كيف تكتب بحثاً جامعياً ؟
إعداد : الدكتورة فاطمة إسماعيل
أستاذة بكلية الآداب قسم الفلسفة كلية البنات - جامعة عين شمس
هناك عدة أمور ينبغي على الطالب أن يبدأ بها قبل كتابة البحث أهمها ما يلي :
أولا : القراءة الواسعة
إن القراءة الواسعة في المجال بصفة عامة واجبة على الطالب الذي يريد أن يبحث ، لكي يستطيع أن يحدد موضوعا بعينه للبحث ، وعادة ينبغي أن تتسم هذه القراءة الواسعة بطابع معين وهو أن تكون سريعة،فالباحث في هذه المرحلة لا يحتاج إلى أن يقف عند كل كلمة أو كل جزئية ، بل هو يريد اكتشاف المجال الخاص الذي يميل إليه ، إلى جانب اختيار موضوع يحدده بناء على رغبة خاصة منه ، وبناء على هدف محدد يريد تحقيقه ، وبناء على عدة شروط سنشير إليها بعد قليل .
لذا ينبغي علي الطالب القراءة في الكتب المتصلة بالمجال بصفة عامة، وبهدف معرفة الإطار العام الذي يضم التصنيفات العامة للمجال .
من هنا فان طابع القراءة السريعة هنا لا يعنى إغفال أركان الكتاب المقروء خاصة ما يتعلق بالموضوع، وبالمنهج ، وبالهدف من تأليف الكتاب ، لذا ينبغي على الطالب ألا تفلت منه هذه الخيوط العريضة في أي كتاب يقرأه ليدرك مدى أهمية الموضوع وقيمته ومنهجه .
ثانيا : تحديد الغاية من البحث
بعد الانتهاء من قراءة بعض الكتب الخاصة بمجال التخصص، ينبغي على الطالب أن يحدد الغاية التي يقصدها إذا ما اختار موضوعا ما،ولن تخرج هذه الغاية أو هدف البحث عما أورده حاجي خليفة في مقدمته القيمة لكتابه الشهير"كشف الظنون" حين قال : التأليف على سبعة أقسام لا يؤلف عاقل إلا فيها :
1 ــ أما شئ لم يسبق إليه فيخترعه .
2ــ أو شئ ناقص يتممه .
3 ــ أو شئ مغلق يشرحه .
4 ــ أو شئ طويل يختصره ( دون أن يخل بشئ من معانيه ) .
5 ــ و شئ متفرق يجمعه .
6 ــ أو شئ أخطأ فيه مصنفه فيصلحه .
7 ــ أو شئ مختلط يرتبه .
ويمكن للباحث أن يحدد هدفا من الأهداف السابقة يكون محورا لبحثه .
ثالثا : أنماط الموضوعات البحثي
ينبغي علي الباحث في قسم الفلسفة أن يلم بالأنماط المتعددة لموضوعات البحث ليكون فكرة عن تلك الأنماط ، ومن المفضل أن يأتي بنمط حديد ، وعادة تتم الكتابة في أقسام الفلسفة في موضوعات تتعلق بما يلي :
1- دراسة شخصية فكرية ، قد تكون عربية أو أجنبية ، يتم إبراز أعمالها ، وعرض إسهاماتها في مجال تخصصها، وقد لا يكون عند القارئ دراية بجوانب هذه الشخصية فيتم تقديمها للقارئ لأول مرة، ويعد هذا إسهاما من الباحث لتعريف القارئ على مفكر قد لا يعرفه .
2- دراسة فكرة معينة أو نظرية لدى شخصية معينة .
3- دراسة فكرة معينة أو نظرية في إطار مذهب أو اتجاه معين .
4- دراسة فكرة معينة أو نظرية في عصر معين .
5- دراسة فكرة معينة في عدة مذاهب أو اتجاهات .
6- دراسة مشكلة مطروحة بين عدة مذاهب أو اتجاهات .
7- دراسة مقارنة بين فكرتين أو نظريتين : متشابهتين أو متعارضتين .
8- دراسة المنهج عند شخص معين ، أو اتجاه معين .
9- دراسة مذهب متكامل .
10- تحقيق مخطوط قديم ، ودراسة موضوعه .
11- ترجمة كتاب ، ودراسة موضوعه .
12- عرض كتاب جديد ، ودراسة موضوعه " وهو يختلف عن البحث " .
ومن المؤكد أن هناك أنماطاً كثيرة يمكن التأليف فيها،وهى متروكة لاجتهاد الباحث واختياره .
رابعا : تحديد موضوع البحث
فى ضوء ما سبق يستطيع الطالب أن يحدد موضوعا بعينه ليخدم غرضا من الأغراض التي أشرنا لها سابقا ، واختيار الموضوع هو في الواقع مهمة الباحث الذي يطرح على نفسه عدة أسئلة قبل تحديد موضوع بحثه وهى :
1- هل يستحق هذا الموضوع ما سيبذل فيه من جهد ؟
2- هل من الممكن كتابة بحث أو رسالة عن هذا الموضوع ؟
3- هل في طاقتي أنا أن أقوم بهذا العمل ؟
4- هل أحب هذا الموضوع وأميل إليه ؟
إذا كانت الإجابة بالنفي يحاول الطالب اختيار موضوع آخر تتحقق فيه هذه العناصر ، إذ ليس كل موضوع يستحق المجهود ، فالموضوع الذي يستحق الجهد المبذول هو الموضوع الذي ينتفع به عمليا،ويمكن الاستفادة به في مجال التخصص ، كما أنه ليس من الممكن كتابة أي بحث إذا لم تتوفر- مثلا مادة هذا البحث التي تجعل كتابته ممكنة ، كما أن حالة الطالب وظروفه الخاصة المتعلقة
- على سبيل المثال - بمعرفة بعض اللغات ينبغي أن توضع موضوع الاعتبار في اختيار بحث بعينه ، وقد توضع الناحية المادية أيضا في الاعتبار ، إذ أن البحث يتطلب جهدا ماديا إلى جانب الجهد الدراسي ، فقد يستلزم الأمر السفر إلى أماكن بعيدة ، أو طلب مخطوطات من مكتبات بعيدة تتطلب سداد تكاليفها .
أما ما يتعلق بالجانب العاطفي والميل الذاتي لموضوع ما فهو أمر على درجة كبيرة من الأهمية، لكي لا يقع الباحث في صراع بين العاطفة والأمانة العلمية ، كأن يكتب الشيوعي عن الرأسمالية أو العكس أو يكتب الشيعي عن أهل السنة
... الخ .
يتبــــــــع (2)
إعداد : الدكتورة فاطمة إسماعيل
أستاذة بكلية الآداب قسم الفلسفة كلية البنات - جامعة عين شمس
هناك عدة أمور ينبغي على الطالب أن يبدأ بها قبل كتابة البحث أهمها ما يلي :
أولا : القراءة الواسعة
إن القراءة الواسعة في المجال بصفة عامة واجبة على الطالب الذي يريد أن يبحث ، لكي يستطيع أن يحدد موضوعا بعينه للبحث ، وعادة ينبغي أن تتسم هذه القراءة الواسعة بطابع معين وهو أن تكون سريعة،فالباحث في هذه المرحلة لا يحتاج إلى أن يقف عند كل كلمة أو كل جزئية ، بل هو يريد اكتشاف المجال الخاص الذي يميل إليه ، إلى جانب اختيار موضوع يحدده بناء على رغبة خاصة منه ، وبناء على هدف محدد يريد تحقيقه ، وبناء على عدة شروط سنشير إليها بعد قليل .
لذا ينبغي علي الطالب القراءة في الكتب المتصلة بالمجال بصفة عامة، وبهدف معرفة الإطار العام الذي يضم التصنيفات العامة للمجال .
من هنا فان طابع القراءة السريعة هنا لا يعنى إغفال أركان الكتاب المقروء خاصة ما يتعلق بالموضوع، وبالمنهج ، وبالهدف من تأليف الكتاب ، لذا ينبغي على الطالب ألا تفلت منه هذه الخيوط العريضة في أي كتاب يقرأه ليدرك مدى أهمية الموضوع وقيمته ومنهجه .
ثانيا : تحديد الغاية من البحث
بعد الانتهاء من قراءة بعض الكتب الخاصة بمجال التخصص، ينبغي على الطالب أن يحدد الغاية التي يقصدها إذا ما اختار موضوعا ما،ولن تخرج هذه الغاية أو هدف البحث عما أورده حاجي خليفة في مقدمته القيمة لكتابه الشهير"كشف الظنون" حين قال : التأليف على سبعة أقسام لا يؤلف عاقل إلا فيها :
1 ــ أما شئ لم يسبق إليه فيخترعه .
2ــ أو شئ ناقص يتممه .
3 ــ أو شئ مغلق يشرحه .
4 ــ أو شئ طويل يختصره ( دون أن يخل بشئ من معانيه ) .
5 ــ و شئ متفرق يجمعه .
6 ــ أو شئ أخطأ فيه مصنفه فيصلحه .
7 ــ أو شئ مختلط يرتبه .
ويمكن للباحث أن يحدد هدفا من الأهداف السابقة يكون محورا لبحثه .
ثالثا : أنماط الموضوعات البحثي
ينبغي علي الباحث في قسم الفلسفة أن يلم بالأنماط المتعددة لموضوعات البحث ليكون فكرة عن تلك الأنماط ، ومن المفضل أن يأتي بنمط حديد ، وعادة تتم الكتابة في أقسام الفلسفة في موضوعات تتعلق بما يلي :
1- دراسة شخصية فكرية ، قد تكون عربية أو أجنبية ، يتم إبراز أعمالها ، وعرض إسهاماتها في مجال تخصصها، وقد لا يكون عند القارئ دراية بجوانب هذه الشخصية فيتم تقديمها للقارئ لأول مرة، ويعد هذا إسهاما من الباحث لتعريف القارئ على مفكر قد لا يعرفه .
2- دراسة فكرة معينة أو نظرية لدى شخصية معينة .
3- دراسة فكرة معينة أو نظرية في إطار مذهب أو اتجاه معين .
4- دراسة فكرة معينة أو نظرية في عصر معين .
5- دراسة فكرة معينة في عدة مذاهب أو اتجاهات .
6- دراسة مشكلة مطروحة بين عدة مذاهب أو اتجاهات .
7- دراسة مقارنة بين فكرتين أو نظريتين : متشابهتين أو متعارضتين .
8- دراسة المنهج عند شخص معين ، أو اتجاه معين .
9- دراسة مذهب متكامل .
10- تحقيق مخطوط قديم ، ودراسة موضوعه .
11- ترجمة كتاب ، ودراسة موضوعه .
12- عرض كتاب جديد ، ودراسة موضوعه " وهو يختلف عن البحث " .
ومن المؤكد أن هناك أنماطاً كثيرة يمكن التأليف فيها،وهى متروكة لاجتهاد الباحث واختياره .
رابعا : تحديد موضوع البحث
فى ضوء ما سبق يستطيع الطالب أن يحدد موضوعا بعينه ليخدم غرضا من الأغراض التي أشرنا لها سابقا ، واختيار الموضوع هو في الواقع مهمة الباحث الذي يطرح على نفسه عدة أسئلة قبل تحديد موضوع بحثه وهى :
1- هل يستحق هذا الموضوع ما سيبذل فيه من جهد ؟
2- هل من الممكن كتابة بحث أو رسالة عن هذا الموضوع ؟
3- هل في طاقتي أنا أن أقوم بهذا العمل ؟
4- هل أحب هذا الموضوع وأميل إليه ؟
إذا كانت الإجابة بالنفي يحاول الطالب اختيار موضوع آخر تتحقق فيه هذه العناصر ، إذ ليس كل موضوع يستحق المجهود ، فالموضوع الذي يستحق الجهد المبذول هو الموضوع الذي ينتفع به عمليا،ويمكن الاستفادة به في مجال التخصص ، كما أنه ليس من الممكن كتابة أي بحث إذا لم تتوفر- مثلا مادة هذا البحث التي تجعل كتابته ممكنة ، كما أن حالة الطالب وظروفه الخاصة المتعلقة
- على سبيل المثال - بمعرفة بعض اللغات ينبغي أن توضع موضوع الاعتبار في اختيار بحث بعينه ، وقد توضع الناحية المادية أيضا في الاعتبار ، إذ أن البحث يتطلب جهدا ماديا إلى جانب الجهد الدراسي ، فقد يستلزم الأمر السفر إلى أماكن بعيدة ، أو طلب مخطوطات من مكتبات بعيدة تتطلب سداد تكاليفها .
أما ما يتعلق بالجانب العاطفي والميل الذاتي لموضوع ما فهو أمر على درجة كبيرة من الأهمية، لكي لا يقع الباحث في صراع بين العاطفة والأمانة العلمية ، كأن يكتب الشيوعي عن الرأسمالية أو العكس أو يكتب الشيعي عن أهل السنة
... الخ .
يتبــــــــع (2)
♡•0•● قُلَبًيِ آلَشُـفُـآفُـ أجّـمًلَ عٌيِوٌبًيِ ◐◑。๑ εïз