مسقط-ش

افتتحت المديرية العامة للتخطيط وتنمية الموارد البشرية بشؤون البلاط السلطاني أمس برنامج المهندس الحاذق، للمحاضر المهندس هاشم محمد الوديان، برعاية أمين عام اللجنة العليا لتخطيط المدن سعادة المهندس منير بن باقر بن حسين الموسوي وذلك في قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر، والذي يستمر في الفترة من 30 أكتوبر الجاري إلي 3 نوفمبرالمقبل.

وقال سعادة راعي الحفل عقب ختام البرنامج :بداية أتقدم بالشكر الجزيل لشؤون البلاط السلطاني على دعوتنا لرعاية هذا البرنامج الحيوي الذي يسلط الضوء على المهارات اللازمة للمهندس البارع، وقال سعادته إنه في الوقت الحاضر السلطنة بحاجة إلى المهندسين ذوي الخبرات والكفاءات العالية الوطنية، وشؤون البلاط السلطاني قام بدعوة كثير من الخبراء والمهندسين من خارج السلطنة لتقديم عدد من البرامج للمهندسين ، وتدريبهم على أحدث الطرق التي تسهل عليهم أداء العمل بشكل متقن، فأتمنى من كافة المهندسين أن يحرصوا على تطوير أنفسهم ، وتنمية مهاراتهم، ويبدعوا في تخصصاتهم ، داعيا الله تعالى أن يوفقهم إلى كل ما من شأنه تحسين وتطوير أداء العمل.

وألقى مدير عام التخطيط وتنمية الموارد البشرية بالوكالة خالد بن سعيد بن سالم الجرادي كلمة قال فيها : إنه ليوم مشرق بالأمل الباسم ، مفعم بالعمل الجاد ، نجتمع في رحاب هذا المكان الطاهر، لنشهد افتتاحية برنامج هادف يأتي ضمن المجموعة المثرية للأربعين برنامجا المنفذة ابتهاجا بمرور أربعين عاما من عمر مسيرة التنمية الشاملة التي زخرت بالتكاتف والتعاضد، وعمرت بالتعاون والتساند، منهاجها العزم الجازم، وشعارها الإصرار الحازم لأبنائها البررة العاملين في مختلف الميادين، فامتد عطاؤها إلى كل بقعة من أرضها الطاهرة، عامرا بالخير والنماء، حافلا بالبر والرخاء، فتحققت منجزاتها بالعمل الشاق، وأنجزت مكتسباتها بالتفاني الصاد‏ق. وذلك تجسيدا للفكر العبقري والسامي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ، أبقاه الله تعالى ، الذي يؤكد عليه دائما بقوله :" أن نجاح التجارب الإنسانية هو نتاج سعي متواصل وعزم وإراد‏ة وشعور بالمسؤولية، ولا يمكن لأمة من الأمم أن تدرك غايتها إذا لم تعمل يدا واحدة من أجل بناء مستقبلها وتنمية قدراتها وإمكاناتها".

وقال: إن الهندسة نور للعقل، ومُطهِّر للفكر ، فهي مصدر السلامة ، ومنبع الاقتصاد ، وقد قال أحدهم يصف فوائدها ، ويعدد مزاياها: أن الهندسة تفيد صاحبها إضاءة في عقله، واستقامة في فكره؛ لأن براهينها كلها بَيِّنَة الانتظام، جلية الترتيب، لا يكاد الغلط يدخل أقيستها؛ لترتيبها وانتظامها؛ فيبعد الفكر بممارستها عن الخطأ، وينشأ لصاحبها عقل على ذلك النسق، لذا فإن الوظائف الهندسية أهميتها بالغة ، وضرورتها عالية، فالعمل الهندسي يستلزم أن تكون مشاريعه محددة بأوقات معينة، و أعماله مصاغة بعقود مقننة، الأمر الذي يفرض على أي مهندس ناجح أن يتمتع بمهارات عالية ويتسلح بمعارف صائبة، ويمتلك منهجيات رصينة، ويتصف بسمات جليلة، فيكون قادرا على إدارة نفسه ،منظما لوقته، مرتبا لعمله، مخططا لمشاريعه ، مستثمرا لموارده، ملما بأساسيات علم الإدارة، ونظرياتها الحديثة، متمرسا في إقناع الآخرين بوجاهة رأيه، واثقا من قدراته ، بارعا في إدارة أفراده، عاملا معهم بروح الفريق الواحد، متواصلا معهم بشكل فعال، مستشرفا للمستقبل في كل جزئيات عمله ، حاذقا في تطبيق المعرفة ، ماهرا في تصميم التجربة ، متمكنا من تحليل المعلومة، وتقييم النتيجة، وحل المشكلة، فاهما للمسؤوليات المهنية والأخلاقية، حاذقا في إدارة المخاطر وتقيمها وتلافي حدوثها ، راغبا في تعلم كل ما هو جديد، مطلعا على أحدث النظم، مقيما لخططه ومشاريعه ، تواقا لمعرفة القضايا المعاصرة، واستخدام التقنيات الحديثة والأدوات الجديدة.

وأضاف الجرادي: إن برنامج المهندس الحاذق تتكامل فيه المعرفة الأكاديمية والخبرة المهنية، وتتناغم فيه المعلومة النظرية والتجربة العملية ، حيث سيسلط الضوء من خلال مادته العلمية ، وحلقاته التدريبية على كل ما يمكن من القيام بالمهمات بشكل أكثر إبداعا وإتقانا ، وبأسلوب أجود فاعلية وكفاءة. وحث المشاركين في كلمته بالحرصِ على أن يستثمروا أوقاتهم الثمينة في كل ما من شأنه أن يوسع مداركهم ، ويثري معارفهم ، ويجود مهاراتهم ، ويحسن قدراتهم ، وأن يستحضروا قول مولانا المعظم ، حفظه الله ورعاه ،" إنَّ المُجْتَمَعَاتِ لا يُقَاسُ تَقَدُّمَهَا بالازْدِهَارِ العُمْرَانِيِّ فَقَطْ وإِنَّمَا بِمَدَى أصَالَةِ هَذَا التَقَدُّمِ واسْتِيْعَابِهِ لِقُدُرَاتِ المُجْتَمَعِ وتَقَالِيْدِه فِيْ العَمَلِ والعَطَاْء، فطوبى ‏لكل يد عاملة تشارك في بناء نهضة عمان، في كل ميدان، ودعوة صادقة لبناة الحاضر ورواد المستقبل، للانطلاق نحو آفاق أبعد ، وساحات أرحب، ومقاصد أسمى وأعلى. فإن المستقبل المشرق المحقق للتقدم والنماء، والسعادة والرخاء لا يبنى إلا بالهمم العالية، والعزائم الماضية ، والصبر والإخلاص والمثابرة. وفي ختام كلمته عبر عن وافر الشكر و بالغ التقدير لراعي الحفل على تفضلِّه بالرعاية.

كما ألقى المهندس هاشم محمد سالم وديان من المملكة الأردنية الهاشمية مدرب لعدة برامج في المجال الهندسي ومجال إدارة المشاريع كلمة عبر خلالها عن سعادته البالغة ليكون محاضرا في البرنامج الذي يضم عددا من المشاركين من شؤون البلاط السلطاني ومشاركين خارجيين من جهات حكومية في السلطنة، وقال إن المهن الهندسية في غاية الأهمية وذلك لارتباطها المباشر بالتنمية، فالمهندسون هم المسؤولون عن سلامة البشر والمنشآت،وقال:جاءت أهمية عقد برنامج المهندس الحاذق والذي سينفذ على شكل حلقات ومشاغل تدريبية لبناء نمطية التكامل في عمل المهندس، فالمهندس البارع المجيد في عمله صاحب المهنية العالية لا بد أن يمتلك مهارات إدارية عالية في إدارة العمل والمكتب وإدارة الأعمال الميدانية ومهارات مكتبية كمهارات إعداد التقارير الإدارية والهندسية والاتصال والتواصل مع الآخرين بشقيه الكتابي والشفوي.

الجدير بالذكر أن البرنامج يضم أربعين مشاركا من شؤون البلاط السلطاني وممثلين من وزارتي الداخلية والنقل والاتصالات، والبحرية السلطانية العمانية ، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية.