نظرت إلي محدثتي مندهشة و قالت تعليقا على عبارة (إنني سيدة محظوظة) التي قلتها توا: لا أرى اي أثر للحظ في حياتك، ولكنني أرى رحلة كفاح و إصرار طويلة، مقرونة بموهبة حقيقية.



علي الاعتراف بأن ما قالته محدثتي جعلني أتوقف عنده برهة، و مر شريط حياتي أمامي سريعا منذ سنوات طفولتي الباكرة، وصولا إلى تلك اللحظة، ولعلها المرة الأولى التي فكرت فيها حقا في أن أنسب نجاحي لنفسي، ولو أنني وجدت أن الحظ أيضا لعب دورا رئيسيا في رسم ملامح شخصيتي و بالتالي حياتي كلها..


فلولا حظي (العاثر) و الطفولة القاسية التي عشتها، و الحياة الأصعب في المراحل التالية من حياتي، ما اصبحت الانسانة التي أنا عليها اليوم، ولما حققت كل ما حققت من نجاحات على جميع الأصعدة، لقد كان الظروف الصعبة التي مررت بها دافعا قويا وراء ما حققت في حياتي، و أدرك اليوم أكثر من اي وقت مضى بأنه لو أتيحت لي الحياة السهلة التي أتيحت لرفيقاتي من حولي لأنتهى بي المطاف حيث انتهى بكل رفيقاتي...لكن محدثتي نبهتني إلى حقيقية مهمة، ألا وهي ميلنا إلى عدم نسبة الفضل لنا في نجاحاتنا و إنجازاتنا، ودائما ما نبحث عن ألأسباب خارج ذواتنا، في حين ننسب الفشل لأنفسنا على الدوام، الأمر الذي يحرمنا من متعة الشعور بالانتصار و التفوق وهو شعور جميل يساهم في تعزيز ثقتنا بأنفسنا، و يكون دافعا لنا نحو الاستمرار في العمل، امنح نفسك هدية صباحية هذا اليوم، عدد جميع الانجازات في حياتك، بدأ من مرحلة الطفولة، و حتى هذه اللحظة، ضمنها شهادة الدراسة، و تذكر بأنه إنجاز يستحق الذكر عندما تفكر في مليارات البشر ممكن لم يتاح لهم دخول مدرسة، ولا تنسى ذكر هذه اللحظة التي تقرأ فيها موضوعي هذا، فهذا دليل على سعيك الدائم للمعرفة و التطور........