في اداب المعبر الرؤيا
وفقني الله واياكم في طاعته ان الرؤيا لما كانت جزاء من سته واربعين جزء من النبوه لزم ان يكون المعبر عالما بكتاب الله تعالى حافظا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم خبير بلسان العرب واشتقاق الالفاظ عارفا بهيئات الناس ظابطا لاصول التعبير عفيف النفس طاهر الاخلاق صادق اللسان ليوفقه الله لما فيه الصواب ويهديه لمعرفه معارف اولى الالباب فان الرؤيا قد تعبر باختلاف احوال الازمنه والاوقات وتاره تعبر من كتاب الله وتاره تعبر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاره تعبر من المثل السائر وربما صرفت عن الراي الى نظيره او سميه وقد تاول الرؤيا مره من لفظ الاسم ومره من معناه ومره من ضده ومره من اشتقاقه ومره بالزياده ومره بالنقصان فاما التاويل من القران فكالبيض يعبر عنه بالنساء لقوله تعالى ( كانهن بيض مكنون ) وكالحجاره يعبر عنها بلقسوه لقوله تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجاره او اشد قسوه ) وكلحم الطري يعبر عنه بالغيبه لقوله تعالى (ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ) وكالمفاتيح فانه يعبر عنها بالكنوز لقوله تعالى ( واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبه اولى القوه ) فتزيد امواله لان الكنوز لا يتوصل اليها الا بلمفاتيح وكالسفينه يعبر عنها بالنجاه لقوله تعالى (فانجيناه واصحاب السفينه ) وقوله تعالى ( فانجيناه ومن معه في الفلك ) وكالملك يرى انه قد دخل دارا او بلده او محلة ولم يكن له عاده بالدخول اليها ويعبر عنها بحلول مصيبه او ذل يناله اهل ذالك الموضع لقوله تعالى ( ان الملوك اذا دخلو قريه افسدوها ) الى قوله ( اذله ) وكاللباس يعبر عنه بالنساء لقوله تعالى (هن لباس لكم وانتم لباس لهن ) واشباه ذلك كثيره واما التاويل من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فكالغراب يعبر عنه بالرجل القاسق لان رسول الله سماه فاسقا وكالفاره يعبر عنها بالمراه الفاسقه لقوله صلى الله عليه وسلم ( الفاره فاسقه ) وسماها ايضا فويسقه وكالضلع يعبر عنه بالمراه ايضا لان رسول الله قال ( المراه خلقت من ضلع اعوج ) واشباه ذالك مما لا يعد ،،،،،،،
واما من الامثال السائره فكالرجل يرى في يده طولا فانه يعبر عنه باصطناع المعروف لقولهم هاذا اطول منك يدا او باعا اي اكثر عطاء وكالحتطاب يعبر عنه بالنميمه لقولهم من مشى بين الناس بالنميمه فانه يحتطب وكالمرض يعبر عنه بالنفاق لقولهم لمن لايوفي وعده فلان يمرض في وعده وكالذي يرمي الناس باسهام والبندق والحجاره يعبر عنه بانه يذكرهم بسوء لقولهم رمي فلان فلانا وكالكبش يعبر عنه بالرجل العزيز في قومه المنيع فيهم واشباه ذالك كثير ممالا يعد ،،،،،،،،،
واما التاويل بظاهر الاسم فكرجل اسمه الفضل فيعبر عنه بالفضل وراشد يعبر عنه بالرشد وسالم يعبر عنه بالسلامه وشبه ذالك كثير واما التاويل بالمعنى فمثل النرجس والورد يعبر بهما لمن يسال عنهما او من ينسبان اليه يعبر عنهما بقله البقاء والياس بالضد لبقائه ونضارته واشباه ذالك كثير ،،،،،،،،،،
واما التاويل بالضد فمثل البكاء يعبر عنه بالفرح مالم تكن مهه رنه او صوت والفرح والضحك والرقص يعبر عنه ان حزن وهم وغم ومثل الرجلين يتقاتلان او يصطرعان فان المصروع هو الغالب ومتل الرجلين يراء انه يحتجم فانه يكتب عليه شرط فانه يحتجم ومثل الرجل يرى انه يدخل قبرا فانه يسجن او يراء انه يسجن في موضع مجهول الاهل والهيئه فانه يقبر اذا لم يكن يرى انه قد خرج من ذالك الموضع ومثل الجراد يعبر عنه انه جند والجند جراد ومن راى ان يده قطعت فاحتملها وبقيت معه فهو اخ او ولد يستفيده فان فارقته فهي مصيبه له اخ او ولد وفي المريض يرى ان ضجيج يخرج من بيته ولا يتكلم فانه يموت وان تكلم فانه يبراء وفي المقامات انها نساء غير عفيفات مالم تختلف الوانها وان كانت بيضاء وسوداء فهيه الايام والليالي ومثل ذالك كثير ،،،،،
واما اختلاف الاوقات فمثل الرجل يرى انه راكب فيلا فان كان ذالك ليلا نال امراطيبا كامل المنفعه وان كان نهار كان ظد ذالك ،،،،،،،
واعلم ان اصدق اوقات الرؤيا اواخر الليل ووقت القيلوله في النهار واصدق الزمان وقت ادراك الثمر وبيعها واضعف الرؤيا زمان الشتاء ،،
وينبغي للمعبر ان يفهم كلام صاحب الرؤيا ويعرضها على الاصول فان كان كلامه صحيحا يشبه بعضه البعض ويدل على معاني مستقيمه فهي الرؤيا الصحيحه وان كان يحمل الى معاني مختلفه نضر الى ماهو اولى بالفاظها واقرب الى الاصل فيحملها عليه وان كانت الرؤيا كلها مختلفه لاتلم الى معاني فهي اضغاث احلام ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هاذا والله تعالى اعلم بالصواب
واتمنا على كل معبر ياخذها بعين الاعتبار
وفقني الله واياكم في طاعته ان الرؤيا لما كانت جزاء من سته واربعين جزء من النبوه لزم ان يكون المعبر عالما بكتاب الله تعالى حافظا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم خبير بلسان العرب واشتقاق الالفاظ عارفا بهيئات الناس ظابطا لاصول التعبير عفيف النفس طاهر الاخلاق صادق اللسان ليوفقه الله لما فيه الصواب ويهديه لمعرفه معارف اولى الالباب فان الرؤيا قد تعبر باختلاف احوال الازمنه والاوقات وتاره تعبر من كتاب الله وتاره تعبر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاره تعبر من المثل السائر وربما صرفت عن الراي الى نظيره او سميه وقد تاول الرؤيا مره من لفظ الاسم ومره من معناه ومره من ضده ومره من اشتقاقه ومره بالزياده ومره بالنقصان فاما التاويل من القران فكالبيض يعبر عنه بالنساء لقوله تعالى ( كانهن بيض مكنون ) وكالحجاره يعبر عنها بلقسوه لقوله تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجاره او اشد قسوه ) وكلحم الطري يعبر عنه بالغيبه لقوله تعالى (ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ) وكالمفاتيح فانه يعبر عنها بالكنوز لقوله تعالى ( واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبه اولى القوه ) فتزيد امواله لان الكنوز لا يتوصل اليها الا بلمفاتيح وكالسفينه يعبر عنها بالنجاه لقوله تعالى (فانجيناه واصحاب السفينه ) وقوله تعالى ( فانجيناه ومن معه في الفلك ) وكالملك يرى انه قد دخل دارا او بلده او محلة ولم يكن له عاده بالدخول اليها ويعبر عنها بحلول مصيبه او ذل يناله اهل ذالك الموضع لقوله تعالى ( ان الملوك اذا دخلو قريه افسدوها ) الى قوله ( اذله ) وكاللباس يعبر عنه بالنساء لقوله تعالى (هن لباس لكم وانتم لباس لهن ) واشباه ذلك كثيره واما التاويل من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فكالغراب يعبر عنه بالرجل القاسق لان رسول الله سماه فاسقا وكالفاره يعبر عنها بالمراه الفاسقه لقوله صلى الله عليه وسلم ( الفاره فاسقه ) وسماها ايضا فويسقه وكالضلع يعبر عنه بالمراه ايضا لان رسول الله قال ( المراه خلقت من ضلع اعوج ) واشباه ذالك مما لا يعد ،،،،،،،
واما من الامثال السائره فكالرجل يرى في يده طولا فانه يعبر عنه باصطناع المعروف لقولهم هاذا اطول منك يدا او باعا اي اكثر عطاء وكالحتطاب يعبر عنه بالنميمه لقولهم من مشى بين الناس بالنميمه فانه يحتطب وكالمرض يعبر عنه بالنفاق لقولهم لمن لايوفي وعده فلان يمرض في وعده وكالذي يرمي الناس باسهام والبندق والحجاره يعبر عنه بانه يذكرهم بسوء لقولهم رمي فلان فلانا وكالكبش يعبر عنه بالرجل العزيز في قومه المنيع فيهم واشباه ذالك كثير ممالا يعد ،،،،،،،،،
واما التاويل بظاهر الاسم فكرجل اسمه الفضل فيعبر عنه بالفضل وراشد يعبر عنه بالرشد وسالم يعبر عنه بالسلامه وشبه ذالك كثير واما التاويل بالمعنى فمثل النرجس والورد يعبر بهما لمن يسال عنهما او من ينسبان اليه يعبر عنهما بقله البقاء والياس بالضد لبقائه ونضارته واشباه ذالك كثير ،،،،،،،،،،
واما التاويل بالضد فمثل البكاء يعبر عنه بالفرح مالم تكن مهه رنه او صوت والفرح والضحك والرقص يعبر عنه ان حزن وهم وغم ومثل الرجلين يتقاتلان او يصطرعان فان المصروع هو الغالب ومتل الرجلين يراء انه يحتجم فانه يكتب عليه شرط فانه يحتجم ومثل الرجل يرى انه يدخل قبرا فانه يسجن او يراء انه يسجن في موضع مجهول الاهل والهيئه فانه يقبر اذا لم يكن يرى انه قد خرج من ذالك الموضع ومثل الجراد يعبر عنه انه جند والجند جراد ومن راى ان يده قطعت فاحتملها وبقيت معه فهو اخ او ولد يستفيده فان فارقته فهي مصيبه له اخ او ولد وفي المريض يرى ان ضجيج يخرج من بيته ولا يتكلم فانه يموت وان تكلم فانه يبراء وفي المقامات انها نساء غير عفيفات مالم تختلف الوانها وان كانت بيضاء وسوداء فهيه الايام والليالي ومثل ذالك كثير ،،،،،
واما اختلاف الاوقات فمثل الرجل يرى انه راكب فيلا فان كان ذالك ليلا نال امراطيبا كامل المنفعه وان كان نهار كان ظد ذالك ،،،،،،،
واعلم ان اصدق اوقات الرؤيا اواخر الليل ووقت القيلوله في النهار واصدق الزمان وقت ادراك الثمر وبيعها واضعف الرؤيا زمان الشتاء ،،
وينبغي للمعبر ان يفهم كلام صاحب الرؤيا ويعرضها على الاصول فان كان كلامه صحيحا يشبه بعضه البعض ويدل على معاني مستقيمه فهي الرؤيا الصحيحه وان كان يحمل الى معاني مختلفه نضر الى ماهو اولى بالفاظها واقرب الى الاصل فيحملها عليه وان كانت الرؤيا كلها مختلفه لاتلم الى معاني فهي اضغاث احلام ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هاذا والله تعالى اعلم بالصواب
واتمنا على كل معبر ياخذها بعين الاعتبار
