الأدوية المضبوطة تحتوي على نسبة عالية من التلوث الميكروبي
العاملون معه لا يملكون الخبرة العلمية والعملية في مجال الصيدلة

سجاد العياشي:
كشفت جريدة عمانية عن صدور احكام قضائية بحق مدعي الطب الهاشمي الذي سبق لـ"الشرق" ان نبهت الى زيف ادعاءاته وبطلان حججه وكشفت بالادلة اساليبه في الضحك على ذوق الناس واستغلالهم، حيث افردت الصحيفة العمانية الخبر تحت عنوان "الحكم بغلق مركز لبيع الاعشاب الطبية والطب الشعبي بولاية البريمي لمدة سنة والمنع من مزاولة النشاط لمدة مماثلة مع السجن سنة وستة أشهر والغرامة ثلاثمائة ريال ومصادرة الأعشاب والأدوات المضبوطة"، الذي جاء فيه: وقضت بمعاقبته عن الأولى بالسجن لمدة سنة واحدة والغرامة ثلاثمائة ريال عماني وعن الثانية بالسجن لمدة ستة أشهر، وأمرت بإغلاق المركز الكائن بولاية البريمي لمدة سنة واحدة ومنعه من مزاولة النشاط بالمركز لمدة مماثلة مع مصادرة الأعشاب والأدوات المضبوطة، وبحسب الصحيفة تتلخص وقائع الدعوى في المعلومات التي تلقتها إدارة الإدعاء العام بمحافظة البريمي حول قيام المتهم الأول (مالك المركز) بممارسة مهنة الطب البشري في مركزه لبيع الأعشاب الطبية والطب الشعبي دون الحصول على تراخيص من الجهة المختصة، وعلى ضوء ذلك تمت مباشرة أعمال التحريات وجمع الاستدلالات حيث ثبت من خلالها أن المركز يقوم بصرف الدواء للمراجعين دون الفحص عليهم ظاهرياً، كما أن القائمين على إدارته ليس لديهم أية خبرة عملية وعلمية في مجال الصيدلة وصرف الأدوية، وعلى ضوء ذلك تم التقرير بتفتيش المركز، وانتقل أعضاء الأدعاء العام بالبريمي ورجال تحريات الظاهرة تساندهم قوة من رجال الضبط الى الموقع ليثبت لهم صحة ما جاء في أعمال التحريات، حيث ضبطت بالمركز مجموعة من الأعشاب منها: الهمن، عود القرفة، الينسون، حبة العزيز، أعشاب الروند، وبذر خل، طباشير بيضاء قشر الرمان، طلح النخيل، أعشاب الجعدة، حلبة، بودرة سن الفيل، بذور الفجل، حبة البركة، شعير هندي، عرعر، بذور كزبرة، أعشاب المر، الزنجبيل، أعشاب القرحة، مجموعة من عسل النحل، زيت الزيتون، علبتان دون عليهما (للخصيتين والحنجرة) ومجموعة أخرى من الأدوية، بالإضافة الى عدد من الأشرطة السمعية، وبعض الفواتير، وبإحالة تلك الأعشاب للفحص المختبري بوزارة الصحة ثبت أنها تحتوي على نسبة عالية من التلوث الميكروبي، مما يعني أن إعدادها لم يتم في طرق ولا في بيئة سليمة، كما لا يوجد هنالك أي مستندات علمية تشير الى إمكانية استخدام بعض الأدوية المضبوطة للعلاج من الأمراض كما عثر على بعض اللوائح والمنشورات بالمركز، التي تظهر صورة المتهم مضاف إليها لقب (الدكتور) وقد أثبتت التحقيقات أن الشهادة التي بحوزته لا يوجد لها أي أساس علمي مطلقاً، وقد تمكن المتهم من الحصول على أموال طائلة من الغير بإيهامهم أنه دكتور وحاصل على شهادة عالية من جامعة عالمية، وأنه قادر على شفاء الناس من الأمراض المستعصية والمزمنة كالسرطان والسكري والعقم وغيرها، وذلك من خلال افتتاح مركز معنون باسمه بولاية البريمي ووظف به مجموعة من الاشخاص غير مرخص لهم بمزاولة مهنة الطب أو الصيدلة، كما عمل على تدعيم كذبة للايقاع بالمجني عليهم من خلال نشر ذلك في القنوات الفضائية، التي يظهر بها المتهم وهو يستضيف بعض الناس الذين يدعون أنهم استفادوا من علاجه، وكل ذلك بهدف الحصول على ثقة الناس للاستيلاء على أكبر نفع منهم، وهو ما دفع بعدد كبير من الناس من داخل البلاد وخارجها للتوجه للمركز طلباً للشفاء طناً منهم بصدق تلك الأكاذيب التي ادعاها المتهم بعد أن عززها بكل تلك الوسائل الاحتيالية.
هذا وقد تبنت "الشرق" قبل اكثر من عامين حملة لكشف اكاذيب ادعياء الطب من العشابين والدجالين والمشعوذين طرحت تساؤلاً انذاك حول ظاهرة مدعي الطب (هل هو يبيع الوهم على الناس ام هو فلته من فلتات الزمان) ومن خلال ذلك ولتفاعل الجمهور من داخل البلاد وخارجها توافر لدينا كافة الأدلة التي تثبت زيف ادعاءاته وفي حوار معه طلبنا منه اعلامنا عن عنوان لشخص واحد شفي على يده في اي بقعة على وجه الارض ليتم عرض تقاريره الطبية قبل العلاج وفحوصاته الحالية على جهات علمية للتحقق من صحة اصابته أولاً ومن ثم صحة شفائه لكنه لم يجد ما يرد به علينا وظهر عبر شاشته يحمل ورقة يدعي انها شهادة علمية حصل عليها من جامعة امريكية، حيث تعرض المجتمع القطري الى اكبر عملية نصب في مجال ترويج الأعشاب على يده عندما قام بمقابلة اكثر من 2000 شخص في احد الفنادق وقام باستيفاء 2500 ريال من كل واحد منهم ووعدهم بارسال الادوية لهم وقد اثبتت الجهات الصحية بعد الكشف على عينات منها تمت مصادرتها في المنافذ انها ملوثة فيما ماطل في الوفاء بعهوده مع بعضهم الآخر، وتفاعلت الجهات الصحية الرسمية مع حملة "الشرق" واصدرت تحذيرات للجمهور من خطورة التعامل معه، وفي محاولة منه لتمرير اكاذيبه ادعى بانه سيتوجه الى اليمن من اجل معالجة 20 طفلا مصابا بالسرطان وسيتم اعلان عن شفائهم بعد شهرين وقامت "الشرق" في ذلك الحين بالطلب من المستشفى الذي قال انه سيقوم بالتعامل معه لمساعدة الاطفال للحصول على قائمة باسماء الاطفال المسجلين لديهم والذين يعانون من السرطان بهدف التحقق من صحة ادعائه واعلم باننا حصلنا على اسماء المرضى قبل وصوله وستتم متابعة حالاتهم، الأمر الذي جعله يختفي تماماً ويقطع أي سبيل للتواصل مع الجريدة، كما ان علماءنا الاعلام اكدوا ان اسلوبه في اجراء الرقية الشرعية مخالفاً للعقيدة الاسلامية، حيث لا يجوز اجراء الرقية عبر وسائل الاتصالات، مؤكدين ان الرقية لا تخرج عن اطار الاخلاص بالدعاء للمريض بالشفاء مشددين على اهمية اجرائها من قبل أقرب الأقرباء للمريض بالجلوس معه والانكسار امام الله والتوسل لله في طلب الشفاء له، كما ان جميع الحيثيات الواردة بقرار الحكم الصادر بحقه قد تم التثبت منها في سلسلة من التحقيقات المتواصلة التي اجرتها "الشرق"، والتي اكد خلالها المواطنون والمقيمون ان العلاجات وهمية ولا فائدة ترجى من ورائها، وأن العاملين بمركز الاعشاب العائد له يجهلون حتى كيفية قراءة التقارير الطبية وان العلاجات تتماثل تماماً لجميع المرضى على اختلاف الامراض التي يشكون منها حيث يأخذ مريض الشلل ومريض القلب والذي يشكو الصداع او الذي يشكو الم في قدمه نفس العلاج وهنالك عبوات كتبت عليها عبارات غريبة مثل "دهن للمخ مرتين يومياً"، وبعض الوصفات المثيرة للسخرية كمكبرات الصوت (الهيدفون) واجهزة التسجيل والاشرطة الصوتية، وقد وجد خبر أدانته ارتياحا واسعا في أوساط المجتمع وتمنوا التصدي الى القنوات الفضائية المتلاعبة بالعقول والخارجة ببرامجها وطروحاتها على الذوق العام وعن العادات والتقاليد والاعراف والمنطق العلمي.







المصدر جريدة الشرق القطريه



al-sharq.com/articles/more.php?id=222544