
( الوطن )
كلمة عظيمة غالية على قلوبنا ، هو الروح التي يتنفس بها الجسد ، هو الشريان الذي يسري فيه الدم ، وهو الكيان الذي نبتنا في أرضه ، وإنكوينا في فصل الصيف بحرارة شمسه الساطعة ، ولامسنا حلاوة دفئها وقت الشتاء ، وإستظلينا تحت ظلال نخيله الباسقات المزدانة بثماره الطيبة ، وهو الأرض الطاهرة التي تحتضن البساتين الخضراء النظرة ، واستنشقنا عبيره الذي يداعب وجوهنا في أي بقعة نتواجد فيها من بقاعه الطاهرة ، ونروي ظمئ أنفسنا من مياه أفلاجه العذبة الصافية ، ونأكل من خيرات أرضه الطيبة ، فيه رسمنا أحلامنا ، وفيه نزرع أمالنا ، ونحقق أمنياتنا ، أعطانا الكثير من خيراته ويجب علينا رد الجميل بأن نعطيه فنسخر له إمكانياتنا وطاقاتنا ، وأن نحافظ على هويتنا ، وأن نكون خير سفراء له في أي بقعة نتواجد فيها من بقاع هذه المعمورة ، لنكون مضرب المثل أمام شعوب العالم ، حروفه الأربعة ( العين ، والميم، والألف ، والنون ) محفورة في جوف قلوبنا ، لتمتزج في دمائنا التي تجري في شرايين أجسادنا ، لتتساقط قطرات زكية فداء لأجله حينما تحين لحظة النائبات لا قدر الله ، تلك الحروف الأربعة رسخت في القلوب ، ليقوى الضمير بها عندما يضع الوطن أمانته بين أيدينا لنحافظ عليها ، ولتبقى مصلحته فوق كل اعتبار فلا تساويها أي مصلحة شخصية مادية أو معنوية .


فالوطن هو عادات وتقاليد وأرث خالد تجذور في ذاتي ، حتى كونت مسار حياتي ، يظل أسمه تردده لساني ، ومحفورا في جوف قلبي وجداني ، أحزن عندما يتعرض وطني لأي حادثة لا قدر الله ، ولو لحادث سير تحدث فيه إصابات خفيفة لفرد منه ، وأظل أطالع الأمل فيه إلى غدا تبزغ شمسه أنوار الأمل والسعادة والتي لا أجدها إلا فيه ، مهما رحلت عنه ومهما توفرت لي فرص الحياة السعيدة والعيش الرغيد خارج حضنه ، فلا يمكنني أن أتجرد منه لأنه بمثابة جلد ثاني لجسدي ، ويبقى ملاذا آمن لي لو رحلت قصرا منه إلى وطن آخر التجأت إليه ، هو انتماء لذاتي عندما أعطاني هيبة واحتراما وتقديرا أمام الشعوب الأخرى ، أمشي في أوطانهم مرفوع الرأس لمكانة وطني عندهم ، فقد عاش أجدادي على ترابه الطاهر ودفنوا تحت ثراه ، بعد أن ساهموا بشكل أو بآخر في صنعه ، فتجلى ذلك بذلك الإرث الخالد الشامخ الصامد ، الذي سيظل يحكي للأجيال المتعاقبة من أمته قصة الإنسان العماني الشريف وكفاحه لبناء وطنه ، رغم ما عصف بحياتهم من تقلبات وأوضاع معيشية صعبة ، وتوفر الوسائل البدائية لتسيير أمور حياتهم ، ورغم الجهل الذي كان سائدا لعدم توفر التعليم ـ إلا اليسير منهم ممن أنعم الله عليه فتتلمذ على يد المشايخ والعلماء الذين عاصر تلك الحقبة الزمنية ، رغم ذلك لكنهم أبدعوا وصنعوا وتركوا لنا هذا الإرث الخالد الذي يتمثل في الحصون والقلاع الشاهقة ، فظل الوطن عندهم بمثابة الأم الرءوم والأب الحنون الذي أمرنا رب العباد ببرهم ، عندما تغربوا عنه لشهور ولسنوات بحثا عن لقمة العيش ، فرسخوا في قلوبهم حب الوطن من الإيمان .


فلا يعرف قيمة الوطن إلا فاقده والذي أبتعد عنه لأي سبب كان ، سواء لطلب علم أو رحل قصرا منه بسبب حرب أو اضطهاد أو بما تقترفه يد الإنسان في هذا العصر من الزمان ، لكن يظل القلب متعلقا بالجسد وهو ( الوطن ) مهما تغربنا عنه ، وتظل الغربة هي النكد الذي تجعلنا نشتاق لنرجع نرتمي في حضنه ، فحب الوطن ليست كلمة تتفوه بها الألسن في أي مناسبة وطنية ، وإنما يجب أن يزرع هذا الحب ويروى بالدماء الطاهرة المتفجرة من قلوب أمته الصادقة وضمائرهم الحية اليقظة ، كما روته أمة أخرى كانت حاضرة ، في فترة زمنية ماضية بدمائها الطاهرة ، التي تساقطت في مختلف بقاعه عندما قدمت واجبها بالذود عنه ، ويجب على الألسن أن تحافظ عليه ليس فقط بترديد كلمة أو شعار أو أبيات شعر أو بكتابة مقال ، وإنما أن يرسخ هذا الحب بضمائر أبنائه الحية اليقظة التي تخاف الله ، وتقدس الواجب الذي وضعه القائد بين أيديهم وتحافظ على الأمانة مهما كان حجمها ، وفي أي موقع تتواجد فيه في مختلف مؤسسات هذا الوطن العزيز ، وأن تكون لسانهم سلاحا يحمي الوطن ، مشابها بسلاح البندقية التي تمسكها أيديهم للذود عنه ، فلا تسخر الألسن بالتخابر عن منجزاته ولا عن رموزه ، ولا تسخر لنيل من سمعته أو بتعريج الكلمة إلى خارج حضنه ، إذا كان فعلا الهدف منها الإصلاح ، فمن الأفضل لها أن تبقى في حضنه وبين مسامع أذان أمته ، إن لم تهدف تلك الألسن من ورائها نيل شهرة أو بروز مكانة في المجتمع ، ويجب أن تكون ضمائر أبناء الوطن حية يقظة ، همها الأول مصلحة الوطن وترك المصالح الشخصية خلف ظهورهم ، فلا تميلها أهواء أقوام لهم أهداف ومقاصد يعلمها الخالق عز وجل الذي يعلم ما تخفيه القلوب ، فعلى سبيل المثال لمن يخبر عن وطنه بنقل معلومات سرية لعدو وطنه ، عن منجزاته ، وعن رموزه ، وتطلعات شعبه ، وما تخطط له حكومته لبناء مستقبل وطنه ، سواء لتحقيق مصالح مادية أو معنوية ، فأنه يعتبر خائنا ليس لوطنه أو لقائده الذي وضع الأمانة بين يديه ، وإنما خائنا لأمته . فهو قد باع عرضه وشرفه مهما قبض من ثمن ومهما تحقق له من مصلحة ، فإن مصيرها إلى الزوال وخاصة إذا انكشفت أموره ، فالنبتة السامة لا يمكن لها أن تعيش في أرض وطنه ، ولا تلبث أن تثبت جذورها على ترابه الطاهر ، لأن دماء الشهداء التي تساقطت في مختلف بقاعه ستنبذها ، والأعين اليقظة من شرفاء أمة وطنه التي حملت على أعناق رقابها مسئولية عظيمة ، وهي حماية هذا الوطن والذود عن منجزاته ستمتد لها وستقتلعها ، من أي مكان وجدت فيه قبل أن تنشر جذورها السامة على ترابه الطاهر .


فكم أنت عظيم يا وطني وأنا أرى تلك المنجزات الشامخات ، كم أنت عظيم يا وطني وأنا أتجول في ربوع مدنك الزاهيات ، وبين أحضان بساتين نخيلك الباسقات ، وكم أنت عظيم يا وطني بهذا الإرث الخالد من سنين ماضيات ، والذي يتجلى بهذه الحصون والقلاع والأبراج الصامدات ، وكم أنت عظيم يا وطني عندما أرى شعبك ملتحما مع قيادته الحكيمة في كل المناسبات ، وكم أنت عظيم يا وطني بأن انعم الله عليك بقائدا فذا سخر حياته لخدمة وطنه وأمته فتحققت بفضل من الله وبفضله الكثير من المنجزات ،وفاضت من يديه البيضاء الكريمة الكثير من المكرمات ، فعم الخير والنماء والأمن والآمان والاستقرار في كل الولايات ، وهنا نحن على مشارف أيام مشرقة سوف نحتفل فيها بأغلى المناسبات ، ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا ميلاد مولانا صاحب الجلالة من أزاح عنا كرب المعضلات ، لنعيش في فرح وسعادة في ليالي زاهيات ، لتبقى عمان الغالية دائما في مصاف الدول المتقدمات ، بفضل من الله ثم بفضلك سيدي يا من أنرت لنا ظلمة الليالي الحالكات ، لنسأل من سخر المزن تجرى لتسقي الأراضي اليابسات ، أن يمد في عمرك المجيد سيدي وأنت تنعم بموفر الصحة والعافية بطول السنين القادمات ، لترتقي عماننا الغالية دائما إلى معالي العزة والشموخ فتنال أسمى الدرجات .


ومن إحدى الولايات العمانية نلتقي اليوم بإحدى الفتيات المبدعات ، مشرفة في ساحة نبض عمان بمنتدى الساحة العمانية ، لنحاورها في ساعة صفا وإخاء بأحلى معاني الكلمات ، فالنرحب جميعا بالمشرفة المتألقة
(( المجهولة ))


خير ما نبدأ به لقائنا هذا آيات من الذكر الحكيم .
*أطلب منك تعريف جمهور الساحة بحضرتك ؟
أبلغ من العمر 26 سنة أم لطفلة ربة منزل ، منشغلة بالأعمال الإنسانية والتطوعية
* ما هي هواياتك المفضلة ؟
كنت أحب رياضة تنس الطاولة وكرة اليد حالياً تركت هذه الرياضة بسبب حالتي الصحية .. حالياً الحمد لله
هدية مقدمة من البرنامج لضيفة الحلقة


* ماذا تعني لك الكلمات التالية :ـ
لأم / كلمة لا أجد لها معناً لكبر معناها
الوطن /عديل الروح
النفس /أعوذ بالله منها
الوطن /عديل الروح
النفس /أعوذ بالله منها
* ما سر تواجد قلم المجهولة في ساحة نبض عمان بذات ؟
الساحة ككل بها حرية شبه كاملة في كتابة ما أريد وفي أي وقت .. تقدر من يتوجه إليها ومن يكتب بقلم مبدع ... أما تواجدي في ساحة نبض عمان حبي الشديد لبلدي .. وما يحدث بها .. لذا أتوجه وأتواجد دائماً هناك .. واكتب كل ما أراها في ما يخص بلدي .
*ماذا أضاف إليك منتدى الساحة العمانية ؟
المسئولية في الكتابة .. فالكلمة التي اكتبها أمانه تقرأ ويقرأها الكثير .. في ما مضى قبل تولي الأشراف كنت أشاغب على من يكتب وأثير الشغب بأي شكل من الأشكال ..
لا اعرف ماذا أضاف المنتدى .. ولكن حتى لو كنت في عز انشغالي وحياتي لازم أدش بأي شكل من الأشكال ..

لا اعرف ماذا أضاف المنتدى .. ولكن حتى لو كنت في عز انشغالي وحياتي لازم أدش بأي شكل من الأشكال ..

فاصل وسنعود لمتابعة هذا اللقاء الشيق ـ فكونوا معنا
* كيف تقيمين دور قلم الفتاة العمانية في منتدى الساحة العمانية بذات ؟
بصراحة ممتاز جدا .. مما يدل على أن الفتاة العمانية ليست تافهة ولا يستهان بقلمها ولا بإبداعها
*ماذا يعني لك البيت الشعري التالي :ـ
هي الأخلاق تنبت كالنبات :: إذا سقيت بماء المكرمات
هذا البيت رووووووعه ... ولأنني لست بشاعرة إلا أنني افهم منه الارتباط الوثيق بين بيئة الإنسان الاجتماعية والأخلاق التي ينشأ عليها...


*تمتاز السلطنة بأن لها تاريخ ضارب منذ القدم ، والشواهد تحكي لما تركه لنا السلف من إرث خالد حتى يومنا الحاضر تجلى في القلاع والحصون ومختلف الأبراج المنتشرة في المدن العمانية ، فما الذي يتوجب علينا فعله للمحافظة على هذا التراث الخالد ؟
علينا أن نرتبط بهذا الإرث التاريخي ارتباطا وثيقاً ، متمثلا بالقراءة التاريخية المتمعنة لنقف على حقائق هذا التاريخ بكل تفاصيله وليعرف الإنسان العماني من هو ، ولا يكتمل واجبنا تجاه ما حوا من قلاع وأبراج وحصون بالترميم والصيانة فقط بل علينا تناولها بالأبحاث وإعطاءها حقها من الدراسة الأكاديمية.
*المرأة العمانية كان لها دورها العظيم والمشرف في حركة العمران في هذا الوطن العزيز منذ بداية هذه النهضة المباركة ، وتجلى ذلك الاهتمام من لدن حكومتنا الرشيدة بأن عزز دورها فشغلت مختلف المناصب القيادية في مختلف مؤسسات هذا الوطن ، ونحن على أعتاب أربعين سنة من سنوات الشموخ لمسيرتنا الظافرة ، كيف تقيمين دور المرأة العمانية في خدمة هذا الوطن ؟
مما لا شك فيه أن بلادنا العزيزة سباقة في فتح الباب على مصراعيه أمام المرأة لتنطلق وتثبت نفسها وجدارتها في المجتمع ، بالتأكيد الأمثلة تضرب والواقع يتكلم عن نفسه عندما نرى أن المرأة العمانية قد خاضت الميادين بكل ثقة وجدارة وأصبحت عنصرا فاعلا حالها في ذلك كحال الرجل ، أما عندما اربطها بتجربتي أراها محكومة ببعض الظروف التي أتحفظ على ذكرها بحكم المحيط.


فاصل وسنعود لمتابعة هذا اللقاء الشيق ـ فكونوا معنا
* توصف الأزياء العمانية الرجالية بالبساطة والتكييف مع البيئة المحيطة ، كما أن الأزياء النسائية لها طابعها وتتعدد أشكالها من منطقة إلى منطقة أخرى من مناطق السلطنة ـ فهل الأجيال الحالية حافظت على هذا اللباس العماني الأصيل المتوارث من السلف ـ أم أن الإضافات التي أضيفت لها غيرت من طابعها العماني المميز ؟
لا أرى هذه الإضافات تستطيع أن تغير الموروث ربما قد تبعدنا عنه لكنها تبقى تطور له وفرع من أصل.
* الشورى نهج حكيم انتهجته حكومتنا الرشيدة منذ بداية عصر النهضة العمانية الظافرة ـ وكان للمرأة العمانية دور بارز ومشرف فيه فشغلت في مختلف فتراته الانتخابية عدد من الكراسي تمثل مختلف ولايات السلطنة ، فهل سنرى تواجد كبير للمرأة العمانية في ترشيحات المجلس للفترة القادمة ؟
إن شاء الله نتمنى ذلك.


* أترك لك حرية اختيار أي مادة من مكتبة البرنامج ؟
ما تتفضلون به .
* كلمة أخيرة نسمعها منك قبل نهاية هذا اللقاء ؟
أتمنى أن تعذروني على الإيجاز في بعض الأجوبة .. أشكركم لاستضافتي ...
ولا اعرف ما مدى تقيم المنتدى لي .. ولا أعرف رأي الآخرين بما أكتب ..
ولكن ما اعرفه أن تواجدي واستضافتي في موضوعكم أسعدني وبشده
ولا اعرف ما مدى تقيم المنتدى لي .. ولا أعرف رأي الآخرين بما أكتب ..
ولكن ما اعرفه أن تواجدي واستضافتي في موضوعكم أسعدني وبشده
ونحن سعداء بتشريفك هذا البرنامج ...

قدمنا لكم //
البرنامج الثاني ساعة صفا
الجزء الثاني الحلقة 28
ضيفة البرنامج
(( المجهولة ))
مشرفة ساحة نبض عمان
المقدمة والحوار
ولد الفيحاء مشرف ساحة قضايا الشباب
التقديم والتواصل لمتابعة الحلقة
وردة الوفاء
مشرفة ساحة قضايا الشباب
من المملكة العربية السعودية
الأخت المبدعة / زهر مكة
مرتبة الشرف
الإشراف العام على البرنامج
مشرفي ساحة قضايا الشباب

قدمنا لكم //
البرنامج الثاني ساعة صفا
الجزء الثاني الحلقة 28
ضيفة البرنامج
(( المجهولة ))
مشرفة ساحة نبض عمان
المقدمة والحوار
ولد الفيحاء مشرف ساحة قضايا الشباب
التقديم والتواصل لمتابعة الحلقة
وردة الوفاء
مشرفة ساحة قضايا الشباب
من المملكة العربية السعودية
الأخت المبدعة / زهر مكة
مرتبة الشرف
الإشراف العام على البرنامج
مشرفي ساحة قضايا الشباب