"السكري" في يومه العالمي : قاتل صامت "الخلي

    • "السكري" في يومه العالمي : قاتل صامت "الخلي

      مسقط : حمدي عيسى عبد الله

      يحتفل العالم اليوم الاحد بـ"اليوم العالمي للسكري "وذلك بفعاليات عديدة ومتنوعة تحتضنها مختلف دول العالم تهدف كلها الى المزيد من التوعية بخطورة هذا المرض الذي اتفق الأطباء على تسميته بالقاتل الصامت وبهذه المناسبة يدق المختصون ناقوس الخطر وبكل اللغات مؤكدين على المزيد من العمل الجاد لاحتواء هذا المرض الذي وصل عدد المصابين به الى 220 مليون شخص في العالم والعدد مرشح للارتفاع بخاصة مع نمط الحياة السائد في معظم دول العالم والذي يساعد على انتشار هذا الوباء.

      إحياء لذكرى عيد ميلاد فردريك بانتنج اليوم العالمي للسكري محطة للتوعية والتذكير وتقييم المشوار ورسم ملامح خطة العمل المستقبلية لمواجهة داء السكري الذي يسميه الأطباء "القاتل الصامت" وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم العام 1991 حيث تم تحديد يوم 14 نوفمبر من كل عام موعدا لليوم العالمي للسكري واختيار تاريخ 14 نوفمبر من طرف الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية جاء إحياء لذكرى عيد ميلاد فردريك بانتنج الذي شارك تشارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين العام 1922 وهي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة.

      350 مليون مشارك في 130 دولة يشارك في اليوم العالمي للسكري أكثر من 350 مليون شخص في العالم بأسره وذلك من قبل أعضاء المؤسسات التابعة للاتحاد الدولى لمرض السكر في أكثر من 130 دولة بما فيهم مؤسسات وأفراد على المستوى السياسي والطبي وحتى الأطفال سواء من المرضى أو الأصحاء يحضرون في الحدث وذلك من أجل المزيد من التوعية ضمن فعاليات عديدة بعضها تنظمها هيئات عمومية وأخرى بمبادرات من جمعيات ومنظمات خاصة وأهلية وفي كل عام يتم التركيز في اليوم العالمي للسكري على موضوعات تمت بصلة إلى الداء كالسكري وحقوق الإنسان والسكري وأسلوب الحياة العصرية والسكري والسمنة والسكري في الضعفاء وسيئي التغذية والسكري في الأطفال والمراهقين وبالنسبة لحملة 2009-2013 التي اطلقتها منظمة الصحة العالمية فإنها تركز على الوقاية والتعليم وذلك للفت الانتباه بأنه مازال هناك الكثير الذي يجب عمله من أجل هؤلاء المرضى والتقليل من مضاعفات المرض بل وتجنبها بقدر الإمكان.

      أكثر الأمراض سرعة في الانتشار مرض السكري هو أحد أكثر الأمراض سرعة في الانتشار عالمياً حيث اقتصر عدد المصابين بهذا المرض في العالم على 30 مليوناً في العام 1985 فيما سيصل الرقم بحسب الاحصائيات مع نهاية العام الحالي 2010 إلى 220 مليون مصاب، ويتسبب هذا الداء بوفاة من 8 إلى 14 مليون شخص سنوياً يحتمل أن يتسبب هذا المرض المزمن بوفيات العام 2015 أكثر مما فعل العام 2006 بنسبة 50 % و80 % أكثر في الدول الموسرة.

      370 مليون مصاب العام 2025 بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن السكري السبب في 5% من الوفيات على مستوى العالم كل سنة ومن المحتمل أن يصل عدد المصابين به الى 370 مليون شخص العام 2025،وسيلتهم نحو 40% من الميزانيات الصحية للدول. وإذا ما علمنا أن أمراض القلب والشرايين مسؤولة عن 30% من الوفيات في العام وأن مرضى السكري معرضون 4 مرات للإصابة بها أكثر من غيرهم، وأن الداء السكري مسؤول عن حوالي 40% من حالات الفشل الكلوي، ومسؤول رئيسي عن فقدان البصر في البلدان المتقدمة فإن حجم المشكلة وعبئها ولا شك أكبر على البلدان النامية ومن هذا يتضح أن حجم المشكلة كبير ويستدعي وقفة جادة من الجميع، وتظافر كل الجهود الرسمية والشعبية لمكافحتها والتغلب على مضاعفاته.

      نصف المصابين به لا يعرفون تكمن خطورة الداء السكري في كثرة انتشاره وخطورة مضاعفاته ويزيد الأمر خطورة أن تطور المرض في أول الأمر صامت خفي بدون أعراض , فكثير ما يكشف المرض صدفة عند فحص سكر الدم لسبب آخر وتدل الاحصائيات في أكثر دول العالم أن نصف مرضى السكري على الأقل غير مشخصين أي أنهم لا يعرفون بإصابتهم بالداء وبالتالي لا يحترزون منه ويفتك بهم الداء من حيث لا يدرون وبعد ظهور المضاعفات تكون جدوى العلاج محدودة أي فقط لمجرد التخفيف من معاناة المريض والوقاية من مضاعفات جديدة والحفاظ على ما بقي من أعضاء سليمة في الجسم.

      كل 30 ثانية يتم بتر ساق لمريض بالسكري أصبحت مشاكل السكري على القدمين مؤرقة للأوساط الصحية بسبب تدني الوعي الصحي وعدم العناية الكافية بالقدمين من قبل الكثير من مرضى السكري كما أصبحت عمليات البتر لأحد القدمين أو كليهما من جراء مضاعفات السكري غير مقبولة إذ تشير الدراسات انه في كل ثلاثين ثانية يفقد أحد مرضى السكري ساقه على مستوى العالم وأنه من الممكن تقليل عمليات البتر 49- 85 % بواسطة توفير العناية الطبية للقدم وبالتثقيف الصحي و تتسبّب عمليات البتر الناجمة عن السكري في وفيات وحالات عجز لا داعي لها وترى منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للسكري بأنّه يمكن تلافي أكثر من نصف عمليات بتر الأطراف السفلى إذا ما تم اكتشاف المرض ورعاية مرضاه بطريقة ملائمة.

      يرهق ميزانيات الدول السكري ويؤذي الأعضاء الداخلية للجسم ويؤدي إلى مضاعفات عديدة منها مرض القلب والجلطة الدماغية وضغط الدم المرتفع وفقدان البصر وتعطل عمل الكلية وبتر الأعضاء وتلف الأنظمة العصبية وتعطل النشاط الجنسي والوفاة بسبب الأنفلونزا أو الالتهاب الرئوي وهذه المضاعفات تساهم في ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية إلى مستويات عالية. ففي الولايات المتحدة، بلغ مجموع تكاليف معالجة السكري ومضاعفاته العام 2007 إلى 174 مليون دولار، وفقا لجمعية السكري الأمريكية وقد حذرت دراسة حكومية أمريكية من أن عدد البالغين الأمريكيين الذين يعانون من السكري سيصبح ضعفين أو ثلاثة أضعاف عددهم الحالي بحلول العام 2050 إن تواصلت الوتيرة الحالية للمرض كما تقدر منظمة الصحة العالمية بأن الصين سوف تفقد 558 بليون دولار من دخلها القومي خلال الفترة من 2006 إلى 2015 نتيجة أمراض القلب، والجلطات الدماغية والسكري.

      السمنة أحد أهم الاسباب إذ يحذر الخبراء والباحثون الدوليون في منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الإصابة بالبدانة ترتفع في كل مكان في العالم، بخاصة في الدول النامية ما أدى لوصفها بالوباء، وأنها قد أصبحت خارج السيطرة والبدناء يعانون من أمراض متعلقة بحالتهم مثل مرض السكري ويؤكد المختصون علاقة السمنة بالسكري وأنها أحد أهم أسباب الإصابة بهذا الوباء ويشددون على أن الوقاية من هذا المرض تستوجب محاربة السمنة بخاصة لدى الأطفال. فالسكري من الفئة 2 المسمى بـ«الدهني» هو أكثر أنواع المرض انتشارا في العالم إذ يشكل 90% من الحالات. وما يسهم في انتشاره العالمي هو السمنة وعدم ممارسة الرياضة. ويموت حوالي 3,2 مليون شخص سنويا من مضاعفات السكري بحسب منظمة الصحة العالمية. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك أكثر من 22 مليون طفل ممن تقل أعمارهم عن الخمس سنوات مصابون بالبدانة أو السمنة المفرطة. ويعيش أكثر من 17 مليونا منهم في دول نامية ويشدد المختصون على أن مراقبة الوزن لتفادي السمنة لدى الراشدين تسمح بتخفيف عدد الإصابات بالسكري بنسبة 50% على الأقل.

      العرب في الصدارة عالميا

      تحتل الدول العربية ستة مراكز متقدمة ضمن أكثر دول العالم في نسب الإصابة بالسكري فست دول عربية احتلت ستة مراكز متقدمة ضمن قائمة تضم أكثر الدول في العالم فيها نسب عالية للإصابة بمرض السكري، وفق الطبعة الثالثة من أطلس مرض السكري الذي تعده المنظمة الدولية لمرض السكري.

      الإصابة في الخليج الأعلى في الشرق الأوسط أكد المدير الإقليمي للاتحاد الدولي للسكري لمنطقة الشرق الأوسط البروفيسور مرسي عرب على دور الاتحاد الدولي للسكري في الحد من انتشار هذا الداء من خلال نوعية الوقاية من مضاعفات السكري التي تؤثر على عمل القلب وتسبب تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم ، مشيراً إلى أن الاتحاد الدولي قد وضع عددًا من الآليات العلمية لمكافحة هذا المرض من أهمها التوعية الرامية لمكافحة السمنة والمحافظة على النشاط الجسدي، بالإضافة إلى الاهتمام بخفض معدلات السكري.

      وأشار البروفيسور مرسي عرب إلى أن نسب الإصابة في منطقة الشرق الأوسط تتراوح ما بين 3 و10%، إلا أن النسبة ترتفع في منطقة الخليج وتعتبر الأعلى في منطقة الشرق الأوسط لتصل ما بين 15و20%، لذلك فإن الكثير من المختصين في المنطقة يدقون ناقوس الخطر ويرون أن الانتشار الواسع للسكري في الخليج يجعل هذه المنطقة عاصمة للسكري.

      ثلاثة أسباب رئيسية

      تعتبر السمنة من أكثر الأسباب التي تؤدي الى مرض السكري من النوع الثاني لدى البالغين وهناك ثلاثة أسباب رئيسية للإصابة بالسكري بشكل عام وهي الوراثة وقلة النشاط البدني وزيادة الأكل وبالتالي زيادة الوزن، وتزيد هذه الأسباب في منطقة الخليج نتيجة نمط الحياة هذه الأسباب أكدتها لـ"بي بي سي" العربية إخصائية مرض السكري لدى الأطفال د. مارلين نينو، حيث قالت إن مرض السكري من النوع الثاني وهو المكتسب وليس الوراثي الذي يعرف بالنوع الأول منتشر لدى البالغين في الدول العربية أكثر من الأطفال نتيجة العادات الغذائية الخاطئة وأن زيادة نسبة الأطفال لدى السكري بدأت بسبب الترف وقلة الحركة ونوعية التغذية.

      لا يوجد علاج شافي

      لا يوجد علاج شافي لداء السكري حتى الآن ولكن بإمكان المصاب السيطرة على المرض والتمتع بحياة طبيعية دون التعرض للمضاعفات من خلال اتباع نمط صحي في الحياة والالتزام بالارشادات الطبية الجيدة مع استخدام العلاج المناسب إذا لزم الأمر وتعتبر إصابة القدمين من أهم المضاعفات المزمنة لمرضى السكري، وقد يعاني مريض السكري من مشاكل عديدة في القدمين، وحتى البسيط منها يمكن أن يتحول إلى خطير.

      الفحص الدوري ضروري

      تنصح الجمعية الأمريكية لداء السكري بإجراء فحوص دورية للكشف عن السكري لكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 45 عاماً بل قبل ذلك لمن لديه خطورة إصابة عالية مثل كونه منحدرا من أصول أو من قوم يكثر عندهم انتشار السكري , وكذلك في إي عمر لمن لديه عامل خطورة محدد مثل زيادة الوزن أو لديه عوامل وراثية أي أن أحد أبويه أو أخوته مصابون بالسكري.

      حيطة وحذر وفحص

      الفحص الدوري لا يقتصر على الحالات السابقة بل ينصح المختصون أيضا بالحيطة والحذر والفحص الدوري للذين يعانون من ارتفاع في الضغط الشرياني أو اضطراب شحميات الدم أو يعاني من تصلب الشرايين أو آفات نقص التروية القلبية أو النساء المصابات بالسكر الحملي أو لديهن قصة ولادة أجنة ميتة أو زاد وزنها على 4.2 كيلو جرامات أو المرضى الذين يعالجون بالأدوية التي من شأنها أن تسهم في اضطراب تحمل السكر مثل هرمونات الكورتيزون وغيرها أو المرضى الذين يعانون من أحد الأمراض التي تضعف تحمل السكريات مثل متلازمة كوشينج وأمراض البنكرياس وغيرها.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions