روجر كوهين
إن تعميق حفرة الإخفاق غباء واضح. والمشاحنات بين أمريكا وإسرائيل حول تمديد إسرائيل لفترة محدودة وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية فيه إهانة لأمريكا
قام كل من ترأس حكومة اسرائيل، مؤخرا، بفعل أشياء لم يحلم يوما أن يفعلها. ولن أستعرض معكم القائمة بأكملها، لكن لنتذكر معا اسحاق رابين ومحوره الذي دار حوله والمتمثل في عبارة "اكسروا عظامهم"، وآرييل شارون وقراره بالانسحاب من غزة وإيهود أولمرت والنتيجة المؤلمة -بالنسبة له- التي خلص إليها، ومفادها أن أي اتفاقية سلام مع الفلسطينيين تستلزم "انسحابا من كل الأراضي المحتلة تقريبا" إن لم يكن منها جميعا.
فما الشيء الذي سيفعله رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، ولم يكن يحلم أن يفعله من قبل؟ لقد وصل مؤخرا الى حل "دولتين لشعبين"، لكن ذلك كان مجرد مناورة منه. فوراء كل المقايضات غير اللائقة خلال الأسابيع الفائتة القريبة، مع تركيز هذه المقايضات على ما سيحدث في الضفة الغربية خلال الستين يوما المقبلة، تكمن المسألة الأساسية في تخيل نتنياهو للدولة الفلسطينية.
لقد حدد الفلسطينينون وضعهم أو موقفهم: دولة بحدود العام 1967 بالإضافة الى (أو من دون) عملية تبادل للأراضي بين الطرفين، ما يعني قيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية. وفي المقابل، كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيتخلى الفلسطينيون عن كل "المطالبات التاريخية" ويعيشون بجوار اسرائيل آمنة في سلام.
لكن لدى كل من نتنياهو والاسرائيليين أسبابا عديدة للشك في هذا، ليس أقلها انقسام فتح وحماس في الحركة الوطنية الفلسطينية والطريقة التي أدى بها الانسحاب من غزة الى هطول الصواريخ على الجنوب الاسرائيلي.
وكان على الرئيس أوباما أن يتغلب على هذه الشكوك في حديثه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل أكثر من خمسة أسابيع، لكن هذا لن يضاف الى ثرثرات الشرق الأوسط حسنة النية. كانت كلمات أوباما هي: "عندما نعود الى هنا العام المقبل، يمكن أن نتوصل معا الى اتفاقية ستؤدي الى رقم جديد في الأمم المتحدة- دولة فلسطينية سيادية مستقلة، تعيش في سلام مع اسرائيل".
أوباما يقول العام المقبل!! أي في سبتمبر 2011!! لقد أيدت أمريكا - ثم لحقت بها روسيا والاتحاد الاوروبي و الأمم المتحدة في ذلك- أيدت قبل خمسة أسابيع تقريرا للبنك الدولي يقر بأنه" لو تمكنت السلطة الفلسطينية من أن تحافظ على أدائها الحالي في عملية بناء مؤسسات الدولة وتوصيل الخدمات العامة، ستكون في وضعية جيدة تسمح بتأسيس الدولة في أي وقت في المستقبل".
في أي وقت في المستقبل!! هذا تعهد دولي نادر يضع جدولا زمنيا ثابتا لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ويعكس نفاد صبر العالم، ومع هذا، المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية مجمدة.
وربما توفر انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي الفرصة لأوباما ليفكر مجددا. فتعميق حفرة الإخفاق غباء واضح. والمشاحنات بين أمريكا واسرائيل حول تمديد اسرائيل لفترة محدودة وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية فيه إهانة لأمريكا. وعلى أوباما أن ينظر الى الأفق ويسأل نتنياهو هذا السؤال:" أنا أتفهم مخاوفك الأمنية. وأمريكا ستقف دوما بجوار اسرائيل. لكن أخبرني: لو تم تأمين كل مخاوفك الأمنية، بحيث لم يعد لها وجود، وأنا أقول كلها، فما هي الحدود التي تريدها لإسرائيل؟".
يجب أن يتم الجواب على هذا السؤال، حتى تتمكن الأطراف من أن تمضي قدما. فمعاهدة كامب ديفيد في العام 1979 بين مصر واسرائيل، في عهد الرئيس الاسرائيلي مناحم بيجن، أوضحت تماما أن الطرف الاسرائيلي سينسحب تماما من شبه جزيرة سيناء المصرية - وفقا للشروط والمعايير الصحيحة. وعلى الرغم من ذلك، وكما قال لي مسؤول اسرائيلي، لا يوجد لدى اسرائيل" مبررات نفسية وسياسية تحدد "وضعيتها" الحالية على الأرض".
أما نتنياهو فسيظل في مكانه متجمدا. وسيقول إن اليمين في ائتلاف يمين الوسط الذي يتزعمه، سيكسر التحالف (الائتلاف) عندما يتعلق الأمر بالحدود. وسيقول إنه يحتاج ضمانات أمنية قبل أي حديث عن الحدود. لكن من دون حصول أوباما على جواب لهذا السؤال، ستتقوض كل جهوده من أجل السلام.
والمرونة الفلسطينية المحتملة الوحيدة بخصوص مسألة وقف بناء المستوطنات تكمن في الضمانات الأمريكية بأن الحدود سيتم التعامل معها أولا. وبمجرد أن تكون الحدود موضع التركيز، لن يهتم الجانب الفلسطيني إذا واصلت اسرائيل بناء المستوطنات داخل حدود دولتها.
لذا، يجب أن يقرر أوباما كيف يحصل على جواب لهذا السؤال. يمكنه أن يقول لنتنياهو أنه لكي يسيطر على حكومة الائتلاف التي يتزعمها ولا ينفصل عنه اليمين وقت مناقشة مسألة الحدود، يمكنه أن يفسح المجال لحزب كاديما. ويمكن لأوباما أن يفكر في كيف يقوم بنفسه بطمأنة الاسرائيليين بخصوص أمنهم: يمكن لخطابيه في العالم الإسلامي (في مصر وفي تركيا) أن يكتملا بخطاب ثالث يلقيه في اسرائيل. ويمكنه أن يدفع بوزيرة خارجيته هيلاري كلينتون الى قلب تلك العملية، حيث ازدادت كثافة إداناتها لدولة فلسطينية مستقلة في الفترة الأخيرة، كما أنها تزيد من تطمينها لليهود (كما يفعل زوجها). لكن كل ذلك ليس بكاف.
ولا أعتقد أن اسرائيل وصلت الى ما وصل إليه العالم: ألا وهو حتمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ولا أعتقد أن وهم يهودا والسامرة -امتلاك كل الأرض وإقامة دولة الأمة اليهودية عليها- قد مات بالكامل داخل نتنياهو.
إذن، ما هي الميزة التي يمتلكها أوباما على نتنياهو؟ إن بعض التدابير والإجراءات الأمريكية المتخيلة غير مقنعة سياسيا. لكن ربما يوفر هاجسا اسرائيليا واحدا من هواجس المساومات الأخيرة القليلة حلا: الإصرار على ألا تنضم أمريكا العام المقبل الى أي قرار أممي معاديا لإسرائيل.
فالإسرائيليون قلقون من أن يقول أوباما- في ظل غياب تعاون نتنياهو الجدي فيما يتعلق بالموعد النهائي العام 2011 (بخصوص قيام الدولة الفلسطينية)- أن يقول أوباما لرئيس الوزراء الاسرائيلي: "في هذ الحالة، ليس أمامي من خيار سوى أن أتفق مع كل من ميدفيديف وساركوزي وكاميرون وهو جين تاو على أننا جميعا سنذهب الى مجلس الأمن ونحاول الخروج منه بقرار بتأسيس دولة فلسطينية وفق حدود العام 1967، ونقترح أن توافق كل دولة في العالم على هذا القرار". وقلق الاسرائيليون بشكل من الأشكال ميزة لأوباما. لذا، يجب أن يفهم نتنياهو أن الوقت الراهن هو وقت أزمة.
نيويورك تايمز- ش
إن تعميق حفرة الإخفاق غباء واضح. والمشاحنات بين أمريكا وإسرائيل حول تمديد إسرائيل لفترة محدودة وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية فيه إهانة لأمريكا
قام كل من ترأس حكومة اسرائيل، مؤخرا، بفعل أشياء لم يحلم يوما أن يفعلها. ولن أستعرض معكم القائمة بأكملها، لكن لنتذكر معا اسحاق رابين ومحوره الذي دار حوله والمتمثل في عبارة "اكسروا عظامهم"، وآرييل شارون وقراره بالانسحاب من غزة وإيهود أولمرت والنتيجة المؤلمة -بالنسبة له- التي خلص إليها، ومفادها أن أي اتفاقية سلام مع الفلسطينيين تستلزم "انسحابا من كل الأراضي المحتلة تقريبا" إن لم يكن منها جميعا.
فما الشيء الذي سيفعله رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، ولم يكن يحلم أن يفعله من قبل؟ لقد وصل مؤخرا الى حل "دولتين لشعبين"، لكن ذلك كان مجرد مناورة منه. فوراء كل المقايضات غير اللائقة خلال الأسابيع الفائتة القريبة، مع تركيز هذه المقايضات على ما سيحدث في الضفة الغربية خلال الستين يوما المقبلة، تكمن المسألة الأساسية في تخيل نتنياهو للدولة الفلسطينية.
لقد حدد الفلسطينينون وضعهم أو موقفهم: دولة بحدود العام 1967 بالإضافة الى (أو من دون) عملية تبادل للأراضي بين الطرفين، ما يعني قيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية. وفي المقابل، كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيتخلى الفلسطينيون عن كل "المطالبات التاريخية" ويعيشون بجوار اسرائيل آمنة في سلام.
لكن لدى كل من نتنياهو والاسرائيليين أسبابا عديدة للشك في هذا، ليس أقلها انقسام فتح وحماس في الحركة الوطنية الفلسطينية والطريقة التي أدى بها الانسحاب من غزة الى هطول الصواريخ على الجنوب الاسرائيلي.
وكان على الرئيس أوباما أن يتغلب على هذه الشكوك في حديثه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل أكثر من خمسة أسابيع، لكن هذا لن يضاف الى ثرثرات الشرق الأوسط حسنة النية. كانت كلمات أوباما هي: "عندما نعود الى هنا العام المقبل، يمكن أن نتوصل معا الى اتفاقية ستؤدي الى رقم جديد في الأمم المتحدة- دولة فلسطينية سيادية مستقلة، تعيش في سلام مع اسرائيل".
أوباما يقول العام المقبل!! أي في سبتمبر 2011!! لقد أيدت أمريكا - ثم لحقت بها روسيا والاتحاد الاوروبي و الأمم المتحدة في ذلك- أيدت قبل خمسة أسابيع تقريرا للبنك الدولي يقر بأنه" لو تمكنت السلطة الفلسطينية من أن تحافظ على أدائها الحالي في عملية بناء مؤسسات الدولة وتوصيل الخدمات العامة، ستكون في وضعية جيدة تسمح بتأسيس الدولة في أي وقت في المستقبل".
في أي وقت في المستقبل!! هذا تعهد دولي نادر يضع جدولا زمنيا ثابتا لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ويعكس نفاد صبر العالم، ومع هذا، المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية مجمدة.
وربما توفر انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي الفرصة لأوباما ليفكر مجددا. فتعميق حفرة الإخفاق غباء واضح. والمشاحنات بين أمريكا واسرائيل حول تمديد اسرائيل لفترة محدودة وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية فيه إهانة لأمريكا. وعلى أوباما أن ينظر الى الأفق ويسأل نتنياهو هذا السؤال:" أنا أتفهم مخاوفك الأمنية. وأمريكا ستقف دوما بجوار اسرائيل. لكن أخبرني: لو تم تأمين كل مخاوفك الأمنية، بحيث لم يعد لها وجود، وأنا أقول كلها، فما هي الحدود التي تريدها لإسرائيل؟".
يجب أن يتم الجواب على هذا السؤال، حتى تتمكن الأطراف من أن تمضي قدما. فمعاهدة كامب ديفيد في العام 1979 بين مصر واسرائيل، في عهد الرئيس الاسرائيلي مناحم بيجن، أوضحت تماما أن الطرف الاسرائيلي سينسحب تماما من شبه جزيرة سيناء المصرية - وفقا للشروط والمعايير الصحيحة. وعلى الرغم من ذلك، وكما قال لي مسؤول اسرائيلي، لا يوجد لدى اسرائيل" مبررات نفسية وسياسية تحدد "وضعيتها" الحالية على الأرض".
أما نتنياهو فسيظل في مكانه متجمدا. وسيقول إن اليمين في ائتلاف يمين الوسط الذي يتزعمه، سيكسر التحالف (الائتلاف) عندما يتعلق الأمر بالحدود. وسيقول إنه يحتاج ضمانات أمنية قبل أي حديث عن الحدود. لكن من دون حصول أوباما على جواب لهذا السؤال، ستتقوض كل جهوده من أجل السلام.
والمرونة الفلسطينية المحتملة الوحيدة بخصوص مسألة وقف بناء المستوطنات تكمن في الضمانات الأمريكية بأن الحدود سيتم التعامل معها أولا. وبمجرد أن تكون الحدود موضع التركيز، لن يهتم الجانب الفلسطيني إذا واصلت اسرائيل بناء المستوطنات داخل حدود دولتها.
لذا، يجب أن يقرر أوباما كيف يحصل على جواب لهذا السؤال. يمكنه أن يقول لنتنياهو أنه لكي يسيطر على حكومة الائتلاف التي يتزعمها ولا ينفصل عنه اليمين وقت مناقشة مسألة الحدود، يمكنه أن يفسح المجال لحزب كاديما. ويمكن لأوباما أن يفكر في كيف يقوم بنفسه بطمأنة الاسرائيليين بخصوص أمنهم: يمكن لخطابيه في العالم الإسلامي (في مصر وفي تركيا) أن يكتملا بخطاب ثالث يلقيه في اسرائيل. ويمكنه أن يدفع بوزيرة خارجيته هيلاري كلينتون الى قلب تلك العملية، حيث ازدادت كثافة إداناتها لدولة فلسطينية مستقلة في الفترة الأخيرة، كما أنها تزيد من تطمينها لليهود (كما يفعل زوجها). لكن كل ذلك ليس بكاف.
ولا أعتقد أن اسرائيل وصلت الى ما وصل إليه العالم: ألا وهو حتمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ولا أعتقد أن وهم يهودا والسامرة -امتلاك كل الأرض وإقامة دولة الأمة اليهودية عليها- قد مات بالكامل داخل نتنياهو.
إذن، ما هي الميزة التي يمتلكها أوباما على نتنياهو؟ إن بعض التدابير والإجراءات الأمريكية المتخيلة غير مقنعة سياسيا. لكن ربما يوفر هاجسا اسرائيليا واحدا من هواجس المساومات الأخيرة القليلة حلا: الإصرار على ألا تنضم أمريكا العام المقبل الى أي قرار أممي معاديا لإسرائيل.
فالإسرائيليون قلقون من أن يقول أوباما- في ظل غياب تعاون نتنياهو الجدي فيما يتعلق بالموعد النهائي العام 2011 (بخصوص قيام الدولة الفلسطينية)- أن يقول أوباما لرئيس الوزراء الاسرائيلي: "في هذ الحالة، ليس أمامي من خيار سوى أن أتفق مع كل من ميدفيديف وساركوزي وكاميرون وهو جين تاو على أننا جميعا سنذهب الى مجلس الأمن ونحاول الخروج منه بقرار بتأسيس دولة فلسطينية وفق حدود العام 1967، ونقترح أن توافق كل دولة في العالم على هذا القرار". وقلق الاسرائيليون بشكل من الأشكال ميزة لأوباما. لذا، يجب أن يفهم نتنياهو أن الوقت الراهن هو وقت أزمة.
نيويورك تايمز- ش
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions