: (رجاء دكتورة حتى لو دقيقتين من وقتك، نعرف مدى انشغالك) فلا أجد بدا من قول حاضر، وأنا التي لم أعتد أن أرفض رجاء لراجٍ، على الرغم أن القضية ليست في وقتي ولكن في كيفية تحليل خطاب سياسي مهم كخطاب السلطان، قلت في نفسي خليها على الله كل أمر وله حلال.
وألقى السلطان -حفظه الله- خطابه، ركزتُ جيدا معه فلم يصلني منه إلا مقدمة الخطاب حيث إشارة العودة إلى ظفار مكان وزمان انطلاقة النهضة العمانية المعاصرة، وخاتمة الخطاب المدبجة بالآية القرآنية الكريمة، طبعا وصلتني كلمات الخطاب لكن للصدق لم تصلني إشاراته بوضوح.
بعد أن أنهى جلالته خطابه، وتم الانصراف من القاعة تذكرت مطاردة الإعلام وضرورة تحليل الخطاب، وعندما خرجنا من قاعة الاجتماع سألت البعض عن انطباعاتهم فوجدت معظمهم مثلي. إذن الحمد لله لستُ وحدي في عدم الالتقاط السريع.. وقبل أن نتوجه للسيارات، رأيت بعض رجال الصحافة يأخذون نسخة من الخطاب المطبوع والمعد بعناية وأناقة مفرحة لعين الرائي، رجعتُ وأخذت نسخة منه..
بعد العودة للعاصمة مسقط أعدتُ قراءة الخطاب السامي للمرة الثانية فتبين لي أنه نص إبداعي، ونستطيع أن نحلله كغيره من النصوص، حينئذ عرفتُ لماذا لم يكن من السهل على المستمع أن يتلقى دلالات الخطاب من أول وهلة، تماما مثل القراءة الأولى للنص الإبداعي، والآن.. وبعد القراءة المتأنية للخطاب نستطيع أن نقف عند الإضاءات التالية:
* من الواضح جدا أن الخطاب هذه المرة كان موجزا مقتضبا قصيرا لكنه مكثف المضمون، وكان رامزا موحيا مشعا بدلالات متعددة ولم يكن مباشرا واضحا سافر المعنى وهذا ما جعله يدخل في نطاق النص الأدبي.
* لم يركز الخطاب هذه المرة على قضية ما كالمرأة أو الطفولة أو يتناول قطاعا ما، بل كان خطابا شاملا يستعرض المسيرة منذ البدء إلى ما وصلت إليه في العيد الأربعين، وهذه الشمولية اقتضت الرؤية الكلية للتجربة العمانية، وهي تجربة لو أنصفنا لافتة ومتميزة، كما اقتضتْ العودة لمكان البدء الذي انطلقتْ منه المسيرة ولزمان البدء إلى الوقت الراهن الأربعين عاما.
يقول صاحب الجلالة -حفظه الله- (إن للقائنا اليوم في مدينة صلالة، ونحن على مشارف الاحتفال بعيد النهضة الأربعين، دلالة رمزية لا تنكر، فمن محافظة ظفار انطلقت النهضة العمانية الحديثة.. وها نحن نحتفي في ربوعها الطيبة بالذكرى الأربعين لمسيرتها المباركة).
إن هذه النظرة العامة التي عادت بالزمان وبالمكان هي بمثابة توقف لمراجعة النفس ومراجعة التجربة وما حققته من نضج وما ينقص هذا النضج، أما لماذا التوقف الآن للمراجعة في الأربعين؟ لماذا لم يتم في العيد الثلاثين أو الخمسة والثلاثين أو الخمسين مع الدعاء بطول العمر لجلالته، حسب قراءتي أرى.. أن الأربعين هي سن النضج الإنساني والرشد نفسيا وجسديا وفكريا.. قال تعالى (حتى إذا بلغ أشده وبلغ الأربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه..).
ومن ثم كثر تضمين الحمد والشكر في معظم فقرات الخطاب وكثر تردد عبارات مثل (بتوفيق من الله، وإيمان مطلق بعون الله ورعايته، والحمد الله، بفضل الله عزَّ وجل، مواصلة المسيرة برعاية المولى عز وجل وتوفيقه وعونه).
ثم ذلك الختام البهي السخي في معانيه ودلالاته المفعم بروح الإيمان والتوكل والتوسل لمن لا تغفل عينه: (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، ربنا هبْ لنا من لدنكَ رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا).
إن هذه النفحات الخشوعية التي تضمنت الخطاب السامي لهي دليل على نضج الروح الإنساني والصفاء والتخلص من الوقوف عند الأمور المادية والاهتمام بالجوهر وتكملة المسيرة المستقبلية برؤية شفيفة والدعاء بأن يهيئ لنا الله من أمرنا رشدا في قادم المسيرة.
* اعتمد الخطاب على التوازنات بدقة محسوبة: * التوازن على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
* التوازن بين الأقوال والأفعال: أي الوعد/ القول، وبين العمل والمنجز/ الفعل: يقول جلالته (ومن ذلك الحين فقد أخذنا بالأسباب لتحقيق ما وعدنا به).
والأخذ بالأسباب هو العمل بعد التوكل على الله لا التواكل في تنفيذ الوعود وإنجاز العمل.
- التوازن بين الأصالة والمعاصرة.. يقول جلالته: (وكان كل ذلك ضمن توازن دقيق بين المحافظة على الجيد من موروثنا الذي نعتز به، ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر).
* التوازن بين الأزمنة: يقول (وذلك من خلال خطوات مدروسة متدرجة ثابتة تبني الحاضر وتمهد للمستقبل).
* التوازن في العلاقات: (التعاون مع سائر الدول على أساس من الاحترام المتبادل.. وعدم التدخل في شؤون الغير، وكذلك عدم القبول بتدخل ذلك الغير في شؤوننا).
* التوازن التنموي: بين الاهتمام بالبنية الأساسية أي التنمية المادية والتنمية البشرية والاهتمام بالإنسان (لقد كان اهتمامنا بالخطط التنموية لبناء مجتمع الرخاء والازدهار والعلم المعرفي كبيرا) هذه التنمية البشرية التي نتج عن نضجها الاهتمام بالنظام القانوني والقضائي يقول جلالته (إن نتاج التنمية التي شهدتها الحياة العمانية والمتغيرات.. قد اقتضت تطوير النظامين القانوني والقضائي وتحديثهما لمواكبة مستجدات العصر).
* التوازن بين الأجيال: فبعد شكره للجيل الذي أسهم في بلورة هذه النهضة، يقول جلالته (لم نقصد بالإشارة إلى ما سبق مجرد التذكير بالمنجزات التي تمت.. وإنما أردنا أن نؤكد أهمية المحافظة عليها وصونها وحمايتها لكي يتمكن الجيل القادم والأجيال التي تأتي من بعده من مواصلة المسيرة الخيرة).
* التوازن بين الذكر والأنثى: يقول بعد أن ذكر صعوبات بناء الدولة العصرية (لكن بتوفيق من جميع فئات المجتمع ذكورا وإناثا) ويقول مطالبا الجيل الجديد بالمحافظة على المنجزات (من أبناء وبنات عمان مواصلة المسيرة الخيرة).
* التوازن بين جهود الذات السامية وجهود أبناء الوطن: لم ينسب جلالته الفضل لنفسه فقط فالمجتمعات تبنى بجهود وتكاتف السواعد، يقول جلالته: (نتوجه بالتحية والتقدير إلى كل من أسهم في بناء صرح الدولة العصرية في عمان).
أما لماذا ركز السلطان على الجهات الأمنية؟
(ونخص بالذكر قواتنا المسلحة وجميع الأجهزة الإدارية والأمنية) فلعل ذلك وفقا لاحتياجات المرحلة في بداية النهضة حيث كانت البلاد خارجة من أجواء التناحر والعصبية بين القبائل العمانية والمذاهب والثورة المسلحة التي كانت تهدد عمان وأمنها، ومن ثم كان لا بد أن تكون القبضة الأمنية قوية تعيد التوازن والأمن والأمان لعمان حيث لا بناء ولا استقرار ولا رخاء بدونهما، وبفضل الله كما تحقق لعمان معظم ما كانت تصبو إليه من تطور تحقق لها الأمان حتى عرفت بكونها دولة الأمن والأمان.
هكذا جاء الخطاب السامي -كما عودنا حفظه الله دائما- خطابا متوازنا، عني بتوازنات التجربة العمانية وثوابتها من بداية المسيرة إلى مرحلة النضج، يكلل كل ذلك رؤية جلالته الثاقبة، كل سنة وأنتِ في رقي يا بلادي، وأنتم في صحة وعافية سلطاننا المعظم، وأنتم في أمن وسلام يا أهلنا جميعا أبناء هذه الأرض الطيبة.
د.سعيدة بنت خاطر الفارسية
عندما نحلل أي مادة أدبية تحليلا نقديا لا يكون الأمر هينا ولا سهلا، فالتحليل يحتاج لمعايشة ليست قصيرة مع النص أو مع الكتاب المراد دراسته وتحليله، والخطابة جنس من الأجناس الأدبية تدرس ضمن الدراسات الأدبية، ولها ما للنصوص الأدبية الأخرى من لغة راقية وأخيلة وصور بيانية وتوظيفات فنية للقرآن والأحاديث، وأحيانا لأبيات الشعر أو لقول مأثور، لكن أبرز ما يميز لغة الخطابة أن يقتضي المقال مراعاة الحال، فلكل مقام مقال كما جاء في الموروث.
قبل أن نذهب لصلالة للتشرف بمقابلة حضرة صاحب الجلالة سلطان البلاد في اجتماع مجلس عمان، وصلني أكثر من اتصال إعلامي تلفزيوني إذاعي وصحفي من أكثر من جهة وكلها تطلب طلبا واحدا وهو تحليل الخطاب الذي سيلقيه جلالة السلطان، لا أخفيكم الأمر فقد استغربتُ الطلب، فأنا لست محللة سياسية، ولم يسبق لي أن حللتُ أمرا سياسيا بشكل جدي وإعلامي، ولهذا كنت أعتذر بلطف، لكن الإلحاح من المتصل كان شديدا ويأتي الطلب مشفوعا برجاء: (رجاء دكتورة حتى لو دقيقتين من وقتك، نعرف مدى انشغالك) فلا أجد بدا من قول حاضر، وأنا التي لم أعتد أن أرفض رجاء لراجٍ، على الرغم أن القضية ليست في وقتي ولكن في كيفية تحليل خطاب سياسي مهم كخطاب السلطان، قلت في نفسي خليها على الله كل أمر وله حلال.
وألقى السلطان -حفظه الله- خطابه، ركزتُ جيدا معه فلم يصلني منه إلا مقدمة الخطاب حيث إشارة العودة إلى ظفار مكان وزمان انطلاقة النهضة العمانية المعاصرة، وخاتمة الخطاب المدبجة بالآية القرآنية الكريمة، طبعا وصلتني كلمات الخطاب لكن للصدق لم تصلني إشاراته بوضوح.
بعد أن أنهى جلالته خطابه، وتم الانصراف من القاعة تذكرت مطاردة الإعلام وضرورة تحليل الخطاب، وعندما خرجنا من قاعة الاجتماع سألت البعض عن انطباعاتهم فوجدت معظمهم مثلي. إذن الحمد لله لستُ وحدي في عدم الالتقاط السريع.. وقبل أن نتوجه للسيارات، رأيت بعض رجال الصحافة يأخذون نسخة من الخطاب المطبوع والمعد بعناية وأناقة مفرحة لعين الرائي، رجعتُ وأخذت نسخة منه..
بعد العودة للعاصمة مسقط أعدتُ قراءة الخطاب السامي للمرة الثانية فتبين لي أنه نص إبداعي، ونستطيع أن نحلله كغيره من النصوص، حينئذ عرفتُ لماذا لم يكن من السهل على المستمع أن يتلقى دلالات الخطاب من أول وهلة، تماما مثل القراءة الأولى للنص الإبداعي، والآن.. وبعد القراءة المتأنية للخطاب نستطيع أن نقف عند الإضاءات التالية:
* من الواضح جدا أن الخطاب هذه المرة كان موجزا مقتضبا قصيرا لكنه مكثف المضمون، وكان رامزا موحيا مشعا بدلالات متعددة ولم يكن مباشرا واضحا سافر المعنى وهذا ما جعله يدخل في نطاق النص الأدبي.
* لم يركز الخطاب هذه المرة على قضية ما كالمرأة أو الطفولة أو يتناول قطاعا ما، بل كان خطابا شاملا يستعرض المسيرة منذ البدء إلى ما وصلت إليه في العيد الأربعين، وهذه الشمولية اقتضت الرؤية الكلية للتجربة العمانية، وهي تجربة لو أنصفنا لافتة ومتميزة، كما اقتضتْ العودة لمكان البدء الذي انطلقتْ منه المسيرة ولزمان البدء إلى الوقت الراهن الأربعين عاما.
يقول صاحب الجلالة -حفظه الله- (إن للقائنا اليوم في مدينة صلالة، ونحن على مشارف الاحتفال بعيد النهضة الأربعين، دلالة رمزية لا تنكر، فمن محافظة ظفار انطلقت النهضة العمانية الحديثة.. وها نحن نحتفي في ربوعها الطيبة بالذكرى الأربعين لمسيرتها المباركة).
إن هذه النظرة العامة التي عادت بالزمان وبالمكان هي بمثابة توقف لمراجعة النفس ومراجعة التجربة وما حققته من نضج وما ينقص هذا النضج، أما لماذا التوقف الآن للمراجعة في الأربعين؟ لماذا لم يتم في العيد الثلاثين أو الخمسة والثلاثين أو الخمسين مع الدعاء بطول العمر لجلالته، حسب قراءتي أرى.. أن الأربعين هي سن النضج الإنساني والرشد نفسيا وجسديا وفكريا.. قال تعالى (حتى إذا بلغ أشده وبلغ الأربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه..).
ومن ثم كثر تضمين الحمد والشكر في معظم فقرات الخطاب وكثر تردد عبارات مثل (بتوفيق من الله، وإيمان مطلق بعون الله ورعايته، والحمد الله، بفضل الله عزَّ وجل، مواصلة المسيرة برعاية المولى عز وجل وتوفيقه وعونه).
ثم ذلك الختام البهي السخي في معانيه ودلالاته المفعم بروح الإيمان والتوكل والتوسل لمن لا تغفل عينه: (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، ربنا هبْ لنا من لدنكَ رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا).
إن هذه النفحات الخشوعية التي تضمنت الخطاب السامي لهي دليل على نضج الروح الإنساني والصفاء والتخلص من الوقوف عند الأمور المادية والاهتمام بالجوهر وتكملة المسيرة المستقبلية برؤية شفيفة والدعاء بأن يهيئ لنا الله من أمرنا رشدا في قادم المسيرة.
* اعتمد الخطاب على التوازنات بدقة محسوبة: * التوازن على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
* التوازن بين الأقوال والأفعال: أي الوعد/ القول، وبين العمل والمنجز/ الفعل: يقول جلالته (ومن ذلك الحين فقد أخذنا بالأسباب لتحقيق ما وعدنا به).
والأخذ بالأسباب هو العمل بعد التوكل على الله لا التواكل في تنفيذ الوعود وإنجاز العمل.
- التوازن بين الأصالة والمعاصرة.. يقول جلالته: (وكان كل ذلك ضمن توازن دقيق بين المحافظة على الجيد من موروثنا الذي نعتز به، ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر).
* التوازن بين الأزمنة: يقول (وذلك من خلال خطوات مدروسة متدرجة ثابتة تبني الحاضر وتمهد للمستقبل).
* التوازن في العلاقات: (التعاون مع سائر الدول على أساس من الاحترام المتبادل.. وعدم التدخل في شؤون الغير، وكذلك عدم القبول بتدخل ذلك الغير في شؤوننا).
* التوازن التنموي: بين الاهتمام بالبنية الأساسية أي التنمية المادية والتنمية البشرية والاهتمام بالإنسان (لقد كان اهتمامنا بالخطط التنموية لبناء مجتمع الرخاء والازدهار والعلم المعرفي كبيرا) هذه التنمية البشرية التي نتج عن نضجها الاهتمام بالنظام القانوني والقضائي يقول جلالته (إن نتاج التنمية التي شهدتها الحياة العمانية والمتغيرات.. قد اقتضت تطوير النظامين القانوني والقضائي وتحديثهما لمواكبة مستجدات العصر).
* التوازن بين الأجيال: فبعد شكره للجيل الذي أسهم في بلورة هذه النهضة، يقول جلالته (لم نقصد بالإشارة إلى ما سبق مجرد التذكير بالمنجزات التي تمت.. وإنما أردنا أن نؤكد أهمية المحافظة عليها وصونها وحمايتها لكي يتمكن الجيل القادم والأجيال التي تأتي من بعده من مواصلة المسيرة الخيرة).
* التوازن بين الذكر والأنثى: يقول بعد أن ذكر صعوبات بناء الدولة العصرية (لكن بتوفيق من جميع فئات المجتمع ذكورا وإناثا) ويقول مطالبا الجيل الجديد بالمحافظة على المنجزات (من أبناء وبنات عمان مواصلة المسيرة الخيرة).
* التوازن بين جهود الذات السامية وجهود أبناء الوطن: لم ينسب جلالته الفضل لنفسه فقط فالمجتمعات تبنى بجهود وتكاتف السواعد، يقول جلالته: (نتوجه بالتحية والتقدير إلى كل من أسهم في بناء صرح الدولة العصرية في عمان).
أما لماذا ركز السلطان على الجهات الأمنية؟
(ونخص بالذكر قواتنا المسلحة وجميع الأجهزة الإدارية والأمنية) فلعل ذلك وفقا لاحتياجات المرحلة في بداية النهضة حيث كانت البلاد خارجة من أجواء التناحر والعصبية بين القبائل العمانية والمذاهب والثورة المسلحة التي كانت تهدد عمان وأمنها، ومن ثم كان لا بد أن تكون القبضة الأمنية قوية تعيد التوازن والأمن والأمان لعمان حيث لا بناء ولا استقرار ولا رخاء بدونهما، وبفضل الله كما تحقق لعمان معظم ما كانت تصبو إليه من تطور تحقق لها الأمان حتى عرفت بكونها دولة الأمن والأمان.
هكذا جاء الخطاب السامي -كما عودنا حفظه الله دائما- خطابا متوازنا، عني بتوازنات التجربة العمانية وثوابتها من بداية المسيرة إلى مرحلة النضج، يكلل كل ذلك رؤية جلالته الثاقبة، كل سنة وأنتِ في رقي يا بلادي، وأنتم في صحة وعافية سلطاننا المعظم، وأنتم في أمن وسلام يا أهلنا جميعا أبناء هذه الأرض الطيبة.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions