* يمارس البنتاجون على لندن كل الضغط الذي يستطيعه للحفاظ على أعداد القوات البرية البريطانية مرتفعة، حيث إن هذه القوات تظل هي القوات الأجنبية الوحيدة التي يحتمل أن تذهب إلى ما يبدو أن إدارة أوباما قد صادقت عليه باعتباره "الحرب الطويلة".
وليام فاف
من بين كل مصادر الخيال الاستراتيجي والوهم السياسي اليوم، تقدم الأسلحة النووية بلا شك الإسهام الأعظم في النفاق والإنفاق الذي لا طائل من ورائه. وينطبق هذا القول بكل تأكيد على بريطانيا، التي تستعد لاتخاذ قرارات كبيرة حول الإنفاق العسكري هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن تتجنب بريطانيا قرارا حول أكبر إنفاق عسكري حديث لها بتأجيل استبدال برنامج ردعها النووي "ترايدنت" إلى ما بعد الانتخابات العامة المقبلة.
وهذا، إن كان الأمر كذلك، هو شيء معقول. إن القيمة الوحيدة لبرنامج ترايدنت لبريطانيا هي قيمة رمزية، حيث إنه من الناحية النظرية يثبت مكانتها كعضو نووي في مجلس الأمن الدولي له حق الفيتو. وصواريخ ترايدنت هي، كما كانت على مدى سنوات عديدة، تحت سيطرة البحرية الأمريكية. وقد كانت غير ضرورية لهجوم أمريكي نووي على بعض الخصوم، كما كان الحال أثناء الحرب الباردة. كما أن قيمتها لبريطانيا سياسية.
ومن هذه الناحية ليس هناك وجه مقارنة بين هذا البرنامج وبرنامج الردع النووي الفرنسي، الذي هو بالكامل صناعة فرنسية وتحت السيطرة الفرنسية الكاملة، ويمكن استخدامه ضد أي أحد يرغب الفرنسيون في مهاجمته -حتى الولايات المتحدة، على سبيل المثال- وكونه نظاما تحت سطح البحر فهو يوفر قدرة هجوم ثاني ردعية. وهو ليس عرضة للتدمير من قبل هجوم أول لعدو ما، ولكنه يستطيع الانتقام بعد ذلك -في عدد لا بأس به من مدن الأعداء- رغم أن الله وحده هو الذي يعلم ما الذي سيتبقى سواء من العدو أو من فرنسا بعد انتهاء ذلك؛ الأفضل عدم محاولة ذلك.
أما كيف تنفق بريطانيا أموالها العسكرية فهو أمر محل اهتمام أمريكي ُملحّ لأسباب غير نووية على الإطلاق. إن الأعداد الكبيرة من القوات البرية تعني إنفاقا أقل على سلاح الجو الملكي والبحرية الملكية، في المناخ الدولي الراهن من الفقر والتقشف الحكومي. ويمارس البنتاجون على لندن كل الضغط الذي يستطيعه للحفاظ على أعداد القوات البرية البريطانية مرتفعة، حيث إن هذه القوات تظل هي القوات الأجنبية الوحيدة التي يحتمل أن تذهب، حالة كونها تحت إمرة الأمريكيين، إلى ما يبدو أن إدارة أوباما قد صادقت عليه باعتباره "الحرب الطويلة" - "القتال الذي نحن فيه على مدى باقي حياتنا، وربما حياة أطفالنا"، بحسب بيان أطلقه مؤخرا الجنرال دافيد بيترايوس، الذي هو حاليا المسؤول عن إدارة هذه الحرب نيابة عن الرئيس أوباما. وتتطلع واشنطن إلى لندن لمواصلة إسهامها بالقوات (وهو الأمر الذي ليس مؤكدا تماما، حيث إن الشعب البريطاني يتشكك في هدف وآفاق نجاح هذه الحرب الطويلة).
وعلى الطرف الآخر من الطيف، هناك إيران حيث يسيطر سلاح نووي "غير موجود" على منطقة. يخبرنا المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون وخبراء مراكز الأبحاث والاستراتيجيون في الصحف أنه يجب الحيلولة دون حصول إيران على قدرة تصنيع سلاح نووي، حيث إن هذا من شأنه، على حد زعمهم، أن يضع إسرائيل والمنطقة بأكملها تحت رحمة "الملالي".
ولكن الحقيقة هي أن "الملالي" هم الذين تحت رحمة إسرائيل، التي تمتلك ما يمكن أن يكون، خارج "القوى العظمى" الحالية والحديثة، أضخم المخزونات النووية في العالم. (ما هي "القوة العظمى" النووية؟ إنها دولة تمتلك قوة ضربة نووية ثانية معقولة. ولن تكون إيران أبدا قوة عظمى بهذا المعيار، ولكن إسرائيل ظلت قوة عظمى بهذا المعيار على مدى وقت طويل).
وتخشى إسرائيل من حصول إيران على سلاح نووي بسبب الآثار السياسية والسيكولوجية المترتبة على موقف كل من البلدين في الشرق الأوسط. إن الحصول على سلاح نووي ليس من شأنه أن يشجع إيران على مهاجمة إسرائيل أو أي أحد آخر، ولكنه من شأنه أن يغير تغييرا عميقا المناخ السياسي الإقليمي في حال أن أصبحت إيران دولة نووية، حيث إن ذلك من شأنه أن يوقف أي أحد معاد لإيران.
وسوف تعاني الولايات المتحدة من أكبر ضربة لقوتها "غير الحركية" (كما يحلو للبنتاجون أن يصف الآن وسائل القوة التي لا تحدث "فرقعة!"). لقد استثمرت كثيرا جدا من قوتها غير الحركية في توضيح أن إيران يجب ألا تحوز سلاحا نوويا لدرجة أنها ستتعرض لإذلال كبير لو حدث ذلك، وربما تعاني أكثر من الإذلال بكثير، حيث إن إيران أيضا تمتلك رادعا مذهلا غير نووي ضد الهجوم العسكري سواء من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وهذه هي مقدرتها الانتقامية لإحداث دماء عسكري مرير للقوات الأمريكية في العراق والقوات البحرية في الخليج العربي والقواعد الأمريكية في الكويت وقطر وأماكن أخرى في الخليج. إن بوسعها أن تعطل الملاحة في الخليج وتغلق مضيق هرمز معطلة بذلك جزءا كبيرا من إمدادات النفط لأمريكا والغرب لوقت طويل من الزمن. وهذا هو السبب في أن البنتاجون كان حريصا هذا الحرص على منع إسرائيل من مهاجمة إيران. وستدفع الولايات المتحدة وحلفائها العرب التكلفة الأساسية في حالة قيامها بذلك. كما أن هذا الاحتمال يتضمن أيضا ابتزازا ضمنيا من إسرائيل للولايات المتحدة: "افعلوا ما نريده، وإلا سنستفز إيران لتقوم بهجوم مدمر على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة".
لقد كان بالإمكان أن تلقى المصالح الأمريكية خدمة أفضل، بعد الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، وذلك بالتغاضي عن جهود إيران الرامية إلى الحصول على "طاقة نووية سلمية"، وعن سعي صدام حسين لردع إيران. ولكن تحدي كليهما كان معناه مشكلة مزدوجة لواشنطن، وفي النهاية، ربما فشل مزدوج. إضافة إلى أن هناك أفغانستان.
وليام فاف
من بين كل مصادر الخيال الاستراتيجي والوهم السياسي اليوم، تقدم الأسلحة النووية بلا شك الإسهام الأعظم في النفاق والإنفاق الذي لا طائل من ورائه. وينطبق هذا القول بكل تأكيد على بريطانيا، التي تستعد لاتخاذ قرارات كبيرة حول الإنفاق العسكري هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن تتجنب بريطانيا قرارا حول أكبر إنفاق عسكري حديث لها بتأجيل استبدال برنامج ردعها النووي "ترايدنت" إلى ما بعد الانتخابات العامة المقبلة.
وهذا، إن كان الأمر كذلك، هو شيء معقول. إن القيمة الوحيدة لبرنامج ترايدنت لبريطانيا هي قيمة رمزية، حيث إنه من الناحية النظرية يثبت مكانتها كعضو نووي في مجلس الأمن الدولي له حق الفيتو. وصواريخ ترايدنت هي، كما كانت على مدى سنوات عديدة، تحت سيطرة البحرية الأمريكية. وقد كانت غير ضرورية لهجوم أمريكي نووي على بعض الخصوم، كما كان الحال أثناء الحرب الباردة. كما أن قيمتها لبريطانيا سياسية.
ومن هذه الناحية ليس هناك وجه مقارنة بين هذا البرنامج وبرنامج الردع النووي الفرنسي، الذي هو بالكامل صناعة فرنسية وتحت السيطرة الفرنسية الكاملة، ويمكن استخدامه ضد أي أحد يرغب الفرنسيون في مهاجمته -حتى الولايات المتحدة، على سبيل المثال- وكونه نظاما تحت سطح البحر فهو يوفر قدرة هجوم ثاني ردعية. وهو ليس عرضة للتدمير من قبل هجوم أول لعدو ما، ولكنه يستطيع الانتقام بعد ذلك -في عدد لا بأس به من مدن الأعداء- رغم أن الله وحده هو الذي يعلم ما الذي سيتبقى سواء من العدو أو من فرنسا بعد انتهاء ذلك؛ الأفضل عدم محاولة ذلك.
أما كيف تنفق بريطانيا أموالها العسكرية فهو أمر محل اهتمام أمريكي ُملحّ لأسباب غير نووية على الإطلاق. إن الأعداد الكبيرة من القوات البرية تعني إنفاقا أقل على سلاح الجو الملكي والبحرية الملكية، في المناخ الدولي الراهن من الفقر والتقشف الحكومي. ويمارس البنتاجون على لندن كل الضغط الذي يستطيعه للحفاظ على أعداد القوات البرية البريطانية مرتفعة، حيث إن هذه القوات تظل هي القوات الأجنبية الوحيدة التي يحتمل أن تذهب، حالة كونها تحت إمرة الأمريكيين، إلى ما يبدو أن إدارة أوباما قد صادقت عليه باعتباره "الحرب الطويلة" - "القتال الذي نحن فيه على مدى باقي حياتنا، وربما حياة أطفالنا"، بحسب بيان أطلقه مؤخرا الجنرال دافيد بيترايوس، الذي هو حاليا المسؤول عن إدارة هذه الحرب نيابة عن الرئيس أوباما. وتتطلع واشنطن إلى لندن لمواصلة إسهامها بالقوات (وهو الأمر الذي ليس مؤكدا تماما، حيث إن الشعب البريطاني يتشكك في هدف وآفاق نجاح هذه الحرب الطويلة).
وعلى الطرف الآخر من الطيف، هناك إيران حيث يسيطر سلاح نووي "غير موجود" على منطقة. يخبرنا المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون وخبراء مراكز الأبحاث والاستراتيجيون في الصحف أنه يجب الحيلولة دون حصول إيران على قدرة تصنيع سلاح نووي، حيث إن هذا من شأنه، على حد زعمهم، أن يضع إسرائيل والمنطقة بأكملها تحت رحمة "الملالي".
ولكن الحقيقة هي أن "الملالي" هم الذين تحت رحمة إسرائيل، التي تمتلك ما يمكن أن يكون، خارج "القوى العظمى" الحالية والحديثة، أضخم المخزونات النووية في العالم. (ما هي "القوة العظمى" النووية؟ إنها دولة تمتلك قوة ضربة نووية ثانية معقولة. ولن تكون إيران أبدا قوة عظمى بهذا المعيار، ولكن إسرائيل ظلت قوة عظمى بهذا المعيار على مدى وقت طويل).
وتخشى إسرائيل من حصول إيران على سلاح نووي بسبب الآثار السياسية والسيكولوجية المترتبة على موقف كل من البلدين في الشرق الأوسط. إن الحصول على سلاح نووي ليس من شأنه أن يشجع إيران على مهاجمة إسرائيل أو أي أحد آخر، ولكنه من شأنه أن يغير تغييرا عميقا المناخ السياسي الإقليمي في حال أن أصبحت إيران دولة نووية، حيث إن ذلك من شأنه أن يوقف أي أحد معاد لإيران.
وسوف تعاني الولايات المتحدة من أكبر ضربة لقوتها "غير الحركية" (كما يحلو للبنتاجون أن يصف الآن وسائل القوة التي لا تحدث "فرقعة!"). لقد استثمرت كثيرا جدا من قوتها غير الحركية في توضيح أن إيران يجب ألا تحوز سلاحا نوويا لدرجة أنها ستتعرض لإذلال كبير لو حدث ذلك، وربما تعاني أكثر من الإذلال بكثير، حيث إن إيران أيضا تمتلك رادعا مذهلا غير نووي ضد الهجوم العسكري سواء من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وهذه هي مقدرتها الانتقامية لإحداث دماء عسكري مرير للقوات الأمريكية في العراق والقوات البحرية في الخليج العربي والقواعد الأمريكية في الكويت وقطر وأماكن أخرى في الخليج. إن بوسعها أن تعطل الملاحة في الخليج وتغلق مضيق هرمز معطلة بذلك جزءا كبيرا من إمدادات النفط لأمريكا والغرب لوقت طويل من الزمن. وهذا هو السبب في أن البنتاجون كان حريصا هذا الحرص على منع إسرائيل من مهاجمة إيران. وستدفع الولايات المتحدة وحلفائها العرب التكلفة الأساسية في حالة قيامها بذلك. كما أن هذا الاحتمال يتضمن أيضا ابتزازا ضمنيا من إسرائيل للولايات المتحدة: "افعلوا ما نريده، وإلا سنستفز إيران لتقوم بهجوم مدمر على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة".
لقد كان بالإمكان أن تلقى المصالح الأمريكية خدمة أفضل، بعد الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، وذلك بالتغاضي عن جهود إيران الرامية إلى الحصول على "طاقة نووية سلمية"، وعن سعي صدام حسين لردع إيران. ولكن تحدي كليهما كان معناه مشكلة مزدوجة لواشنطن، وفي النهاية، ربما فشل مزدوج. إضافة إلى أن هناك أفغانستان.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions